كلمة أخيرة ينتقد المقاطعة الاقتصادية ويناقش الحرب على غزة وزيارة بلينكن للمنطقة ونقل الفلسطينيين لمصر ونفاد المساعدات
التاريخ : الأحد 05 نوفمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي
مضامين الفقرة الأولى: ذكرى وعد بلفور
قالت الإعلامية لميس الحديدي، إنه في مثل هذه الأيام نتذكر تاريخ 2 نوفمبر 1917، وهي ذكرى ما يسمى وعد بلفور، تلك الوثيقة التي أصدرتها الحكومة البريطانية بتاريخ 2 نوفمبر قبل 106 أعوام، عبر قيام وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور، بإرسال رسالة إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، وهو أحد أهم القيادات اليهودية والعائلات اليهودية، كرجل أعمال حينها، وهي وثيقة دعم إنشاء وطن قومي لليهود.
وأضافت أنه بينما نتذكر بداية نشأة هذا الكيان إذ إن وعد بلفور كان بداية تأسيس دولة الاحتلال. وذكرت أنه في هذه الأوقات نقرأ التاريخ؛ حتى نتعلم ونتذكر ونرى كيف نشأت دولة إسرائيل بعد هذا الوعد، والآن كيف تجعل العالم يرضخ لإرادتها؟ وأشارت إلى أنه أمام كل هذه المشاهد التي تحدث في غزة، يقف العالم مشاهدًا، ومتجاهلًا الحل، ويلجأ إلى المسكنات ودعم إسرائيل.
مضامين الفقرة الثانية: الحرب على غزة
قالت الإعلامية لميس الحديدي، إن ما زالت غزة ترزح تحت وطأة آلة القتل الإسرائيلي الباطشة، التي قتلت نحو 10 آلاف فلسطيني حتى الآن، وفي ذات الوقت تشهد حكومة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تظاهرات من قبل أسر الأسرى، أمام مقر إقامته؛ غضبًا لتأخر الإفراج عنهم، مطالبين حكومته بالاستقالة أو أن يُسلم نفسه إلى حماس مقابل الإفراج عن أسراهم. وأشارت إلى أن دولة الاحتلال قصفت سيارات الإسعاف، بزعم أنها ستار لاختباء أفراد حركة المقاومة حماس. ونوّهت بأن إسرائيل اعتبرت أنها في طريقها إلى التطبيع مع عدد من الدول العربية وبالتالي ليست في حاجة إلى حل الدولتين.
وأشارت إلى أن غالبية المؤسسات الحقوقية الدولية تدين أفعال إسرائيل، مبينة أن واشنطن قالت لإسرائيل أن تقلل القتلى المدنيين، لافتة إلى أن الإسرائيليين استخدموا قنابل أصغر عشان تقتل عدد أقل من المدنيين.
وكشف الدكتور هيثم أبو سعيد، رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، عن تدوين كل الوثائق التي وصلت المجلس بشأن ما يحدث في غزة. وأوضح أن المجلس يحقق في جرائم إسرائيل منذ عام 2018، منوهًا بأن الإجراءات الدولية تكون بطيئة في الأحوال العادية، لكنها مؤثرة في المجتمع الدولي.
وأضاف أنه حتى الآن لم تتقدم أي دولة للمحكمة الجنائية الدولية أو مجلس حقوق الإنسان على خلفية ما يحدث في غزة، مؤكدا أنه في حال تقدم أي دولة بطلب محاسبة إسرائيل سيُعقد المجلس خلال 48 ساعة. ولفت إلى أن إسرائيل تريد إثارة الرعب لدى أهالي غزة لكي يتم تحقيق مخطط التهجير، موضحًا أن فلسطين لم تقدم طلبًا لانعقاد اجتماع طارئ بشأن غزة، وكذا المجموعتان العربية والإسلامية لم تتقدما بأي طلب لمحاسبة إسرائيل.
وذكر أن البرلمان الكويتي طلب القيام بما يلزم، بتقديم شكوى لدى الجنائية الدولية بشأن ما يحدث في غزة، مشيرًا إلى أن قرارات إدانة إسرائيل غير ملزمة ولكن لها تأثير في المجتمع الدولي، هذا إلى جانب أن اعتراض إسرائيل وحلفائها لا يغير شيئًا في إدانتها بالجرائم، ولا يوجد فيتو قدي يجري استخدامه ضد أي إجراءات لدى المجلس.
وأكد العميد محمود محيي الدين، الباحث السياسي في شئون الأمن الإقليمي، أن إسرائيل حتى الآن لم تصل لأي هدف. وتوقع خلال الفترة المقبلة ازدياد وتيرة العمليات البرية والقصف داخل قطاع غزة. وأشار إلى أن إسرائيل لم تحقق أهداف جوهرية حتى الآن، وما يقال إسرائيليًا أنه ضُبطت مجموعة من مخازن الذخيرة لا يُعد هدفًا جوهريًا. وأكد أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار لأن حالة الحرب أعلنت بقرار من مجلس الحرب الإسرائيلي، متوقعًا أن تكون الهدنة الإنسانية في جنوب القطاع ووسط القطاع وليست في الشمال، بينما العمليات العسكرية في شمال غزة لن تنتهي.
وذكر أن وزير الدفاع في جيش الاحتلال يوآف غالانت قال إنهم يُرشدون من استخدام المعدات، مشيرًا إلى أن وزير دفاع جيش الاحتلال يحاول الدفاع عن جيشه، مبنيًا أن هناك مستويات للمشاركة الأمريكية في الحرب على غزة، منوهًا بأن الجيش الأمريكي لديه مخازن ذخيرة كبيرة في إسرائيل، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تشارك في مهام الاستطلاع في غزة.
وذكر أن مستوى التعامل في الجيش الإسرائيلي تجاه الحرب في غزة وصل إلى مرحلة الشخصنة، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يضع ثلاثة أسماء يريدهم بشكل شخصي وهم: محمد الضيف رئيس هيئة أركان كتائب عز الدين القسان، ومروان عيسى نائب رئيس هيئة الأركان والمنفذ الفعلي لعملية طوفان الأقصى، يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة.
وأشار إلى أن جهاز الشاباك ألقى القبض على 200 فلسطينيًا من الذين شاركوا في عملية طوفان الأقصى. ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم طائرات F16، وقنبلة GBU الخطيرة التي تستخدمها إسرائيل ضد غزة وكانت ممنوعة عن إسرائيل لفترة طويلة. وشدد على أن %76 من المجتمع الإسرائيلي يرفض استمرار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في إدارة الحكومة الإسرائيلية.
مضامين الفقرة الثالثة: زيارة بلينكن للمنطقة
قالت الإعلامية لميس الحديدي، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زار تل أبيب لاستمرار تقدمي الدعم للحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن وزراء خارجية عدة دول عربية عقدوا اجتماعًا مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لوضع هدنة إنسانية؛ ولكن إسرائيل مستمرة في تعنتها.
وعقب السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، على زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة، قائلًا إن الفارق بين الزيارة الأولى والحالية الأخيرة هو إعادة صياغة المفردات، بينما تظل الأساسيات كما هي لم يتغير. وأضاف أن الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة كان على رأس الملفات خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية مع الوزير الأمريكي أنتوني بلينكن في الأردن، هو الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
وأشاد بمواقف وزراء الخارجية العرب في لقائهم اليوم مع بلينكن حيث أن مطالب وزراء الخارجية العرب كانت واحدة وموحدة وهذا أمر هام في هذه المواقف.
وأوضح أن الموقف الراهن على الأرض يشير إلى أن المقاومة لا زالت قائمة مع استمرار العدوان الاسرائيلي، مؤكدًا أن إسرائيل لم تحقق الانتصار حتى الآن وما زالت عاجزة. ولفت إلى أن إسرائيل لم تنتصر لكن لا تريد أن تنهزم وهي في مأزق، بينما المقاومة لا زالت ثابتة في أرضها، ودائمًا صاحب الأرض لديه فرصة أكبر للانتصار وتكبيد الطرف الآخر مزيد من الخسائر، متوقعًا أن القيادة الإسرائيلية لديها حيرة الآن في كيفية التعامل مع الموقف بالإضافة إلى أن الرأي العام الإسرائيلي ضاغط لأن كثير من الأشلاء من جنود الاحتلال لا زالت تعود يوميًا في أكياس. وشدد على أهمية ملف الأسرى كورقة في يد المقاومة الفلسطينية، مبينًا أن حماس لم ولن تتخلى عنه، حتى لو جرى الوصول إلى اتفاق بوقف إطلاق النار.
وذكر أن وقف إطلاق النار يعني وقف الأعمال العدوانية وتثبيت الموقف على الأرض، أما الهدنة الإنسانية فهي تمرير قوافل المساعدات وإيجاد ممر آمن وقد يستغرق هذا الأمر ست ساعات أو يوم كامل؛ ولكن وقف إطلاق النار يجب أن يكون الهدف الأسمى، الذي يجب أن نطالب به في القمة العربية القادمة. وأكد أن الشعب الفلسطيني لا زال في حاجة للمساعدة، مبينًا أن مصر هي شريان الحياة والبوابة لعبور تلك المساعدات لشعب قطاع غزة.
مضامين الفقرة الرابعة: المساعدات الإنسانية لغزة
قالت الإعلامية لميس الحديدي، إن إسرائيل تزعم أن أي وقود سيدخل للقطاع سوف تستخدمه حركة المقاومة حماس لاستعادة قوتها، مبينة أن الوقود يكاد يختفي تمامًا من غزة، وباتت العمليات تُجرى على كشافات الهواتف المحمولة. وأضافت أن مصر في أزمة اقتصادية ولكنها في وقت الأزمات تقف إلى جوار الأشقاء في غزة. وأكدت أن الناس في غزة يعيشون بلا شيء، وحتى العمليات الجراحية تُجرى بدون تخدير.
وتابعت: «يسعدني أكيد أنا كمصرية تحالف ومساعدة المصريين مع أهلهم وأخواتهم في غزة، في وقت نحن لدينا فيه أزمة اقتصادية أكيد لا نقارن بالأوضاع في غرة، لكن دائمًا عندنا إحساس إنهم يستحقوا المزيد». وأضافت: «مصر ليست دولة غنية، لكن في وقت الحاجة تقف وتساعد أشقائها، وهذا ليس تفضلًا وإنما دور ومشاعر إنسانية مصرية سواء من الدولة أو من الناس العادية البسيطة». وأردفت: "عندنا تقريبا 2.5 مليون إنسان في غزة يعيشون بلا أي شيء منذ أكثر من 30 يوم، حتى الكهرباء انقطعت عنهم ولا أكل ولا شرب ولا أدوية ولا بيت». واستطردت: «نحن في مشهد دولي يحتاج إلى وقفة جماعية عالمية، لو لم نكن قادرين على أن تضغطوا على إسرائيل قدموا مساعدات إنسانية».
وأشارت إلى أن إسرائيل تفتش شاحنات المساعدات في معبر العوجة، وهناك تلكأ من دولة الاحتلال في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مشددة على أن المصريين أساتذة في تعبئة الشاحنات، ويريدون إدخال أكبر قدر من المساعدات لأهالي غزة. وأكدت أن مصر تضغط على أمريكا وإسرائيل لإسراع وتيرة المساعدات، منوهة بأن مصر تخوض مفاوضات مرهقة وشاقة لدعم الشعب الفلسطيني.
وكشف الدكتور رامي الناظر المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، عن عدد الشاحنات التي وصلت إلى قطاع غزة حتى الآن. وأوضح أن عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي عبرت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح حتى الآن، 417 شاحنة تشمل 8 آلاف طن، منوهًا بأن 60% منها مصرية من خلال المساعدات الشعبية والمجتمع المدني ومؤسسات التحالف الوطني، فيما بلغ حجم المساعدات من حوالي 26 دولة 2000 طن أو في المتوسط 1700 طن فقط مساعدات.
ولفت إلى أن مكونات المساعدات التي دخلت 50% منها مواد غذائية و25% مستلزمات ومستهلكات طبية، و25% الأخيرة هي مواد إغاثة من مياه وخلافه، مناشدًا المؤسسات والمنظمات الدولية بتقدم مزيد من الدعم للمساعدات لتصل إلى سكان القطاع.
وذكر أن هناك قلة في المساعدات القادمة من الدول والمنظمات الأممية الموقعة على الاتفاقيات الدولية، ونطالب المنظمات الدولية والدول المختلفة أن تدفع بمزيد من المساعدات، مشددًا على ضرورة تغير نظرة المؤسسات الفاعلة في العمل الإنساني، خاصة وأن قطاع غزة منطقة حصار، فضلًا عن الانتهاكات التي تحدث بحق الأطفال والنساء، فهناك ما يعادل 2.5 مليون مواطن يحتاج لمساعدة.
وأشار إلى أن هناك تزايدًا في تيسير عبور شاحنات المساعدات الغذائية عبر المعبر، بفضل جهود مصر ومباحثاتها مع الأطراف الأخرى حيث ارتفعت بواقع 50 إلى 70 شاحنة يوميًا، موضحًا أن أهم متطلبات القطاع من المساعدات هي المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمياه، نتيجة تصاعد أزمة الطاقة التي أدت إلى خلل بالمنظومة الصحية ومحطات الشرب والكهرباء.
وقال إنه لدينا طلبات كثيرة كمنظمة الهلال الأحمر، ومصر في طليعتها، أنه لابد على المؤسسات الفاعلة في العمل الانساني أن تنظر للملف بنظرة مختلفة خاصة أن قطاع غزة هي منطقة تحت حصار دون مداخل وأن هناك انتهاكات تحدث على مستوى الاطفال والنساء والمدنيين بالإضافة إلى الانتهاكات الخاصة بالقانون الدولي الإنساني بما يعادل 2.5 مليون مواطن يحتاج إلى مساعدة. وشدد الناظر على أن الوضع الإنساني داخل القطاع يتفاقم وما أتى من الدول والمؤسسات المعنية بالإنسانية بالأخص الأممية قليل جدًا ولا يكفي.
وأكدت عبير عطيفة، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن 10% من حجم المساعدات التي دخلت قطاع غزة من الجانب المصري من معبر رفح هي مساعدات مقدمة من البرنامج، مشددة على أن هناك 23 شاحنة توجهت إلى معبر رفح للدخول إلى قطاع غزة. وأشارت إلى أن برنامج الأغذية العالمي يعمل مع الهلال الأحمر المصري بشكل كامل لتوفير أكبر حجم من المساعدات إلى غزة، موضحة أن البرنامج يعمل على نقل مواد غذائية من الخارج حتى لا يتم ضغط على السوق المصري.
وأوضحت أنه يتم العمل على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مبينة أنه حتى نكون على قدر من الاكتفاء لسكان غزة يحتاج القطاع إلى دخول 100 شاحنة بشكل يومي، منوهة بأنه يتم العمل على وصول مساعدات بشكل كامل. وتابعت: «نوفر مليون مساعدة من البرنامج لمليون مواطن في قطاع غزة خلال الـ 3 أشهر المقبلة».
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس، إن أعداد شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة، عبر معبر رفح تزداد مقارنة بالأيام الماضية. وطالب بفتح معبر رفح بشكل دائم حتى يتسنى دخول المزيد من المساعدات باستمرار دون تقطع، وذلك على خلفية الاحتياجات الكثيرة للقطاع من المساعدات الطبية والغذائية.
وأوضح أنه في الأيام المعتادة كان عدد الشاحنات التي تصل إلى قطاع غزة يصل إلى 500 شاحنة يوميًا، بينما ما دخل القطاع خلال شهر واحد وفي ظل العدوان الغاشم الذي يشنه الاحتلال دخلت 400 شاحنة فقط، مضيفًا: «نحتاج لمزيد من المساعدات والدعم من الدول خاصة مليونا و400 ألف نازح يحتاجون للإغاثة».
ولفت إلى أن الاحتياجات الإغاثية متزايدة مع مرور ما يقرب من شهر منذ بداية العدوان، وبشكل خاص معاناة القطاع الصحي مع شح ونقص المواد والمستلزمات الصحية، بالإضافة إلى أزمة انقطاع الكهرباء، وخروج نحو 16 مستشفى عن العمل بسبب نقص الوقود.
مضامين الفقرة الخامسة: نقل الفلسطينيين لمصر
ذكرت الإعلامية لميس الحديدي، أن هناك أنباء عن إيقاف خروج مزدوجي الجنسية من معبر رفح، قائلة: «نتمنى خروج عدد أكبر من المصابين أيضًا». وقالت إن مصر أبلغت واشنطن بربط خروج مزدوجي الجنسية بعدم استهداف سيارات الإسعاف.
وذكر المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس، أن قوات الاحتلال قصفت قافلة إسعاف كان من المفترض أن تُنقل لمصر، وعلى الرغم من وجود تنسيق كامل من وزارة الصحة مع الصليب الأحمر الفلسطيني، ولكن اُستهدفت وأُصيبت الطواقم ما تسبب في عرقلة الموضوع من جديد. وأشار إلى أن هناك حاجة إلى استيعاب مزيد من الجرحى، في ظل الحديث عن إصابات بصواريخ وليس برصاص، ومن ثم فهي إصابات شديدة الخطورة والدقة، موضحًا أن عدد الإصابات تجاوز 24 ألف حالة معظمها خطير وأكثر من نصفها حالات حرجة، لذا فهناك حاجة ماسة لإدخال الآلاف من الحالات الخطيرة لمصر.
وتوجه بالشكر لوزارة الصحة المصرية، قائلا: «الحكومة المصرية تكرمت بفتح المعبر واستقبال الحالات في المستشفيات المصرية وكانت مستعدة على استقبال المزيد من الجرحى ودخلت أكثر من مجموعة لتلقي العلاج في المستشفيات».
وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن مصر استقبلت على مدار ثلاثة أيام نحو 120 حالة إصابة من قطاع غزة، بمتوسط 40 حالة يوميًا. وأضاف أن نقل الإصابات توقف اليوم بسبب حادث الاستهداف لسيارات الإسعاف وإصابة الطواقم الطبية. وأشار إلى أن عملية استقبال الجرحى تجري بالتنسيق بين الهلال الأحمر الفلسطيني ووزارة الصحة الفلسطينية مع وزارة الصحة المصرية، منوهًا بأن العقبات التي تكنف عملية نقل المرضى لا تتعلق فقط بعقبات لوجستية ولكن أيضًا عقبات صحية، فليس كل الحالات من جهة النقل قد تتحمل عملية النقل، ومن ثم يتم الانتظار حتى التحسن الذي بناء عليه يمكنهم من النقل. وكشف أن مجمل الحالات التي جرى استقبالها 39% من الحالات أقل من 18 سنة و25% منهم نساء وأطفال، لافتًا إلى أن هناك حالات جرى نقلها للقاهرة بالتحديد إلى معهد ناصر حيث تحتاج إلى مراكز تميز نتيجة لصعوبة الحالات ودقتها.
مضامين الفقرة السادسة: حملات المقاطعة الاقتصادية
علقت الإعلامية لميس الحديدي على حملات المقاطعة الشعبية لمنتجات الشركات الحاملة لعلامات تجارية تدعم الاحتلال الإسرائيلي، قائلة: «مشاعر المصريين ضخمة ومتدفقة؛ لكن أنا رأيي في قصة المقاطعة لن يعجب كثيرين، وأنا لن أتكلم بشكل عاطفي لكن سأتحدث بشكل اقتصادي، صحيح المقاطعة أمر مهم ونجحت في وقت سابق في قضية الرسوم المسيئة للرسول عام 2006 مع تكبيد الدول العربية والإسلامية للشركات الدنماركية 170 مليون دور وفقًا لإحصائيات دنماركية حينها».
وذكرت أن الوضع مختلف الآن، كنا وقتها نقاطع دولة واحدة بشركاتها وكنا جميعًا كعرب ومسلمين باتجاه واحد، لكن الآن نتحدث عن مقاطعة الشركات الدولية المسماة بـ «Multi National» سواء بريطانية أو فرنسية أو أمريكية، مشيرة إلى عدم قدرتها على دعوة الناس إلى عدم المقاطعة، لأنه خيار شخصي وتعبير مهم ومحترم وجميعنا نشعر بالإحباط لأننا ليس بوسعنا فعل الكثير وهو تصرف شعبي يحترم ويعبر عن موقف محترم.
ولفتت إلى أنها ستركز في حديثها عن المقاطعة على تأثيرها الاقتصادي، مبينة أنه لكي نعرف تأثير المقاطعة سنحتاج إلى دورة إنتاجية ما بين 3 إلى 6 أشهر لكي نرى التأثير، وذكرت أن حق الامتياز ليس فرعًا رئيسيًا للتوكيل العالمي هو فقط حق امتياز للعلامة التجارية، حيث تأتي شركة وتحصل على العلامة التجارية وتدفع حق امتياز للشركة الأم سواء سنويًا، أو بفترات زمنية أخرى بحسب الاتفاق لكن منذ مرحلة دفع حق الامتياز هي شركة مساهمة مصرية بمواد خام مصرية تشغل المصريين وأرباحها وخسائرها يتحملها المصريون أو المستثمر العربي الموجود، بمعنى أنه لو انخفضت الأرباح ستؤدي إلى التسريح والعكس صحيح. وتابعت: «في ظل أزمة الدولار التي يعيشها الاقتصاد المصري ممكن الشركات لا تستطيع أن تدفع حقوق الامتياز أو تتعرض لعقبات».
وقالت: «صحيح المقاطعة رسالة مهمة ولكن السؤال أنا أؤذي من؟ أنا أؤذي نفسي خاصة أننا في أزمة اقتصادية والبعض يرى أنها فرصة للشركات المحلية وبالتالي تعظيم مكانة بديلها المحلي لكن هذا اقتصاديًا لن يحدث في يوم وليلة». وانتقدت المذيعة بعض السلوكيات المتعلقة بالاعتداء على فروع محلات «الفرنشايز» أو تكسير واجهاتها أو إجبار روادها على مغادرتها، قائلة: «تكسير المحلات مثلما حدث في أحد العلامات التجارية في الإسكندرية وأنزل الناس من المطعم بشكل عشوائي أو أهدد المكان، هذا لا يصح أنا أقوم بإيذاء نفسي قبل إيذاء الآخرين».
وأشارت إلى تأثير المقاطعة في الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على الاقتصاد المصري، قائلة: «نحن في أزمة اقتصادية لابد فيه أن ندعم شركاتنا والعاملين فيها، لا سيما أن تسريح العمالة يؤذي الاقتصاد والشركات المصرية لن تشغلهم لأنها تريد أن تحافظ على اقتصاديات التشغيل وبالتالي ستزود الإنتاج وليس التشغيل». ووجهت رسالة للمقاطعين قائلة: «بلاش لما يكون عندنا مريض عيان أقول له أن يكون مضربًا عن الطعام المفروض يأخذ الدواء، ولا نزيد الطين بلة ونضرب على الطعام ونؤذي أنفسنا اقتصاديًا، نحن بالفعل عندنا مشكلة اقتصادية ولا نريد زيادتها بالمقاطعة». وقالت: «عفوًا أنا ضد المقاطعة اقتصاديًا؛ لأني ضد أي واحد في مصر يخرج من شغله تحت أي سبب؛ المقاطعة قرار شخصي، ومن رأيي الأفضل أن نتبرع لأهلنا في فلسطين، وهذا أهم كثيرًا».
وكشف علاء عز، أمين عام الاتحاد العام للغرف التجارية، عن رأيه في الحملات الداعية لمقاطعة بعض المنتجات والشركات الأجنبية بدعوى دعمها لإسرائيل في حرب غزة. وقال: «نحن كاتحاد الغرف التجارية عملنا مع الغرفة الإسلامية صندوق لدعم فلسطين، وجزء كبير من القوافل خرجت من عندنا، ولا جدال في دعمنا للشعب الفلسطيني، ولكن أيضًا يجب أن ندعم مصر». وأضاف أن إيرادات الشركات الحاملة لعلامات تجارية عالمية لا تشكل واحد في الألف من إيرادات الشركات الكبيرة. وتابع: «حتى لو قفلت الأنشطة كلها في الوطن العربي، لن يتأثروا بها، ومن ثمَّ لن يتحقق الشق العقابي كأثر محسوس، والدليل أن أسهم الشركات المقاطعة ارتفعت بنسبة 15 إلى 20%».
وأوضح أن قطاع الصناعات الغذائية بمفرده يشغل أكثر من 3 ملايين بشكل مباشر وغير مباشر، قائلًا: «كل عامل في كل شركة وراءه عشرة آخرين في صناعات أخرى في دورات إنتاجية، ونصيب المستثمر المصري أو العربي والشركات الخادمة لهم تشكل 95% من الإيرادات». وقال: «أقطع إيدي عشان ناموسة قرصتني! نحن في وضع اقتصادي لم نحسد عليه، لو المقاطعة لازم تحصل لماذا لا نقاطع فيس بوك وتويتر، وملاكها من أكبر الداعمين لإسرائيل».
مضامين الفقرة السابعة: خطاب نصر الله
تعليقًا على خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أشار العميد محمود محيي الدين، الباحث السياسي في شئون الأمن الإقليمي، إلى أن قرار الحرب في 7 أكتوبر كان فلسطينيًا خالصًا، ولا يعلم عنه حسن نصر الله ولا المرشد الإيراني أي شيء، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تصبر على حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني بهذا الشكل، لا سيما أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو رفض توجيه ضربة استباقية لحزب الله، كما أن حزب الله لم ينجح في جذب ربع جيش الاحتلال كما قال حسن نصر الله في خطابه الأخير، منوهًا بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية زار إيران سرًا، وهناك تجاذب في الحديث حول ما إذا كانت القضية الفلسطينية هل هي قضية عربية أم إيرانية؟ مشيرًا إلى أن دخول الحوثيين في المعركة لا يغير المعادلة في الحرب على غزة، ولكنه يربك حسابات دولة الاحتلال.
أبرز تصريحات لميس الحديدي:
مصر في أزمة اقتصادية ولكنها في وقت الأزمات تقف إلى جوار الأشقاء في غزة.