«مصر جديدة» يناقش عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة ومخطط توطين الفلسطينيين بسيناء
التاريخ : السبت 14 أكتوبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي
مضامين الفقرة الأولى: الحرب على غزة
قال الإعلامي ضياء رشوان، إنه منذ صباح السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم، الأمور تزداد سوءًا داخل قطاع غزة، والتي تؤثر بشكل كبير على المنطقة بأكملها وربما العالم أيضًا، بسرعة أكبر بكثير مما كان العالم يتصور. وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، أجرى زيارة لإسرائيل وأبدى في مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، دعمًا غير محدود للدولة العبرية. وأوضح أن هناك دعمًا متواصلًا تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للجانب الإسرائيلي في الحرب الدائرة الآن. وذكر أن الرواية الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية ثابتة وواضحة بتقديم كافة سبل الدعم لإسرائيل وإلقاء اللوم طوال الوقت على الحركة الفلسطينية وحركة حماس حيث يتم التحجج باتخاذ المدنيين كدروع بشرية من قبل حركة حماس.
وكشفت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن استعداد روسيا للتوسط في تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدة أن موقف روسيا واضح منذ بداية عملية طوفان الأقصى. وقالت إن تصريحات المسؤولين الروس مؤيدة لحق الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطين مستقلة، موكدة أن موقف روسيا مختلف عن الموقف الغربي وأمريكا بالأخص.
وأوضحت أن رد فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن كان سريعًا، وكانت هناك أخطاء، ولكن الموقف الأمريكي مستمر، وهناك مقابلات بين أمريكا وإٍسرائيل، وهناك مخازن كبيرة للسلاح الأمريكي على الأراضي الإسرائيلية رغم أن إسرائيل ليست بحاجة إلى أسلحة. ولفتت إلى أن حركات الجهاد وحماس يُنظر إليها على أنها منظمات إرهابية في أمريكا وأوروبا، بينما روسيا لا تصنفها كذلك. وأشارت إلى أن بوتين شبه الإسرائيلي بـ "النازي". ونوهّت بأن إيران لا تحتاج إلى دعم أسلحة روسية.
وعلق الدكتور مدحت حماد أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة طنطا، على تصريحات وزير خارجية إيران، بأن كل الاحتمالات واردة في المنطقة مع استمرار الحرب في غزة. وقال إن تصريحات وزير الخارجية الإيراني الأخيرة عن الازمة في قطاع غزة تبعث 3 رسائل في غاية الأهمية في ظل الظروف الحالية. وتابع أن الرسائل أولها طمأنة قادة المقاومة الفلسطينية، وتقوية الترابط بين المقاومة الفلسطينية وحزب الله في لبنان، ثانيًا تأكيد الصلة القوية مع المقاومة، ثالثًا رسالة للولايات المتحدة الأمريكية بأن طهران هنا وموجودة في الشرق المتوسط، وإيران هي الفاعل الحاضر الغائب في هذه الأزمة من البداية.
وأوضح أن عملية هندسة العلاقات وحلفاء إيران في المنطقة كانت منذ أن وضعها قاسم سليماني، وكل السيناريوهات مطروحة، وعملية المواجهة ستكون إنفاذ إرادة لما تقوده إيران رسميًا، لافتًا إلى أن هناك تأخير في الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، والـ 48 ساعة القادمة هي الحاسمة في تاريخ شرق المتوسط والشرق الأوسط. وأكد أن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني إذا صدق واجتاح الشمال الإسرائيلي لن يخرج منه وستتغير الخارطة السياسية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إيران أعلنت القضاء على إسرائيل وطهران تسعى إلى تحقيق الرؤية الإستراتيجية لديها في الشرق المتوسط، قائلًا: «نحن أمام حرب قد تشتعل إذا تدخل حسن نصر الله».
وقال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إنه كان يرغب في أن يذهب مجلس جامعة الدولة العربية لمجلس الأمن الدولي من أجل مناقشة القضية الفلسطينية، قائلًا: «صحيح مجلس الأمن به عيوب كثيرة ومقصر في أمور كثيرة، ولكن لما تذهب إلى مجلس الأمن وهو منبر دولي رئيسي يذهب إليه العرب ويطرحون الأمر».
وأضاف أن استمرار الأمر على ما هو عليه في فلسطين أمر غير مقبول على الإطلاق، وسيكون له نتائج ضارة بشأن الاستقرار في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، مشددًا على ضرورة أن يتحدث العرب من منبر دولي بصوت واحد، وأن يتم دفع الأمور أنه إذا كانت إسرائيل قالت ما عندها، وفلسطين قالت ما عندها، يجب دعوة الجميع إلى عملية تفاوضية ولكن ليس تحت منصة قوة واحدة، وإنما في إطار مجلس الأمن.
وتابع بأن التفاوض يجب أن يكون له إطار زمني وليس للأبد مثلما حدث في التسعينيات، ويتم الدعوة للتفاوض نحو السلام، على أساس مبادرة أوسلو التي وقع عليها الإسرائيليون ثم خرقوها. وأردف بأن الإعلام العربي والمصري يجب أن يكون واضح في ملف الأزمة.
وأكد أنه كان هناك انطباع لدى كثيرين بما في ذلك العالم العربي، أن القضية الفلسطينية انتهت، وتبخرت في الهواء وهذا كلام سطحي ليس له أساس من الصحة، إذ إن القضية الفلسطينية لا تزال حية، ولم تتبخر في الهواء، ولم تُدفن في باطن الأرض، ولم تغرق في الماء، والقضية الفلسطينية لن تختفي، وهذه رسالة لكل من يهمه الأمر في العالم العربي. وأشار إلى أن ما حدث في فلسطين يؤكد أن القضية الفلسطينية مستمرة ولن تنتهي مهما حدث، وستنفجر في لحظة من اللحظات، والمسألة تتطلب موقفًا عربيًا بتحليل سليم للأمور، مشددًا على أن "حكاية القضية الفلسطينية خلصت كلام فارغ".
وقال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن الولايات المتحدة الأمريكية انحازت بنسبة 100% لإسرائيل في فترة الرئيس دونالد ترامب اقترح صفقة القرن حينما كان رئيسًا لأمريكا وكانت صفقة مضحكة، ويجب على العرب الحديث في الوقت الحالي مع أمريكا أن أي خطوة إضافية مثل التطبيع وما إلى ذلك يجب أن يكون في إطار شامل يعالج القضية الفلسطينية.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية الذي يتم إجراء تفاوض معها في هذا الشأن ستتخذ هذا القرار، لأن السعودية الآن لديها من وسائل القوة في الموقف، ومطلوب منها الكثير، والسعودية لن تترك القضية الفلسطينية، موضحًا أن هناك بدايات لمواقف عربية في الفترة الحالية، مثل الموقف السعودي في الوقت الحالي.
واستكمل أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنه يتحدث كيهودي موقف غريب ونادر، ولكن يأتي في ضوء الضعف الواضح في العرب في الفترة الحالية، موضحًا أن العقود الماضية كانت قوة العرب طاغية وتجعل التصريحات الخاصة بكل مسؤول غربي في محلها ويفكر فيها أكثر من مرة.
وأضاف أنه ليس أمرًا طبيعيًا أن يقوم مواطن عربي بدعم ما يحدث من إسرائيل في فلسطين، إذ إن العرب يطالبون بالحق، وهو إقامة دولة فلسطينية بحل سياسي، وبحل تفاوضي، والجميع يؤكد أن القضية الفلسطينية لم تنته ولن تنتهي تحت أي ظرف.
مضامين الفقرة الثانية: توطين الفلسطينيين بسيناء
أكد الإعلامي ضياء رشوان أن مصر ترفض الدعوات الموجهة من الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة بمغادرة منازلهم والاتجاه جنوبا، وبحسب تقرير الولايات المتحدة يبلغ عدد هؤلاء السكان أكثر من نصف قطاع غزة. وتابع بأن الاستجابة لهذا الأمر ضعيف للغاية، فقد قامت إسرائيل بمحاولات تهجير الفلسطينيين من قبل وطردوا آلاف النازحين بالقوة، لافتًا إلى أن جميع الأحداث تشير إلى تطورات سريعة وتبدو شديدة الأهمية. واستكمل أن الحضور الإيراني بدا واضحًا في المشهد، بالإضافة إلى وجود تصريحات للمرة الثانية للرئيس الروسي فلاديمير بوتن تتعلق بما يجري الآن في المنطقة العربية.
ولفت المذيع إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكد أن الدعوات الموجهة للفلسطينيين لمغادرة قطاع غزة إلى سيناء ليست أمرا يمكن أن يؤدي إلى السلام، مضيفا أن غزة جزء من أرض فلسطين التاريخية، كما أنه كان من المفترض إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تشملها غزة. في رأيي، هذا ليس شيئا يمكن أن يؤدي إلى السلام.
وقال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن الفترة الحالية مفرق طرق خطير ومهم للغاية في مسار الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومسار القضية الفلسطينية، ومسار التضامن العربي، ومسار كيفية معالجة العالم العربي لقضاياه، إذ إن ما حدث في فلسطين هو الانطلاقة المتطرفة للغاية من الحكومة الإسرائيلية الحالية. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحدثت على لسان وزراء مسؤولين عن إخلاء الأراضي المحتلة من سكانها العرب، وتوسيع سياسة الاستيطان، مما يعني إزالة القرى الفلسطينية وطرد الفلسطينيين وإخلاء الأراضي من سكانها، وهذه سياسة كان من المتوقع لأي شخص متابع للتطورات أن يكون لها رد فعل.
وتابع بأن رد فعل من الشعب الفلسطيني يجب أن يتم وضعه في موقعه الصحيح، إذ إنه رد فعل على سياسة خرقاء لا يمكن القبول بها، ولا بد من التذكير بها وألا يتم تركها وتعتبر بأنها موضوع وانتهى، مؤكدًا أن صمود فلسطين مهم، والبقاء في الأراضي أمر هام للغاية، ورفض نزوحهم على الإطلاق لأي دولة أخرى، قائلًا: «وزير الخارجية الأردني كان يتكلم أن إخراج الفلسطينيين مسألة ليست متعلقة بمصر فقط، وإنما حديث لا قيمة له، ولا يجب على مصر أو أي دولة عربية أن تقبل وتتعاون مع أي سياسة تخرج الفلسطينيين من أرضهم».
وقال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن كثير من القوى ترغب في تحميل مصر مسؤولية ما يحدث تحت بند أنها رفضت فتح معبر رفح في وجه الفلسطينيين، ولكن الأمر يجب أن يُتخذ في مساره الصحيح، إذ إن المخطط هو إخراج الفلسطينيين من أراضيهم من خلال أبواب متعددة، والحصول على الأرض بالكامل.
وأضاف أن الضعف العربي الموجود حاليًا جعل إسرائيل تفكر من جديد في المخطط الذي ترغب فيه منذ عقود من السنوات، إذ يرون أن هذا الوقت هو أفضل فرصة لإنهاء القضية الفلسطينية، وتفعيل بندًا واحدة من المبادرة العربية وهو التطبيع، بعيدًا عن الانسحاب، أو استعادة القدس، ولكن بسبب الضغط المتزايد والتغير في الخريطة العالمية ترغب إسرائيل في استغلاله لصالحها.
وتابع أن إسرائيل ترغب في نشر الشعور أن القضية الفلسطينية انتهت، وأن العرب لا يهتمون بها، وأن في المحادثات الرسمية مع عدد من الدول العربية تم اكتشاف أن القضية الفلسطينية لم تكن على الأجندة، ولكن في الوقت الحالي أصبحت الأجندة الخاصة بأي دولة عربية تمتلك القضية الفلسطينية من جديد.
وتابع أن الموقف المصري كان مميزًا للغاية، مشددًا على أن مصر لن تكون جزء من تفريغ القضية الفلسطينية من أصحابها، وتفريغ فلسطين من شعبها، لافتا إلى أنه يوجد عدة نقاط يمكن البدء بها الحديث مع أمريكا من الناحية الإنسانية، ومن ناحية تفريغ فلسطين من شعبها.
وأردف، أنه يجب سؤال أمريكا حول تأييدها من تفريغ فلسطين من شعبها سواء الأرض المحتلة أو الأرض المحاصرة -غزة- إذ يجب أن يتم سؤالها بشكل مباشر كجزء من الحديث معها ومع الدول الكبرى في إطار مجلس الأمن، ليتم إدارة الأمور بحكمة، وباستخدام سليم لوسائل القوة الموجودة لدى الدول العربية في الفترة الراهنة.
وذكر أن ما يحدث في فلسطين يجعل كل التصورات والسيناريوهات مفتوحة، وإذا كان الإسرائيليون يعتقدون أن المقاومة الفلسطينية ستنتهي خلال أيام وإخراج الشعب من أراضيه هي من قبيل التصور الخاطئ وتحليل سطحي، لأن ما حدث على الساحة الفلسطينية يجعل الجميع يتأكد أن الشعب الفلسطيني ما زال قائمًا مقاومًا ولن يقبل أن يترك أرضه.
وتابع عمرو موسى، أن تصريحات الرئيس السيسي سليمة، إذ إن مصر لن تشارك في تصفية الوجود الفلسطيني في فلسطين أو تصفية القضية الفلسطينية، كما أن الأمر لا يتعلق بالهجرة إلى سيناء وإنما أعمق بذلك بكثير، قائلًا: «إسرائيل أسهل حل لها هي سيناء ونقل الفلسطينيين إلى هناك». واستكمل، أن مصر لديها وجهة نظر أخرى ولها سياسة راسخة، وهو أن مصر لن تشارك في تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر ترحب بأي فلسطيني، ولكن تتحدث عن ضرورة بقاء الفلسطينيين في أراضيهم ولا يتركوها تحت أي سبب من الأسباب، والعمل على فتح ممرات إنسانية لوصول الأدوية لقطاع غزة من قبل الدولة المصرية.
وأوضح أن هناك كارثة حقيقية تحدث الآن بشأن المواطنين الفلسطينيين، حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لا بد من نزوح 1.2 مليون فلسطيني من الشمال إلى جنوب قطاع غزة، والغريب في الأمر أن الدول الأوروبية التي تتدّعي احترامها لحقوق الإنسان، لم ترفض هذه الجريمة الإنسانية في حق الفلسطينيين.
وأوضح أن فلسطين تسعى إلى حل الدولتين وتحقيق عملية السلام، ولكن إٍسرائيل رافضة ولا تحترم حقوق الإنسان، وللأسف الدول التي تعلم العالم حقوق الإنسان لا تنظر إلى انتهاكات جيش الاحتلال. وأشار إلى أن حماس دعت الشعب الفلسطيني بالثبات والبقاء والتمسك بأرض فلسطين ويبقوا في منازلهم حتى يكونوا أكثر أمانًا، لافتًا إلى أن المقصود بالتهجير هي إجبارهم على دخول سيناء، وسيناء هي أحد ثوابت الأمن القومي المصري، ودخول الفلسطينيين مصر هو تصفية للقضية الفلسطينية التي تعد قضية العرب الأولى.
مضامين الفقرة الثالثة: علمية طوفان الأقصى
قال الدكتور علي الدين هلال، المفكر السياسي، إن اختيار المقاومة الفلسطينية لشن هجمات معركة "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر الماضي، له هدف مقصود، حيث يكون في الذكرى الخمسين لحرب 6 أكتوبر، وتذكير الإسرائيليين بأن الاحتلال لا يمكن أن يدوم. وأضاف أن معركة "طوفان الأقصى" تعتبر رسالة واضحة للطرف الإسرائيلي، بأن الأمن والسلام ليس طريقهما القوة، وأن في النهاية من خلال المفاوضات والمباحثات سنصل إلى حل سلمي.
أبرز تصريحات ضياء رشوان:
الرواية الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية ثابتة وواضحة بتقديم كافة سبل الدعم لإسرائيل وإلقاء اللوم طوال الوقت على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بدعوى اتخاذهم للمدنيين دروع بشرية.