إسرائيل ناشيونال نيوز: المعركة الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر يمكن أن تحدد مستقبل غزة

التاريخ : السبت 21 أكتوبر 2023 . القسم : أمني وعسكري

نشر موقع إسرائيل ناشيونال نيوز مقالًا للكاتب تساحي ليفي يُسلط الضوء على ما يصفها بالمعركة الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. 

يقول الكاتب في مستهل مقاله إن لعبة شد الحبل الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر بشأن فتح معبر رفح يمكن أن تُقرر مصير ومستقبل قطاع غزة والحرب برمتها.

والسؤال هو: أي جانب منهما سينجح في إجبار الآخر على تحمل المسؤولية عن سكان قطاع غزة ؟ وطالبت إسرائيل بفتح معبر رفح في اتجاه واحد، ووفقًا لعديد من وسائل الإعلام، عرضت على مصر، إلى جانب الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، سلسلة من الحوافز الاقتصادية مقابل فتح المعبر لخروج النازحين.

من جانبهم، يرفض المصريون فتح المعبر حتى أمام سكان غزة من مواطني الدول الأجنبية، وبدلًا من ذلك يطالبون بإرسال مساعدات «مدنية» مفترضة إلى القطاع لمنع حدوث أزمة إنسانية وموجة اللاجئين التي تُقلق مصر.

ليس من أجل لا شيء، كانت هذه القضية ظاهريًا في قلب اجتماعات الرئيس المصري مع القادة الدوليين، وظهرت في اجتماع نتنياهو وبايدن، وحظيت باهتمام خاص من ملك الأردن.

معركة دبلوماسية

وأوضح الكاتب أن ما يتكشف أمامنا هو «معركة» دبلوماسية، قد تقرر نتائجها الحرب بأكملها وتشكل الشرق الأوسط لسنوات قادمة.

يدرك الكثيرون في إسرائيل، من جميع اتجاهات الطيف السياسي، أنه حتى لو قضينا على عشرات الآلاف من المسلحين في القطاع تمامًا كما ذكرت الحكومة الإسرائيلية، فإن إيران لن تختفي، وفي غياب قوة إسرائيلية أو دولية دائمة مجدية على الأرض، وفي غضون بضع سنوات قصيرة، سينشأ في القطاع نظام جديد لحماس أو نظام راديكالي آخر، مما يؤدي إلى المواجهة الحتمية التالية. وفي ظل هذه الظروف، سيكون من المستحيل إعادة تأهيل المدن المحيطة بغزة التي دمرتها حماس.

 

وفي ضوء هذا الواقع، ينبغي أن تصبح إعادة توطين السكان المدنيين في قطاع غزة في مصر وفي أماكن أخرى من العالم الإسلامي هدفًا سياسيًا علنيًا لإسرائيل. وهذا هو الحل الأكثر إنسانية للوضع، سواء لإسرائيل أو لسكان غزة، الذين يريد الكثير منهم الهجرة من القطاع على أي حال.

وأضاف الكاتب أنه لا يوجد ما يثبط العدوان العربي أكثر من فقدان الأرض. لذلك، بالإضافة إلى الهدف العسكري المتمثل في إنهاء حكم حماس بالحد الأدنى من الخسائر في أرواح المدنيين، فإن بسط السيادة الإسرائيلية على كل قطاع غزة أو بعضه سيكون بمثابة رادع قوي ضد أعداء إسرائيل الآخرين الذين يفكرون في محاولة ارتكاب عمل شنيع آخر مثل العمل الذي شهدناه صباح يوم 7 أكتوبر.

الرؤية المصرية

لكن مصر ترى الوضع بشكل مختلف، وفقًا للكاتب.

يرى المصريون أن خسارة القطاع ستكون مشكلة استراتيجية. تعد غزة، في نظر مصر، موقعًا أماميًا يبقي قوات الجيش الإسرائيلي مشغولة في الجنوب، ويزعج إسرائيل، ويمنعها من تعزيز قوتها.

ونوّه الكاتب إلى أن كل من يتابع تعزيز قوة الجيش المصري من مصادر مرئية، ويرى مجموعة الجسور الضخمة والأنفاق التي يبنيها فوق وأسفل قناة السويس، والمشتريات العسكرية بعشرات المليارات من الدولارات في جميع أسلحة الجيش، البحرية والبرية والجوية وحتى الأقمار الصناعية، يدرك أن مصر تعتبر إسرائيل خصمها العسكري الرئيس، على الرغم من اتفاق السلام.

وقال إن معظم التدريبات العسكرية المصرية موجهة ضد إسرائيل، ولهذا السبب يمكننا أن نرى تقارير، في وسائل الإعلام المفتوحة، عن سلسلة طويلة من الانتهاكات المصرية لاتفاقية السلام، التي تحد من انتشار القوات المصرية في سيناء، بذريعة الحرب ضد داعش.

لقد سمحت مصر لسنوات عديدة بتعزيز المنظمات المسلحة في قطاع غزة خلال عصري مبارك ومرسي. وفي عهد السيسي، زادت مصر من إشرافها وسيطرتها على ما دخل القطاع أثناء بناء حاجز ضخم على الجانب المصري من الحدود. وكل هذا مجرد مؤشر على أن ما دخل، على ما يبدو دخل بـ «غض الطرف» المصري.

تشجيع النزوح

ويرى الكاتب أن إسرائيل تحتاج إلى التفكير بشكل استراتيجي في كيفية تشجيع سكان غزة على شق طريقهم إلى مصر.

ويتعين على إسرائيل أن تستغل الأزمة الاقتصادية الحادة في مصر لصالح تنظيم المساعدات الدولية للقاهرة مقابل استيعاب جميع سكان غزة أو بعضهم. وفي الآونة الأخيرة فقط، خفضت وكالة التصنيف موديز التصنيف الائتماني لمصر من (B3) إلى (Caa1). والواقع أن مصر على وشك الإفلاس، الأمر الذي قد يعرض استقرار النظام للخطر في الأجل القريب.

في المرحلة الأولى، تحتاج إسرائيل إلى زيادة الضغط الإنساني على قطاع غزة حتى يخترق مئات الآلاف من سكان غزة الجائعين والعطشى معبر رفح.

في المرحلة الثانية، عندما تواجه مصر الحقيقة النهائية المتمثلة في تدفق اللاجئين إلى أراضيها، تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بإجراءات تسمح بتدفق المساعدات الاقتصادية من المجتمع الدولي والأونروا وصندوق النقد الدولي إلى مصر، لتمكين استيعاب بعض سكان غزة في مصر.

وزعم الكاتب أن من الأهمية بمكان إدراك أن سكان غزة يريدون بشدة الهجرة منه. وتركيا، التي هي على استعداد لاستقبالهم، وجهة محبوبة للغاية، شأنها في ذلك شأن أوروبا، الملزمة باستقبال أولئك الذين منحتهم الأونروا شهادة لاجئين. وستكون النسبة المئوية لسكان غزة الذين ستستقبلهم مصر في نهاية المطاف أقل من معدل المواليد السنوي في البلاد، والذي يزيد عن 2 مليون طفل سنويًا.

وفيما يتعلق بحلول الإسكان - يوجد في مصر مخزون من الشقق الشاغرة للإشغال الفوري لما لا يقل عن 2 مليون شقة.

ومن شأن النجاح في الصراع الدبلوماسي مع مصر حول فتح معبر رفح أن يقصر أمد الحرب وبالتالي يقلل من خطر فتح المزيد من الجبهات.

ويمثل تفريغ السكان العرب مع تطبيق السيادة الإسرائيلية انتصارًا ساحقًا من شأنه استعادة الردع في جميع القطاعات، وتعزيز اتفاقات إبراهام، وإحلال السلام مع المملكة العربية السعودية.

ويختم الكاتب بقوله إن الناس في الشرق الأوسط، لا يتعاملون إلا مع الأقوياء، ويتعين على إسرائيل أن تدرك الفرصة لاستعراض قوتها، في حين تعمل على تغيير الشرق الأوسط لأجيال.