حديث القاهرة – إبراهيم عيسى – حلقة الجمعة 09-06-2023
التاريخ : السبت 10 يونيو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: التحول ما بين الرياض وتل أبيب
قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن الكاتب اليهودي الأمريكي توماس فريدمان المتخصص في شؤون الشرق الأوسط قال في أحد مقالاته المنشورة في نيويورك تايمز يوم 06 يونيو 2023 بعنوان "من تل أبيب إلى الرياض"، إنه خلال مقابلته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رأى أن السعودية تتحرك نحو المدنية، بينما إسرائيل التي من المفترض أنها دولة ديمقراطية مدنية، باتت دولة دينية قائمة على فكرة اليهود فقط سكان وأهل ومواطنين، مضيفًا أن إسرائيل التي تقول على نفسها ديمقراطية أصبحت تتخلى عن ديمقراطيتها ومدنيتها.
وذكر المذيع أن الكاتب استعرض أبرز التغيرات التي حدثت في السعودية- رغم القبضة الحديدية لولي العهد- كان أبرزها عدم امتعاض موظفي المطارات السعودية من وجود رحلات ما بين تل أبيب والرياض، فضلًا عن سماح المرأة السعودية بقيادة السيارات، كما بات هناك أول رائدة فضاء سعودية تصعد للقمر عبر صاروخ فالكون من مركز كيندي للفضاء، بينما في إسرائيل توجد مظاهرات غير مسبوقة للاحتجاج حول الانتهاكات التي تمارسها السلطة الإسرائيلية اليمنية الأصولية تجاه القضاء، وتتراجع إلى الخلف بعدما كانت تتجه إلى الديمقراطية.
وأضاف المذيع أن إسرائيل أصبحت تتخلى عن مدنيتها من أجل الدولة الدينية، بينما السعودية دولة تذهب للأمام، وإسرائيل دولة تعود للخلف، منوهًا بأن التيار الأصولي كان متحكمًا سابقًا في الشأن السعودي، واختلف الأمر، إذ أصبح هذا التيار الآن هو المتحكم في إسرائيل. وشدد المذيع على أن الدولة تنجح بالتفكير العصري والمدني والتقدم العلمي والتكنولوجي والديمقراطي الذي يعلي من قيمة الفرد، وليس بالسلفية سواء كانت الإسلامية أم اليهودية.
وأشار إلى أن الكاتب توماس فريدمان رأى في مقاله أن الرياض أصبحت تحل بدلًا من القاهرة في ريادة العالم العربي، وذكر أن الكاتب شدد على ضرورة استمرار مشاورات مع القادة السعوديين الذين يحاولون أن يجعلوا المملكة أكثر اعتدالًا، وأكثر ترحيبًا للآراء المخالفة، وأكثر احترامًا للمرأة، وأكثر تسامحًا مع جميع الأديان؛ وذلك لضمان استمرارية التغير السعودي بانتظام، ورأى الكاتب أن إضفاء الحداثة والتعددية في المملكة العربية السعودية- التي تضم المسجد النبوي والمسجد الحرام- سيؤثر في مساجد العالم العربي والشرق الأوسط بأسره.
وذكر المذيع أن الكاتب ألمح إلى حادثة اقتحام متطرفين للمسجد الحرام في السبعينيات، بدعوى أن آل سعود ليسوا أتقياء كفاية، ما دعا السلطة الحاكمة إلى منح رجال الدين صلاحيات أكثر تشددًا في الداخل وتصدير هذه الصلاحيات للعالم العربي.
ونوّه بأن الكاتب تحدث في مقاله عن قرار وزارة الأوقاف السعودية في عام 2021 حول خفض مستوى أصوات الميكروفونات خلال إذاعة أذان الصلوات الخمس؛ حفاظًا على العائلات والأطفال في المنازل، ورأى الكاتب أن هذا التحول في السعودية بات مثيرًا للدهشة بعدما كان يُمنح رجال الدين صلاحيات أكثر تشددًا لممارستها على المواطنين، إلى خفض مستوى صوت الميكروفونات في الشوارع، كما استغرب الكاتب من وجود فرق نسائية في دوري كرة القدم السعودية، ووجود سيدات سعوديات أخريات يقدن سيارات الفورميلا وان في المسابقات العالمية.
وبيَّن المذيع أن هذا التحرر السعودي لا محالة سيصل إلى الدول العربية الأخرى، تزامنًا مع تحرر السيدات الإيرانيات من حجاب الرأس خلال إحدى التظاهرات في طهران، ورأى أن هذا التحرر الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديني لن يبقى في السعودية فقط.
وأكد المذيع أن الدولة المصرية كانت قد بدأت الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني مبكرًا عام 2014 وذلك قبل تولي ولي العهد السعودي للمنصب، ولكن مصر «فرملت» خطواتها مؤخرًا، بينما امتدت بسرعة كبيرة في المجتمع السعودي، مشددًا على أن أجهزة الدولة في مصر تكوينها يختلف عن أجهزة المملكة العربية السعودية، إذ إن الدولة في مصر قائمة على أجيال كبيرة ومترهلة، على عكس المجتمع السعودي الذي يتسم بوجود وجوه شابة مثل ولي العهد السعودي تعلمت في جامعات أوروبا وأمريكا وعلى قدرٍ عالٍ من الانفتاح والتعامل مع الحضارة والتقدم التكنولوجي والتسامح الإنساني، مؤكدًا أن دعوى تجديد الخطاب الديني شهدت استجابة كبيرة في السعودية. وتابع أن القوى المحافظة في مفاصل الدولة المصرية وهيئاتها، لا تسعى إلى التغيير وهي الهيئات الأكثر محافظة واعتمادًا على عدم الرغبة في إجراء أي تغيير، وهي أجهزة محافظة دينيًا وسياسيًا، وليست مع تجديد الخطاب الديني.
وتحدث المذيع عن أن الدول المؤثرة في الإقليم ولها فاعلية كبيرة، هي: (مصر – إسرائيل – السعودية – الإمارات – تركيا – إيران)، مضيفًا أنه لا توجد علاقات اقتصادية ما بين مصر وإسرائيل، وكذلك لا توجد علاقات اقتصادية ما بين مصر وإيران، منوهًا بأن الميزان التجاري بين مصر وتركيا لصالح أنقرة لا سيما أنها تتمتع بسوق سياحي متميز، مبينًا أن الزبون الأول لمصر هو الاتحاد الأوروبي فقط، مشددًا على ضرورة أن تكون دول الإقليم واقتصادها خبر يومي هام بالنسبة لمصر.
وأضاف المذيع: «أستبعد أن يجرؤ صحفي مصري أن يذهب إلى طهران للكتابة عن توسط العراق لإعادة العلاقات المصرية الإيرانية، كما أني لا أتوقع- وأراها من المستحيلات- أن يسافر صحفي مصري إلى تركيا ويقابل المعارضة التركية ويجري معها حوارات، وينشرها بموضوعية، وذلك بسبب عدم وجود شغف مهني».
مضامين الفقرة الثانية: صلاحيات المحافظين
أكد الدكتور عبد الحميد كمال، عضو مجلس النواب السابق، أنه تقدم بمشروع قانون ينظم عمل المحافظين، مشددًا على أن ليس للمحافظ وظيفة معينة، وصلاحياته بالتفويض من الوزراء، مشيرًا إلى أن صلاحيات المحافظين في مصر مكبلة ومحدودة ومتوسط شغل المحافظ للوظيفة في مصر 8 شهور. وشدد على ضرورة أن يكون هناك تدريب خاص للمحافظين للانتقال من وظيفتهم الشخصية إلى وظيفة تعتمد على التعامل مع الجماهير، مؤكدًا أنه سيستعين في خطته لعدد من المحافظين، ولا بد أن يكون هناك انتخابات للمحافظين.
وأشار إلى أنه كان هناك تجربة أن يكون المحافظ من المحافظة نفسها، مثلما كان في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ولم تستمر طويلًا، مبينًا أن المركزية الشديدة هي العائق أمام عمل المحافظين، موضحًا أن معظم المحافظين منذ استحداث المنصب في مصر لم تكن لديهم خبرات سابقة بالإدارة المحلية.
وتابع أن معايير النجاح للمحافظ هو التنمية التي حققها، وهل هناك خلل في عمل المحافظين، منوهًا بأنه تقدم بمشروع لتنظيم المحافظين ولم يخرج إلى الآن، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك شروط لتعيين المحافظ بجانب صلاحيات واسعة ويكون هناك مجالس شعبية منتخبة تحاسبه.
مضامين الفقرة الثالثة: نقص الأدوية
قال محمود فؤاد المدير التنفيذي للمركز المصري لحماية الحق في الدواء، إن مصر تستورد 95% من الخامات الدوائية من الخارج، من ضمنها المواد الخام والأحبار التي يجري كتابتها على عبوات الأدوية، مشددًا على أن صناعة الأدوية مرتبطة باقتصاد الدولة. وأشار إلى أن هناك أصناف دوائية كثيرة منقذة للحياة لم تعد موجودة، مشيرًا إلى أن مبررات الشركات بأن المادة الخام مكلفة أو غير موجودة أو موجودة في البحر، هي مشكلة حقيقية، منوهًا بأن دواء الغدة الدرقية به نقص شديد. وأوضح أن هناك 18 ألف صنف دواء معتمد وليس بالضرورة أن يعرفهم جميع الأطباء، موضحًا أن غرفة صناعة الدواء خرجت بتصريح كارثي بأن المخزون الاستراتيجي يكاد لا يكون موجود، مشيرًا إلى أن المستلزمات الصحية مرتبطة بالدولار بشكل كبير. وتابع أن هناك نقص في أجهزة قياس السكر للأطفال، وينبغي أن يكون هناك أولوية لاستيراد الأدوية كأدوية الغدة الدرقية وبعض الأدوية الاخرى.
مضامين الفقرة الرابعة: الموازنة العامة للدولة
استعرض النائب إيهاب منصور رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي، ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، مقترحات الحزب؛ لتعديل مشروع الموازنة العامة للدولة، حيث طالب الحزب برفع المخصصات المالية المحددة للتعليم وتخصيص 5.6 مليار جنيه لتعيين 120 ألف معلم في موازنة العام الجديد، بالإضافة إلى تعيين 30 ألف معلم جارٍ عمل الإجراءات لهم، وذلك لسد جزء من العجز في أعداد المعلمين، موضحًا أن الحزب لديه حلول لتدبير موارد التعيين، بالإضافة إلى القضاء على كثافة الفصول بزيادة أعداد المدارس. وأكد أنه بعد التقدم بالتعديلات هو أن يتم إحالتها للمناقشة أو يحيلها للمجلس وتقابل بالقبول والرفض، مشددًا على أن الحكومة تريد أن تحل بوجه نظرها ولكن لابد النظر إلى كافة الأطراف.
وأضاف أن من أهم النقاط التي أُضيفت على التعديلات لمشروع الموازنة العامة، هي بطاقة الخدمات المتكاملة وهي مخصصة لذوي الإعاقة، من 2018 وحتى الآن صدرت البطاقة فقط لمليون شخص من أصل 15 مليون شخص، والردود على هذه الإشكالية هو الاستمرار في العمل وما تم التقدم لطلب البطاقة. وقال إنه يطالب بـ 4 مليار لدعم هذا الملف، حيث إن هناك نقص في الموارد وعدد الموظفين الذين يتعاملون على إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة.
وأكد النائب إيهاب منصور، أن هناك 116 ألف وحدة سكنية لم يتم تخصيصهم، أي أنه لم يحصل عليها أي مواطن، مشددًا على أن هذه الوحدات كان بها إشكاليات، والتي من الممكن أن تكون بسبب سعرهم أو أماكنهم، ولابد ألا يكون هناك عملية بناء جديدة. وأشار إلى أنه تقدم بمقترح لتوفير التعويضات اللازمة للمواطنين المتضررين من إزالة مناطق المنفعة العامة، مشددًا على أنه تقدم بعدد من طلبات الإحاطة في هذا الملف، ويطالب أن تتضمن الموازنة تعويضات المتضررين.
وأوضح أن ميزانية مكافأة محو الأمية هزيلة جدًا في الموازنة ويجب النظر إليها، كما أنه طالب بـ 20 مليار جنيه من أجل الصحة لبناء منشآت طبية وشراء الأجهزة، مضيفًا أن معدل الأطفال أكثر من معدل بناء المدارس، مشددًا على ضرورة توفير 20 مليار جنيه للأبنية التعليمية وتوفير 150 ألف مدرسة.
وعلق الإعلامي إبراهيم عيسى، على المقترح البرلماني حول برفع المخصصات المالية المحددة للتعليم، والقضاء على كثافة الفصول، قائلًا إن مصر بها 150 ألف مسجد إذا تم استغلالها وتحويلها إلى مدارس منذ الصباح إلى وقت العصر، سيتم توفير الكثير من المباني. وأضاف أن ذلك المقترح سيوفر 150 ألف مبنى، معلقًا: «تبدأ الدراسة في المساجد من بعد الفجر إلى صلاة العصر، والفسحة تكون وقت صلاة الظهر، وانتهاء اليوم الدراسي مع صلاة العصر».