كلمة أخيرة يناقش تفتيش إسرائيل ومصر للمساعدات الإنسانية لغزة واستمرار فتح معبر رفح لعلاج المصابين الفلسطينيين
التاريخ : الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي
مضامين الفقرة الأولى: تفتيش إسرائيل للمساعدات
ظهرت الإعلامية لميس الحديدي، برفقة وفد من مسؤولي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، كانوا يستقلون طائرة عسكرية، نزلت في العريش، لمقابلة عدد من المصابين الفلسطينيين الذين استقبلتهم المستشفيات المصرية في شمال سيناء.
وقالت المذيعة، إن معبر رفح هو المعبر الوحيد الذي يربط بين قطاع غزة والعالم ومصر دون سيطرة إسرائيلية، مضيفة أنه من معبر رفح يخرج الجرحى وتدخل المساعدات ويخرج مزدوجو الجنسية. وذكرت أن إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت لقطاع غزة عبر معبر رفح وصل حتى الآن، إلى 800 شاحنة.
وأضافت أن شاحنات كثيرة تصطف أمام المعبر، وسط جهود مصرية في هذا الملف. وأوضحت أن دخول 800 شاحنة محملة بأكثر من ثمانية آلاف طن يعد رقمًا ضعيفًا أمام حجم الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة. وأشارت إلى أن المساعدات تدخل أولًا إلى معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ثم تتوجه إلى معبر العوجا، حيث تجري عملية التفتيش عن طريق إسرائيل وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، وبحضور مصر في هذه المرحلة.
ونوهت بأن عملية التفتيش تستغرق عددًا كبيرًا من الساعات، ثم تعود الشاحنات مرة أخرى إلى بوابة معبر رفح، وتدخل للأراضي الفلسطينية لتفريغها على شاحنات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ثم يتم توزيعها لاحقا. وأكّدت أنّ مصر تحاول الدفع نحو تسريع هذه العملية التي وصفتها بـ "البيروقراطية"، مؤكدة أن القاهرة تعمل على إيصال أكبر قدر ممكن من المساعدات سواء الطبية أو الغذائية.
وأكدت أنَّ هذا المعبر يشهد عمل دؤوب وجهد مكثف وشغل على مدار 24 ساعة؛ لتسهيل مرور المساعدات. وذكرت أن معبر رفح مخصص بالأساس لعبور الأفراد، بينما تعبر البضائع عن معبر كرم أبو سالم، الذي يبعد عددًا من الكيلو مترات من معبر رفح؛ لكن في ظل الأزمة الحالية تعبر منه المساعدات الغذائية والبضائع. وأوضحت أن المشهد من أمام المعبر نشعر فيه بالفخر؛ لأنه يؤكد أن مصر داعمة للقضية ليس فقط بالشعارات، لكن من اليوم الاول هذه هي قضيتنا، وهذا هو شأننا بأن الشعب الفلسطيني جزء من الشعب المصري، وأن الدعم المصري يأتي من قناعات وإيمان مصري أن القضية الفلسطينية هي قضية مصرية.
ولفتت إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قدمت 6 شاحنات مساعدات لأهالي غزة، منوهة بوجود روح جميلة من المصريين الموجودين أمام معبر رفح. ورأت أن أجمل ما في معبر رفح هو الروح العظيمة للمصريين، لا سيما أن هناك أناس منذ شهر كامل ولم تبرح مكانها.
وعرضت المذيعة اصطفاف عربات الإسعاف بالمسعفين من معبر رفح، ثم نقلهم عبر عربات الإسعاف إلى مستشفيات، وأيضًا شاحنات المساعدات المتدفقة إلى قطاع غزة.
قال أحد مسؤولي بنك الطعام إنه بدأ نقل المساعدات الغذائية لقطاع غزة في التاسع من أكتوبر الماضي، وبدأ بنك الطعام في إدخال القافلة الثانية منذ مدة، حيث بلغت قوامها تقريبًا 120 تريلا، وتم إدخال نحو 98 تريلا حتى الآن، منوهًا بأن مصر تنتظر تأهيل المكان لدخول أعداد أكبر، حيث يختلف دخول المساعدات يوميًا.
وأكد أن الفترة القادمة ستشهد إعداد القافلة الثالثة، مشيرًا إلى أنهم يحرصون على أن تكون المساعدات سهلة الاستخدام في ظل أزمة الوقود، وأشار إلى أن هناك مواصفات معينة يحرصون على توفيرها في القوافل. وأشاد بتبرعات المصريين وإقبالهم على دعم إخوانهم في قطاع غزة، مؤكدًا أن التحالف الوطني ليس فقط جمعيات ومنظمات ولكن كل الشعب المصري يشارك في هذا التحالف.
وقدَّم محمد قويدر عضو جمعية الوسيم الشكر للجهود المبذولة على معبر رفح لتسهيل وصول المساعدات الغذائية لسكان غزة، وأشاد بالجهد الكبير والدعم المستمر من الشعب المصري، مبينًا أن الجمعية عضو في التحالف الوطني للتنمية، لافتًا إلى أن الشعب المصري يد بيد مع الشعب الفلسطيني الجريح، لافتًا إلى أن الرئيس قال مسافة السكة، وهي بالفعل مسافة السكة إلى غزة. وذكر أنه بالزخم الشعبي والوقفات الاحتجاجية جرى فتح المعبر.
وأوضح محمد رضا أحد سائقي التريلات، أنه قدم من البحيرة، ويعمل في مبادرة حياة كريمة، قائلًا: «أنا من البحيرة، وهذه المرة الثانية الذي يأتي فيها معبر رفح، وهذا أقل ما يقدمه، رغم أن الناس من أهل بلده خافوا عليه وطالبوه بعدم الذهاب، قائلًا: «نستغرق وقتًا طويلًا في معبر العوجة الإسرائيلي والعملية تستغرق يومين في عمليات التفتيش بحسب الإجراءات، وعندما يكون هناك ازدحام للعربات تستغرق العملية وقتًا أطول».
وقال أشرف سالمان، رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن القضية الفلسطينية لا تخص الشعب الفلسطيني وحده، متابعًا: «القضية قضيتنا وليست قضية فلسطين وحدها، والعالم كله يسمع أنها قضيتنا من الشعب والقيادة السياسية التي تتفق رؤيتها مع الشعب المصري، ولازم يكون فيه إيمان أن ربنا سينصرنا ويحرر فلسطين ويحرر الوطن العربي من الغمة».
ووجه عمرو الفقي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الشكر لجميع من أسهم في تخفيف الحصار على الأشقاء الفلسطينيين الذين يواجهون الظروف القاسية بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلًا: «ليس ذلك بجديد على الشعب المصري الذي يتضامن مع جميع أشقائه في جميع الظروف، ويضع حقوقهم المشروعة منذ اندلاع الحروب».
وأضاف أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بصفتها واحده من أبرز الكيانات الإعلامية بالوطن العربي نقلت جميع الأحداث، وأذاعت التغطيات الإخبارية على مدار الساعة، لنقل الحقائق والوقوف على الأحداث، وطالبت من خلال جميع منصاتها الإعلامية والمرئية والمسموعة والمقروءة بالوقف الفوري لإطلاق النار على قطاع غزة، حقنًا لدماء الشعب الفلسطيني ونشر الوعي بعدالة القضية الفلسطينية، وإلقاء الضوء على بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني في سبيل الدفاع عن أرضه، ودعمه في جميع الجهود التي تسعى إلى حل سلمي وعادل.
واستكمل: «نجدد التزامنا دائما بدعم القضية ومساندة أشقائنا العرب في جميع الظروف، وأن نكون صوتًا لنيل حقوقهم المشروعة، ولأن عدالة القضية الفلسطينية جزء من قناعات الشعب المصري، إذ بذلت مصر جهودًا جبارة لنصرة أشقائها في فلسطين، لحصولهم على حقوقهم المشروعة»، قائلًا إنه علم بأن أحد المصورين في قناة القاهرة الإخبارية لقى حتفه -بحسب تعبيره- في أحداث غزة، مضيفًا: «رحم الله الشهيد».
مضامين الفقرة الثانية: نقل الفلسطينيين لمصر
أجرت الإعلامية لميس الحديدي لقاءات في مستشفى العريش العام، الذي يُعد أكبر مستشفى في محافظة شمال سيناء والأقرب إلى معبر رفح، ويستقبل المصابين الفلسطينيين من قطاع غزة. وأشارت إلى أن المحافظة تضم ثلاثة مستشفيات رئيسية، وهي العريش العام، وبئر العبد، والشيخ زويد.
وقال الدكتور أحمد منصور، مدير مستشفى العريش العام، إن المستشفى يتسع لـ 221 سريرًا، ويحتوي على وحدة رعاية مركزة تضم 35 سريرًا، بالإضافة إلى أربعة أسرّة للأطفال. وأوضح أن المستشفى مجهز بجميع الأجهزة المتقدمة مثل الرنين المغناطيسي والقسطرة، ويعمل به أطباء أساتذة من الجامعات المصرية. ولفت إلى أن مستشفى العريش العام يستقبل حالات متنوعة من غزة، ويديرها طاقم طبي متكامل في مختلف التخصصات.
وأكد أن المستشفى يجري معظم العمليات الجراحية للجرحى الفلسطينيين، ويوفر رعاية طبية على أعلى مستوى، مشددًا على وجود كل الأطقم الطبية وكافة التخصصات وكافة الفحوصات داخل المستشفى والعمليات بواسطة أساتذة الجامعات المصرية، مضيفًا أن مستشفى العريش العام من أكبر مستشفيات شمال سيناء وبها كافة التخصصات والتدخلات الجراحية وهي مجهزة على أعلى مستوى لأداء تلك المهمة، مبينًا أن جميع الحالات التي تحتاج تدخلات جراحية كبرى ذات مهارة عالية لأن إمكانات المستشفى عالية مقارنة بمستشفيات شمال سيناء الأخرى.
وأعلن إجراء التدخلات الجراحية الكبرى العاجلة في المستشفى، والتي ستحتاج لجراحة بعدها بمدة شهر تحول لمستشفيات أخرى أو الحالات التي تحتاج رعاية طبية أقل أيضًا يتم تحويلها، وبيَّن أن مستشفى العريش العام يجري معظم العمليات الجراحية. وأوضح أن المرافقين للمرضى والمصابين الكبار لهم أماكن إقامة مخصصة خارج المستشفى معد من قبل المحافظة بينما المرافقين للأطفال إقامتهم مع الطفل داخل المستشفى.
وقال الدكتور وجدي أمين مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية بوزارة الصحة، إن آلية استقبال المرضى والمصابين من قطاع غزة إلى المستشفى بدأت منذ اليوم بصدور تعليمات القيادة السياسية بأن تكون المستشفيات على أهبة الاستعداد لاستقبال المصابين والجرحى من قطاع غزة حيث يتم التوجه إلى معبر رفح لفرز الحالات وتصنيفها بعد استقبالها من على معبر رفح من عربات الإسعاف الفلسطيني إلى المصرية حيث يتم تقييم الحالات وفقًا للتشخيص الوارد إليها حيث تجرى عملية تشخيص للحالة وإعادة تقيم حتى يتم نقلها للمكان المناسب لها حيث تصل عبرات الاسعاف لقسم طوارئ المستشفى. وذكر أنه يتم استقبال الحالات في التخصصات المناسبة لها من الناحية الطبية مثلًا لو عظام توجه لأطباء العظام أو مخ وأعصاب أو رعاية مركزة ويتم تجهيز الحالة التي تحتاج لتدخلات جراحية وذلك عبر تنسيق كافة الجهات مع بعضها البعض.
وأكد أن كل تلك الإجراءات تتم بالتنسيق الجماعي بين الجهات المختلفة لتقييم الحالة، ومعرفة ماذا تحتاج من رعاية متخصصة. وذكر أن مستشفى العريش العام من المستشفيات الكبرى في محافظة شمال سيناء وتعد المستشفى الأكبر واستقبلت 69 حالة حتى الآن تبقى منهم 35 حالة، قائلًا: «الحالات تحسنت ونقلت لمستشفيات أخرى، ولتحسن الحالات حيث تحاج الآن إلى رعاية طبية أقل من مرحلة الرعاية المركزية، والتدخلات الجراحية».
وبيَّن أن المستشفى معتمدة على قوتها الأساسية من الأطباء إلى جانب التعاقد مع هيئة المستشفيات التعليمية ومع الجامعات كبرتوكول جامعة إلى جانب الأطباء المتطوعين ممن أجروا بعض العمليات بالأخص جراحة العظام وبالتالي تخصص الجراحات متوفر سواء جراحات عامة أو جراحات الأوعية الدموية والتخدير.
والتقت المذيعة، مع أحد مصابي قطاع غزة ممن يتلقون علاجهم في أكبر مستشفى في المحافظة والذي روى بدوره مأساة عائلته التي رزحت تحت القصف الإسرائيلي في منزلهم.
وقال حسن شاب فلسطيني يبلغ من العمر 19 عامًا إنه مصاب في قدميه اليمنى واليسرى بكسور وأنه تم نقله لمستشفى العريش العام لتقلي العلاج المناسب له بعد قصف منزله بالصواريخ وأنه قادم من مخيم جباليا حيث قُصف منزل عائلته حيث يقطنون في الطابق الأول الامر الذي أدى إلى تهدم المنزل عليهم. وتابع أنه في البداية توجه للمستشفى الإندونيسي لكن وجده مزدحما للغاية.
وشرح زوج أخته ما تعرضت له العائلة، قائلًا: «بيتنا يبعد عن بيته بمسافة 2 متر، كما أن سلطات الاحتلال قاموا بعمل حزام ناري على المربع السكني كاملًا بينما تعرض منزل زوجته وشقيقاها لصاروخ سقط من طائرة F 16 وجميع أفراد أسرته البالغ عددها 12 شخص استشهدوا في هذا القصف، ومحيت الأسرة من أوراق السجل المدني».
وقال الدكتور محمد الفقي مدرس مساعد جراحة العظام بجامعة الأزهر، إن الحالة الصحية للشاب الفلسطيني أنه كان مصاب بكسر مفتوح في عظم الفخذ وجرى تثبيته بمثبت خارجي وكان يحتاج إلى جراحة دقيقة للغاية وتم إجراء ذلك عبر فريق كامل من طب الأزهر وجامعات مختلفة.
أبرز تصريحات لميس الحديدي:
المساعدات تدخل أولًا إلى معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ثم تتوجه إلى معبر العوجا، حيث تجري عملية التفتيش عن طريق إسرائيل وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، وبحضور مصر في هذه المرحلة