نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرًا يسلط الضوء على تضارب الأهداف التي وضعتها إسرائيل لحملتها العسكرية في غزة.

وقالت الصحيفة العبرية إن رغبة الجيش الإسرائيلي في زيادة إلحاق الضرر بحماس قد تتعارض مع الجهود المبذولة لتأمين صفقة للرهائن. 

وتوضح الصحيفة أن هناك توتر داخلي، يتصاعد فقط، بين الهدفين الرئيسين للحرب في قطاع غزة. وتود إسرائيل تجريد حماس من قدراتها التنظيمية والعسكرية، ولكنها تريد في الوقت نفسه تهيئة الظروف لإطلاق سراح المدنيين والجنود الذين تحتجزهم حماس.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه يستطيع تحقيق كلا الهدفين، وأنه كلما زاد الوقت المتاح له لزيادة الضغط العسكري على حماس، زادت فرص حماس في إبداء بعض المرونة في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن.

وأضافت الصحيفة أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تعتقد أنه إذا انتهى القتال في غضون أسبوعين، فلن يكون من الممكن تحقيق أهداف الحرب.

وتشير الصحيفة إلى أنه مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين، فإن قدرة إسرائيل على الحفاظ على الردع دون عقوبات قد تصطدم بتجنب الانتقادات الدولية بشأن تدهور الوضع الإنساني.

وترى الصحيفة أن تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة في وقت واحد سيصبح أكثر صعوبة، ذلك أن الحفاظ على الردع من خلال الضربات المستمرة يهدد المزيد من أرواح المدنيين والرهائن وتأجيج الغضب الدولي من الأزمة الإنسانية.

ومع ذلك، فإن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في وقت مبكر جدًا قد يُنظر إليه كما لو أن الردع ضد حماس قد فشل. وهذا يتحدى مصداقية الجيش ويمكن أن يشجع الهجمات المستقبلية.

ويتزايد النقد الدولي بالفعل مع انتشار صور المدنيين الفلسطينيين القتلى. ويمكن ممارسة ضغط قوي على إسرائيل لإنهاء العملية بسرعة.

وتمثل هذه معضلة لصانعي القرار الإسرائيليين، إذ أن الحفاظ على القوة العسكرية على نطاق واسع يهدد بتأجيج الكارثة الإنسانية، لكن إضعافها قد يضر بالردع ضد حماس.

وتلفت الصحيفة إلى أن تحقيق التوازن بين هاتين الأولويتين المتنافستين للردع والحالة الإنسانية سيختبر القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية في الأيام المقبلة، مع استمرار ارتفاع عدد الضحايا.

: – حماس – الجيش الإسرائيلي – قصف غزة