آخر النهار – محمد الباز – حلقة الجمعة 09-06-2023
التاريخ : السبت 10 يونيو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: زيارات السيسي الخارجية
قال الإعلامي محمد الباز، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أن تولى الحكم في 2014 دعا عددًا من الكُتاب والمثقفين والمفكرين ورؤساء التحرير وعرض عليهم كل التحديات الموجودة أمام الدولة المصرية. وأضاف أن الرئيس السيسي أوضح أيضًا المعركة الداخلية، وأكد أنه سيتصدى للمعركة الخارجية. وتابع أنه كان هناك هجوم على مصر، وكانت هناك مؤسسات دولية قطعت علاقاتها بمصر بعد 2013، ودول أخذت موقفًا من مصر، بسبب الصورة التي رُسمت بشكل خاطئ في 30 يونيو. وذكر أن الرئيس السيسي قال للمثقفين والمفكرين والإعلاميين والصحفيين: «دعوا المعركة الخارجية والدبلوماسية الرئاسية ستكون قادرة على التعامل مع التحديات للخارج، والمعركة الداخلية عليكم»، مبينًا أنه كان يقصد أنه ستكون هناك محاولات كثيرة لتشويه وعي المصريين وأمور تهدد الأمن القومي.
ولفت إلى أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإفريقية التي انتهت اليوم في موزمبيق، كانت جولة مؤجلة. وأضاف أنه جرى تأجيل هذه الزيارة بسبب جائحة كورونا في هذا الوقت في 2021. وأشار إلى أن مشهد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجولة الإفريقية هو تتويج للتعهد الذي قطعه الرئيس على نفسه، لمواجهة التحديات الخارجية، وتعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية وتأكيد الدور المصري، في الأوساط العربية والإفريقية والدولية من خلال الدبلوماسية الرئاسية.
كشف الدكتور عطية الطنطاوي، عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، عن دلالات وأهمية زيارة الرئيس السيسي للدول الإفريقية والتي انتهت بدولة موزمبيق. وأضاف أن الرئيس السيسي على مدار التسع سنوات من توليه الحكم قام بعطاء بلا حدود للدول الإفريقية. وأشار إلى أن الرئيس السيسي أعاد العلاقات المصرية القوية بدول إفريقيا، موضحًا أن ازدهار إفريقيا يكون بالتكامل الاقتصادي. وأكد أن مصر دائمًا ما تتحدث عن المشاكل الإفريقية في كل المحافل الدولية، مشددًا على أن المشكلات الإفريقية لا تحل إلا بسواعد قادة القارة.
وأكد أن الدولة المصرية تولى أهمية قصوى للتجارة الحرة مع الدول الإفريقية وزيادة التبادل التجاري، مشيرًا إلى حجم التجارة البينية بين دول الكوميسا التي تصل إلى 13 مليار دولار. وأضاف أن مستوى التبادل التجاري بين القارة الافريقية شهد قفزة كبيرة منذ ترأس مصر القمة في نوفمبر 2021 حتى الآن، مؤكدًا أن مصر تعظم الفائدة الخاصة في التعامل مع هذه الدول ودعم سواعد عقول إفريقيا وعندنا موارد أولوية في دول الكوميسا كبيرة.
مضامين الفقرة الثانية: قرش الغردقة
علق الإعلامي محمد الباز، على واقعة حادث قرش الغردقة والسائح الأجنبي. وقال إن حادث الغردقة يحدث في كثير من دول العالم وأكثر شواطئ في مثل هذه الحوادث أستراليا، والفرق هو عدم الوعي بترويج هذا المشهد. وأضاف: «في قطاع السياحة يعمل 5 ملايين مصري، أي أن هناك 5 ملايين أسرة تعتمد على العمل في السياحة والتي تأثرت خلال الفترات الماضية بسبب أحداث السنوات الماضية، فالشخص الذي ينشر مثل هذه الفيديوهات للتداول لا يعرف مدى الأثر الاقتصادي والنفسي على الناس من نشر الفيديو». وتابع: «لا يجب نشر الفيديو لأن المسألة لها أبعاد أخرى كثيرة، وعندما تحدث الخبراء قالوا إن الإنسان ليس وجبة القرش المفضلة، ولا يأكل بشرًا، لكن هناك ممارسات كثيرة خاطئة يمكن أن تؤدي به إلى أن يؤذي البشر». وأكمل: «أنثى القرش في الغردقة كانت حاملًا فجاءت إلى الشاطئ لتضع أجنتها بالقرب من الشاطئ في منطقة آمنة، ولا داعي للقلق أن هذا النوع من القروش يمكن أن يشكل خطرًا على السياحة في مصر خاصة أن التعامل مع هذا الحادث جرى بشكل احترافي وسريع».
علق مجدي صادق، عضو غرفة شركات السياحة والسفر باتحاد الغرف التجارية، على واقعة قرش الغردقة والسائح الأجنبي. وقال إنه ليس من عادة القرش مهاجمة الإنسان وحادث الغردقة صدفة. وأضاف أنه على مستوى العالم يحدث مثل هذه الحوادث وطبقًا لآخر إحصائيات يوجد بمعدل 12 حادثًا سنويًا، لهجوم القرش على البشر، وآخرها في أستراليا. وأشار إلى أن ذلك لا يقلل مما جرى، ولكن ينبغي وضعه في المساحة التي يستحقها، وتابع: «مصر تحت سمع وبصر العالم كله وهذا سبب انتشار فيديو التهام قرش لسائح أجنبي».
وعَزَت نهى سمير، عميد معهد البيئة في جامعة عين شمس، هجوم سمكة القرش إلى التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب هجرة الأسماك واختلاف البيئات. وقالت إن هذه الواقعة نادرة الحدوث، وتمكنت وزارة البيئة من احتوائها بشكل ناجح، مشيرة إلى تشكيل لجنة من المختصين لدراسة الأسباب والتحقق من كل الملابسات. واختتمت: «تتم حاليًا دراسة المنطقة التي وقع بها الحادث، وأخذ عينات من المياه، لتفادى وقوع الحادث مرة أخرى».
وقال هشام مصطفى، غواص، إن الحادث طبيعي، ولكن هذا الحادث نتيجة تغيير سلوكيات الأحياء المائية. وأضاف أن تغير سلوكيات الأحياء المائية يجعل الكائنات المائية هي من تبحث عن الأكل، متابعًا: «القرش يأكل سمك، لكن لما نرمي له فراخ وقمامة يعتاد على تلك الأشياء، وثاني سبب هو الصيد الجائر وبالتالي لا يجد القرش أكله فيقترب من الشاطئ ليبحث عن طعامه». وأشار إلى أن سلوك السفن المارة في البحار، عادة ما تلقي المواشي النافقة، فيعمل على تغيير في سلوكه، موضحًا أن القرش عندما يقترب من الميلاد يذهب للمياه الضحلة ويبعد عن المياه العميقة حتى لا تموت الأجنة.
وقالت الدكتورة هانم الشيخ، خبيرة بيئية والمستشار العلمي لمبادرة الحياد الكربوني، إن خروج القروش من أماكنها العميقة إلى الشواطئ هو حالة عرضية، ولكنها لن تكون الأخيرة في مصر وكل دول العالم. وأضافت أن هناك تغيرات مناخية كبيرة حدثت، وهناك جهات كثيرة تعمل على الحد منها، موضحة أن ارتفاع مستوى سطح البحر، وتغير درجات الحرارة في البحار والمحيطات يؤثر على البيئة البحرية، ويقلل من الأكسجين في المياه. ولفتت إلى أن القروش والحيتان من الحيوانات البحرية، وبيئتها تكون في المناطق العميقة، وخروجها من أماكنها الطبيعية للشواطئ جاء نتيجة انخفاض الأكسجين، وهذا يؤدي إلى خروجها من بيئتها للبحث عن مصادر أخرى للغذاء.
وأكدت أن حادث التهام قرش النمر سائحًا روسيًا في الغردقة حالة عارضة، وجاءت أيضًا لأسباب منها أن بعض المصطافين يلقون مخلفات التنظيف في المياه، ومواد التنظيف لها رائحة نفاذة تجذب الحيوانات البحرية مثل القروش والحيتان. وتابعت أنه أيضًا هناك سفن تكون على متنها حيوانات نافقة، وعند إلقائها في البحر فهذا يؤدي إلى خروج أسماك القرض أيضًا من أماكنها العميقة إلى الشواطئ.
مضامين الفقرة الثالثة: تعثر استيراد القمح
قال الإعلامي محمد الباز، إن شائعة عدم استطاعة مصر سداد التزاماتها من واردات القمح، ضمن حرب مفهوم أبعادها. وأضاف أن مصر تحاول توفير العملة الصعبة من أجل شراء السلع الأساسية، لافتًا إلى أن الحكومة نفت التقارير الصادرة بشأن تعثر مصر في سداد مدفوعات القمح. ولفت إلى أن الجميع يعلم أن الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت بشكل كبير على أسعار القمح عالميًا، وأن مصر لجأت إلى استيراد القمح من دول أخرى بأسعار مرتفعة للغاية، لدرجة أن موازنة الدولة تكبدت 14 مليار دولار إضافية من أجل توفير احتياجاتنا من القمح. وسخر من تداول مصاصات صينية مستوردة بالأسواق بـ 15 جنيهًا، رغم شح الدولار، متسائلًا: «هل من الصعب إننا نعمل مصاصات هنا في مصر؟». وأشار إلى أن تداول المصاصات الصينية واستيرادها يؤكد أن هناك أزمة، متابعًا: «لقطة تقول في ناس كتير ولا على بالها ما يحدث في البلد، لأن في الوقت الذي نحتاج فيه النقد الأجنبي لتوفير احتياجاتنا، واحد يستورد مصاصات، وهذا جزء من خيبتنا».
مضامين الفقرة الرابعة: التقلبات الجوية
وجه الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، نصائح لكبار السن ومصابي الأمراض الصدرية، وسط التقلبات الجوية، وعدم استقرار الطقس. وقال إنه ينبغي علينا متابعة النشرات التي تقدمها هيئة الأرصاد يوميًا، وأن نتعامل مع الطقس يوم بيوم. وأضاف أنه في حالة إعلان هيئة الأرصاد وجود رياح محملة بالأتربة علينا أولًا الجلوس بالمنزل، وفي حالة اضطرار النزول علينا ارتداء الكمامات الطبية، موضحًا أن الكمامة عبارة عن "فلتر" يحمينا من الأتربة. ولفت إلى أنه في حالة ارتفاع درجات الحرارة، يجب عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة خاصة في أوقات الظهيرة، وفي حالة اضطرار النزول للشارع يجب استخدام "كاب أو شمسية"، مع ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون، وشرب كميات مياه كبيرة.
وحول الأطعمة المناسبة في ظل التقلبات الجوية، قال: «تناول السلطة الخضراء بكميات كبيرة، والنوم بانتظام والبعد عن الأكلات الدسمة المليئة بالدهون، مع تناول أكل مسلوق».
مضامين الفقرة الخامسة: وفاة جورج إسحاق ومحمد الجوادي
نعى الإعلامي محمد الباز، جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي توفي بعد وعكة صحية نقل على إثرها إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات. وقال إن جورج إسحاق من رموز المعارضة قبل 25 يناير وأسس حركة كفاية واشترك في 25 يناير و30 يونيو، وكان له موقف معارض، ولكن اختار أن يكون معارض من داخل مصر.
وتحدث عن وفاة محمد الجوادي، مضيفًا أنه واحد من باحثي الأرشيف المهمين في تاريخ مصر، ولكنه اختار أن يكون في صف جماعة الإخوان الإرهابية. وأوضح أن الجوادي ليس له إسهام فكري في سنواته الأخيرة، وكان منحازًا لجماعة الإخوان عكس قناعاته، وخرج ليوجه سهامه وطعناته ضد مصر، وفي النهاية مات خارج بلده. وأردف: "جورج إسحاق مات داخل مصر والجوادي خارج مصر، وكل واحد فينا يختار طريقه ومصيره". وأردف: "عندما تلتزم ببلدك النهاية عظيمة، وحينما تنحاز لعصابة تهاجم البلد تموت خارج أرضها، وما كنت أتمنى أن تكون هذه الصورة النهائية للجوادي، ولكنها نهاية من ينحازون ضد أوطانهم".
مضامين الفقرة السادسة: الثقافة في مصر
تحدث الدكتور هيثم الحاج، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب السابق، عن كيفية النهوض بالثقافة والجمهور. وقال إن الإنسان هو فخر الصناعة المصرية، والإنسان هو منتج للثقافة. وأضاف أن مصر أقدم دولة في التاريخ، والذي خلق إنسان بطبيعة خاصة استطاع أن يتعامل مع الواقع بشكل مختلف، ويستطيع أن يطور نفسه. وأشار إلى أن أبناء مصر استطاعوا أن يكونوا صانعين للثقافة بالفطرة، موضحًا أن وعي المثقف ينتج طريقة للتعامل مع الواقع، لافتا إلى أن المجتمع لفترات طويلة ظل يتعامل مع المثقف أنه هو منتج الثقافة فقط. وأوضح أن المثقفين منتجو الثقافة يكرسون مجهوداتهم لخدمة المواطنين، مؤكدًا أن التعليم المصري الآن يبني شخصية تتماشى مع العالم ويتغافل عن الشخصية المصرية. وتابع: "معنى هذا أنني أهدم في أولادي جزء من ثوابتي الحديثة، بسبب التعليم الأجنبي الذي يغزو مصر، ويحول الأبناء إلى غربان بيضاء، وبالتالي يفقد جزءً كبيرًا من الهوية التي نحن نريد أن ننميها في أبنائنا".
وقال إن الإنترنت هو واحد من صناع الثقافة الحديثة، مشيرًا إلى أن الأجيال الآن تأخذ ثقافتها من خلاله. وأضاف أن هناك سرديات مضادة، تصدر للعالم وبها مغالطات كبيرة وصادمة، مثل سرديات مُتداولة عن حرب أكتوبر وكليوباترا وثورة يوليو، وهذه السرديات تمرر للذهنية العامة بشكل سلس وبسيط حتى تستحوذ على المصريين. ولفت إلى أن السرديات المضادة الوقوف لها يكون من خلال الاعتراف، وأن يكون عندنا استراتيجية تستهدف وصول السرديات المصرين إلى خارج وداخل مصر أيضًا. وتابع أننا نحتاج إلى أننا لا نقف دائمًا في خانة المدافع، ولكن ينبغي أن نهاجم أيضًا، ونصدر هويتنا للعالم، وأن نقول للعالم مثلما كان لدينا حضارة في الماضي تبني معكم المستقبل، لدينا حضارة الآن ونستطيع أن نبني معكم مجددًا.
وذكر أن المنتج الثقافي في مصر يستطيع أن يكون منتجا رابحًا، ولكن إذا تم التعامل معه بشكل اقتصادي معين. وأضاف أن وزارة الثقافة ومؤسسات الدولة لا تستهدف الربح من الإنتاج الثقافي، وتستهدف صناعة مشروع ثقافي، ولكنها تستطيع من خلال دعم فكرة النشر والتسويق له بشكل جيد أن تحقق أرباحًا. ولفت إلى أن أكثر من 60% من سوق النشر في مصر هامشي، وغير موجود على نظام الاقتصاد المصري، وبالتالي لا تستطيع الدولة أن تحقق مكسب من خلاله. وشدد على ضرورة هيكلة سوق النشر في مصر، ودعم القطاع الخاص الرسمي من أجل تحقيق مكاسب من سوق النشر، وأن يكون الدعم رشيدًا ومشروطًا، بأن تكون صناعة النشر داخل نظام معين، وألا يكون هناك سوق مواز لضرب الكتب واستنساخها.