كلمة أخيرة يناقش جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة ومحاولات الاجتياح البري وحادثتي طابا ونويبع ودعم الغرب لإسرائيل

التاريخ : الأحد 29 أكتوبر 2023 . القسم : أمني وعسكري

مضامين الفقرة الأولى: الحرب على غزة

قالت الإعلامية لميس الحديدي إنه بدأ الأسبوع الثالث للحرب على غزة، وبدأت المرحلة الثانية من الحرب كما قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وأضافت أن قطاع غزة منقطع تمامًا عن العالم، وعن بعضه البعض، بعد أن قطعت دولة الاحتلال الاتصالات عنهم. ونوّهت بأن إسرائيل تريد غزة بلا اتصالات لكي تخفي جرائمها، مؤكدة أن الصور التي انتشرت غيَّرت موقف العالم.

وذكرت أن الليلة الماضية شهدت أعنف قصف على قطاع غزة، واستهدفت 150 هدفًا تحت الأرض، مبينة أن دولة الاحتلال قالت إن هدفها هو القضاء على حركة حماس في الحرب الحالية. وأشارت إلى أن نتنياهو قال إن الحرب ستكون طويلة ومعقدة، ووصفها بأنها معركة الإنسانية ضد البربرية، منوهة بأن العالم شريك في جرائم دولة الاحتلال، قائلة: «يبدو أن أمريكا تريد فسحة من الوقت لإسرائيل لكي تقضي على الشعب الفلسطيني».

ولفتت إلى أن مصر تواصل جهودها السياسية والإنسانية بشأن القضية الفلسطينية وقطاع غزة، مؤكدة أن مصر تُصر على إدخال أكبر قدر من المساعدات لقطاع غزة. وشددت على أن أهالي غزة يعيشون تحت قصف بربري لا علاقة له بالإنسانية. وأكدت أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري منذ اليوم الأول، ولكن هناك تعنت إسرائيلي واضح في دخول المساعدات.

وذكرت أن صحف فورين بوليسي ولوموند قالتا إن العالم لا يمكن أن يحل المعركة بين إسرائيل وحماس إلا بواسطة مصر. وقالت إن مصر حاربت 4 حروب كلها لها علاقة بفلسطين، مشيرة إلى أن مصر كانت دولة مواجهة خلال السنوات الماضية.

وأشاد ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، بدور مصر التاريخي قيادة وشعبًا في أزمة قطاع غزة، مضيفًا أن ياسر عرفات حين قال أنا مصري الهوى كان يؤكد على أن الدور التاريخي المصري على عين ورأس كل فلسطيني. وقال إن مصر نجحت في إفشال مخطط إسرائيل المدعوم من الولايات المتحدة لتهجير سكان القطاع قسريًا إلى سيناء المصرية، ومن ثمَّ تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها وإنهائها. وأضاف أن دور مصر كبير ومهم في إدخال المساعدات لداخل قطاع غزة.

وذكر أن معبر رفح من الجهة المصرية لم يغلق منذ اليوم الأول من العدوان، وجهود مصر واضحة للضغط لدخول مزيد من المساعدات رغم القصف الإسرائيلي، والتعنت في إدخال تلك المساعدات لسكان القطاع. وتابع: «ربما نحتاج الفترة القادمة إلى إدخال مزيد من المساعدات الفترة القادمة لإنهاء التضييق الإسرائيلي»، منوهًا بأن مصر سيكون لها دور في المرحلة القادمة وهو فرض إطار سياسي للحل ووجود دولتين، والاعتراف المتبادل بين البلدين. وشدد على أن مسالة اتساع رقعة الصراع من شأنه أن يؤزم الوضع في المنطقة بشكل أكبر.

وحول السيناريوهات القادمة، قال إنه لا بد أن نقول إن هناك وحشية متناهية ضد سكان غزة، وخسائر من العدوان توازي كل الحروب السابقة مجتمعة ما يحدث شيء فظيع.

وقال وزير الاتصالات الفلسطيني الدكتور إسحق سدر، إن عملية فصل الإنترنت وخدمات الاتصال عن قطاع غزة جرى بشكل متعمد ويدوي من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أن هناك فارقًا بين القطع المتعمد وبين الخسائر في البنى التحتية، منوهًا بأن 30% من الشبكات تضررت ولكن عملية القطع والفصل الكامل حدث بشكل يدوي من قبل سلطات الاحتلال.

ولفت إلى أن وزارة الاتصالات الفلسطينية، خاطبت جهات دولية لوضعها أمام مسئوليتها وتفاوضها مع الجانب الإسرائيلي، فور قطع سلطات الاحتلال الاتصالات وخدمات الإنترنت عن القطاع بشكل كامل، ولكن قوبلت بالرفض الإسرائيلي، موضحًا أنه طلب من نظيره المصري لنقل بث شبكات الاتصالات المصرية باتجاه الأراضي الفلسطينية وفتح «International Roaming»، وهي عبارة عن خدمات التجوال حتى يتسنى للمواطنين الفلسطينيين في بعض المناطق الحدودية، الحصول على خدمات الاتصالات من خلال الشبكات المصرية، وكانت هناك استجابة إيجابية.

وقال: «نمارس الضغط على الجهات كافة بما فيها الجانب الإسرائيلي، من خلال التنسيق مع المؤسسات الدولية، والعمل مع مصر؛ لإدخال تجهيزات لاستعادة الاتصالات مرة أخرى». وأوضح أن الجانب الفلسطيني تواصل مع من أجل التفاوض مع خدمات «Star Link» للإنترنت والاتصالات الفضائية لتوفيرها في القطاع، بعد وعد إيلون ماسك، وكان هناك توجه إيجابي لفتح تلك الخدمات.

ولفت إلى أن شراء تجهيزات للبدء في التنسيق فيما بعد مع الجانب المصري وجهات دولية، لإدخال ذلك إلى قطاع غزة، ولكن تراجعت الشركة بعد تهديد وزير الاتصالات الإسرائيلي بقطع العلاقات معها، موضحًا أن الأجهزة الداخلية المطلوبة في القطاع لاستقبال الإشارة يتم عبر أجهزة خاصة. وتابع: «بدأنا المفاوضات لشراء هذه الأجهزة بما يتناسب مع احتياجات المستشفيات داخل القطاع، لكن مع تراجع الشركة عن مبادرة ستار لينك مع ضغوط الجانب الإسرائيلي».

وقالت إيناس أبو خلف رئيس المكتب الإعلامي الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة أطباء بلا حدود أنه بقطع الاتصال وخدمات الإنترنت على قطاع غزة؛ فقدت المنظمة تواصلها مع فريقها على الأرض داخل القطاع والبالغ عددهم 300 عضو. وأعربت عن قلق المنظمة على سلامة طاقمها على الأرض. وذكرت أن المجتمع الدولي بدأ التحرك من المشاهد التي بثت من غزة مؤخرًا وللأسف الخطوات التي جرى اتخاذها من المجتمع الدولي وقادة الدول خطوات بطيئة وغير كافية وهي مواقف تتسم بالضعف والبطيء.

تابعت: «لا نعلم الآن ماذا يحدث في المستشفيات التي يوجد فريقنا به»، مبينًا أن المشهد كارثي ولا يمكن توصيف الوضع على الشقين الإنساني والطبي وخطوة قطع الاتصال عن قطاع غزة خطوة تداعياتها خطيرة؛ إذ هناك كثير من العالقين تحت الأنقاض من النساء الحوامل والأطفال وعبر التواصل كان يمكن إسعافهم لكن إسرائيل بهذه الخطوة تضرب فرص النجاة بعرض الحائط، وتواصل جرائمها.

وأشارت إلى أنه خلال الفترة الماضية وقبل حدوث قطع التواصل والاتصال مع فريقنا، تصاعدت الضربات الإسرائيلية ضد المنشآت الطبية، ويوجد فريقنا في مستشفى الشفاء، وهو الشريان الوحيد لجرحى غزة الآن، وهناك عمليات جراحية كبرى مثل بتر الأطراف تُجرى في الممرات، وبالتزامن مع ذلك يفترش المرضى الطرقات، كما أن هناك عمليات جراحية تُجرى للأطفال دون تخدير وأمام أمهاتهم، ويرون ذلك بأم عينهم.

وحذَّرت من نفاد الوقود داخل مستشفيات القطاع، قائلة: «هناك خطورة كبيرة لنقص الوقود ولا يمكن توصيف المشهد مع عدم شمول المساعدات لشحنات الوقود التي تحتاجها المستشفيات؛ وبالتزامن مع المساعدات التي دخلت الفترة الماضية للقطاع لم تكن كافية، وهو بمثابة نقطة في بحر على مستوى الغذاء والمساعدات الطبية».

وأكد جيريمي هوبكنز، ممثل اليونيسف في مصر، أن نحو 3 آلاف طفل استشهدوا حتى الآن في غزة، قائلًا: «نحن مرعوبون ونمتلئ بالحزن». وأضاف أن هناك 100 ألف طفل مشرد حتى الآن بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة. وأشار إلى سعي المنظمة لإيصال المساعدات لغزة، قائلًا: «نحيي مصر على طريقة تعاملها مع أزمة غزة، ولدينا فريق تنسيق إنساني في فلسطين».

مضامين الفقرة الثانية: الاجتياح البري لغزة

توقع ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، حدوث الغزو البري لكن بنحو مغاير عمَّا كان مخطط له، موضحًا أنه ربما استهداف الأنفاق ومقاتلي حماس ولكن سوف تقوم بذلك بشكل مغاير بسبب ضغوط أصدقاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة وتغير رأي الشارع العالمي ضد مواقف حكوماتها.

وحول تصريحات رئيس وزراء اليمين المتطرف حول تغير خريطة الشرق الأوسط قال: «ربما سيحدث تغيير لكن ربما بشكل مختلف بنحو إيجابي لأن هناك حاجة ماسة في المنطقة للوصول إلى حل عبر حل الدولتين، وأن تكون هناك دولة ذات سيادة فلسطينية بالرغم من وجود حكومة إسرائيلية فاشية تُمعن في الغباء وسوء التصرف والتي تسببت في كل المصائب التي حلت بالمنطقة».

وعن تصريحات الجيش الاسرائيلي حول اقتلاع حماس قال إنه كلام غير ممكن، قد تستطيع إلحاق أذى شديد بحماس وإضعافها بشكل ملموس سياسيًا وعسكريًا وماديًا، لكن أن تفترض أن حماس سوف تنتهي هذا لا يمكن وعلينا أن ندفع لأن تكون جزء من الاندماج في المكون الفلسطيني.

وقال العميد محمود محيي الدين، الباحث السياسي في شئون الأمن الإقليمي، إن إسرائيل تريد التمهيد للعملية البرية، مبينًا أن غزة شهدت الليلة الأعنف من القصف أمس، لافتًا إلى أن إسرائيل تحاول القضاء على صواريخ المقاومة الفلسطينية. وذكر أن العملية البرية الإسرائيلية فشلت لأن الضفادع البشرية الفلسطينية متمرسة في عملها رغم وجود الدبابة الميركافا الإسرائيلية التي تتميز بإمكانية حمل 6 جنود. ونوّه بأن إسرائيل حصلت في الفترة الأخيرة على أسلحة وقنابل متطورة جدًا، مبينًا أن أمريكا كانت ترفض في وقت سابق حصول إسرائيل عليه. ونوّه أنه بالأمس كان أول استخدام للقنابل الأمريكية الحديثة التي تهز الدنيا وتخترق الأرض.

وأشار إلى وجود %60 من قدرات حركة المقاومة الإسلامية حماس في الشمال. وأكد أن آخر حرب برية خاضتها قوات الاحتلال كانت حرب أكتوبر 1973 وهي التي مُني فيها العدو بهزيمة ساحقة، إذ كان والد وزير الدفاع الإسرائيلي موجودًا في هذه الحرب. وتوقع العميد محمود محيي الدين، الباحث السياسي في شئون الأمن الإقليمي، الإفراج عن المحتجزين ووجود هدنة بوساطة مصرية، مبينًا أن الجانب القطري مشارك مع مصر في العملية السياسية في غزة.

مضامين الفقرة الثالثة: حادثتي طابا ونويبع

قالت الإعلامية لميس الحديدي إن الرئيس السيسي وجه رسالة طمأنة وتحذير في خطابه اليوم خلال افتتاح النسخة الثانية من الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة، الذي ينظمه اتحاد الصناعات المصرية، في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة، مبينة أن رسائل السيسي كانت طمأنة للشعب، وتحذير من اتساع رقعة الصراع. وأضافت أن الرئيس كان هادئًا وواثقًا خلال حديثه، ولغة جسده مطمئنة، مبينة أن هذا فيه رسالة طمأنة للشعب، أنه لا أحد يستطيع أن يمس مصر، منوهة بأن الرئيس تحدث عمًّا حذر منه من قبل بشأن توسع الصراع. وأشارت إلى أنه لو اتسعت رقعة الصراع ستذهب هذه المنطقة إلى الجحيم، وفي قلب هذا الصراع هي القضية الفلسطينية.

مضامين الفقرة الرابعة: دعم الغرب لإسرائيل

قال السفير ماجد عبد الفتاح، مندوب جامعة الدول العربية لدي الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن الدولي كان يتعامل معنا كأننا نشتكي إسرائيل. وذكر أن تونس ترى أن قرار مجلس الأمن لم يكن كافيًا، وبالتالي ينبغي أن يكون هناك ردة فعل أكثر من ذلك، مبينًا أن تونس سعت إلى استصدار قرار من مجلس الأمن، معربًا عن احترامه للقرارات الذاتية للدول. ولفت إلى وجود مشروع قرار جديد تشارك فيه الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة. ونوّه بأن إسبانيا اقترحت عقد مؤتمر سلام جديد في الشرق الأوسط، والاتحاد الأوروبي يسعى إلى ذلك.

وأشار إلى استمرار المجموعة العربية في الضغط لإصدار آلية لحماية المدنيين، لافتًا إلى أن اثنين من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يمعنون إصدار آلية لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وذكر أن تبنى مشروع القرار العربي الخاص بقطاع غزة، في مجلس الأمن بالأمم المتحدة ينص على أنه لا محاولات للترحيل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويدعو إلى إلغاء الأمر الذي أصدرته إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين وموظفي الأمم المتحدة، مشددًا على أن البعثة خاضت معركة دبلوماسية كبيرة. وأضاف أن المشروع يدعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني، ويطالب بسلامتهم ورفاههم ومعاملتهم بشكل إنساني؛ امتثالًا للقانون الدولي من الجانبين، ويطالب بوقف العنف في قطاع غزة ويدعو القرار إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية. وتابع بأنه يجري العمل على حل الدولتين وخلق أفق سياسي، مبينًا أن القرار الذي جرى تقديمه كان بعد فشل 4 قرارات سابقة باستخدام الحق داخل المجلس، مبينًا أن القرار العربي يتشكل على الإنسانية ومنها حماية المدنيين.

وكشفت مي الصايغ المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، أنه بالفعل ومنذ الساعة السادسة والربع من مساء أمس فُقد الاتصال مع أعضاء الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة. وقالت: «حتى الرقم الموحد للهلال الأحمر الفلسطيني، قُطعت الخدمة عنه منذ الأمس، وهذا من شأنه أن يعقد مهمة الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث يصعب الاتصال على الرقم؛ لتلقي استغاثة الجرحى والمصابين».

وقالت إنه في هذا الوضع الكارثي مع انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت لجأ سكان القطاع إلى استخدام وسائل بدائية عبر السير لمسافات طويلة حتى يصلوا لسيارات الإسعاف. ولفتت إلى أنه في وضع تأزم الاتصالات ظل من الصعب منذ الأمس حصر الضحايا من المصابين والشهداء، وباتت قاصرة على بعض المقاطع التي استطاع البعض إرسالها من مستشفيات عبر مقابلات مع ضحايا وجرحى داخل مستشفى الشفاء، حيث تم إجراء مقابلات كثيرة حتى مع أطفال رووا ما تعرضوا له.

وحول المساعدات الإنسانية، أشادت بدور الهلال الأحمر المصري، قائلة: «حتى الآن دخل 84 شاحنة من المساعدات، ونشيد بدور الهلال الأحمر المصري وكافة المتطوعين، وكل العاملين بالهلال الأحمر المصري والذين يقومون بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني؛ لتحديد أولويات الاحتياجات».

أبرز تصريحات لميس الحديدي:

صحف فورين بوليسي ولوموند قالتا إن العالم لا يمكن أن يحل المعركة بين إسرائيل وحماس إلا بواسطة مصر.