الشاهد – محمد الباز – حلقة الأحد 04-06-2023

التاريخ : الاثنين 05 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: شهادة خالد يوسف عن أحداث يناير

قال المخرج خالد يوسف إنه كان عضوًا في مجلس النواب الشعبي الذي تكون اعتراضًا على تزوير انتخابات 2010، وكان معه القيادي الإخواني محمد البلتاجي، وحين تشاور مجلس النواب بشأن النزول يوم 25 يناير، قال البلتاجي إن الإخوان لن تشارك. وأضاف أنه حين كتب عبد الحليم قنديل البيان، وذكر فيه اسم حسني مبارك، انتفض البلتاجي ورفض البيان وقال: «إحنا قلنا نشجع الشباب ولن نشارك، لكن اسم الرئيس لا». وتابع أن لديه رصد موقفًا للتاريخ من يوم 28 يناير، حين بدأ الكر والفر على كوبري الجلاء، بين المتظاهرين والشرطة، وفجأة وجد مجموعة موتوسيكلات عليها شباب يحملون «مولوتوف» ويلقون على الشرطة، ويحرقون سيارات الشرطة، ثم يختفون، قائلا: «أجزم بنسبة 1000% أنهم من الإخوان، فلم يكن لدى مجموعات التظاهر السلمية أي نية أو اتفاق على العنف حتى لو تعرضنا للضرب بالرصاص».

وأضاف أن الرئيس الأسبق محمد مرسي التقاه في ميدان التحرير يوم 29 يناير 2011 بعد هروبه من السجن، وطلب منه أن يلتقط صورة معه. وذكر أنه شاهد في ميدان التحرير يوم 28 يناير مواقف مؤثرة، مثل نزول الجيش للميدان واستقبال المواطنين له بالتحية والهتاف والتأييد، ومناشدته إنقاذ المتحف المصري من الحرق والنهب. وتابع: «قابلني رجل يجري ليطمئن على المتحف وأبلغني أنها جاء خصيصا من منطقة الهرم سيرا على الأقدام». وأوضح أنه اتصل بشقيقه وكان مأمور قسم الخصوص، وأبلغه أن جماعة الإخوان تستعد لاقتحام أقسام الشرطة. وقال: «سألني (أخي) هل هي معلومة، فقلت له ليست معلومة ولكن احترس، وبالفعل تعرض القسم لحصار ومديرية الأمن نفسها لحصار، وقال لي مدير الأمن كلنا ننتظر الشهادة». ونوه بأن السبب الذي جعله يتوقع أن جماعة الإخوان ستُحاصر الأقسام أنهم لديهم غل شديد تجاه جهاز الشرطة، في حين لم يكن المتظاهرون لديهم هذا الغل.

ولفت إلى أن جماعة الإخوان كانت تتصنع اللطف في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير، وبخاصة مع الفنانين، لأن السياسيين لم يكونوا مشهورين لكل الناس، بينما الفنان وجهه معروف. وأضاف أن القيادي الإخواني عصام العريان طالبه بترتيب لقاء له مع الفنان خالد الصاوي. وتابع: «استسمحونا بمنتهى التذلل أن نسمح ليوسف القرضاوي بالصلاة في الميدان ليختم حياته، فهم كانوا مدركين أننا لو رفضنا لن يتمكن من الدخول، والشعب كان أكثر من الإخوان في الميدان، عكس ما يشاع». ولفت إلى أن الوحيد الذي رفض دخول القرضاوي للميدان هو الفنان أحمد عيد، متابعًا: «خرج معي للبلكونة، وقال إن هؤلاء الناس يريدون ركوب الثورة». وأشار إلى أن مشهد القرضاوي في الميدان يشبه مشهد الخميني في الثورة الإيرانية.

وذكر أن صراعه مع الإخوان، انتقل من انتخابات الجامعة ومجال السياسة إلى مجال الفن، وبدأوا يثيرون الجدل حوله بسبب فيلم ويجا. وأضاف أن الإخوان استغلوا مشهد الفنانة منة شلبي، وهي ترتدي النقاب وتذهب لصديقها، ووصل الأمر إلى اتهامهم لي بإهانة رموز الإسلام والخروج عن الشريعة، واستفتوا بذلك مفتي الجمهورية وقتها الشيخ نصر فريد واصل. وتابع أن قناة النيل الثقافية أقامت مناظرة بيني وبين الشيخ فريد واصل، وقلت له إن اللص أحيانًا يرتدي ثوب الضابط ليتخفى فيه، إذن هو يقر بشرف هذا الثوب، قال لي نعم، قلت له وكذلك نفس المشهد هي تقر بشرف هذا الثوب، فقال لي هذا منطق مقبول. ولفت إلى أن الإخوان كانوا مواظبين على تفجير القضايا المفتعلة في وجهه لاستنزافه وتعطيله عن الإبداع، مضيفًا أن بعض أقربائه كانوا من أعضاء الجماعة وكان يصطدم بهم في الانتخابات في كفر شكر، سواء حين كان يدير حملة خالد محيي الدين أو حين ترشح بنفسه.

وأضاف أنه كان له لقاء مع "محمد مرسي"، بعد خروجه من السجن وجاء له وسلم عليه، طلب أن يلتقط معه صوره، مشيرًا إلى أنه غضب منه عندما قال "لولا جمال عبد الناصر كان زمانك بتجري حافي في البلد"، ردا على تصريحه "الستينيات وما أدراك ما الستينيات". ونوه بأنه انخدع في جماعة الإخوان، بسبب طريقتهم في التصنع، مشيرًا إلى أن توقع أن ما حدث في ميدان التحرير أن يحدث لهم تغيير نوعًا، خاصة وأنهم كانوا يعاملونه بود مبالغ فيه.

وحول الانتخابات الرئاسية، قال: "موقفي في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بعد ثورة يناير كان المقاطعة"، مشيرًا إلى أنه كان مدمرًا نفسيًا بعد فوز محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية. وشدد على أنه بعد أسبوع من فوز مرسي بالرئاسة، قلت: «لو لم يرحل في 30 يونيو سأعتزل الإخراج»، مضيفًا: «كان مستحيلًا أن تتقبل الوطنية المصرية جماعة الإخوان».

وأشار إلى أنه بعد أسبوع من تولي الإخوان الحكم، ظهر مع الإعلامي طوني خليفة، وقال له لسنا في زمن الإخوان، ولن يستمروا في الحكم، وفي 30 يونيو المقبل لن يكونوا في الحكم. وأضاف أن الوطنية المصرية لن ترتضي أن تقبل بحكم الإخوان الذين يدمرون الهوية الوطنية، فهي جماعة دون إبداع تسير على مبدأ السمع والطاعة، وحين قرروا تعيين وزير ثقافة إخواني احتلوا وزارة الثقافة. وأوضح أنه خطط مع الفنانين مؤامرة تمكنهم من اختراق الوزارة، عبر أكبر 15 قامة أدبية وفنية في مصر لن يتمكن الأمن من منعهم، وبمجرد دخول الـ 15 مثقفا أبلغنا كل شباب المثقفين والفنانين بأننا احتللنا وزارة الثقافة، وانضموا لنا وبدأ مئات الفنانين في التوافد وظللنا شهرا كاملا، وقررنا الخروج من الاعتصام على 30 يونيو.

وذكر أن 30 يونيو أعلى تجليات تجمع إرادات المصريين، وكما قال يوسف إدريس إن تجمع إرادات المصريين يجعل أجسادهم تفرز إكسيرا سحريا قادرا على صنع المعجزات. وأضاف أنه وعيه بخطر الإخوان تكون منذ انتخابات الجامعة في الثمانينيات، إذ كان هناك 3 متنافسين، الإخوان والحزب الوطني واليسار، وهو كان الاستثناء وفاز عليهم، وهنا بدأ الاشتباك مع الجماعة، فبدأ بقراءة أدبيات الإخوان من رسائل البنا لكتب سيد قطب لأبي الأعلى المودودي وابن تيمية، وكل التيار الفكري المتطرف. وأكد أن أصل جماعة الإخوان قام على أن من دون الإخوان ليس مسلما، وكل ما يقال عن التعايش، ودعاة لا قضاة، ألاعيب سياسية، مبينًا أن علاقته بخالد محيي الدين أنارت لي عديد من الطرق؛ منها رأيه في الإخوان الذي كان قريبا من رأيه، لكنه كان يتعامل معهم في إطار سياسي فقط.