مضامين الفقرة الأولى: قصف مستشفى المعمداني

علّق الإعلامي شريف عامر على قصف إسرائيل مستشفى المعمداني في وسط قطاع غزة، الذي راح ضحيته 900 شخصًا، ما بين جريح وشهيد، وعشرات المصابين من المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وقال إن إسرائيل لم تخيّب الظن أبدًا، مشيرًا إلى أن اليوم هو الأكثر دموية منذ العدوان الإسرائيلي على غزة. وأوضح أن الغرب لديه مناخ إعلامي أفضل، ولكن حينما يكون الموضوع لانحياز معين، يختفي هذا المناخ الأفضل ونرى أداءً مختلفًا. واتهم المذيع هيئة الإذاعة البريطانية BBCبإجراء تمهيد يشبه التمهيد النيراني في الحروب قبل قصف مستشفى المعمداني في غزة. وبيّن أن هيئة الإذاعة البريطانية طرحت «تغريدة» على حسابها عبر منصة «X»، مساء أمس الإثنين، سألت فيه: «هل تقوم حماس ببناء أنفاق تحت المستشفيات والمدارس؟».

وأضاف: «طرحت BBC السؤال فقط، وليس معلومات عبر تحقيق أو تقرير صحفي، لكنه كان سؤال استطلاع فقط، السؤال كان أمس حول قصف المستشفى اليوم». وأكد أن هذا الأمر لم يعد صدفة، هذا كان تمهيد من أجل العقل والمزاج الغربي، الذي بدأ يتغير، لأن ضمير العالم لا يتحمل كم هذه الجثث. وأضاف أن الأطفال هم من يدفعون ثمن المطلوبين لدى إسرائيل، في إشارة إلى حركة حماس. وذكر أن وكالة BBC البريطانية طرحت أيضًا تساؤلًا حول لماذا لم تفتح مصر حتى الآن معبر رفح؟

وأشار إلى أن وزارة الخارجية المصرية أدانت في بيان لها بأشد العبارات، القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة، واعتبرت مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة، وطالبت مصر جميع دول العالم، لا سيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها بلا مواربة، ومطالبة إسرائيل بالتوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت.

قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق، إن استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة أمر كارثي، منوهًا بأن حركة حماس قد بدأت الحرب في غزة بالصواريخ التي أطلقتها على إسرائيل. وأشارت إلى أن حماس هي التي تسببت في التراجيديا التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة الآن، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي بايدن سيزور إسرائيل من أجل تقديم الدعم لها، ومناقشة كيفية التخلص من حماس.

وعلّق جمال الدرة، والد الشهيد محمد الدرة، على قصف إسرائيل مستشفى المعمداني. وقال إنه فقد شقيقيه ومنذ نصف ساعة تم استشهاد كل أبناء أعمامه داخل منازلهم، ولم يتمكنوا من انتشال جثثهم حتى الآن. وأضاف أن كل شوارع غزة الآن يوجد بها جثث متناثرة، وأشلاء أطفال، متسائلًا: «بأي ذنب يُقتل الأطفال والشيوخ والنساء؟». وأكد أن الإسرائيليين يمارسون حرب إبادة، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن هو من أعطى الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي لسفك دماء الفلسطينيين. وناشد والد الشهيد محمد الدرة زعماء الأمة العربية، خاصة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالسعي إلى وقف قتل أبناء الشعب الفلسطيني، معقبًا: «كفاية».

وقال الدكتور إبراهيم ملحم، الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إن ما تتعرض له غزة في هذه الأثناء هو إعدام لنحو 2 مليون و300 ألف فلسطيني، حيث تقطع عنهم الكهرباء والماء وتقصف المستشفيات. وأشار إلى أنه على العالم أن يتحرك لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وقال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي إن قصف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات مثل ما حدث اليوم من قصف مستشفى المعمداني، جاء بعد شائعات انتشرت في الإعلام الغربي حول وجود ترسانة من الأسلحة تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس أسفل هذه المستشفيات، ما جعلها مراكز استهداف للاحتلال الإسرائيلي. 

مضامين الفقرة الثانية: تهجير الفلسطينيين لسيناء

أشار ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق، إلى أن مصر عليها دور عظيم تستطيع من خلاله إنهاء الصراع في غزة. ورأى أن استقبال مصر لعدد من سكان قطاع غزة سيحلحل الأزمة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وذكر أنه لا يتحدث عن تهجير قسري لسكان قطاع غزة إلى أرض مصر، وإنما من الممكن استقبال مصر للجرحى والمصابين. ولفت إلى أنه من المتوقع أن تكون الحرب في غزة أسوأ مما سبق، وربما سيكون أشد فظاعة إذا حدثت العملية البرية العسكرية.

وقال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن الموقف المصرية شريف جدًا تجاه القضية الفلسطينية، متابعًا بأن كلمة السيسي خط أحمر أصبحت تاريخية، مستدلًا بأن الأتراك حينما أحدثوا ضجة في ليبيا، عاد الوضع آمنًا حينما قال السيسي "سرت خط أحمر"، قائلًا: «خريطة مصر مش ملطشة». 

ولم يرفض الفقي أن تُمنح مصر ضمانة دولية بإسقاط ديون مصر، وعودة الحقوق المائية لمصر في نهر النيل باتفاق مكتوب مع إثيوبيا، مقابل إشراف الدولة المصرية على منطقة تُقدر بـ 15 كيلو يكون فيها سكان قطاع غزة، وألا يكون هذا الاتفاق فيه اقتطاع جزء من أرض سيناء، قائلًا: «الإدارة المصرية كانت تُشرف سابقًا على قطاع غزة»، مشددًا على أن كل هذا يتوقف على قدرة المفاوض المصري.

ولفت إلى أن خروج الأطفال والرجال والنساء من القطاع يشبه سفر الخروج الخاص بخروج اليهود من مصر. ونوّه بأن هناك أطماع إسرائيلية في سيناء بدعوى أنها خالية من السكان، قائلًا: «إسرائيل تريد أن تلتهم دول عربية على حساب دولة عربية أخرى».

مضامين الفقرة الثالثة: القمة الرباعية بالأردن

أشار الإعلامي شريف عامر إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان من المقرر أن يزور الأردن من أجل حضور قمة رباعية تجمع الرئيس السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن أعلن انسحابه من القمة الرباعية بعد قصف إسرائيل لمستشفى المعمداني.

وتوقع ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق، أن يكون هناك الكثير من المباحثات بين الرئيس الأمريكي والرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفًا أنه لا يعتقد أنه سيكون هناك اجتماع مغلق بين بايدن ونتنياهو غدًا. ولفت إلى أن إسرائيل أعلنت هدفها من الحرب وهو التخلص من حماس، مبينًا أنه من المهم إدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين، قائلًا: «أعتقد أن هناك اتفاقية بين إسرائيل وبايدن قبل زيارته إلى تل أبيب حول ما يحدث في غزة». وذكر أن حماس كانت قد سيطرت على قطاع غزة في عهد رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أرئيل شارون.

وقال الدكتور إبراهيم ملحم، الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في طريقه إلى رام الله وسيتم عقد جلسة طارئة بعد قصف مستشفى المعمداني. وأضاف أنهم يتطلعون أن تراجع الإدارة الأمريكية مواقفها، وأن تنحاز إلى قيم الحق والعدل، وأن ترفض ما يفعله رئيس وزراء إسرائيل من جرائم وانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، مبينًا أن ما يحدث في غزة الآن نتيجة طبيعية لشعور إسرائيل بالإفلات من العقاب، متابعًا: «كل القوى الفلسطينية موحدة ولم تكن موحدة مثلما هي موحدة اليوم». وشدد قائلًا: «نحن في توافق كامل مع حماس وجميع القوى الوطنية في فلسطين».

قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن شخص ضعيف وليس له تاريخ لامع ومن الطبيعي أن يترامى تحت أقدام إسرائيل. وأضاف أن القمة التي ستجمع رؤساء مصر وأمريكا وفلسطين وملك الأردن غدًا ستكون محاولة لتسجيل الموقف، منوهًا بأن إسرائيل ستسعى دائمًا إلى توسيع دائرة الصراع. 

مضامين الفقرة الرابعة: المساعدات الإنسانية لغزة

استعرض البرنامج تقرير يرصد تدشين "طلاب من أجل مصر"، حملة للتبرع بالدم لصالح الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة بجامعات ومعاهد عدة، وتضمنت الحملة كلية الطب وكلية التربية جامعة سوهاج، وجامعة عين شمس، جامعة القاهرة، وجامعة حلوان، وجامعة بنها بمحافظة القليوبية، وكلية العلوم جامعة الزقازيق، والمجمع الطبي جامعة طنطا، وجامعة كفر الشيخ، وجامعة جنوب الوادي بمحافظة قنا، وكلية الحقوق جامعة المنصورة بالدقهلية، وكلية هندسة المطرية القاهرة، وجامعة المنيا، وجامعة أسوان، وكلية الطب القصر العيني. وأظهر التقرير توافد الطلاب بحشود غفيرة؛ لتأكيد واجبهم نحو الأشقاء الفلسطينيين.

مضامين الفقرة الخامسة: الحرب على غزة

قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، إنه لا بديل عن إقامة دولتين مستقلتين للوصول إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، والحل كما طرحته مصر بوقف إطلاق للنار ثم الدخول في مفاوضات بين جميع الأطراف، ثم إزاحة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ثم تهدئة عجلة التطبيع مع إسرائيل. وذكر أن عملية طوفان الأقصى أنهت مستقبل رئيس وزراء إسرائيل سياسيًا، لا سيما أنه لم يكن منشغلًا إلا بالتطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية، ولم يهتم بالغليان الفلسطيني نتيجة الممارسات العنصرية، ومحاولات التهجير القسري الذي تدينه القانون الدولي.

وقال إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو داعشي أكثر من داعش نفسها؛ لكن الدعم الغربي لإسرائيل سيمنع أي أحاديث عن جرائم نتنياهو في الشعب الفلسطيني، منوهًا بأن مطالبة وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، لن يمر هكذا.

وأشار إلى أن وجه يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي عليه كل علامات الغضب التي وضعها الله للإنسان السيئ، منوهًا بأن ما حدث لإسرائيل كسر حقيقي لأمنها القومي الذي لا يخترق. ولفت إلى أن حجم الخسائر الإسرائيلية أكبر بكثير من أي وقت مضى، متوقعًا أن تستمر الحرب طويلًا.

وذكر أن إسرائيل متصورة إنه بإمكانها استدعاء حلفائها للمساعدة في توجيه ضربة إلى إيران وحزب الله، لافتًا إلى أنه إذا اكتفت إيران بالتعليق بالبيانات فقط على الوضع الحالي سيقل دورها الإقليمي، قائلًا: «هناك احتمال التحول إلى حرب إقليمية في المنطقة الذي أصبح واردًا في الوقت الحالي».