صالة التحرير يناقش عملية طوفان الأقصى وتهجير الفلسطينيين لسيناء والمساعدات الإنسانية وموعد اجتياح غزة

التاريخ : الاثنين 23 أكتوبر 2023 . القسم : أمني وعسكري

مضامين الفقرة الأولى: عملية طوفان الأقصى

قال اللواء سمير فرج، الخبير والمفكر الاستراتيجي، إنه في 7 أكتوبر الماضي، نفذت حركة حماس والفصائل الفلسطينية عملية عسكرية مدبرة ضد المستوطنات الإسرائيلية، ردًا على الحصار الخانق الذي يعاني منه 2.5 مليون فلسطيني في غزة. وأوضح أن العملية كانت صدمة لإسرائيل التي أنفقت أكثر من مليار دولار على بناء جدار حديدي لحماية حدودها مع غزة. وأضاف أن حماس تمكنت من اختراق هذا الجدار وتنفيذ هجوم مباغت على المستوطنات وتدمير عدد من الدبابات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تستطع صد هذا الهجوم رغم إقامتها خطا دفاعيا أول يضم 7 مستوطنات.

وأثنى على سرعة وشجاعة مقاتلي حماس، الذين نجحوا في تحقيق انتصار تاريخي للشعب الفلسطيني. ونوّه بأن حركة حماس نفذت خطة اقتحامها للمستوطنات الإسرائيلية 7 أكتوبر الماضي، بالطيران الشراعي، لافتا إلى أن حماس نجحت في السيطرة على 4 مستوطنات من أصل 7 إسرائيلية. وأضاف أن جميع شركات الطيران العالمية أوقفت الطيران إلى مطار بن غوريون في تل أبيب بعد الهلع الذي أصاب إسرائيل بعد قصفه من حركة حماس؛ مما ألحق أضرارًا كبيرة بالاقتصاد الإسرائيلي.

مضامين الفقرة الثانية: تهجير الفلسطينيين لسيناء

قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن هدف إسرائيل هو تهجير الفلسطينيين إلى مصر، وذلك بمحاولة تفريغ قضية فلسطين. وأوضح أنه سبق وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو من الرئيس الراحل حسني مبارك، أن يُهجر أهالي غزة إلى سيناء ولكنه رفض تماما، وفي عهد الرئيس مرسي اقترح على نظيره الفلسطيني أبو مازن بتسكين أهالي غزة في سيناء، ولكن الأخير رفض لأن ذلك سيفرغ القضية الفلسطينية.

وأضاف أنه مؤخرًا طلب رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو من الرئيس عبد الفتاح السيسي، منح جزءً من سيناء للفلسطينيين بقطاع غزة، لكن مصر رفضت ذلك الأمر بشكل قاطع، ورد الرئيس السيسي جاء حاسمًا وقتها، لافتًا إلى أن رد الرئيس السيسي كان: «لو تريدون أن تحافظوا على السلام بيننا لا يوجد كلام في هذا الموضوع ومصر تحافظ على اتفاقها في السلام»، منوهًا بأن هذا الرد جاء أيضا انطلاقًا من التزام الدولة المصرية ممثلة في الرئيس لاتفاقية السلام مع دولة الاحتلال، لافتًا إلى أن الموقف كان واضحًا وهو ما أكده الرئيس الفلسطيني والتأكيد أنه لن يتم الرحيل من غزة وأنها أرض فلسطينية.

ولفت إلى أن بعض الآراء خرجت في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون طرح فكرة إعادة الحكم في غزة إلى مصر، وهناك فكرة أخرى بعمل تكتل دولي لحكم غزة، وهو ما سترفضه مصر في الحالتين.

مضامين الفقرة الثالثة: المساعدات الإنسانية لغزة

قال اللواء سمير فرج، الخبير والمفكر الاستراتيجي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رفض طلبا أمريكيًا بعبور 50 أمريكيًا من غزة إلى مصر، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي أكد خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه لن يتم السماح بمرور أي شخص إلا بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. أضاف أن الرئيس السيسي، كسر كل القواعد في لقائه بوزير خارجية أمريكا وأذاع المباحثات على الهواء، لافتًا إلى أن شعبية الرئيس السيسي ارتفعت أكثر لدى المصريين بعد مواقفه الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية. وأوضح أن مصر موقفها واضح تجاه القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن مصر أكدت رفضها للتهجير القسري ووقف العدوان على غزة وقتل وترويع المواطنين.

مضامين الفقرة الرابعة: قمة القاهرة للسلام

قال اللواء سمير فرج، الخبير والمفكر الاستراتيجي، إن مصر موقفها معروف على مدار التاريخ، مشيرًا إلى أن تل أبيب تمر بأيام صعبة بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس لذا هو ما عقد الأمور والتأخير في التهدئة ووقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف أن مصر لها دور كبير في المنطقة وفي كافة الملفات، مشددًا على أن قمة القاهرة للسلام أوضحت قيمة الدور المصري في المنطقة وفي القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن القمة كانت تستهدف التهدئة في المنطقة ووقف إطلاق النار، موضحًا أن هناك عددًا من الدول الأوروبية والآسيوية نظمت احتجاجات تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

وأشاد المحلل السياسي أحمد رفعت، بنجاح قمة القاهرة للسلام التي دعت إليها مصر بمشاركة عربية ودولية واسعة، مؤكدًا أهمية دورها في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين. وقال إن قمة القاهرة للسلام حدث تاريخي، نجحت من خلالها الدولة المصرية في جمع عدد كبير من دول العالم في هذا الوقت الحرج، لبحث سبل دعم السلام والأمن في المنطقة. وأضاف أن الدول المشاركة في القمة أبدت إيمانها وقناعتها بضرورة حل الدولتين كأساس لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.

وأكد أن قمة القاهرة للسلام شهدت حضورًا واسعًا من ثلثي أعضاء جامعة الدول العربية، ودول بريكس من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وأصحاب العضوية الدائمة في مجلس الأمن من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. وأشار إلى أن التمثيل الإقليمي والدولي في القمة كان مشرفًا لمصر والوطن العربي، مبينًا أن جميع المشاركين اتفقوا على أهمية تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين من التصعيد الإسرائيلي.

مضامين الفقرة الخامسة: الاجتياح البري لغزة

قال اللواء سمير فرج، الخبير والمفكر الاستراتيجي، إن إسرائيل تريد الغزو الشامل واجتياح غزة، مشيرًا إلى أن تل أبيب حال إقدامها على ذلك فسيكون هناك رد فعل قوي من حركة «حماس». وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية أكدت أن الخسائر ستكون كبيرة لإسرائيل حال اجتياح غزة، موضحًا أن المقاومة الفلسطينية لن تصمت. وتابع أن المنطقة معرضة لأن تصبح بها أعمال قتال ويتشعب إلى مناطق أخرى، مثل حزب الله في جنوب لبنان، لافتًا إلى أن حزب الله يتلقى تعليماته من إيران وقد تمتد الحرب له مع اشتعال التوتر الأمني على الجنوب اللبناني. وتوقع فرج حدوث الاجتياح البري لغزة خلال يوم أو يومين، لافتًا إلى أن العائق الوحيد أمام إسرائيل هي الأنفاق التي تنفذها حركة «حماس»، وكذلك التصريحات التي تخرج من طهران، لافتًا إلى أن الخسائر البشرية ستكون كبيرة لإسرائيل من قبل حماس، مشددًا على أن حرب المدن من أصعب الحروب.

وقال إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت زار الجنود على خط الجبهة في محاولة لرفع الروح المعنوية، مؤكدًا أنه من ساعة واحدة قامت دبابة إسرائيلية باقتحام غزة وتم تدميرها بصاروخ. وأوضح أن اجتياح غزة البري رغبة لدى إسرائيل، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تحذرهم من الخسائر التي سيعانون منها، مؤكدًا أن حماس قامت بعمل أنفاق تحيط غزة بالكامل.

وأضاف أن حماس تنتظر في غزة الهجوم البري الإسرائيلي، وقامت بتهدئة قواتها على مدار الأيام الماضية في انتظار الدخول الإسرائيلي نحو القطاع. وأشار إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي حصل على الإذن بتنفيذ عملية برية في غزة، لكنهم يخشون القيام بهذه الخطوة لتأكدهم من المواجهة القوية التي سيجدونها من حماس والخسائر التي ستحدث في صفوفهم.

ودعا سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى عدم تصديق كل التصريحات الواردة من الجانب الإسرائيلي، لأن بعضها يكون من باب التضليل والحرب النفسية. وتابع بأن إسرائيل تريد إطالة أمد الضغط على غزة؛ لتقليل رد فعل المقاومة على أي عملية برية محتملة. وأردف أن هناك قرارًا من مجلس الحرب الإسرائيلي بوجود حرب برية على غزة، والتسريبات من داخل تل أبيب تقول إنهم يريدون الإطاحة بحكم حركة حماس في غزة. وأكد أن شعبية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تهاوت في إسرائيل ولا يؤيد بقاءه إلا 28% من الإسرائيليين، لافتًا إلى أنه سيتعرض لمحاكمة مع قادة الجيش بتهمة التقصير، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي حشد نحو 400 ألف جندي يمكنهم تغيير مواقعهم بسهولة.

وذكر أن إسرائيل تراهن على استنزاف أعداد مقاتلي حماس في غزة بالحصار والقصف لتكون قدرتها أقل على المواجهة حال الدخول البري. وأوضح أن التقديرات الإسرائيلية أن قوات المقاومة تصل إلى 35 ألف مقاتل في قطاع غزة، بينما الهدف الإسرائيلي هو تقليل الخسائر وإسقاط حكم حماس والقضاء على مخازن السلاح والقبض على عدد كبير من القادة؛ لتعزيز الروح المعنوية في إسرائيل وإضعاف معنويات أهالي غزة. وأضاف أن إسرائيل لا تعترف بالمدنيين في غزة وترى أن كل من يوجد في غزة هم من داعش والإرهابيين، ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بالمدنيين في القطاع. وأشار إلى أن إسرائيل لا تتعامل بالقانون الدولي مع أحداث قطاع غزة، وهذا هو ما يتحدث عنه المسئولون في الحكومة الإسرائيلية، ويعتبر الجميع هناك أعداء وليس لهم أي حقوق.

وأضاف أن إسرائيل بدأت بالفعل اجتياح جزء من شمال غزة، حيث أجبرت نحو 700 ألف نسمة على النزوح من منازلهم، وأنها تهدف إلى تقسيم القطاع إلى أجزاء متفرقة وتطيل أمد الحرب، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأردف عكاشة، أن الرأي العام الإسرائيلي يدعم الحرب على غزة، ويطالب بالإطاحة بحكم حماس، ويحمل نتنياهو مسؤولية ما يحدث. وذكر أن إسرائيل تعيش حالة من الفشل والانهيار، وأنها لن تستطيع الاستمرار في حكمها، مشيرًا إلى أنها سبق وأن حوكم بعض قادتها بعد حرب أكتوبر عام 1973.