الشاهد – محمد الباز – حلقة الثلاثاء 06-06-2023

التاريخ : الأربعاء 07 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: شهادة مختار نوح عن أحداث يونيو 2013

قال المفكر والباحث القانوني مختار نوح، إن توقع وصول الإخوان للسلطة بسبب التمهيدات التي قام بها نظام الحكم الأسبق، التي كانت تمكن للإخوان. وأضاف أنه خلال الـ 30 سنة في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، استطاع الإخوان التحكم في كل شيء قبل وصولهم إلى السلطة، لافتًا إلى بداية نهاية حين انقلبوا على حسب الله الكفراوي، وعزلوه من نقابة المهندسين. وأضاف أن الإخوان داخل السجون كانوا يتعاملون بشكل مختلف، حيث حاولوا ضرب محمد بديع في السجن أكثر من مرة وهو مرشدهم، ويطلبون كل ما يريدونه في السجن من الخارج، قائلًا: «السجن لم يكن عقابًا لهم بل فسحة، ورأيت ذلك بعيني، وبدأوا يعترفون على بعضهم البعض، ظنًا منهم أنها أيام وسيخرجون».

وأشار إلى أن 30 يونيو أول ما يتبادر للذهن أنها نوع من الميلاد الجديد، مشيرًا إلى أن الفترات السابقة كان هناك نوع من الميوعة في التعامل مع الإخوان، وكان المواطن يُفتتن من طريقة معاملة الدولة للإخوان ويظن أنهم جزء منها لأنه يراهم في الإعلام والبرلمان مما جعل لدى الإخوان ثقة وتعالي. وأضاف أن صلته التنظيمية انقطعت مع الإخوان منذ 2004، لكن لم تكن صلته المادية قد انقطعت.

وذكر أن مناقشة الإخوان مع بعضهم قبل 30 يونيو بشأن المواجهة أو مراجعة أنفسهم وصل له تفصيلًا، لافتًا إلى أن هناك موقفين فرض فيهم خيرت الشاطر آراءه، هما: الأول كان في 30 يونيو، حيث أطلق عليها تعبير "زوبعة فنجان"، كما أنه أصدر تعميمات للمكاتب الإدارية بأن 30 يونيو "مسألة وتعدي" وأن هؤلاء أفراد لن يزيدوا على 130 فردًا. وأضاف أن الموقف الثاني كان مناقشات خيرت الشاطر مع محمد مرسي، حيث وصل بعضها له بأن مرسي كان يريد أن يُقيّم التجربة، وذلك في أثناء وجوده في السجن أي بعد 30 يونيو، قائلًا: «هذان الموقفان كان خيرت الشاطر حادًا فيهما». وذكر أنه في المناقشات حول 30 يونيو استمع الشاطر لآراء مختلفة؛ لكنه أكد أن الجماعة لن تستجيب لأي طلبات إطلاقًا، كما أن جماعة الإخوان ستحكم لمدة خمسين عامًا.

وبيَّن أن خيرت الشاطر رفض حتى المناقشة فيما طلبه منه محمد مرسي بشأن تقييم المرحلة، أثناء وجودهما في السجن. وأضاف أن خيرت الشاطر كان يستشهد بالآيات القرآنية للرد على محمد مرسي، حيث كان يقول له بأن الآيات القرآنية كانت في خدمتنا، وكان يستحضرها، مبينًا أن طريقة تفكير وعرض أفكار خيرت الشاطر كانت عن طريق الآيات بطريقة تنشر الرهبة في الأفكار، فيؤيدها من يسمعها لأول وهلة، مؤكدًا أن حسابات خيرت الشاطر السياسية كانت ضائعة لأنه كان دائمًا يبسط الأشياء ويصر على أنها كذلك، وكانت النتائج عكسية.

ونوّه بأنه تناقش مع خيرت الشاطر لدرجة التشاحن، حيث لم يكن يعجبه كلامه نهائيًا، وكان يصر على أن الإخوان سيحكمون 50 سنة، واتهمه يومًا بالتضليل، لكنه قال له إنه يقول ذلك حتى يأخذ الناس حذرهم كما أكد له أن العنف لا يولد إلا العنف فقط.

وأعرب عن عدم تعاطفه مع محمد مرسي، قائلًا: «كان رجلًا مغلوبًا على أمره ورجلًا لا يستطيع أن يبدي رأيه، ومات مقهورًا، وقهره كان نابعًا من العجز، وإنما يعتبر ذلك توصيفًا لشخصيته»، معقبًا: «مرسي لا كان ينفع رئيس ولا كان ينفع عضو برلمان». وأضاف: «أتذكر وأنا في السجن تشاحن معي أحد الصيادلة، عندما قولت بأن مرسي لا ينفع بأن يكون عضو برلمان، فاتهمني بأنني أريد أن أكون الوحيد في تاريخ الإخوان، وتشاحن معي على أساس أنني أحقر منه»، معقبًا: «مرسي لا يصلح لشيء، وأعتقد أن الشيء الوحيد الذي نجح فيه مرسي تقريبًا هو الكربون الأسود لأنها عملية لا يوجد بها ذكاء ولا حركة».

وقال إنه سار على قدمه لمسافة 5 كيلو يوم 30 يونيو، وذلك فرحًا بالحدث، إذ كان يشعر بميلاد جديد لأنه كانت يتمنى أن يحدث ذلك وقد حدث، وأنه لم يكن يتخيل أن يصل لهذا السن الذي يرى فيه هذا اليوم. وأضاف أن فرحته استمرت لمدة 3 سنوات، وكان من ضمن الأحداث أنه جلس مع بعض الشخصيات وهذا من حسن حظه واكتشف طبيعة الناس التي ساعدت على قيام الثورة، أو ناس باركت العمل مثل اللواء محمد العصار الذي يحتاج إلى كتب، الذي لم يكن يتوقع أنه بهذه العبقرية، ولم يكن يتوقع تواضع المشير عبد الفتاح السيسي. وتساءل: «هل اختار الله هذه الكوكبة لهذه الفترة بالذات؟»، مبينًا أن هذه الفترة كنت ترى الغرور من الإخوان والثقة حتى قالوا من لا يقول إن «مرسي راجع» فقد كفر بالله.

وتابع أن استخدام الإخوان لتعبير "العسكر"، كان عبيط، فهل يستخدمونه ليخيفوا من أمامهم، مؤكدًا أن أي شخص دارس لتنظيم الإخوان يعرف أنه لا يصلحوا إنهم يكونوا في الحكم لمدة أسبوع، قائلًا: «وقتها تهكموا عليَّ وقالوا يعني الحزب الوطني يقعد»، فردَّ عليهم، إنه ممكن يكون ظالم ولكنه يعرف الحكم.

ورأى أن مشهد 3 يوليو كان ذكيًا ومُعد سلفًا له، حيث دل هذا المشهد على البداية المدروسة والبداية التجميعية والبداية الذكية، قائلًا: «كانت نصيحتي لبعض الناس أن تنضم إلى هذا المشهد». وأضاف أن أي مشهد جرى بعد 30 يونيو يؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يميل إلى الشورى، بما يبين أنه رجل ديموقراطي جدًا، وكل المشروعات التي نفذها لا يمكن لعقلية بشرية واحدة أن تستوعبها كلها، لأنها عبارة عن زراعة وصناعة ورمل أسود، وقطار كهربائي، ذلك لا بد أن تكون عقلية السيسي تميل إلى التشاور. وتابع: «من بعد 30 يونيو، أعتقد أن كل موقف تجميعي كان يميل إلى التشاور، بما فيها موقف تعيين رئيس المحكمة الدستورية، حتى لو لم يكن عدلي منصور، لكن عدلي منصور في ذاته موقف تشاوري، واختيار موفق فوق العادة».

وذكر أنه كان يوجد مخطط من خلال اعتصام رابعة بانتشار المد الشيوعي، لافتًا إلى أن 30 يونيو لم تنشر شيئًا عن هذه الخطة، وهو أن اعتصام رابعة كان مخطط أجنبي لتكوين نظام موازي جديد، مبينًا أن المخطط الأجنبي كان هدفه الوصول لهذه النتيجة، وهو ما جعل هناك إصرار بفض الاعتصام لمصلحة الدولة العليا.

ولفت إلى أن الإخوان عقدوا جلسة للبرلمان داخل اعتصام رابعة، على الرغم من أنهم لن يشرعوا أي قوانين، كما أنهم لا يمتلكون قوة تنفيذية، حتى أنه عندما كان يتحدث عصام العريان يُقال له: «الوقت يا دكتور عصام»، لكن لماذا عاش الإخوان هذه الحقيقة على الرغم من أنها لم تكن حقيقة، معقبًا: «ما هذا الوقت الذي تتحدث عنه؟ أنت قاعد 30 أو 40 يومًا، وستتكلم براحتك، إنما هو استحداث موازي حتى يتدخل المجتمع الدولي». وأضاف أن القانون الدولي يمنع المجتمع الدولي من التدخل في شؤون الدول إلا حينما يوجد أكثر من نظام داخل دولة واحدة، لافتًا إلى أن اعتصام رابعة كانت تكتمل به قصة خيانة الجماعة لمصر. وأشار إلى أن قليل من إخوان رابعة من كانوا يعلمون بهدف الاعتصام، وكان الباقي كله يعاني الخداع والتلاعب به، لأن الباقي كله كان موجود على "الله أكبر، على الذبح، والجهاد"، وهي سياسة القطيع الذي يُخدع ويُتلاعب به.

وأشار إلى أن تهديدات طارق الزمر، وصفوت حجازي وآخرون للشعب المصري، بالقول: «يهددوننا بـ 30 يونيو، ونحن سنسحقهم جميعًا»، تكشف السمات نفسية في الذين يكتسون بثوب ما يُسمى بالعمل الإسلامي، مبينًا أن سمات نفسية يشترك جميعهم فيها، إذ تجد أن داعش بدأت بهذا الشكل من خلال غرور أحد أفرادها مثل هشام عشماوي، بعدما حصل على "نشوة الموقف"، من خلال اصطفاف 6 أفراد حوله يصفونه بالقائد، ومن ثمَّ فُتن واتجه ليُكوّن تنظيمًا أسماه "المرابطون".

وأضاف أنه عند الدراسة النفسية لمن يسمون أنفسهم بالحركات الإسلامية، ستجد أنه ليس لها أي علاقة بالإسلام أبدًا، مستشهدًا بأن السمات النفسية في شكري مصطفى مماثلة لسمات هشام عشماوي، مبينًا أن "مصطفى" افتتن بأنه يُخاطب الرؤساء مثل العقيد القذافي، ويأخذ منه المال، حتى بلغ مرحلة النشوة والغرور بالتمكين. وأشار إلى أن منصة رابعة التي نظمها الإخوان، والأعداد التي هتفت جعلتهم يصلون إلى نفس الحالة النفسية التي تجعلهم يتحدثون في أشياء لا يفهمونها ولا يشعرون بها، منها الكلام الذي قاله طارق الزمر، لا سيما أن الأخير فُتن كثيرًا، وكان من أبرز هذه المراحل مقتل السادات، ولولا أن الله سبحانه وتعالى ساق المستشار عبد الغفار محمد مستشار رئيس المحكمة الذي رفع عن أعناقهم جميعًا حكم الإعدام، كانت مصر ستشهد مرحلة أخرى.