المشهد يناقش الحرب على غزة وصفقة تبادل الأسرى ووطنية الداعين للتطبيع مع إسرائيل وتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين لسيناء

التاريخ : الخميس 23 نوفمبر 2023 . القسم : أمني وعسكري

مضامين الفقرة الأولى: الحرب على غزة

قال الإعلامي نشأت الديهي، إن حرب غزة تركت خلفها حالة من عدم اليقين تجاه الأحداث اللاحقة، في ظل تغير التموضع السياسي والعسكري والاقتصادي للمنطقة العربية والشرق الأوسط، والإقليم بأسره. وذكر أن الكتلة الضبابية للحرب الضروس جعلت الجميع يغير مواقفه وليس مبادئه نتيجة ما آلت إليه الحرب على غزة.

وأشار الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إلى أن إرسال مصر دبابات إلى قطاع غزة لن يُنظر إليه على أنها قوات تحرير، ولكن سيُعد ذلك نوعًا جديدًا من الاحتلال للأراضي الفلسطينية. وشدد على ضرورة التريث في الدعوات للتدخل العسكري فيما يحدث في غزة. ولفت إلى أن أمريكا أرسلت حاملة طائرات في شرق المتوسط من قبل أن تتحرك مصر، وإيران انسحبت بتصريحاتها قائلة إن هذه العملية فلسطينية بالكامل. وأكد أن الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي لن يتحقق إلا من خلال حرب استنزاف، مشيرًا إلى أن حزب الله نجح في طرد الاحتلال من جنوب لبنان من خلال شن حرب استنزاف عليه في الماضي.

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، إن حماس ستظل موجودة داخل قطاع غزة، حتى ولو هُزمت في الحرب الحالية بدليل فوز الحركة في الانتخابات التي حدثت في قطاع غزة. وأضاف أن الشعب الفلسطيني قد يكون لديه سخط من حماس بسبب الحرب الأخيرة، ولكن لم يتحدث أحد عن هذا الأمر. وأشار إلى أن البعض متحمس للجولة الأخيرة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأن دولة الاحتلال من وجهة نظره تشهد انهيارات عدة، وبأن القوة هي الحل لإنهاء الأزمة.

وأشار إلى أن سردية الوطن الذي يواجه الحرب هي ما تحدد الانتصار من عدمه مشيرًا إلى أن حينما حدثت النكسة قيل إننا انتصرنا في البداية لأن الهدف من العدوان كان إزاحة عبد الناصر عن الحكم. وأعرب عن اندهاشه من أن يكون النصر بالنسبة لفلسطين متمثل في أن يكون يحيى السنوار ما زال موجودًا وقيادات حماس وعدم قدرة إسرائيل على تدمير أنفاق حماس، بينما يُقتل الأطفال والنساء وتُهدم البيوت. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية والحركة الوطنية لم تستطع أن تقدم شيئًا للداخل الفلسطيني بينما إسرائيل استطاعت بناء النقابات والجامعات والمؤسسات، ونظمت الأحزاب.

وقال الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، إن الحروب بين الجماعات البشرية، لا تحدث إلا بسبب المصالح المادية لكلا المتحاربين، وكذلك بسبب الروابط اللوجستية والتنظيمية للطرفين المتحاربين، ثم بسبب وجود مصالح للدول المجاورة لكلا المتحاربين في حدوث هذه الحرب، مبينًا أن الحروب توظف القيم والعقائد الدينية. ورأى أن الحاكم المعتصم بالله لم يتخذ قرارًا بالحرب حينما سمع المرأة وهي تستغيث به: "وامعتصماه"، إلا حينما رأى المصالح المادية والروابط اللوجستية له. ولفت إلى أن الحروب الصليبية لم تتسم بالدينية إلا أن بعد خاضت الدول الأوروبية هذه الحرب وحاولت توظيف العقيدة لها. وذكر أن النصر في الحروب التقليدية يكون مختلفًا عن تعريفه في الحروب غير المتماثلة. وأشار إلى أن النصر في حرب السابع من أكتوبر الماضي ظهر حينما رأى الجميع في العالمين الغربي والعربي، ضعف الشعب الفلسطيني وهو يواجه صواريخ الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الكاتب الصحفي علاء الغضريفي، رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، إن الحرب الأخيرة على قطاع غزة أدت إلى انكسار الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الحرب الأخيرة كسرت الإستراتيجية الكبرى لإسرائيل المتمثلة في القتال خارج الأرض، حيث شهدت تل أبيب قتالًا في الداخل لأول مرة في تاريخ دولة الاحتلال. وتابع أن الاحتلال لم يستطع شنَّ حربًا خاطفة على قطاع غزة؛ حيث استمرت العملية في قطاع غزة لـ 47 يومًا، مشيرًا إلى أن وضع الاحتلال الإسرائيلي في هذه الحرب ليس سهلًا، لأنه يحارب حماس من المسافة صفر، التي تستخدم أساليب وتكتيكات عسكرية مختلفة تمامًا.

ونوه الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس تحرير جريدة الشروق، بأن المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون الآن على ضرب قطاع غزة بالقنبلة النووية، ولذلك يمعن الاحتلال في قتل الأطفال، وهناك انحياز غربي لدولة الاحتلال بصورة لم تحدث من قبل.

ورأى الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، والقيادي الناصري، أنه مع الرأي القائل إنه ينبغي أن تُنحى الخلافات السياسية المصرية مع حركة حماس، إذا كانت تواجه العدو الأول لمصر وهو العدو الصهيوني.

مضامين الفقرة الثانية: صفقة تبادل الأسرى

قال الكاتب الصحفي علاء الغضريفي، إن الاحتلال الإسرائيلي لم يستطع حتى الآن السيطرة على شمال قطاع غزة بالكامل، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت ضغطًا كبيرًا على الولايات المتحدة، مما أدى لقيام الإدارة الأمريكية بالضغط من أجل إعداد هدنة ما بين الاحتلال وحركة حماس. ولفت إلى تغير سردية الرأي العام الغربي بسبب ما فعله باسم يوسف وأحمد الغندور "الدحيح"، وكذلك الناشط محمد الكرد، والناشطة رحمة زين. وأشار إلى أن رئيس حكومة بنيامين نتنياهو كان يتحدث في البداية عن هزيمة حركة حماس بشكل كامل، والآن هدفه تغير، وأصبح يتفاوض مع الحركة من أجل إطلاق سراح بعض الرهائن.

ورأى الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، والقيادي الناصري، أن الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى التفاوض مع حماس لأن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تكن قادرة على مواجهة عناصر حركة المقاومة في فلسطين، مستدلًا بحروب أمريكا مع فيتنام.

مضامين الفقرة الثالثة: التطبيع مع إسرائيل

قال الإعلامي نشأت الديهي، إن هناك صراع فكري حول كيفية السلام مع إسرائيل، في ظل وجود فريق يرى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يفي بأي وعود له، مبينًا أن هناك فريق آخر كان يتبنى فكرة السلام والتطبيع مع إسرائيل حتى عاد عن طريقه واعتذر عن تأييده لذلك النهج، مثل الدكتور أسامة الغزالي حرب. 

وقال حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن الحرب في قطاع غزة تؤكد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يحل إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967 ومنح الشعب الفلسطيني كل حقوقه. وأضاف أن حرب غزة تؤكد على ضرورة السعي بجدية لتحقيق السلام، سواء من خلال إقامة دولتين أو دولة واحدة ثنائية القومية. وأشار إلى أنه يجب إعطاء الاهتمام الكبير لتحقيق السلام، وأن الصراع الفلسطيني ليس دينيًا، حيث حدثت مظاهرات ضد الحرب في أمريكا وداخل إسرائيل. وتحدث أيضًا عن خوف منصور عباس زعيم الإخوان في إسرائيل، من إعلان إسرائيل نفسها دولة يهودية تمامًا، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على المسلمين في إسرائيل. ولفت إلى أن الكاتب علي سالم حينما زار إسرائيل قال إن الشخصيات الموجودة حاليًا تختلف تمامًا عن رئيس وزراء إسرائيل سابقًا إسحاق رابين الذي كان يريد السلام مع العرب.

قال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، والقيادي الناصري، إن الحق الفلسطيني هو الحصول على أرض فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، مشيرًا إلى أن فكرة حل الدولتين وهمية وليست قائمة على العدل، أو الحق الفلسطيني، وهذه الفكرة طرحت من البداية من قبل الصهاينة. ولفت إلى أن دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل كان يخاطب ابته ويكشف له بأنه سيحصل على الأرض ليس عن طريق الحرب، وإنما عن طريق السلام، والمفاوضات مع القادة العرب. 

وتابع أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس دينيًا، إذ إن هناك تيار يهودي كبير يتحدث على ضرورة أن يعيش اليهود في الشتات، بدلًا من العيش في دولة واحدة، مشيرًا إلى أن أصحاب المشروع الصهيوني يسعون إلى جمع اليهود من الشتات في فلسطين التاريخية، وهذا ما حدث بالفعل في دولة فلسطين التاريخية. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إنشاء دولته الكبرى التي تشمل الأراضي التي تقع من النيل للفرات وفقًا للمعتقدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن فكرة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي فكرة وهمية، في ظل ما فعله الاحتلال من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

وأشار الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس تحرير جريدة الشروق، إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية عبارة عن عصابة، مشيرًا إلى أن اليمين الإسرائيلي هو الذي يحكم دولة الاحتلال منذ 1996، والناخب الإسرائيلي يقوم بانتخاب اليمن المتطرف طوال الوقت، مؤكدًا أن دولة الاحتلال ترفض السلام. وأكد أن الاحتلال يقضي تمامًا على فكرة الدولة ثنائية القومية التي كان يدعو إليها ياسر عرفات، متابعًا بأن طريق السلام مع الاحتلال لم يعطينا أي حقوق، مبينًا أن مصر حصلت على سيناء من خلال الحرب في السادس من أكتوبر، والسلام في هذا الوقت كان في صالح الاحتلال، مشيدًا بما فعله الدكتور أسامة الغزالي حرب من الاعتذار عن فكرة التطبيع مع إسرائيل.

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، وعضو مجلس الشيوخ، إن جميع زعماء العالم يتحدثون الآن عن حل الصراع العربي الإسرائيلي، من خلال حل الدولتين على حدود 1967، بينما حل الدولة الواحدة هو الوحيد الموجود حاليًا، حيث يوجد سوق عمل واحد، ودولة واحدة. ونوه بأن هناك 18 ألف فلسطيني يعملون داخل الاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال يبحث الآن إعادتهم مرة أخرى إلى الداخل مجددًا، منوهًا بأن العمال الفلسطينيين كان لهم دور كبير في عملية السابع من أكتوبر الماضي.

ولفت إلى أن هناك رؤية غربية إسرائيلية لحكم قطاع غزة من قبل السلطة الفلسطينية سواء بمفردها، أو من خلال دعم عربي أو دولي، والكثير من الأمور تطرح في هذا الإطار. وذكر أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم يتحدث يومًا ما عن السلام، وإنما يسوق لصفقاته للحصول على الأراضي.

مضامين الفقرة الرابعة: تهجير الفلسطينيين لسيناء

قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس تحرير جريدة الشروق، إن المشروع الوطني المصري باتت مهدد بسبب مشروع الاحتلال لتهجير الشعب الفلسطيني بقوة إلى سيناء، ويسعى إلى تنفيذ هذا المخطط ويتم التعبير عن هذا الأمر خلال هذه الأيام بلغة فاضحة. وأضاف أن الاحتلال يحاول فرض فكرة التهجير القسري بكل الطرق للفلسطينيين، ويسعى إلى تهجير 1.3 مليون نازح من شمال القطاع إلى جنوب، ولذلك عمل على تدمير أكثر من 50% من مساكن قطاع غزة، وهذا يعني أن التهجير القسري حدث بالفعل. وشدد على أن إسرائيل استغلت عملية السابع من أكتوبر الماضي في تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

وقال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، والقيادي الناصري، إن فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء مشروع منذ القدم، وهو مرحلة كما كان يفكر أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن غوريون، وعرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، ورفض الأخير الفكرة تمامًا، مؤكدًا له أن تنفيذ هذه الفكرة سيكون بداية حرب بين مصر وإسرائيل.