مضامين الفقرة الأولى: الاجتياح البري لغزة

قال إبراهيم ملحم، المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية قاسية ومرعبة وشديدة، مشيرًا إلى أن أهل غزة يواجهون نار "المحرقة" فيما وصفه بـ "القطاع النازف". وأضاف أن هذه الليلة مرعبة بثقل القنابل التي نزلت على رؤوس الأبطال والنساء والعائلات التي أبيدت وسط انقطاع الاتصالات، حيث تحمل هذه الليلة مجازر متنقلة تمارسها الطائرات والمدفعية والزوارق الحربية، والتي ترتكب مجازر جماعية منذ 21 ليلة. وقال إن اليوم نحن في ذروة المجزرة، التي تواكبت مع قطع الاتصالات وقطع الكهرباء، ما ينذر بأن سلطات الاحتلال تعتزم ارتكاب المجازر في العتمة.

قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الحرب دخلت في يومها الـ 21 بشراسة لم يسبق لها مثيل، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية من الحرب التي أعلن عنها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لم تبدأ بعد. وأضاف أنه جرى قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة بشكل كامل، ويتم الآن قصف بحري وجوي واجتياح للقطاع، وحتى هذه اللحظة لم نتمكن من الوصول لأحد هناك. وقال إن المقاومة صامدة في شمال قطاع غزة حتى الآن، والحرب البرية من الواضح أنها خدعة، فقد تتم المداهمة من الشمال ثم يقتحمون الجنوب. وتابع بأن المجتمع الدولي وهو ما نشاهده في مجلس الأمن، ومجلس الأمن خرج عن الخدمة، فلم يعد له دور أو تأثير في إصدار قرار لمنع الحرب.

قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الجيش الإسرائيلي بدأ بعملية برية في قطاع غزة وهناك معلومات استخباراتية بدأت تتوفر لدى مؤسسات الجيش الإسرائيلي عن مواقع بعينها خاصة بالفصائل الفلسطينية، وسيقوم بالاندفاع بشكل سريع للوصول لهذه المواقع. وأضاف أن هناك تشوش في هذه المعلومات حيث نتابع عدد من الرشقات الصاروخية متتالية أصابت العديد من المدن الإسرائيلية في ذات التوقيت الذي يتم فيه هذا الهجوم الإسرائيلي، ولا يوجد نضوج لهذه المعلومات التي تحدث عنها الجيش الإسرائيلي.

ولفت خالد عكاشة، إلى أن الأهداف السياسية من هذا الهجوم العنيف تتمثل في ترميم سمعة الحكومة الإسرائيلية التي تتعرض لشروخ عميقة في الثقة من قبل المجتمع الإسرائيلي والرأي العام ضاغط على قياداته بسبب خسائره الفادحة، موضحا أن الضغط استمر على قيادات الحكومة الإسرائيلية من أجل القيام بعملية برية انتقامية، كما أن السمعة السياسية للحكومة مهتزة بشدة وربما ما دفعها لمحاولة الاستعانة بشخصيات من المعارضة وتشكيل ما سمى بحكومة الحرب.

كشف شادي محسن، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن آخر تطورات الوضع الميداني في قطاع غزة، مع كثافة القصف الإسرائيلي بالتوازي مع صدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم من المجموعة العربية لوقف الحرب، قائلًا إن إسرائيل تحتمي وراء الدعم الأمريكي غير المحدود. وأضاف أنه بالنسبة للوضع الميداني في قطاع غزة فإنه يوجد ثلاثة مواقع يتم تركيز القصف الجوي والبري والبحري وهي بيت حنون ولاهيا وجباليا في شمال غزة. وأشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحد الأمريكية أرسلتا فرقتين عسكريتين متخصصتين في كشف الأنفاق وتحرير المحتجزين لكنهما فشلتا، لافتًا إلى أن القصف العشوائي الذي يشهده قطاع غزة يفسر هذا الفشل، كما يفسر بأن إسرائيل تتحين أي عنف ودماء لهدم هذه الأنفاق. وذكر أن الهدف العسكري الإسرائيلي هو الضغط على حماس للاستجابة للشروط الإسرائيلية بشأن الأسرى الإسرائيليين. ونوّه بأن الدعم الأمريكي لإسرائيل حتى وإن كان موجود حاليًا إلا أنه لن يستمر طويلًا.

وقال محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن التصعيد الإسرائيلي الراهن هو طبعا الأول من نوعه منذ بداية التصعيد على مستوى العنف، الذي تنتهجه القوات الإسرائيلية في التعامل مع قطاع غزة فقد ارتكزت إسرائيل في تحركها لأكثر من مستوى سواء عن قطع منظومة الاتصال في قطاع غزة، وهو هدفه عزل القطاع عن العالم وإخفاء المعلومات التي تصدر عن الجرائم الإسرائيلية التي تتم في القطاع في اللحظة الراهنة.

وأضاف أنه وفقًا للمعلومات الشحيحة المتاحة، أن القصف الإسرائيلي يركز على كل مناطق القطاع في اللحظة الراهنة وليس فقط قصف جوي لأن هناك التحرك للدبابات الإسرائيلية وقصف مدفعي، بالإضافة لقصف يحدث من الناحية البحرية لقطاع غزة، لكن الواضح أنه التركيز الإسرائيلي في العمليات منصب على مناطق الشمال والوسط أو الـ 20 كيلو الأولى من قطاع غزة، سواء في بيت حانون أو بيت لاهيا أو مخيم جباليا وصولًا إلى وادي غزة أو دير البلح في وسط القطاع.

وأشار إلى أن الهدف الواضح أن العمليات بشكل عام تعكس أنها مقدمة لعملية برية واسعة ستقوم بها إسرائيل في الساعات المقبلة، وهو يؤكد على عدم رضوخ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لمساعي التهدئة ووقف التصعيد والمبادرات، التي طرحت في هذا الإطار سواء المرتبطة بتهدئة في مقابل موضوع المحتجزين أو أي مبادرات ثانية صدرت من بعض الأطراف الغربية، حتى الولايات المتحدة نفسها كانت تضغط في الأيام الماضية على إسرائيل أو إلغاء العملية البرية، لكن واضح أن الجهود لم تنجح، إذ إن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو مصممة على تنفيذ عملية برية انتقامية بدأت معالمها في الساعات الماضية.

وأوضح أن تلك العملية تمثل تهديد للحكومة الإسرائيلية نفسها، خصوصًا في ضوء العمليات التي من الممكن أن ترد بها الفصائل الفلسطينية على التصعيد الإسرائيلي بها أو تصعيد من الممكن أن يحدث في الضفة والداخل الإسرائيلي المحتل أو حتى على مستوى تصعيد من قبل بعض الأطراف الإقليمية الأخرى خلال الساعات القادمة.

مضامين الفقرة الثانية: حادث طابا ونويبع

عرض البرنامج بيان المتحدث العسكري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، حول تفاصيل حادثتي سقوط جسم غريب بنويبع وطائرة موجهة دون طيار بطابا، وقال المتحدث العسكري إنه في إطار متابعة نتائج التحقيقات الجارية بمعرفة اللجنة المختصة في حادثتي سقوط جسم غريب بنويبع وطائرة موجهة دون طيار بطابا، وبتحليل وجمع المعلومات، أسفرت نتائج التحقيقات عن أن عدد 2طائرة موجهة دون طيار كانت متجهة من جنوب البحر الأحمر إلى الشمال، حيث جرى استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصري بمنطقة خليج العقبة، ما أسفر عن سقوط بعض حطامها بمنطقة غير مأهولة بالسكان بنويبع، إضافة إلى سقوط الأخرى بطابا، وجارٍ قيام القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي بتكثيف أعمال تأمين المجال الجوي المصري على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.

وعقبت المذيعة بأن مصر قادرة على أن تفعل كل ما يتطلب لحماية الأرض المصرية، مشيرة إلى أن مصر يحكمها رئيس حكيم.