ذا هيل: حرب غزة يمكن أن تنتهي اليوم إذا أراد الرئيس بايدن

التاريخ : الثلاثاء 21 نوفمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

نشر موقع ذا هيل مقالًا للكاتب اليهودي أبراهام شاما يستعرض فدرة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إنهاء الحرب في غزة إذا تحرك للقيام بذلك.

ويلفت الكاتب في مستهل مقاله إلى ضرورة أن يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن بإصدار تعليماته إلى إسرائيل على الفور بوقف قصفها لغزة، وإعلان وقف إطلاق النار، ومساعدتها في التفاوض على حل سلمي مع الفلسطينيين. ويمكنه، بل ويجب عليه، استخدام الأسلحة والأموال التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل كأدوات إقناع.

وإلا فإن يديه ستكون ملطختين بالدماء عندما يؤيد التكتيكات الإسرائيلية الصارمة ردًا على غزو حماس لإسرائيل في السابع من أكتوبر.

ويجب على بايدن أن يتوقف عن التعامل بلطف مع إسرائيل. وينبغي له أن يعلم أن الحث على ضبط النفس سوف يُنظر إليه على أنه قبول لما تفعله إسرائيل، كما حدث حتى الآن.

ويوضح الكاتب أنه ورغم دعمه الثابت لإسرائيل، يجب على بايدن أن يفعل ذلك الآن. وعلاوة على ذلك، لا ينبغي لبايدن، وكذلك زعماء دول أوروبا الغربية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أن لا يسمحوا لمطلب نتنياهو ببقاء القوات الإسرائيلية في غزة بعد انتهاء الحرب لضمان أمن إسرائيل أن يخدعهم. وهذه حيلة مكيافيلية لمساعدة نتنياهو على البقاء في السلطة، على الرغم من رغبة معظم الإسرائيليين في رحيله.

منذ غزو حماس، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 11 ألف رجل وامرأة وطفل في قطاع غزة، حيث يتمركز عديد من مقاتلي حماس البالغ عددهم حوالي 20 ألف مقاتل، وقامت بتسوية عديد من أحياء غزة بالأرض.

تنامي الكراهية

ويرى الكاتب أن نطاق ووحشية أعمال القتل هذه على أيدي كلا المجموعتين قد جعل كلا الجانبين يكرهان بعضهما البعض ولا يثقان ببعضهما البعض، وغير قادرين على رؤية حلول أخرى.

وكانت حماس مقتنعة بأن قتل الإسرائيليين هو السبيل الوحيد للفت انتباه إسرائيل والعالم إلى محنة الفلسطينيين وحاجتهم إلى تقرير المصير. وإذا حكمنا من خلال استطلاعات الرأي العام التي تظهر الدعم القوي للفلسطينيين، والخوف وعدم اليقين الذي زرعته حماس بين عديد من الإسرائيليين وأكثر من مائتي رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، فإن حماس كانت ناجحة. وللأسف، أدت الحرب أيضًا إلى زيادة الحوادث والمظاهرات والتصريحات المعادية للسامية، حتى في عديد من الكليات والجامعات الأمريكية مثل جامعة نيويورك، وجامعة كورنيل، وجامعة كولومبيا، وجامعة ستانفورد.

وعلى نحو مماثل، أصبح الإسرائيليون مصممين على محو حماس من على وجه الأرض. وأصبح الإسرائيليون الذين أعرفهم منذ سنوات عديدة، وبعضهم سلمي ورصين، مندفعين حول هذا الهدف بعد غزو حماس. ولأن مقاتلي حماس متمركزون بين المدنيين الفلسطينيين ويديرون بعض عملياتهم من المستشفيات، فقد خلصوا إلى أن غزة لا بد أن تتحول إلى أنقاض، وفقًا للكاتب.

خطأ جسيم

ويتطرق الكاتب إلى تنامي التصريحات التحريضية التي تؤجج الصراع ولا تساهم في حله، لافتًا إلى أن عديدًا من الإسرائيليين وقادتهم يقولون إن الفلسطينيين "حيوانات" لا يمكن الوثوق بهم للعيش في سلام مع إسرائيل إذا أصبحوا دولة. وعلى هذا النحو، فمن الأسهل والأكثر قبولًا الرد على الفظائع التي ترتكبها حماس بشكل عشوائي وغير متناسب.

لكن هذا خطأ جسيم؛ ذلك لأنه ولآلاف السنين، عاش مئات الآلاف من اليهود في الدول العربية الإسلامية في الشرق الأوسط في سلام نسبي واحترام متبادل، قبل أن يهاجروا إلى إسرائيل في الخمسينيات من القرن الماضي. وقد عاش اليهود والمسلمون جنبًا إلى جنب، وكثيرًا ما كانوا يعملون معًا ويصادقون بعضهم البعض.

ولا ينبغي للعالم الغربي أن يصبح شريكًا لإسرائيل من خلال دعم أو غض الطرف عما كانت تفعله إسرائيل في غزة في الشهر الماضي. ويجب على بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وخاصة إدارة بايدن، أن توقف التكتيكات الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، لأنها تجاوزت خط الانتقام منذ فترة طويلة.

ويتعين على القوى الغربية أن تحمل إسرائيل على إعلان وقف إطلاق النار والسعي إلى إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين. وفي حين أنهم ربما أقنعوا إسرائيل بالبدء في فترات توقف قصيرة ومتكررة لهجماتها، إلا أن هذه أقل بكثير مما هو مطلوب.

ويجب أن يدرك الإسرائيليون والفلسطينيون أن العيش بالسيف يعني الموت بالسيف، وأن مفاوضات السلام هي الطريق الأفضل. مرتين في الماضي – في اتفاق أوسلو واتفاقيات أبراهام – كانت إسرائيل والفلسطينيون على وشك التوصل إلى اتفاق سلام. والآن ربما تكون حرب غزة قد وفرت الدافع للتوصل إلى اتفاق جديد.

ويؤكد الكاتب في ختام مقاله أنه لا أحد أكثر ملاءمة وقدرة من الرئيس جو بايدن على حمل الإسرائيليين والفلسطينيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام.