على مسؤوليتي يناقش الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر

التاريخ : الخميس 19 أكتوبر 2023 . القسم : أمني وعسكري

مضامين الفقرة الأولى: ذكرى حرب أكتوبر

كشف زغلول وهبة، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، تفاصيل مشاركته بقوات الدفاع الجوي في نصر أكتوبر المجيد، والذي لقب بصائد الطائرات. وقال إنه التحق بالقوات المسلحة سنة 1970، ضمن سلاح الدفاع الجوي، لافتا إلى أنه شارك في حرب الاستنزاف أولًا ثم نصر أكتوبر العظيم، مشيرًا إلى أن مخازن تموين الجيش الثالث للذخيرة كانت في مكان العاصمة الإدارية الجديدة، وإحدى الطائرات الإسرائيلية طراز سكاي هوك اقتربت من موقعي على ارتفاع 80 مترًا تقريبا، وقمت بضربها بصاروخ في أول اشتباك لي حقيقي مع العدو عام 1970». ولفت زغلول وهبة إلى أن الطائرة سقطت في اللواء سادس مدرع وتم أسر الطيار الإسرائيلي، وتمت معاملته باحترام.

وبشأن يوم العبور السادس من أكتوبر 1973، تابع صائد الطائرات: «وجدت عربيات تُسحب في مناطق الجيش الثاني الميداني بالليل، ولم نعلم أنها الكباري التي سيتم استخدامها في العبور، ويوم 6 أكتوبر 1973، ووجدت طيارتين سوخوي من قواتنا من بعيد ودخلوا ورجعوا، فرحنا أنا وزملائي؛ لأننا كنا نحلم من زمان إن طيارة بس تتخطى القناة وترجع».

واستكمل: «دورنا كان تأمين الطائرات خلال رجوعها واصطياد الطائرات المعادية، ويوم 8 أكتوبر جاء لنا أمر تحرك لمطارات «أبو حماد والصالحية وبلبيس والمنصورة» بعد رصدها من قبل جيش الاحتلال لقربها من مواقع العدو، لكن تم إسقاط الطائرات التي أمدت أمريكا بها العدو وكانت على مستوى عال من التقنية آنذاك.

وبشأن التكريمات والميداليات التي حصل عليها، علق قائلًا: «حصلت على ميدالية من طائرة فانتوم التي أسقطناها، وميدالية فوج 56، وتم تكريمي من المجموعة 73 مؤرخين». وقال: «لقيت المجموعة 73 مؤرخين تتصل بي ويقولوا لي البطل زغلول وهبة، وكنت خرجت على المعاش موجه تربية وتعليم، وطلبوا يسجلوا معي».

وقال إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر صاحب فكرة إنشاء قوات الدفاع الجوي بعد نكسة 1967. وأضاف أن اللواء محمد علي فهمي كان له دور كبير في تكوين قوات الدفاع الجوي وسافر على روسيا آنذاك وتعاقد على أحدث أسلحة دفاع جوي للجيش المصري. وتابع: «كنت ضمن مجموعة تم اختياراها للانضمام إلى سلاح الدفاع الجوي بعد تدشينه رسميًا». وقال: «استمررنا في تدريب لمدة 4 شهور على كافة تفاصيل عمل سلاح الدفاع الجوي وتم تأهيلنا بشكل كبير للتعامل مع الطيران المنخفض وإسقاطه».

وتابع أن المشير محمد علي فهمي، هو من أسس سلاح الدفاع الجوي، ومهندس معركة الدفاع الجوي في حرب أكتوبر، موضحا أن الخبراء الروس دربوا الجنود المصريين في البداية على مواجهة الطيران المنخفض أقصاها 800 متر. ولفت إلى أنهم فوجئوا بأن مدربهم الرائد مدحت وهدان، بطل العالم في الرماية، لتدريبهم على التعامل مع الطيران المنخفض وإسقاطه، مؤكدًا: «خلال 4 أشهر أصبحنا قادرين على إسقاط الطائرات». وأضاف أنه كان ضمن المجموعات الأولى التي عبرت خط بارليف، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لم يصدق أن الجيش المصري عبر خط بارليف. ولفت إلى أن من ضمن خطة الخداع الاستراتيجي قبل حرب أكتوبر، تعمد إظهار الجنود المصريين في حالة استرخاء تام على الجبهة ولعب كرة القدم، مضيفًا أنه قبل حرب أكتوبر بيومين اختفت تلك المظاهر تمامًا على الجبهة.

وروى الجندي مقاتل علي سرور، أحد أبطال حرب أكتوبر، ذكرياته خلال العبور في 6 أكتوبر 1973، قائلًا: «شاركت في حرب الاستنزاف أولًا، ثم شاركت في نصر أكتوبر العظيم». وأضاف: «عبرت مع المجموعات الأولى خط بارليف، وكانت وظيفتي تقدير المسافات لاصطياد دبابات العدو الإسرائيلي، لافتًا إلى أن العدو الإسرائيلي لم يُصدق أن الجيش المصري عبر خط بارليف». وأوضح أن العدو الإسرائيلي صدم يوم 6 أكتوبر 1973 من عبور الجيش المصري خط بارليف، لافتًا إلى أن المقاتلات المصرية دكت خطوط العدو في الطلعة الأولى يوم 6 أكتوبر 1973.

وأشار إلى أن المقاتلات المصرية دكت الخطوط الأولى الأمامية للعدو الإسرائيلي، كما دكت المدفعية المصرية كل خطوط العدو وسهلت عبور أبطالنا خط بارليف يوم 6 أكتوبر 1973. وبيَّن أن الوثبة الأولى للجيش المصري كانت بمسافة 10 كيلومتر بعد عبور خط بارليف وهروب العدو الإسرائيلي.

وقال إنه بعد العبور في يوم 6 أكتوبر كان معنا تعيين "مواد غذائية" يكفي 5 أيام وكان عبارة عن معلبات وبسكوت. وأضاف: «كنا نحافظ على تعيين القتال بعد العبور لشرق القناة؛ نظرًا إلى عدم وصول تعيين في أول ايام القتال». وتابع: «كنا نحارب العدو الإسرائيلي ونحن صائمين، ولم يكن هناك أكل طازج طوال فترة القتال وكنا نتناول تعيين جاف». وذكر أنه كان هناك إصرار بين الجنود لخوض الحرب وتحرير الأرض من العدو الإسرائيلي.

وأكد أنه قبل حرب أكتوبر بـ 3 شهور كان يتم تنفيذ خداع استراتيجي للعدو على طول قناة السويس. وتابع أنه جرى إيهام العدو بأن مصر لن تدخل حربًا مطلقًا وكنا نظهر للعدو أننا لا نفكر في الحرب، منوهًا بأنه الساعة 2 إلا عشر دقائق يوم 6 أكتوبر 1973 كان هناك مظاريف مع كل قائد وتم فتحها وعلمنا ببدء الحرب لاسترداد الأرض.

وقال إن يوم 24 أكتوبر 1973، حاول الجيش الإسرائيلي دخول مدينة السويس فرضوا حصارًا على الجيش الثالث لمدة 6 أشهر. وأضاف أن الجيش الثالث لم يرى الليل نهائيًا بسبب أن طائرات العدو كانت تلقي بمشاعل مضيئة فكانت تضيء طوال الليل. ولفت إلى أن جنود الجيش الثالث خلال فترة الحصار تعرضوا للعطش والجوع وكادوا يهلكون لولا فضل الله الذي أمدهم بسقوط الأمطار، مضيفًا: «شربنا وغسلنا ملابسنا». وأكد جنود الجيش تحملوا ظروفا صعبة خلال فترة الحرب من أجل تحقيق انتصار أكتوبر، مضيفا أن طيران العدو فشل في إضعاف عزيمة الجنود الأبطال خلال حرب أكتوبر.

وكشف اللواء أركان حرب ثروت النصيري، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، تفاصيل انتصار أكتوبر المجيد. وقال إن نكسة 1976 كانت بسبب انسحاب القوات المصرية لغرب القناة في 24 ساعة، لافتًا إلى أنه تم ترك السلاح بنسبة 85% من قوة الجيش، وكان قرار المشير عامر مفاجئًا بالنسبة لنا، ووصل عدد الشهداء لأكثر من 11 ألف جندي. ولفت إلى أن ما حدث في 1967 تحول لنقطة انتصار في 1973، وتم تقسيم التجهيز للحرب لـ 3 مراحل: «الصمود، والدفاع النشط، الاستنزاف والذي بلغ 500 يوم وشهد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، أثناء التجهيز للحرب».

وبشأن يوم 6 أكتوبر، قال: «الدفاع الجوي أقام ملحمة في هذا اليوم بإسقاط الطائرات، وتم النجاح في تدمير أعداد كبيرة من الدبابات الإسرائيلية بتسليح سرية المشاة الخفيف»، مختتمًا: «لما أسقطنا أول 3 طائرات إسرائيلية تفاءلت بهذا اليوم، وتدربنا على صعود خط بارليف بمساعدة سلاح المهندسين العسكريين وما تم تخطيطه نفذناه بالكامل، وكل ما حدث من سلبيات في 1976 تحول إلى إيجابيات 1973».

وقال اللواء أركان حرب ثروت النصيري، أحد أبطال نصر أكتوبر، إن الجيش المصري دخل حرب أكتوبر والدولة المصرية تعلم جيدًا أن العدو الإسرائيلي لديه سلاح نووي وساتر ترابي كبير. وأكد أن نتائج حرب أكتوبر كانت مبهرة جدا، مضيفا: «يكفي أن الجيش الذي كان يطلق عليه لا يقهر تم قهره، والطيران الإسرائيلي الذي كان يصول ويجول في السماء المصرية لم يستطع اقتحام الأراضي المصرية بسبب منظومة الدفاع الجوية القوية».

ولفت إلى أن الرئيس محمد أنور السادات يُحسب له اتخاذ قرار الحرب رغم علمه بفروق الإمكانيات بين مصر وإسرائيل وأنها ليس في صالح مصر، ولكنه كان يعلم قوة الجيش المصري. وأشار إلى أنه كلما يتذكر مشاركته في حرب أكتوبر وعبور قناة السويس يشعر بالفخر رغم مرور نصف قرن على السادس من أكتوبر، قائلا: «لن أنسى لحظة العبور وتقبيل أرض سيناء من فرحة النصر». وتابع أن غالبية المقاتلين كان يتوقعون الشهادة، لافتًا إلى أن الجيش المصري حارب بأسلحة دفاعية واستطاع انتزاع النصر من إسرائيل.

وأكد اللواء أركان حرب نصر سالم، أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، أنه تم تجهيز مجموعات استطلاع بمعدات أكثر جاهزية لتكون خلف خطوط العدو في سيناء، لافتا إلى أن كل جبال سيناء كانت تتواجد فيها مجموعات استطلاع في حرب الاستنزاف.

وتابع بأن مجموعات الاستطلاع التي كانت تتخفى خلف خطوط العدو بحرب الاستنزاف كانت تلتقي بالرئيس عبد الناصر والحديث معه بشكل مطول. وعلق قائلًا: «تجهيزات وعتاد إسرائيل العسكري كان ضعف سلاحنا وسلاح سوريا، وتجهيز الدولة في الحرب وقرار الحرب كان يحتاج لقرار شجاع».

وقال إن كل ما حدث في يوم 6 أكتوبر 1973 كانت نتيجة معلومات عناصر الاستطلاع المتواجدة خلف خطوط العدو. وبيَّن أن دقة معلومات عناصر الاستطلاع أدت إلى تدمير 85% من الأهداف المطلوبة في الضربة الجوية الأولى وأسهمت في تحقيق النصر. 

وبشأن يوم 6 أكتوبر، أضاف: «معلومات المخابرات نقلت كل تفاصيل تحركات العدو قبل حرب أكتوبر، والضربة الجوية أغنت القوات عن الضربة الجوية الثانية، وتدمير خط بارليف كن معجزة دولية، خاصة بعد تصريحات الخبراء الدوليين قالوا إن المصريين لن يستطيعوا عبور الخط إلا بقنبلة ذرية».

واستكمل اللواء أركان حرب نصر سالم: «أنابيب النابالم التي تواجدت على خط بارليف لو اشتعلت كان محال عبور الخط نهائيًا، والحل كان في خطة خداع استراتيجي في نية الهجوم، وموشي ديان يوم 5 أكتوبر خلال لقائه مع جولدا مائير قال إن المصريين لن يعبروا؛ بسبب تجهيز الجيش والاستعداد للحرب أكثر من مرة وعلم حينها أنها قد تكون خطة تمويه».

وتابع بأن خط بارليف كان أقوى خط دفاعي في التاريخ لكن القوات المسلحة المصرية استطاعت أن تحدث ثغرات في خط بارليف وتدميره بشكل كامل.

وتابع: «ما زال هناك أسرار عن حرب أكتوبر لم يتم الكشف عنها حتى الآن ومتواجدة داخل أروقة القوات المسلحة». ولفت إلى أنه إذا علم العدو تنفيذ الفتح الاستراتيجي للقوات الجوية كانوا استعدوا للحرب لكنهم لم يعلموا شيء. وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي على علم بالقدرات العالية والمرتفعة للجندي المصري الذي حقق بطولات كبيرة في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.