الشاهد – محمد الباز – حلقة السبت 10-06-2023

التاريخ : الأحد 11 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: شهادة الفنان سامح الصريطي على أحداث 30 يونيو

كشف الفنان الكبير سامح الصريطي، عن شهادته بشأن أحداث ثورة 30 يونيو 2013. وقال إن ثورة 30 يونيو تعني الخلاص واستعادة الهوية المصرية، كما تعني تلاحم الجيش مع الشعب. وتابع أنه في أول الأمر قبلت تنصيب محمد مرسي، لأنه أتى نتيجة انتخابات شعبية وقلت ذلك في النقابة، إن ذلك عرس ديمقراطي وإن هذه هي النتيجة، وعلينا أن نقف وراء الرئيس المنتخب. وأكمل: «لكن في داخلنا لم يكن هناك خوف على المهنة، لأن الفنان يستطيع أن يقول ما يشاء، لأنه يشعر أن هناك قاعدة شعبية تسانده، وكان الخوف في البداية على البلد بشكل عام، وفي الآخر خذلنا بعد الإعلان الدستوري». وأضاف أن مرسي لم يحترم القضاء ورأى أن الإعلان الدستوري رسخ للدكتاتورية.

ورأى أنه جرت إهانة الفنانين في عهد الإخوان وحدث تطاول ضد عادل إمام وإلهام شاهين. وقال إن جميع الفنانين كانوا يقفون خلف عادل إمام، وإلهام شاهين حتى حصلا على حقوقهما بالقضاء، كنقابة معبرة عن الفنانين، وعُقدت لقاءات في النقابة نفسها، وجرى تنظيم وقفات احتجاجية، وكانت هناك اعتداءات وتهديدات، لكن الفنانين لم يستسلموا. وأضاف أنه أدرك أن نظام الإخوان إلى زوال منذ إصدار الإعلان الدستوري، وأكد أن الفنانين كانوا يثقون في القوات المسلحة وأنها لن تترك المصريين في مواجهة الإخوان.

وأكد أن لقاءات الرئيس المعزول محمد مرسي مع الفنانين كانت كلامًا ينقصه التنفيذ، مبينًا أنه تساءل: "هل هذا مجرد كلام لاحتواء الفنانين وتجميعهم؟"، لا سيما أن الجلسة كانت إيجابية، ولكن كان هناك تحفظ وشكل من أشكال الريبة وعدم الاطمئنان، ولكن عندما جاء الإعلان الدستوري ورفض الوقوف أمام المحكمة الدستورية رأينا أن مرسي لم يحترم القضاء، قائلًا إن الفنانين منذ الإعلان الدستوري لم يتركوا الشارع، ونُصبت خيم خاصة بالفنانين.

وتابع: «قلنا لن نسكت، وهذه ليست مصر، ولم تقم ثورة حتى نُحكم بهذه الديكتاتورية، لم يكن هناك تنظيم وطني يقابل تنظيم الإخوان سوى القوات المسلحة وباعتباره تنظيمًا وطنيًا يعبر عن الشعب ويحميه، فكانت هناك ثقة أن هذه المؤسسة لم تترك الشعب».

وذكر أن تظاهرات الفنانين ضد وزير الثقافة الإخواني بدأت من دار الأوبرا. وقال: «تظاهرات الفنانين ضد وزير الثقافة الإخواني بدأت من الأوبرا، وحضر خالد يوسف ومجموعة كبيرة من الفنانين، وحدث تهديد أنه إذا لم يرحل هذا الوزير الإخواني سيحدث ما لا يحمد عقباه، واتصل بي خالد يوسف لتنسيق اعتصام مع المثقفين، ونقل الاعتصام بعد ذلك لوزارة الثقافة في 4 يونيو». وأضاف أنه جرى إصدار بيان في حضور رموز وزارة الثقافة، ولم نغادر الوزارة سوى في يوم 30 يونيو للتظاهر في ميدان التحرير. وأكد أن مطلب اعتصام المثقفين بدأ برحيل الوزير الإخواني ثم إنهاء حكم الإخوان، متابعًا: «الاعتصام بدأ بمجموعة كبيرة من رموز الثقافة وتم إصدار بيان وتم التوقيع عليه من كل المعتصمين، وكان المطلب الأساسي رحيل وزير الثقافة». وتابع: "كنا ندرك أن النظام متغطرس ولن يصدر قرارًا بالعزل، وبالتالي لن نترك الاعتصام إلا برحيل النظام بأكمله، وجرى الاتفاق حول تحديد الموعد بالتضامن مع حركة تمرد في 30 يونيو.

ورأى أن اعتصامات الفنانين والمثقفين قبل 30 يونيو كانت بسبب الخوف على شخصية مصر بالدرجة الأولى، معلقًا: «خوفنا على ضياع هوية الشخصية المصرية في عهد الإخوان». وأضاف أن هناك فرقًا كبيرًا بين الدين والسياسة، مؤكدًا أن الدين كله محبة وليس صراعات، كما أن الدين إيثار مصلحة الغير بعيدًا عن المصلحة الخاصة، حيث إن كله تكافل، والدين ليس صراعًا على سلطة، لافتًا إلى أن الإخوان كانوا يتصارعون للوصول إلى السلطة تحت ستار الدين، كما كانوا لا يتمتعون بكفاءة الإدارة، فضلًا عن أن توجهاتهم مختلفة تمامًا عن توجهات الشعب وشخصيته. وأكد أن 30 يونيو كانت ثورة حتمية لرفض الإخوان، لأن الشعب المصري كان يرفض تمامًا أن تمحى هويته على يد جماعة الإخوان الإرهابية.

وذكر أن المعتصمين بوزارة الثقافة من الفنانين والمثقفين، كانوا يوزعون استمارة "تمرد" من أمام الوزارة، مؤكدًا أن تمرد أصبحت حركة شعبية وهم جزء منهم وكانوا يعرفونهم من أمام الوزارة، والجميع كان يتجه لطريق واحد. وأضاف أنه كان يصدر بيانات يومية منذ اليوم الأول للاعتصام، للتأكيد على مطالبهم وبالتصعيد، مشيرًا إلى أن الوقفة شارك فيها سيد حجاب، وبهاء طاهر، ومحمد فاضل، وحنان مطاوع، ومعه توقيع الجميع على أول بيان تم إرساله لوزارة الثقافة. وعن تحركهم للتحرير، قال: «جرى إرسال رسائل لكل الفنانين ولم نكن نحن فقط بل كان الشعب كله يتحرك، وتجمعنا من أمام الوزارة واصطففنا وأخدنا خط السير حتى التحرير، وتخيلنا أن الأمر انتهى وبعدما ذهبنا وجدنا الأمر لايزال قائمًا».

ولفت إلى أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، اختاروا فنانين للوساطة مع المعتصمين بوزارة الثقافة قبل 30 يونيو. وأضاف أن الوسطاء أخبروهم وقتها عن رغبتهم في اختيار 5 ممثلين عنهم لمقابلة وزير الثقافة الإخواني، ولكنهم رفضوا وأكدوا أن الوزير الذي لا يستطيع مواجهة مثقفين بأي عدد فلا يستحق أن يكون وزيرًا، وكانوا يقيمون في مكتبه. وأشار إلى أنهم أول ما دخلوا الوزارة كانوا يقدمون لهم مشروبات وكان يرحبون بهم قبل أن يعرفوا أنهم ينوون الاعتصام، مؤكدًا أنه كانت هناك مواقف مشرفة لكثير من الموظفين خاصة بعد أن أصدر الوزير قرارًا برفتهم جميعًا وانضموا للاعتصام.

وأضاف أن لحظة الاعتداء على الفنانين كانت بإرسال شباب بقيادة أحمد المغير لفض الاعتصام، مؤكدًا أن هذا الاعتداء أشعل حماسهم، وبدأوا بالغناء وحدث تلاحم واحتكاك، وتابع أن الغيرة على البلد أعطتهم قوة غير عادية، ورضوا بأي شيء يحدث وخرجوا بمنتهى القوة، موضحًا أن سيدات مصر كانوا رجالًا بقوتهم وكان لديهم عزم الرجال، وزاد الاحتكاك من غناء عزة بلبع بالميكرفون.

وأضاف أن جميع الفنانين شاركوا في جمعة التفويض أمام وزارة الثقافة في 26 يونيو، وعندما بدأوا 30 يونيو كانوا يشعرون بأنهم يعبرون عن الشعب المصري. وشدد على أنهم حافظوا على مقر وزارة الثقافة وعملوا على تجديده بعد رحيل الإخوان.

وقال إنه عندما رأى ردود أفعال الدول الأجنبية التي لا تريد لمصر الخير، أدركت مدى حكمة القوات المسلحة التي أبت أن تتحرك إلا أن يرى العالم كله نزول الشعب المصري إلى الشارع، وأن ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية والجيش المصري هو جيش الشعب فتحرك يلبي نداء الشعب ومطالبه، كما لو كانت رسالة أراد أن يقول بها الجيش المصري للعالم لن نتحرك إلا عندما يريد الشعب بسبب إدراكه لوجود متربصين. وأضاف أن 30 يونيو غيرت شكل الدولة وكانت دليلًا على إرادة الشعب، مؤكدًا أن الجيش المصري مؤسسة وطنية حريصة على الدولة، وبالتالي فإن 30 يونيو هي ثورة شعب وبذراعه وشرفه وهي المؤسسة العسكرية.

وذكر أن الفنانين بعد 30 يونيو عادوا إلى وزارة الثقافة ولم يغادرونها حتى يوم 3 يوليو، مشيرًا إلى أن الجميع كان يتجمع حول التلفاز وجميع فئات الشعب وكافة الرموز. وأضاف أنه بعد البيان كانت هناك فرحة لم يتحملها والجميع كان متحمسًا من الصراخ والبكاء وأحضان، وكانوا يحملون بعضهم البعض كما حملوا ضباط الداخلية، الذين يحمون الوزارة وشعروا بأنهم انتصروا وقرروا فض الاعتصام باليوم التالي. وتابع أنهم لم يغادروا الاعتصام يوم 3 يوليو، بعدما دعا وزير الدفاع للاعتصام، وكانوا يفكرون في الوزير الجديد.

وأشار إلى أن أهم جزء في تكوين الإنسان هو النفس التي يخاطبها الفن؛ لأنها هي التي ترتقي به، وهي التي تحببه في القيم النبيلة، وهي التي تجعله يتذوق الجمال، فعندما يُمنع الفن من المدارس، بحيث لا يكون هناك حصص للرسم ولا الموسيقى ولا التمثيل، سينشأ الأطفال فارغة الوجدان من السهل تحريكها كما شئت، لتصبح قنابل موقوتة. وأضاف أنه جرى نزع الوجدان من الطالب في المدرسة والجامعة حتى يتمكنوا من قيادته، وبالتالي ظهرت فكرة تحريم الفن لسنوات طويلة في الجامعات، حيث أصبح الفن لا يُمارس في المدرسة ولا الجامعة. وأشار إلى أن اليوم بدأ يعود الفن إلى المدرسة، مشددًا على ضرورة وجود الفن قبل أن يكون للفنان رسالته الفنية، بحيث يكون هناك تربية ممهدة لاستقبال الرسالة الفنية.

وأكد أن الدولة المصرية نجحت في مواجهة الإرهاب أمنيًا وأنفقت عليه أموال كثيرة، لافتًا إلى أنه من الضروري أن تنفق الدولة من أجل مواجهة الإرهاب فكريًا، بحيث يتم اقتصاصه من جذوره؛ لأنه حتى لو تخلصنا من الأجساد الإرهابية وكانت فكرة الإرهاب موجودة؛ فإن الإرهاب سيعود ويستقطب المواطنين مرة أخرى، وهنا يأتي دور الفن والدين وخطباء المساجد، لا سيما أن الزوايا متروكة وغير آمنة.

وذكر أن هناك كثير من الأشياء الإيجابية التي حدثت في 30 يونيو، مشيرًا إلى أن شكل مصر أصبح يبهر أي شخص قادم من الخارج، بسبب وجود حركة من التغيير وحركة البناء التي حدثت في مصر. وأضاف أن 30 يونيو أثبتت للعالم كله أن الشعب المصري شعب قوي وقادر، وبالتالي هناك ثقة شعبية موجودة بين الجماهير، حيث ينظر العالم للمصريين على أنهم أرادوا وفعلوا وحققوا ما أرادوه، وهو ما جعل المصري فخورًا بانتمائه إلى أرض هذا الوطن. وأوضح أن ثورة 30 يونيو كان لها أثر كبير في نهضة البناء والطرق ووسائل النقل، لكننا ما زلنا ننتظر الكثير، وما حدث لنا كان نتيجة حالة اقتصادية عالمية، وفي النهاية هي وضع مؤقت، وهو ما يجعل الشعب صابرًا ومتحملًا لأنه يدرك أنها أزمة مؤقتة.