الشاهد – محمد الباز – حلقة الجمعة 09-06-2023
التاريخ : السبت 10 يونيو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: شهادة مؤسس تمرد عن أحداث يونيو 2013
قال النائب محمد عبد العزيز، عضو مجلس النواب وأحد الأعضاء المؤسسين لحركة تمرد، إن الحراك السياسي الذي بدء مع ثورة يناير 2011 اختطف في لحظة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بفوز مرسي. وأضاف أنه في مشهد لحظة إعلان انتخابات الرئاسة وصل للجميع انطباع بإحباط شديد جدًا أن هذه النتيجة بأي حال من الأحوال غير معبرة عن الحراك السياسي الذي بدأ في 2011. وأشار إلى أنه إذا كانت الناس في بعض مطالبها أصابت أو أخطأت إلا أن الجميع كان لديه حلم ببناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، شعارها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وأن المواطنين لا يوجد بينهم تمييز أمام القانون على أساس الدين أو النوع أو العرق. وأكد أن الجميع اكتشف أنهم أمام واقع مختلف تمامًا وأن هناك جماعة تختطف كل ثمار هذا الحراك، رغم شعارات الجماعة "مشاركة لا مغالبة"، و"نحمل الخير لمصر".
وقال إن الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس الراحل محمد مرسي كان بمثابة تحدٍ للشعب المصري. وأضاف: «كان لدي قناعة من أول لحظة أن وجود الإخوان في الحكم سيكون قصة فشل كبيرة»، مؤكدًا أن جماعة الإخوان في لحظة أصبحت تعادي الجميع. وأشار إلى أن اللحظة التي أقسمت مع نفسي أن هذه الجماعة لا بد ألا تستمر في حكم مصر هي لحظة استشهاد الصحفي الحسيني أبو ضيف، وكان من أقرب الناس لقلبي، وكان يوثق الأحداث وينقل الصورة كاملة وكان له دور مهم في نشر كثير من جرائم الجماعة، وعدد من جرائم الفساد الخاصة بالإخوان وأعضائها، وكان يري أن هذه الجماعة أسوأ حتى من مدارس الفساد التي كانت موجودة قبل 2011 وكان يفعلوا هذه الجرائم بعنجهية شديدة وكان لدى الجماعة يقين تام بأنهم موجودون للأبد في السطلة فيحلوا لهم ما يفعلوا.
وقال إن عضو جماعة الإخوان لديه استعداد للتضحية بنفسه في سبيل الأفكار العقائدية للجماعة. وأشار إلى أن الطريق الوحيد لمكافحة أفكار التنظيم هو توحيد الشعب بكل فئاته، مبينًا أن استمارة تمرد كانت الطريق لذلك. وأكد أن جمع التوقيعات فكرة حدثت أكثر من مرة في التاريخ المصري، كما حدثت في عهد سعد زغلول، وفي عصر أحمد عرابي. وأوضح أن استمارة تمرد كتبت بلغة بسيطة للوصول لجميع فئات الشعب المصري، متابعًا أن هذه الصيغة كانت فكرتها الأساسية كيف للمواطن الموجود في كل قرى مصر أن يكون شريكًا في المعركة ضد الإخوان، وكان لدينا إدراك تام أن الجماعة تنظيم له من القوة والانتشار على مستوى الجمهورية، وكان كل عضو مستعد أن يفقد حياته ثمن لما يروج له داخل التنظيم بأن استشهاده جزاؤه الجنة.
وذكر أنه في يوم 2 يوليو مساءً، كان لديه تخوف بأن المواطنين المصريين يخافون أو يشعرون بالملل نتيجة لتعنت الإخوان وإصرارهم على عدم الاستجابة، لافتًا إلى أنه لم يكن يعلم ما سيحدث في 3 يوليو. وأضاف: «في الساعة السابعة مساء من يوم 2 يوليو، جاءتني فكرة بضرورة عقد مؤتمر صحفي لحركة تمرد تقول للناس رسالة سياسية واضحة، وهي أننا سنظل محتشدين في الشارع حتى سقوط هذا التنظيم الإرهابي، وألا يقلق أحد أو يُحبط، ومهما كان ما يهددون به، فنحن مكملين في طريقنا ضد هذه الجماعة الإرهابية»، لافتًا إلى أنهم واجهوا مشكلة تتمثل في مكان عقد المؤتمر، حتى جرى التواصل مع الكاتب الصحفي محمود مسلم، مدير تحرير جريدة الوطن وقتها، وقال لهم تفضلوا في جريدة الوطن.
وتابع: «بينما كنا جالسين مع الكاتب الصحفي محمود مسلم، والكاتب الصحفي مجدي الجلاد، جاءتنا اتصالات كثيرة جدًا من أرقام غير مسجلة لدينا، أو تحديدًا رقم أرضي غير مسجل لدينا، وكان تفسيرنا وقتها أنه ربما تكون قناة فضائية أو شيء من هذا القبيل، لكن هذا الرقم كان للأمانة العامة للقوات المسلحة». وأشار إلى أن الأمانة العامة للقوات المسلحة تواصلت مع زميلنا الصحفي والذي كان عضوًا في حركة تمرد، وكان محرر عسكري في نفس الوقت، حيث كان يعلم أرقامهم بشكل جيد، وهو زكي القاضي، حيث تم التوصل معه، وبالتالي فإن محمود مسلم، ومجدي الجلاد، وزكي القاضي، كل هؤلاء شهود أحياء لهذه الواقعة ويمكن الرجوع إليهم في هذه الرواية.
وأردف: «عندما تواصلت الأمانة العامة للقوات المسلحة دعتنا إلى اجتماع مع القائد العام للقوات المسلحة في ذلك الوقت الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووصلنا إلى الاجتماع واستقبلونا، وبدأ توافد الحضور يوم 3 يوليو، ثم كان آخر من دخل إلى الاجتماع الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان في ذلك الوقت، ومن ثم بدأ الاجتماع بأنه شكر الجميع على الحضور في هذا اليوم الهام، وبأن هناك قرار مهم لا بد أن نتناقش فيه، وهو قرار مصيري يتعلق بمستقبل البلد، واعتذر من جميع القيادات السياسية والدينية والعسكرية الموجودة، بشأن رغبة سيادته في الاستماع إلى الشباب أولًا، وأعطانا الكلمة في بداية الاجتماع». وتابع: «بدأنا كلمتنا بأن المواطنين لديهم مطلب وحيد ومحدد، وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وعزل جماعة الإخوان عن الحكم، وبأنه لا يوجد حلول وسط، فلن يرضى هذا الجمع من المواطنين بغير ذلك، وكانت هذه رؤيتنا».
وقال إن هناك فرق بين أنك تختلف في الرأي أو تقول تقديرك لما جرى، لكن الدكتور محمد البرادعي روى رواية لم تحدث. وأضاف أن الدكتور محمد البرادعي كان يعلم قبل 3 يوليو خارطة الطريق لأنها نوقشت في منزله، معقبًا: «التقينا به في إطار مقابلتنا لكل القوى السياسية، وكان موجود بصفته منسق جبهة الإنقاذ وجزء من المعادلة السياسية، فكان لا بد الالتقاء به، التقينا به وشرحنا خارطة الطريق بالكامل، بأنه لا بد من العزل الفوري وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ودستور جديد وحكومة من الكفاءات وأن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة البلاد، وأن هذا الكلام لن يتم إلا بأن تنحاز القوات المسلحة لإرادة المصريين».
وأوضح أن الدكتور البرادعي يوم 3 يوليو كان يعلم جيدًا، أن الإخوان تم دعوتهم لحضور الاجتماع، وهم من رفضوا، حيث تم دعوة الدكتور سعد الكتاتني كرئيس لحزب الحرية والعدالة، وكان الكرسي الخاص به موجود، متابعًا: «الدكتور البرادعي كان حاضرًا بنفسه أننا كممثلين حركة تمرد كنا رافضين حضور الإخوان، وهو من أقنعنا بأن نقبل إن اللواء محمد العصار يجري تواصل مع سعد الكتاتني، حتى يحضر الإخوان ويكونوا في مواجهة معنا، والتواصل كان أمامه شخصيًا، لكن سعد الكتاتني رفض مرتين بعد إجراء اتصالين، وقال حينها البرادعي "خلاص الإخوان هما الذين لم يرضوا بالحضور"، ثم بعد ذلك حكى الدكتور البرادعي الرواية بشكل آخر".
وأشار إلى أن الدكتور محمد البرادعي قال بعد ذلك، بأنه لم يكن يعلم أن محمد مرسي تم احتجازه، مؤكدًا أن هذا الكلام غير صحيح، لأنه بعد تسجيل البيان، هو كان يعلم في يوم 3 يوليو، أن محمد مرسي أصبح رئيس معزول والشارع يطالب بمحاكمته، وبالتالي فإن البرادعي كان يعلم في هذه اللحظة من يوم 3 يوليو أن محمد مرسي محتجز.
وعن رواية البرادعي عن فض رابعة، قال: "كان البرادعي نائبًا للرئيس في الشؤون الخارجية، وكان حاضرًا لاجتماعات مجلس الدفاع الوطني والتي ظهر بها أماكن وجود السلاح داخل البؤرة المسلحة التي سميت "اعتصام رابعة"، مبينًا أن كاثرين آشتون، وهي مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، جاءت زيارة إلى مصر والتقت بالدكتور البرادعي، ثم التقت بحركة تمرد، وأخبرتنا أن الدكتور البرادعي قال لها "كاثرين أشتون" بأنه مستعد أن يركب طائرة من طائرات القوات المسلحة ويمرون على اعتصام رابعة ويبين لها أين يوجد السلاح، ومن ثم راجعنا الدكتور البرادعي بعد ذلك، فقال لنا، نعم بالفعل أنا قلت لها بأني أعلم بأن هذا الاعتصام مسلح، لكنه بعد ذلك جاء وتحدث عن فض اعتصام سلمي بالقوة، وكأن البرادعي رجل بشخصيتين، إما أنه ينسى بسبب السن، أو أنه يتناسى لأسباب سياسية.
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما كان وزيرًا للدفاع طالب بتفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل من الإخوان. وأضاف أن وزير الدفاع في ذلك الوقت لم يكن يقول ذلك لإرهاب الشعب أو تفزيعه أو تخويفه لكنه كان يتكلم عما لديه من معلومات يقينية عن خطط ممنهجة.
وذكر أن من طرح خيار عمل استفتاء على بقاء محمد مرسي رئيسًا، وألا يكون هناك قرار بانتخابات رئاسية مبكرة، هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، حيث كان في إطار طرح عدد من الخيارات، كان هذا الخيار من ضمن الخيارات التي طرحت. وأضاف أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع ما قبل 3 يوليو كان يدير النقاش ولم يدلي برأيه إلا في نهاية الاجتماع، وكان يصر طول الوقت أن تكون القوى السياسية هي التي تناقش وتقرر، وهو ينحاز للرأي الذي يراه الشعب، كما أنه لم يكن يفرض رأيًا على أحد، وما ستستقر عليه القوى السياسية سينفذه كقوات مسلحة، مبينًا أنهم رفضوا طرح فكرة الاستفتاء على بقاء محمد مرسي رئيسًا، لعدة أسباب، أهمها أن الإخوان لن يرضوا باستفتاء، لأن الإخوان يرون أن دونها الرقاب، وسيقتلون أي أحد يحاول الاقتراب من هذه السلطة، كما أن الشعب المصري يرى أن محمد مرسي انتهت شرعيته، ولذلك فإن إقناع الشعب بإجراء استفتاء سيقسم هذه الآراء ما بين مؤيد لإجراء الاستفتاء ومقاطع لإجراء الاستفتاء وبين التشكيك في الوعد الذي قطعته القوات المسلحة أنها منحازة لإرادة الشعب المصري.
وأشار إلى أن إجراء أي استفتاء ديمقراطي في ذلك التوقيت سيكون ضد الإخوان، كما أن الشارع المصري لم يكن حتى مستعدًا لهذه الفكرة، لكنه بالفعل أجرى استفتاء من خلال نزوله، مبينًا أن أكبر دليل على ذلك هو احتفالات المصريين بإعلان قرار 3 يوليو. وأضاف أن عدد التوقيعات التي جرى حصرها بشكل نهائي فاقت 22 مليون توقيعًا، ولكن المشاركين في 30 يونيو يتعدوا 30 مليون مواطن. وتابع: «الدعاية التي استخدمها الإخوان بعد نجاح ثورة 30 يونيو كان منصب في الأساس على أن حركة تمرد هي صنيعة الدولة؛ وذلك لأنهم لا يريدون الاعتراف أمام أنصارهم بأنهم فشلوا في الحكم، وأن الشعب رفضهم رفضًا تامًا». ورأى أن غباء جماعة الإخوان كان سببًا مباشرًا في نجاح حركة تمرد، حيث كانت هذه الجماعة تمتلك الكثير من الفرص التي إذا جرى استغلالها بشكل صحيح لكانت نجحت في مهامها، مبينًا أن اعتداءات الإخوان المستمرة على أعضاء حركة تمرد في الريف المصري والمحافظات تسببت في زيادة الغضب الشعبي من تلك الجماعة.
وذكر أن الحقيقة كانت واضحة للعيان لأن المقالات التي نشرت بعد فض اعتصام رابعة وكل التهديدات المتعلقة بالإرهاب تحققت، فلم يكن كلامًا يقال للتفزيع، وإنما كانت خطة ممنهجة جرى استخدامها من يوم 3 يوليو، واستمررنا في دفع أثمان باهظة لمكافحة هذا الإرهاب على مدار سنين وحتى الآن. وأضاف أن الدليل على ذلك، اغتيال المستشار الشهيد هشام بركات النائب العام، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وتفجيرات مديريات أمن القاهرة والدقهلية، ثم حوادث إرهابية كثيرة تستهدف كمائن الشرطة والجيش، لافتًا إلى أن كل ذلك كان خطة ممنهجة والإخوان هددوا بها، وقيل على ألسنتهم بمنتهى الوضوح، بأن ما يحدث في سيناء سيتوقف إذا أوقفتم ما تفعلونه، وكان ذلك على لسان محمد البلتاجي.