كلمة أخيرة يناقش الحرب على غزة والمساعدات الإنسانية لفلسطين ومحاولات التهجير وتفريغ قطاع غزة

التاريخ : الأحد 15 أكتوبر 2023 . القسم : أمني وعسكري

مضامين الفقرة الأولى: الحرب على غزة

قالت الإعلامية لميس الحديدي إنه في اليوم الثامن من العدوان الإسرائيلي يستعد قطاع غزة لغزو بري محتمل بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الانتهاء من الاستعدادات للمرحلة الثانية من الحرب، ولا زال القصف مستمرًا والذي أودى بحياة نحو 2300 شهيد بينهم فقط 700 طفل، فضلًا عن إبادة 55 عائلة فلسطينية لم يتبقى فيها شخص واحد. ولفتت إلى أن صورة العدوان الإسرائيلي بدأت تتغير في الصحافة العالمية، قائلة: «من الواضح أن هجمة المقاومة الإسلامية صدمت دول العالم وفاجأتهم، لذلك تعاطفوا مع طفلهم المدلل إسرائيل»، مشيرة إلى أن المراسلين بدأوا يعتذروا عن كذبة ذبح حماس للأطفال، كما أن رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي اعترف بالفشل. وذكرت أن العالم يترقب الاجتياح البري لغزة بعد تجهيز إسرائيل للاجتياح. وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يزور غدًا مصر ويختتم جولته بها. وشددت على أن جزء كبير من مفاتيح القضية الفلسطينية في يد مصر.

وقالت منى عوكل، مدير مكتب قناة القاهرة الإخبارية في قطاع غزة، إن هناك طواقم صحفية وتابعة لبعض القنوات توقفت تمامًا عن التغطية بشكل كامل. وأضافت أن الطواقم الصحفية التي تستمر في التغطية والمتابعة تمركزت في المستشفيات. وأكدت أنه لأول مرة لا يتمكن الصحفي الفلسطيني من التجول والسير في القطاع والحصول على صورة أو إجراء حوار مباشر مع المواطنين الفلسطينيين، منوهة بأن الصحفيين الموجودين لا يستطيعون إلا التقاط الصور عن بعد.

وفيما يتعلق بشن إسرائيل للعمل البري بقطاع غزة، أوضحت أنه لا يوجد معلومة مؤكدة عن هذا الشأن حتى الآن، لأن مناطق شمال القطاع مقطوعة عن الجنوب، ولا يوجد أي وسيلة اتصال به، ومن ثمَّ لا يوجد أخبار مؤكدة عن العملية البرية الإسرائيلية لغزة.

وأشارت إلى أن إحصائيات منظمة الأونروا عن عدد المواطنين الذين خرجوا من شمال القطاع خلال هذا الأسبوع وصل إلى مليون شخص، مشددة على أن قوات الاحتلال كثَّفت عملياتها وضرباتها في شمال ووسط غزة، في محاولة للدفع بالمواطنين لكي ينجو بأرواحهم ويذهبون باتجاه الجنوب، الذي لم تبق فيه موارد، إلى جانب وجود أزمة في الخبز والمواد التموينية وهو ما يشي عن الذهاب إلى أوضاع أكثر كارثية.

ووجه إبراهيم ملحم، المتحدث باسم السلطوية الفلسطينية، الشكر للإدارة المصرية حكومة وشعب، على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية وبشكل خاص في هذه اللحظات الاستثنائية التي تشهدها فلسطين، ومحاولة لإنتاج نكبة 1948. وأضاف أن رائحة الموت تفوح في الشوارع والأزقة، وقوات الاحتلال تشن مذبحة وإبادة جماعية في قطاع غزة.

وأكد أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ولقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، لم تحمل أي جديد في حديثه الذي بدا وكأنه يقول له جئت لإسرائيل كيهودي أولًا، مبينًا أن الرئيس الفلسطيني كان له عدة مطالب في مقدمتها ضرورة إيقاف هذه الحرب المجنونة الدائرة في غزة، إلى جانب أهمية إيجاد ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية وسط هذا العدوان الجامح المجنون والمدفوع بغريزة الانتقام الإسرائيلية، والتي تتلقى دعما أمريكيا كاملا، وهو ما اتضح في تحريكها للبوارج وحاملات الطائرات حتى تساعد تل أبيب في عدوانها. ولفت إلى مطالبة "أبو مازن"، وقف الإبادة الجماعية التي تمارس ضد أهل غزة وإعادة المياه والكهرباء، قائلًا: «لكن يبدو أن هناك آذانًا صماء من الجانب الأمريكي مستمرة في دعمها للجاني وتلوم الضحية».

وأضاف أن العدوان يواصل حربه على القطاع حيث قتل نحو 100 فلسطيني بمنازلهم بعد قصفها، خلال ساعة واحدة فقط، بالإضافة إلى استهداف الجامعات والبيوت والكنائس، كما أنها تهدد الآن بقصف المستشفيات وترحيل المرضى. كما أفاد بأن اعتداء المستوطنين في الضفة الغربية مستمر، حيث يتم استهداف المواطنين في الشوارع، مثلما حدث في قرية كفرة في نابلس راح ضحيتها ستة شهداء وعشرات الجرحى. وأكد أن الحرب البرية التي يهدد بها الاحتلال هدفها الإجهاز على ما تبقى من شريان حياة في قطاع غزة والذي بانتهائه ينقطع آخر شريان حياء عن المجتمع الدولي الذي يقف في موقف الآذان الصماء.

وكشف السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، عن توقعاته لزيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى القاهرة، في الساعات المقبلة. وأوضح أن تكون زيارة بلينكن تبريرًا للموقف الإسرائيلي والحديث عن الحجة التقليدية بأن دولة الاحتلال تحتاج إلى منطقة حدودية آمنة، هذا بالإضافة إلى تناول ملف مزدوجي الجنسيات الراغبين في الخروج من غزة عن طريق معبر رفح. ولفت إلى أنه من المؤكد أن تضغط مصر لإيصال المساعدات وسيكون لها صوت قوي؛ من أجل حماية المدنيين، وذلك أمام الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالموقف الدولي المتشدد حيال العدوان الإسرائيلي الأخير، وبشكل خاص في الصحف الأمريكية، علق: «إسرائيل قفزت بمبادرة وهي مساواة حماس وداعش وهذا طرح في الأذهان لدى الجانب الغربي فكرة داعش كونها منظمة إرهابية ونجحت إسرائيل في هذا التصوير وسادت في أوساط كثيرة سواء رسمية أو صحفية». ولفت إلى أن الصورة خلال الساعات الماضية أعيد تصحيحها وعادت صورة غزة وسط الحطام، موضحًا أن العالم يشاهد الدمار الآن ويغير الصورة التي نجحت إسرائيل في تسويقها للعالم

وشدد على أن ما يحدث الآن له انعكاسات على الداخل الإسرائيلي، الذي ذاق طعم الخسارة، والذي لم يعد في مأمن في ظل الاعتداءات الوحشية التي يشنها على الفلسطينيين، الأمر الذي دفع إلى تحميل كثير من الأصوات داخل دولة الاحتلال حكومة نتنياهو مسؤولية تردي الأوضاع.

وأشارت الكاتبة الصحفية فابيولا بدوي، إلى تنظيم مظاهرات حاشدة في بريطانيا وفرنسا لدعم غزة، مبينة أن فرنسا لم تمنع مظاهرات الدعم.

وقال العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن فكرة المعابر بالقطاع من الخطايا الإسرائيلية الكبرى التي أفرزتها منتجات اتفاقية أوسلو المبرمة بين الطرفين وأن معبر "إريز" بيت حانون هو المعبر الأشهر الذي يربط القطاع بالمدن الإسرائيلية. ولفت إلى أن إسرائيل نجحت في حشد 320 ألف جندي من جنود الاحتياط فضلًا عن 120 ألف جندي احتياط كانوا موجودين فعليًا بما يقارب من نصف مليون جندي أصبحوا محيطين بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا العدد الهائل يرتكز حول منطقتين أولهما معبر إريز "بيت حانون" شمال القطاع بالإضافة لمعبر نحال عوز شرق القطاع متوقعًا أنه في حال حدوث عملية اقتحام ستكون عبر أحد المعبرين أو كليهما سويًا وذلك بغية القيام بعملية تطويق للمنطقة التي يدفع بها المدنيون لمغادرتها جنوبًا.

وأشار إلى أن الهجوم التطويق الذي تخطط له إسرائيل يهدف إلى القيام بذلك وفقًا لسياسة الأرض المحروقة عبر البوابة الشمالية ويأتي ذلك مدفوعًا بتمركزات بحرية والتي تعني غطاء وأحزمة نارية جاهزة لتجعل المدن أرض محروقة تمامًا ولا تصلح لأي حياة أو معيشة. وأكد أن ما يدعم هذا السيناريو ما أفصح به أحد أعضاء الكنيسيت الإسرائيلي الذي ربما أفصح عن جزء من الخطة المجهولة بمطالبته الجيش الإسرائيلي بضرورة الاحتفاظ بمناطق عازلة شمال وشرق غزة، معربًا عن خشيته من تلك الفكرة لأنها مثيرة للقلق لأنها تعني ببساطة تقطيع قطاع غزة وليس مجرد عملية برية فقط بل والاستيلاء على جزء من الشريط الضيق للقطاع.

وتوقع في حال الاجتياح البري لقطاع غزة أن تواجه القوات الإسرائيلية عمليات انتحارية وأن الانتحاريين قد يكبدون إسرائيل خسائر فادحة، مبينًا أن إسرائيل أخلت بعض المستوطنات لأنها تريد استخدام آلات عسكرية غليظة.

وحول السيناريوهات القادمة مع تغير الصورة تدريجيًا في الخارج، قال: «استدارة الإعلام الغربي هو تقييد للحركة الإسرائيلية وهناك تصريحات متوقعة ودالة قد تخرج من أوساط غربية وأمريكية تحذر من مغبة الاجتياح البري وضرورة أن تدرس تل أبيب الخطوة قبل الشروع فيها وهو حديث جديد بما قد يسهم في تقييد الحركة البرية وربما يدفعها لتغيير خططي أثناء مسار الأحداث».

وقال الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إننا سنشهد معركة غير مسبوقة عند اقتحام غزة، لا سيما أن أمريكا منحت فترة سماح لإسرائيل؛ لذلك تتجاهل الإدانات الأممية والدولية. وأضاف أن إسرائيل ستواصل الاعتداء الوحشي على أهالي غزة خاصة مع بدء الاجتياح البري. وعزا ذلك لتعرض إسرائيل لإهانة كبيرة ولذلك تحاول الانتقام من حماس.وأكد أن إسرائيل هدفها اجتثاث حماس الآن وتدمير القدرة العسكرية لها، وهذا هدف صعب جدًا. وذكر أن الغرب بدأ ينظر لإسرائيل على أنها الجلاد الذي يقتل الآلاف كل يوم، ولم تعد في دور الضحية. ورأى أن المعركة الحالية طويلة ولن تكون مثل الحروب السابقة.

وأشار الكاتب الصحفي عزت إبراهيم إلى أن هناك تحول كبير حدث في موقف الغرب بسبب الضغوط الشعبية على الحكومات.وأضاف أن وسائل الإعلام الغربية انحازت في البداية لإسرائيل ولكن فيما بعد الأوضاع تغيرت. وذكر أن الإعلام الغربي قدم القضية الفلسطينية على أن إسرائيل تدافع عن نفسها. ولفت إلى أن البيت الأبيض نقل رواية قتل الأطفال الإسرائيليين على يد حركة المقاومة الإسلامية حماس. ونوّه بأن إسرائيل لديها مشكلة كبيرة في التعامل مع تطبيق التيك توك؛ لأن الشباب يرفضون سياساتها. ورأى أننا نحتاج إلى تكوين رأي عام عالمي لصالح القضية الفلسطينية.

مضامين الفقرة الثانية: المساعدات الإنسانية لغزة

أشادت الإعلامية لميس الحديدي، بموقف الإدارة المصرية على معبر رفح في التعامل مع حاملي الجنسية المزدوجة، ورأت أنه موقف مصري واضح محترم، ولم نكن نتوقع غير ذلك من الإدارة المصرية، في وقت حصار مستعر لغزة، وقطع للكهرباء والماء، لافتة إلى أن مصر اشترطت تمرير المساعدات مقابل التعامل مع شريحة مزدوجي الجنسية. ولفت إلى أن معبر رفح هو المعبر الوحيد الصالح لإرسال المساعدات، إذ إنه بالفعل هناك تجميع وتجييش للمساعدات من دول عربية وأجنبية وتركيا وفي مقدمتهم مصر بكامل طوائفها عبر المصريين والتحالف الوطني والهلال الأحمر لإرسالها إلى مطار العريش استعدادًا لنقلها.

وأضافت أن المعونات على أبواب غزة، مبينة أن كل المعابر مغلقة لكي يطبق الاحتلال قبضته على 2.5 مليون مواطن من أهالي غزة. وذكرت أن الموجودين في قطاع غزة بلا كهرباء ولا ماء، ولا أدوية والاحتلال يحاول تهجيرهم. وبيَّنت أن مصر تحشد مساعدات ضخمة في مطار العريش استعدادًا لدخولها غزة. وأضافت أن إسرائيل قصفت معبر رفح في الجانب الفلسطيني ولذلك تأخر دخول المساعدات لغزة، قائلة: «المساعدات موجودة يا أهل غزة فقط الاحتلال يسمح بمروها».

وذكر الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إدارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني معقدة، رغم أنها تابعة للسلطة الفلسطينية؛ إلا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس لها الكلمة العليا باعتبار أنها المسؤول عن قطاع غزة، ما يتسبب في إرسال الجانب الإسرائيلي تهديدات مباشرة حال مرور أي شاحنات تحتوي على مساعدات إغاثية وإنسانية. ولفت إلى أن تل أبيب منحت لنفسها -في حالة الحرب- حق قصف أي شيء يتحرك على الأرض إذا شعرت أنه يمثل تهديدًا صريحًا لها، وبالتالي قد تُقصف الشاحنات المرسلة من الجانب المصري إلى معبر رفح حال غياب موافقة الجانب الإسرائيلي، لافتًا إلى أن مرور المساعدات إلى غزة سيكون محور نقاش مهم بين مصر ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

وقال العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الصورة المنتشرة للكتل الأسمنتية في معبر رفح ليست من الجانب المصري، أو كما يُظهر البعض إغلاق مصر لمعبر رفح، مبينًا أن هذه الكتل الأسمنتية من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح بعد أن قُصف ثلاث مرات من قبل الجانب الإسرائيلي.

وكشف محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام، أن عمليات تجهيز المساعدات لإيصالها لقطاع غزة تجري على قدم وساق استعدادًا لترتيبات ولوج الشحنات لقطاع غزة موضحًا أنه جرى نقل كميات كبيرة من المساعدات الغذائية ومستعدون لإدخالها غزة. وأوضح أنه جرى تجهيز مواد غذائية ومؤن لنجدة أهل القطاع، معربًا عن سعادته وانبهاره بروح التعاون ولهفة المصريين على نجدة الشعب الفلسطيني في محنته الأخيرة جراء العدوان الغاشم. وقال: «على قلبنا زي العسل وأتمنى أدخل غزة بنفسي لإيصال المساعدات».

مضامين الفقرة الثالثة: تهجير الفلسطينيين بسيناء

قالت الإعلامية لميس الحديدي إن جيش الاحتلال يحاول بكل السبل دفع سكان شمال القطاع جنوبًا، مؤكدة أن موقف مصر، والفلسطينيين واضح من ذلك الأمر، وهو رفض عملية التهجير أيًا كان الاتجاه، لأن ذلك يعني نكبة أخرى ممتدة على نكبة 1948 بل وتكرارًا لها. وأشارت إلى أن إسرائيل تريد تهجير مليون و100 ألف شخص من شمال غزة إلى جنوبها. وأكدت أن تهجير مليون شخص أمر مستحيل، ولا يمكن تحريكهم في 24 ساعة. ونوَّهت بأن إسرائيل قصفت الذين حاولوا النزوح من شمال إلى جنوب غزة.وذكرت أن إسماعيل هنية أشاد بموقف مصر ورفضها لتفريغ القضية الفلسطينية، قائلة إن تفريغ قطاع غزة يعتبر نكبة جديدة مثل 1948. وشددت على أن الفلسطينيين تعلموا الدرس ولن يتركوا أرضهم.

وقال العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه لا يوجد وقت دقيق يمر به الإقليم والقضية الفلسطينية أكثر من هذا التوقيت، وبالنظر إلى دعوات التهجير الإسرائيلية لسكان شمال القطاع لا بد أن نعرف مكونات القطاع الذي يتكون من خمس محافظات، وأن الشمال يضم مدينة غزة وهي منطقة مكتظة بالسكان، حيث يبلغ قوامها مليون و100 ألف نسمة، مبينًا أن عملية التهجير لهم جنوبًا في المحافظات الأقل كثافة سكانية، هو أمر على المستوى الديموغرافي شديد الخطورة وعلى المستوى الإنساني أيضًا.

أبرز تصريحات لميس الحديدي:

المساعدات موجودة يا أهل غزة فقط الاحتلال يسمح بمروها.