حديث القاهرة يرى عدم جدوى المقاومة ويدعو إلى السلام مع إسرائيل ويصف حرب حماس مع الاحتلال بـ «حرب النساء والأطفال»

التاريخ : الخميس 23 نوفمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

مضامين الفقرة الأولى: صفقة تبادل الأسرى

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن ملاحم الهدنة الإنسانية بدأت تتكشف بينما الشعب الفلسطيني كان ينتظر كل لحظة قذيفة وهدم للبيوت ومزيد من الشهداء والمصابين، قائلًا إن هذه لحظة ليهدأ فيها الفلسطينيون من تلك الحرب البشعة الهمجية والإرهابية، مبينًا أننا أمام وقت يرحم فيه الشعب من عذاب مرير يومي منذ 7 أكتوبر الماضي. وأضاف أن كل طرف اعتبر نفسه منتصرًا في الهدنة وأنه أتى بكل النتائج وحقق الفوز والمجد وصفق له المصفقون، متابعًا: «يبقى المشهد الأساسي أننا أمام إطلاق سراح 50 رهينة من الجانب الإسرائيلي مقابل 150 أسير من النساء والأطفال الفلسطينيين الأقل من 19 عامًا، وهذه قسمة ضيزى».

وتساءل: «ما هي العظمة في تحرير 150 فلسطينيًا مقابل قتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني؟»، مؤكدًا أن ما يحدث حرب نساء وأطفال. وتابع بأن ما يحدث يعكس عمق المعاناة وحينما نتهم العدو بخطف وقتل الأطفال يبدو أننا تعلمنا من عدونا أن نكون مثله بدل الإدانة والترفع، مؤكدًا أن الميزان الأخلاقي في حالة من حالات الخلل.

وأضاف أن قصة غزة لم تنته والقوات الإسرائيلية تحتلها الآن، والاحتلال وحماس سيتبادلان الضرب والقتال، لاستنزاف بعضهما البعض، وهكذا بعد انتهاء الأربعة أيام أو خلالها، وهذا لا نتمناه. وأوضح أن الموقف معقد جدًا حتى لو استمرت الهدنة عشرين يومًا، مردفًا بأن الاحتلال في قلب غزة، ونزح المليون ونصف من السكان إلى الوسط والجنوب، ولم يبق سوى 120 ألف فلسطيني، وهناك أكثر من 50% من المدن السكنية هُدمت ولم تعد صالحة للسكن مرة أخرى.

وتساءل: «ماذا ستفعل الهدنة؟ هل ستغير شيئًا ما على الأرض؟»، مضيفًا أن الشيء الوحيد المرجح أن تفعله الهدنة هو ضرب الاحتلال والمقاومة لبعضها ضربات مكتومة مخابراتية مثل قنص جندي أو جنرال إسرائيلي، أو الاحتلال يغتال قيادي حمساوي، وإنما الحقيقة أنه بعد الهدنة غزة دُمرت ولا يوجد في ذلك نقاش.

وأكد الكاتب عصمت منصور الباحث في الشأن الاسرائيلي من رام الله، أن الضغط الشعبي في إسرائيل هو ما أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لعقد الهدنة وإتمام صفقة تبادل الأسرى، موضحًا أن نتنياهو كان يعارض الهدنة لأنه لم يحقق أي انتصار مما طمح إليه في غزة. وأضاف أن حركة حماس كانت تراهن أنها ستبقى في غزة وتجري تبادل للأسرى، وتمت الهدنة بعد مخاض طويل، قائلًا: «من تهرب منها نتنياهو، وحماس كانت تريد وقف إطلاق النار لأن هذا من مصلحتها؛ ولكن نتنياهو لم يحقق أي هدف ولا صورة انتصار».

وتابع بأن نتنياهو وجد نفسه محاصرًا بضغط أمريكي ودول المنطقة والمواطنين الإسرائيليين؛ فاضطر لقبول الهدنة، لكي يُعيد الأطفال والأمهات الذين أخذوا من بيوتهم بعد فشل استخباراتي، موضحًا أن هذه الهدنة تعطي مكسب وحيد لنتنياهو أنه يعيد جزء من الأسرى وبالنسبة لحماس والفلسطينيين هذه الهدنة تعطيهم فرصة إدخال المساعدات لأن الوضع في غزة مأساوي بكل الأبعاد.

وذكر أن نتنياهو كان يقول إنه سيفرج عن الأسرى والمحتجزين بالقوة، وإن الجيش قادر على تدمير غزة والقضاء على حماس والإفراج عن الأسرى، وأن الحصار سيقيد غزة والفلسطينيين، والقصف سيدمر كل شيء بهدف الوصول للمحتجزين وإطلاق سراحهم؛ لكن الآن نتنياهو يتراجع ويخضع لمبدأ التفاوض، كما أنَّ هذا التراجع يبرره نتنياهو ومعه الأجهزة الأمنية، بأنهم عجزوا عن استعادة الأسرى والمحتجزين بالقوة، وأنهم فشلوا استخباريًا في حماية هؤلاء المدنيين، ومنع اختطافهم، ورغم الشعور بالفشل، فإن ما يخفف انتقادهم أنهم أعلنوا أن الحرب مستمرة.

مضامين الفقرة الثانية: حماس

قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن الشعب الفلسطيني يعاني حالة قمع شديدة ولو أُطلقت له حرية الكلام لهاجم حركة حماس، قائلًا إن الفلسطينيين شعب مقموع، ولو أطلق لِلسانه العنان، سيلعن حماس ليلًا ونهارًا، ولكن هو مخطوف كما القضية الفلسطينية كلها مخطوفة، مشددًا على ضرورة التفرقة بين الحق الفلسطيني والحل الفلسطيني. وأوضح أن حل القضية الفلسطينية لحركة حماس والتيار الإسلامي واضح، وهو مشروع الدولة الاسلامية وليس فلسطين كما يدعون أنها همهم، مؤكدًا أن أهداف حماس لا تخدم سوى التيار الاسلامي وليس لها علاقة بالشعب الفلسطيني، مستدلًا بأن القيادي في حركة حماس محمود الزهار قال عن فلسطين إنه سواك في فمه.

وأشار إلى أنه على الجانب الآخر نوصم الاحتلال الإسرائيلي أنه إرهابي وعنصري ووحشي ولكن حماس مدانة من اللحظة الأولى إلى الأخيرة، متابعًا: «لا يوجد ما يُسمى بالمقاومة الإسلامية، ولكن هناك مشروع وطني ليس قاصرًا على فئة من الناس، وما تفعله حماس من عمليات عسكرية هدفها عرض مشروع الإسلام السياسي في المنطقة وهدفه نسف أي عملية سلمية؛ لصالح المشروع الإسلامي».

وأكد أن التخلص من حركة حماس صعب حتى وإن أصبحت جزء من السلطة الفلسطينية سيقتلون أعضاءها إذا اختلفوا معهم، وسيلقونهم من الأسطح، وسيثقبونهم بـ "الشنيور"، قائلًا: «لا يمكن التخلص من حماس وهي موجودة وحاضرة وستفسد أي مستقبل خارجي، وإسرائيل خربتها وقاعدة على تلها». وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيرحل عن منصبه والموضوع عامل وقت فقط، مضيفًا أن نتنياهو سيغور لكن المحصلة في الوقت هو قاعد بدبابته والوضع مرشح لكوارث مفتوحة.

وتابع أنه جرى التقليد الإخواني أن أي من يدين حماس هو حليف لإسرائيل، وهذا الاتهام والتشنيع طبيعي من العقل الفاشي الذي يُقصي كل من يخالف الرأي، ويريد أن يجعل من مشروعه الحقيقة الوحيدة والباقي يستحق الجحيم، قائلًا: «أُدين حماس وهذا لا ينقص قطرة من بحر إيماني القضية الفلسطينية».

مضامين الفقرة الثالثة: التطبيع مع إسرائيل

أشار الإعلامي إبراهيم عيسى، إلى أن المشروع الناصري في 1956 كان يتبنى التسوية والسلام والتطبيع مع إسرائيل. وأشار إلى ضرورة التفرقة بين ثوابت المبادئ، والمواقف الثابتة، مبينًا أن ثوابت المبادئ مثل حق تقرير المصير لكل شعب، بينما المواقف الثابتة مثل أن نقول إننا مع كل موقف مع الزعيم الفلاني، منوهًا بأنه لم تعد المقولة المصرية الشهيرة أو التي ربما لها أصل بعثي أن "حربنا مع إسرائيل حرب وجود لا حدود" لم تعد صالحة الآن. وذكر أن الزعيم مصطفى النحاس باشا قال إنه وقع معاهدة 1936 من أجل مصر، وسيلغي معاهدة 1936 من أجل مصر، مستدلًا بأن ذلك تغير في المواقف وليس تغيرًا في المبادئ.

وذكر أن التيار الإسلامي والتيار القومي يسيطران على العقل الجمعي العربي، الذي يمثل محور الممانعة في السلام مع إسرائيل، مؤكدًا أن مؤسس جذور التيار القومي كان غير ممانعًا لفكرة السلام مع إسرائيل، مستدلًا بما كتبه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل، منوهًا بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال خطاباته لرئيس الولايات المتحدة سابقًا دوايت أيزنهاور، أكد أن مصر لا تريد الحرب في وقته الحالي، وأن مصر لا تضمر أي توجهات عدائية تجاه أي دولة، وسيعمل على منع حدوث أي أعمال عدائية بين مصر وإسرائيل، وذكر الرئيس الراحل عبد الناصر لنظيره الأمريكي أن العدالة تتطلب أن تتنازل إسرائيل بعض الأرض التي تحتلها الآن، ورأى عبد الناصر في خطاباته للرئيس الأمريكي أنه من الممكن أن يُعطي للاجئين الفلسطينيين الحرية في العودة إلى وطنهم أو التعويض فورًا عن ديارهم وممتلكاتهم، وأن تكون هذه العودة على مراحل. وذكر أن كلمات الرئيس عبد الناصر للرئيس الأمريكي تكشف أن المشروع الناصري كان يتبنى التسوية والسلام مع إسرائيل منذ عام 1956.

مضامين الفقرة الرابعة: ديون مصر

بيّن الدكتور هاني توفيق، الخبير الاقتصادي، أن الأهم في القروض هو القدرة على تسديد الدين وليس حجم الديون، معتبرًا أن الصين مثال على ذلك، فهي تملك ديونًا بقيمة 2 تريليون دولار لكن لديها احتياطات تزيد على 3 تريليونات دولار وهي دولة منتجة ومنظمة ودورة رأس المال لديها فعالة. وقال إن مصر تحتل المركز الثاني بين أكبر المدينين لصندوق النقد الدولي بعد الأرجنتين وإن كل ما تحصل عليه الدولة من إيرادات هو الناتج المحلى الإجمالي، مؤكدًا أن الدولة المصرية لا تزال تستطيع تسديد ديونها وخاصة تلك التي تستحق في المستقبل. وأضاف أن هناك فرقًا بين الديون القصيرة الأجل والديون الطويلة الأجل وأن الديون القصيرة الأجل هي التي تحتاج إلى سداد سريع، كما أن القروض الخارجية لمصر تتوزع بين القصيرة والطويلة الأجل، مشيرًا إلى أن مصر لديها قروض تمتد حتى عام 2060.

أبرز تصريحات إبراهيم عيسى:

لم يبق سوى 120 ألف فلسطيني، وهناك أكثر من 50% من المدن السكنية هُدمت ولم تعد صالحة للسكن مرة أخرى