الإيكونوميست: هل يمكن للحرب الإسرائيلية أن تثير الاضطرابات في جميع أنحاء العالم العربي ؟

التاريخ : السبت 04 نوفمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

نشرت صحيفة الإيكونوميست البريطانية تقريرًا يستعرض ما جاء في تحليل المخاطر الذي أعدّته وحدة أبحاث «إيكونوميست إنتليجانس يونيت» التابعة للصحيفة حول تداعيات حرب إسرائيل على دول المنطقة. 

تقول الصحيفة إن حربًا دامية أخرى بين إسرائيل وحماس تُعد مأساة للإسرائيليين والفلسطينيين. كما أنها تُخاطر بنشوب أزمات تتجاوز الأراضي المقدسة. 

حتى الآن لا تزال الحرب محصورة في الغالب على حدود غزة (على الرغم من وجود مخاطر لفتح جبهة ثانية مع لبنان). لكن الآثار الثانوية، في شكل احتجاجات حاشدة، هي مصدر قلق متزايد لـ «العالم العربي»، وهو مجموعة من 450 مليون شخص منتشرين في ما يقرب من عشرين دولة. 

ثلاث دول معرضة للاضطرابات

وتشير الصحيفة إلى أن المنطقة متعاطفة مع الفلسطينيين: وسيثير على الأرجح تجريد الفلسطينيين من حقوقهم الغضب والاحتجاج في المنطقة على نحو غير مسبوق. 

وتُظهر نمذجة المخاطر التي أعدَّتها «إيكونوميست إنتليجنس يونيت» البلدان المعرضة بشكل خاص للاضطرابات الاجتماعية. 

تصنف إيكونوميست إنتليجانس يونيت الدول على مقياس من الصفر (أدنى خطر للاضطرابات) إلى أربعة (الأعلى). وعدلت درجات ثلاث دول أعلى منذ اندلاع الحرب في غزة: تعتبر مصر والأردن واليمن الآن أكثر عرضة للخطر نظرًا لقربها السياسي أو الجغرافي من الصراع، مما قد يؤجج التوترات الموجودة مسبقًا.

اليمن ومصر والأردن

في اليمن، وحسب ما توضح الصحيفة، يمكن أن تتفاقم عوامل الخطر الحالية (بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومستويات المعيشة الرهيبة) بسبب الحرب، نظرًا للمشاعر القوية المعادية لإسرائيل في البلاد وخطر التصعيد من جانب الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يقاتلون الحكومة. وتُصنف اليمن الآن في المستوى الرابع على مقياس إيكونوميست انتيلجانس.

ويأتي تصنيف مصر والأردن، المجاورتين للأراضي الفلسطينية، في المستويين الثالث والرابع على التوالي (ارتفاعًا من اثنين وثلاثة منذ سبتمبر). ويعاني كلاهما ضائقة اقتصادية شديدة، إذ بلغ متوسط التضخم في مصر مستوى قياسي تجاوز 37%، وبلغ معدل البطالة في الأردن أعلى من 20%.

ويمكن أن تختلط هذه العوامل الآن على نحو سيء مع السكان الذين تتزايد معارضتهم تجاه طريقة تعامل حكوماتهم مع الحرب. وتربط كل من مصر والأردن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، الأمر الذي أثار غضب المصريين والأردنيين خلال جولة القتال الأخيرة. 

في مصر، سرعان ما تحول تجمع حاشد مؤخرًا لدعم الفلسطينيين إلى احتجاج مناهض للحكومة، وردد البعض شعارات شائعة من شعارات الربيع العربي في عام 2011. 

وفي الأردن، حيث ما يقرب من نصف السكان من أصل فلسطيني، دفع الغضب المتزايد الحكومة إلى استدعاء سفيرها في إسرائيل في الأول من نوفمبر - أول دولة عربية لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تفعل ذلك.

وحتى قبل بدء الحرب، كانت بعض البلدان في مستوى مرتفع، لذلك لم تؤثر الحرب الحالية على درجات تصنيفهم من إيكونوميست انتيليجانس. في السودان، على سبيل المثال، اندلعت حرب أهلية بين المتمردين شبه العسكريين والقوات الحكومية منذ أبريل. وكان لبنان - الذي دخل منذ أربع سنوات في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث - معرضًا أيضًا بشدة للاضطرابات.

حالة تأهب قصوى

وبحسب الصحيفة، ففي الوقت الحالي، لا تزال الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم العربي لدعم الفلسطينيين سلمية في الغالب. لكن الحكومات في حالة تأهب قصوى.

ومع تصاعد الحرب، قد تبدأ ثقة المستثمرين في التراجع وقد تشهد البلدان التي تعتمد على السياحة (مثل مصر وتونس) انحسارًا في عدد الوافدين. وهذا يمثل مشكلة خاصة للبلدان التي تعاني اقتصاداتها بالفعل. 

وإلى جانب المشاعر المعادية للحكومات الحالية، فقد يؤدي تدهور مستويات المعيشة إلى مزيد من الاضطرابات في منطقة ليست بغريبة على الاضطرابات، وفق ما تختم الصحيفة.