بالورقة والقلم – نشأت الديهي – حلقة الأربعاء 07-06-2023

التاريخ : الخميس 08 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: الأزمات الدولية

قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن العالم يعاد تشكيله، لافتًا إلى ظهور ملامح جديدة للنظام الدولي، وأهم ملامحها أن الاستقطاب شديد جدًا. وأضاف أن العالم يشهد ارتفاعًا في نسبة التوتر الناتجة عن الأزمات الدولية كحرب روسيا وأوكرانيا، والتي زادت من حدة التوتر في النظام العالمي. وذكر أن هناك قضايا جديدة تشغل بال المجتمع الدولي، لم تكن ضمن أولويات العالم في السنوات السابقة، مثل الأمن الغذائي وأمن الطاقة والديون والصحة العامة والأوبئة. وذكر أن تهديدات المليشيات ودور التنظيمات الإرهابية، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي واستخدامه في مسائل مرتبطة بالأمن الدولي، والهجرة غير الشرعية، وتدفقات البشر عبر الحدود، مستجدات على الساحة الدولية.

وذكر أن طبيعة التهديدات والتحالفات تغيرت وكذلك الأولويات على مستوى المفهوم الشامل لقوة الدولة، مبينًا أن امتلاك التكنولوجيا أحد ملامح القوة الشاملة للدولة، إضافة إلى الاقتصاد القوي والقدرة على الابتكار. وأكد أن التغيرات التي تحدث في العالم تؤثر بالتبيعة على الأقاليم والمناطق الأخرى المختلفة، وصياغة السياسة الخارجية للدول، مشددًا على أهمية المواءمة للتعامل مع التحديات والصورة الجديدة للعالم. وذكر أن العالم يشهد انحسارًا لمفهوم الدبلوماسية متعددة الأطراف والاعتماد المتبادل بين الدول، ورأى أن هناك اتجاه نحو مزيد من الأحادية والسياسة الانعزالية لدى البعض، مبينًا أن هذا الأمر شكل تهديدًا للنظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.

مضامين الفقرة الثانية: الأزمات الإقليمية

قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الوضع الإقليمي ملتهب بشكل كبير، مضيفًا أن التأثيرات الإقليمية شديدة وخطيرة على أمن واستقرار مصر والإقليم بأكمله. وذكر أن مصر تتبنى سياسة تتفاعل عبرها بقوة وإيجابية في الأزمات، موضحًا أنها تنخرط بقوة في التعامل مع القضية الفلسطينية، وتشتبك لحماية الحق الفلسطيني. ولفت إلى تعامل مصر بأكبر قدر من الجدية مع الوضع في ليبيا، من أجل الوصول إلى الانتخابات والحكومة المنتخبة، معقبًا: «يؤخذ برأيها ويسمع في التعامل مع تلك الأزمات، لأنها المتأثرة والمتفاعلة بشكل أساسي مع أزمات المنطقة». وأوضح أن الاتجاهات الإقليمية الجديدة، تأتي رد فعل لعملية الاستقطاب الدولي في الكثير من القضايا، قائلًا إن فكرة العولمة تتغير ملامحها لتعكس قيم الدول الكبرى وأولوياتها.

وتابع أن العولمة الحالية منقوصة ذات طابع خاص، مضيفًا: «ليست بالعولمة التي وجدناها في ميثاق الأمم المتحدة، والتي ارتبطت بالحديث عن حقوق كل الشعوب في الوصول إلى التنمية والسلام وتحقيقه». وأكمل: «أصبح هناك صياغات جديدة لمفاهيم جديدة وتأويلات جديدة لمفاهيم الاعتداء وحقوق الإنسان والسيادة، التي يتم إعادة تفسيرها بما يخدم دول بعينها دون دول أخرى». وذكر أن الوضع الراهن فرض مزيد من التقارب بين دول الإقليم الواحد، والبحث عن الفرص والمصالح المشتركة داخل الإقليم، ثم التعامل مع التهديدات الخارجية بمفهوم مشترك يعكس الأمن الجماعي لدوله.

ولفت إلى أن صانع القرار المصري عندما يتخذ قرارًا متعلقًا بالسياسة الخارجية، فإنه يتخذه من واقع مسئولية تجاه الشعب المصري، وحماية مقدراته، والحفاظ على استقرار الدولة، ومسئولية الجيران والإقليم. وأضاف أن مصر تربطها بدول الإقليم والجوار علاقات ممتدة لآلاف السنوات عبر التاريخ. وذكر أن صانع القرار عندما يتخذ موقفًا معينًا متعلقًا بالوضع في السودان وليبيا، فإنه يأخذ بعين الاعتبار العلاقات التاريخية، والتداخل بين الشعوب، وعلاقات حسن الجوار، واحترام عدم التدخل في الشأن الداخلي.

وأكد أن تلك المبادئ تطالب بها مصر وتسعى لاحترامها والحفاظ عليها على المستوى العالمي، قائلًا إن القاهرة تحافظ على علاقات طيبة وإيجابية مع كل الدول، ولا تبادر بالاعتداء والتدخل في الشئون الداخلية للدول أو الإهانة في أي موضع ضمن السياسات الخارجية. وذكر أن الدولة تتعامل من منطلق الحفاظ على مصالح الشعب المصري والأمن القومي المصري، وأينما تطلب الموقف أو الوضع اتخاذ قرار معين لصالح الأمن القومي تتخذه مصر. وأوضح أن هناك تدخلات سلبية تؤثر على الدول العربية، معقبًا: «لا نعترض أن تراعي كل دولة مصلحتها وتسعى لتحقيقها، لكن لا يجب أن يأتي الأمر على حساب مصالح دول وشعوب أخرى». ولفت إلى «ترحيب مصر بكل مسعى من جانب جيرانها؛ من أجل التواصل وبناء الثقة، طالما كان ذلك في مصلحة الأمن القومي المصري والعربي».

مضامين الفقرة الثالثة: الأزمة السورية

قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن القمة العربية بمدينة الرياض، والتي عقدت يوم 19 مايو الماضي، أثبتت كيفية تفاعل وتعامل الدول العربية مع قضايا المنطقة. وأضاف أن القمة تعاملت مع قضايا مزمنة مثل الأزمة السورية، منوهًا بأن الشعب السوري عانى لمدة عقد كامل من تلك الأزمة الطاحنة. وذكر أن المجتمع الدولي فشل وعجز عن إيجاد حلول ناجعة للأزمة تحمي مصالح الشعب السوري، قائلًا إن الأمر كان بمثابة عامل دفع لدول الإقليم أن تتحرك وتتفاعل وتبحث عن حلول. واستطرد: «لا أقول إننا وصلنا لحل لتلك الأزمة، الأزمة مستعصية وهناك تفاعلات كثيرة إقليمية لا يمكن إغفالها، لكن علينا أن نضع أقدامنا على بداية الطريق». وشدد على أهمية استمرار الحوار بين دول الإقليم بعضها البعض، والاقتناع الراسخ أن المصلحة مشتركة وأن التنافس يجب أن يكون إيجابيًا، إضافة إلى التحدث بصوت واحد أمام الأطراف الأخرى، وإعلاء المصلحة العربية، وبناء جسور العلاقة مع الدول الشريكة بما يحقق مصالح الإقليم.

مضامين الفقرة الرابعة: سد النهضة

قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الخطوة الأولى للخروج من مأزق ملف سد النهضة، مرتبطة بالتحرر من بعض السلبيات التاريخية والموروثات في التعامل مع مسألة نهر النيل. وأضاف أن هناك موروثات سلبية لدى بعض الدول في حوض النيل تجاه مصر، واستخدامات القاهرة لنهر النيل تاريخيًا. وأوضح أن تلك الموروثات ذكتها قوى خارج الإقليم وقوى استعمارية، حاولت أن تُشعر شعوب حوض نهر النيل أن مصر تستأثر بمياه النيل، قائلا إن الأمر ليس صحيحًا بحكم الجغرافيا والتاريخ. وأكد أن حصة مصر 55.5 مليار متر مكعب فقط من مياه النيل. وذكر أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأديس أبابا وزيارته للبرلمان الإثيوبي والتحدث أمام أعضائه بمثابة نقلة تاريخية في بناء الثقة، موضحًا أن بناء الثقة لا يأتي من طرف واحد، بل لابد أن يأتي من الطرفين.

وأضاف أن مصر رحبت بوساطة الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والوساطات العربية والأوروبية؛ من أجل الوصول إلى حل بملف سد النهضة. وأضاف: «ليس لدينا ما نخفيه أو نخشى أن نتحدث به أمام الآخرين، ومن يستفيد من يعتقد أن بقاء الوضع على ما هو عليه أمر مستدام». وتابع أن هذا الوضع لا يمكن أن يكون مستدامًا؛ لأنه وضع أعوج وأعرج، مضيفًا أنه لا يمكن بأي حال أن تتحكم دولة واحدة بنهر دولي يمر بـ 10 دول. وأكد أن مصر ستظل تطالب بالتوصل لاتفاق مرضٍ لجميع الأطراف، وستتبع نهجها في التواصل والدبلوماسية، مؤكدًا أنها تمتلك الإرادة السياسية ورغبة في التوصل لاتفاق.

وذكر أن العالم يعلم أن قضية مصر عادلة، مضيفًا أن مجلس الأمن أصدر بيانًا رئاسيًا يؤكد عدالة الموقف المصري وأكدت القمة العربية على عدالته، وشهدت الأمم المتحدة وصندوق النقد والبنك الدولي أحاديث حول ضرورة التوصل لاتفاق وعدم الإضرار بأي طرف. وأشار إلى أن مصر ليست من هواة إطلاق التصريحات الاستفزازية، وأشار إلى أن مصر تستوعب الكثير من التصريحات التي لا نراها إيجابية، وبعض الأحيان نضطر للرد لوضع النقاط على الحروف وتصحيح المفاهيم حتى لا تُترك الساحة لمفاهيم مغلوطة.

وأشار إلى أن مصر تريد الخير والتنمية للشعب الإثيوبي، مؤكدًا أن هناك مجالات وسيناريوهات كثيرة تسمح للطرفين بالوصول إلى الاتفاق المنشود بسد النهضة، دون التأثير على مصالح أي طرف. وأضاف أن حل الملف يتطلب إرادة سياسية، قائلًا إن اتخاذ القرار بالتوقيع على اتفاق يحمي مصالح الجميع، يتطلب قدرًا كبيرًا من الشجاعة. وأوضح أن مفهوم السيادة المطلقة على نهر دولي مبدأ بالٍ في القانون الدولي، ولا يؤخذ به في أية من الأدبيات في القانون، معقبًا: «لا يوجد شيء اسمه سيادة مطلقة على مورد مشترك، والعالم يتحدث بلغة مختلفة الآن». وأكمل: «ليس منطقيًا أن نظل في تلك النقطة التي نقف عندها ولا نتحرك؛ لأن الشعوب تتضرر والمصلحة والإمكانيات متوفرة». وأشار إلى تواصل مصر مع البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، مؤكدًا أن تلك المؤسسات تقول إن هناك مجالًا للوصول إلى حل بالملف. واستطرد: «تلك المؤسسات تقول إنها مستعدة للمساعدة وضخ التنمية والموارد لتنمية الإقليم في مصر وإثيوبيا عند التوصل إلى اتفاق، والوضع الحالي يؤدي إلى انسداد في ورود التدفقات المالية والتكنولوجية للدولتين للانتفاع من موارد النهر».

مضامين الفقرة الخامسة: الأزمة السودانية

قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر تعاملت بأكبر قدر من المسئولية مع الأزمة في السودان، مشيرًا إلى مطالبتها بوقف إطلاق النار، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب السوداني وحماية المدنيين. وأضاف أن مصر تفتح أبوابها للفارين من الأزمة والحروب والنيران، مؤكدًا أنها مستمرة في التفاعل مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والوسطاء؛ للتأكيد على ضرورة الحفاظ على السودان ومؤسساته وحمايته من الانهيار. وذكر أن مصر تتعامل مع الأوضاع الإقليمية، وكل الأزمات في المنطقة كالهجرة غير الشرعية وانتشار الأسلحة والمليشيات وانتشار التنظيمات الإرهابية، قائلًا إنها وضعت أساسًا ومبادئ لمكافحة الإرهاب يتحدث عنها العالم اليوم. وأوضح أن المفهوم الشامل لمكافحة الإرهاب الذي وضعته مصر، تجاوز البعد الأمني ويتناول مكافحة الفكر المتطرف، معقبًا: «ما نطرحه نابع عن خبرة وتاريخ ومسئولية تتعامل بها السياسة الخارجية المصرية مع كل القضايا الدولية والإقليمية». واستنكر حديث البعض عن عدم وجود تأثير لدور مصر في التعامل مع أزمات ليبيا والسودان، متسائلًا: «هل تستطيع أن تحيد الجغرافيا والتاريخ؟ مصر جغرافيا وتاريخ وواقع يتفاعل مع الإقليم، ومن يدعي ويتصور تلك الأفكار فهو يتعامل بسطحية كبيرة».

مضامين الفقرة السادسة: العلاقات المصرية مع إفريقيا

شدد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، على أهمية دور القوى الناعمة في شعور المواطن بأنه جزء لا يتجزأ من القارة الإفريقية. ودعا إلى أن يشاهد المواطن المصري على شاشات التليفزيون فيلمًا نيجيريًا أو جنوب إفريقي أو مسلسلًا روانديًا، سيجعل المواطن يرى نقاط الاتفاق الكثيرة والتشابهات الكبيرة بيننا وبين الدول الإفريقية. وشدد على ضرورة أن تصل أفلامنا وقوانا الناعمة إلى القارة الإفريقية في أقصى الجنوب، لأنه يصب في المصلحة الإفريقية والمصرية، ويفتح آفاقًا رحبة للاستثمار والعلاقات التجارية والاقتصادية كبيرة، وهذا التوقيت المهم لاتخاذ تلك الخطوات الشجاعة.

وأكد أن التوجه نحو إفريقيا استراتيجي في السياسة الخارجية المصرية، قائلًا إن الالتزام المصري على أعلى مستوى، لبناء جسور العلاقة والتعاون والإخاء مع الدول الإفريقية، والاستثمار في العلاقة منذ عام 2014 وحتى اليوم. ولفت إلى قطع شوط كبير في العلاقات، ووجود العديد من الفرص التي يجب استغلالها، مشددًا على أهمية الاستثمار المصري في إفريقيا، خاصة مع حرص الدولة على أعلى مستوى لتشجيع القطاع الخاص. وذكر أن الرئيس السيسي، حمل على عاتقه الدفاع عن اتفاقية التجارة الحرة القارية وبين التجمعات الإفريقية المختلفة، مبينًا أن التوجه المصري نحو إفريقيا استراتيجي وليس مرحليًا، فالاستثمار في القارة مصلحة مصرية بامتياز، والفرص الموجودة كبيرة ولم تستثمر بعد بالشكل الذي يحقق مصالح القارة.

مضامين الفقرة السابعة: العلاقات المصرية الأمريكية

قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن العلاقة المصرية الأمريكية استراتيجية وتاريخية وثابتة على مدار عقود طويلة، مشيرًا إلى أنها تحقق مصلحة للطرفين. وأضاف أن هناك مصلحة وإرادة سياسية لدى الجانبين من أجل تعزيز العلاقة والمضي بها قدمًا، قائلًا إن التحدي لا يتعلق بالضرورة بالعلاقات المصرية الأمريكية، وإنما العلاقات الامريكية بالإقليم بأكمله. وأشار إلى أنه كانت هناك إرهاصات حول انحسار الدور الأمريكي في الإقليم، انعكاسًا للانشغال الأمريكي بالأزمة في العلاقة مع روسيا والصين، واهتمام بوضع داخلي في الولايات المتحدة مرتبط بالتغيرات والانتخابات.

وأشار إلى أن تلك العوامل تفرض تحديًا يتطلب المحافظة على العلاقة مع الشريك الاستراتيجي، والدعم الأمريكي للسلام والاستقرار في الإقليم، مبينًا أن القضية الفلسطينية تواجه أزمة شديدة؛ نتيجة البعد أو عدم الانخراط الجاد من جانب الولايات المتحدة والقوى الكبرى في التسوية. واستطرد أن الإقليم مهم ولا يمكن أن ينسى، لكن في بعض الأوقات تتضاءل أهمية بعض الملفات وتسمو قضايا أخرى، وتعتبر موضوعات معينة لدى صانع القرار الأمريكي ذات الأولوية أو العدسة التي يرى بها القضايا الأخرى.

مضامين الفقرة الثامنة: العلاقات المصرية التركية

قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن العلاقات المصرية التركية تسير في مسار جيد وإيجابي؛ يؤدي إلى التطبيع الكامل لها بين البلدين. وأضاف أن هناك تاريخًا طويلًا من العلاقة الإيجابية والتفاعل الإيجابي بين الجانبين المصري والتركي. وذكر أن هناك سحابة سوداء مرت في بعض السنوات، قائلًا إن الطرفين يسعيان في الوقت الراهن إلى إصلاح العلاقة وإعادتها إلى مسارها الطبيعي. وأوضح أنه يرى في تطبيع العلاقات المصرية التركية، عندما تحدث بشكل كامل، مصلحة للدولتين والشعبين، قائلًا إن الأمور تسير بخطى ثابتة وسريعة للوصول إلى هذا الهدف. ولفت إلى تبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية خلال الفترة الماضية، معقبًا أن الخطة ليست مواعيد محددة للزيارات فقط.