صالة التحرير يناقش صفقة تبادل الأسرى وسرقة الاحتلال الإسرائيلي لجثث الشهداء للتجارة في أعضائهم وعملية طوفان الأقصى
التاريخ : الخميس 23 نوفمبر 2023 . القسم : أمني وعسكري
مضامين الفقرة الأولى: الحرب على غزة
أكد اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن إسرائيل هي الخاسر من حربها في قطاع غزة، ولم تحقق أي شيء من أهدافها العسكرية، إذ إنها فشلت في القضاء على حماس، أو حتى في اغتيال أيا من قادة حماس، في حين أن حماس نجحت في استهداف العديد من الجنود. وأضاف أنه في ملف الرهائن أيضًا فشلوا في تحريرهم؛ لذلك لجأوا إلى المفاوضات، ولم يتمكنوا الاستيلاء من على أرض داخل غزة، وكل ما يتم هو كر وفر من خلال التوغل فقط.
وتابع بأن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خسر شعبيته بشكل قوي في الداخل الإسرائيلي وكذلك في الخارج، موضحًا أن حماس لديها 250 أسير من الإسرائيليين، مبينًا أن حماس هي الفائز الوحيد من الهدنة، وفرصة لالتقاط الأنفاس بالنسبة لها، مع العمل على نقل الذخائر والصواريخ وما إلى ذلك. وذكر أن الهدنة تؤكد أن الحرب لن تقدم أي شيء، كما أن المفاوضات هي التي ستكون حل في النهاية، موضحًا أن أمريكا اليوم حققت جزءً من النجاح في الهدنة، إذ إن الرئيس الأمريكي جو بايدن خسر شعبية كبيرة خلال الفترة الماضية بين الشباب الأمريكي، وكانت هناك انتقادات حول الدعم الكبير لإسرائيل في حربها في غزة.
وكشف اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، عن أن حزب الله أكبر الخاسرين في هذا حرب غزة هو الآخر، إذ إن الحرب قضت عليهم بشكل كبير، ولن يستمع لهم أحد خلال الفترة المقبلة، وعملية طوفان الأقصى كانت بداية نهاية حزب الله، لافتًا إلى أن الحرب أنهت مستقبلهم في لبنان. وأضاف أن حزب الله أعلن أن القتال في وقت الهدنة سينسحب من قطاع غزة وينتقل إلى لبنان؛ باعتبار الحزب إحدى الجبهات المساندة لحركة حماس. وتابع بأن عملية طوفان الأقصى هي بداية لنهاية حزب الله، والسبب أن حماس أوقفت الحرب ولديها مكاسب، لكن لماذا يوقف حزب الله هجماته من دون أي مكاسب، مبينًا أن زيارة أنتوني بلينكن إلى المنطقة كانت هامة للغاية، قائلًا: «نتمنى أن يصل العالم إلى حل شامل بشأن الحرب في غزة ويكون هناك وقف دائم لإطلاق النار».
مضامين الفقرة الثانية: صفقة تبادل الأسرى
كشف اللواء سمير فرج، الخبير والمفكر الاستراتيجي، تفاصيل الهدنة بين فلسطين وإسرائيل لوقف القتال في قطاع غزة. وقال إن الهدنة تمت بجهود مصر وقطر وأمريكا وفق استراتيجية وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس الشاباك الإسرائيلي لمصر ولقائه باللواء عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، كان علامة كبيرة على احتمالية عقد هدنة بين الطرفين.
وأضاف أن خرق الهدنة أمر جائز، وحال حدث ذلك سيتم إيقاف تسليم الرهائن بشكل كبير. وتابع بأن الهدنة بداية لكي يتم الوصول لوقف إطلاق النار خلال الفترة المقبلة. وتابع بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن حسم نقاط الخلاف بين الفلسطينيين وتل أبيب، معلنًا أن الهدنة ستبدأ تمام الساعة 10 صباح غدٍ الخميس، تشمل وقف إطلاق القتال شمال وجنوب غزة، والإفراج عن 50 رهينة بينهم 3 أمريكيين من المحتجزين لدى حماس و150 فلسطينيًا من المحبوسين لدى الاحتلال، دخول مئات الشاحنات من الوقود والمساعدات لكامل قطاع غزة.
وأوضح أن هذا الاتفاق هو خسارة لإسرائيل بعد مزاعمها أنها ستتخلص من حركة حماس، بعكس إعلان إسرائيل عن مقتل قائد اللواء الجولاني مع عدم قدرتهم على تحرير الرهائن أو الاستيلاء على أراضي، علاوة على خسارة الأمن الإسرائيلي والمخابرات شعبيتهم لدى مواطنيهم، بجانب فقد الثقة في حكومة بنيامين نتنياهو.
واستكمل قائلًا إن الهدنة فرصة لحماس لعمل مناورات وإصلاح الأنفاق وصيانة الأسلحة والمعدات بعد 47 يومًا من القتال، بالإضافة إلى نقل الجرحى والمصابين وترميم البنية الأساسية من الصرف الصحي والمياه والكهرباء. وأعلن أن هذا الاتفاق يعنى أن التفاوض حق ولا اتفاق بالسلاح، مؤكدًا أن اختراق الهدنة أمر جائز الحدوث على حسب نية كل طرف، وتبادل الأسرى لن تتم مرة واحدة اعتبارًا لذلك الأمر. ونوه بأن الهدنة قد تصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وستكون هزيمة قاسية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وانتصار كبير للرئاسة المصرية.
وذكر النائب عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، أن الهدنة التي جرى الإعلان عنها اليوم تكشف أن إسرائيل لم تحقق أي أهدافها في الحرب، سواء القضاء على المقاومة، أو فرض وجهة النظر الإسرائيلية أو إعادة الأسرى، وكل ذلك فشلوا فيه. وأشار إلى أن إسرائيل اضطرت مرغمة على الاتفاق على الهدنة، لأنها فشلت في الحصول على الرهائن بقواتها، كما أن إسرائيل ستفكر بعد الهدنة للعودة من جديد.
وقال أستاذ الدراسات الإسرائيلية أشرف الشرقاوي إن الهدنة مدتها 4 أيام فقط، والداخل الإسرائيلي منقسم إلى يمين متطرف يعارض الهدنة، وأسر تؤيد القرار للإفراج عن الأسرى، لافتًا إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وافق على الهدنة بسبب الضغط الخارجي والداخلي، وزيادة خسائر جنود الاحتلال والآليات العسكرية التي وصلت إلى 320 دبابة وأكثر من 3 آلاف جندي وجريح من قوات الاحتياط.
مضامين الفقرة الثالثة: قمة العشرين الافتراضية
قال النائب عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، إن قمة العشرين في الهند هي قمة افتراضية، والقمة الأصلية كانت منذ حوالي شهرين، والعالم كله أصبح منشغلًا بقضية واحدة وهي قضية غزة، والجريمة الإنسانية التي تُرتكب داخل القطاع، لافتًا إلى أن اللقاءات الدولية كلها تتحدث عن قطاع غزة، حتى الأزمة الروسية الأوكرانية تراجعت ولم يعد أحد يسمع عنها. واستكمل، أن حرب غزة أحيت مجموعة من الصراعات والتحديات، وكل طرف يحاول أن يمد مناطق نفوذه، والاستيلاء على مناطق نفوذ جديدة، ويجب على الجميع أن يكون واعيًا بهذا المخطط.
وأضاف أن حديث الرئيس اليوم عن قمة العشرين ليس غريبًا أن يكون عن قطاع غزة، هو تحدث عن الأزمة العالمية، ولكن الحديث الأساسي كان عن قطاع غزة، قائلًا: «عدد كبير من الناس لا تدرك أن القصة ليست إسرائيل وفلسطين، ولكن هناك بعدًا مهمًّا متمثلا في الصراع الدولي، فيه جزء من المراقبين في العالم يجتمع على أنه لا يمكن استبعاد الخلاف الروسي الأمريكي، والخلاف الصيني الأمريكي». ولفت إلى أن القضية الفلسطينية لها بُعد آخر رغم أن الاحتلال الإسرائيلي هو الأصل، يكمن في الصراع الدولي الذي ظهر جليًا في الحرب على غزة والخلاف بين الشرق والغرب وصراع الأديان فضلًا عن الصراع الأمريكي الروسي الصيني. وشدد عماد الدين حسين، على ضرورة امتلاك الوعي للمخطط بأن هناك دول تريد أن تفرض سيطرتها وإعادة تشكيل العالم كما حدث عقب الحرب العالمية الثانية.
مضامين الفقرة الرابعة: جرائم الاحتلال الإسرائيلي
تحدث الدكتور أشرف الشرقاوي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة، وقال إن إسرائيل تسرق جثث وجثامين الشهداء من داخل المستشفيات من أجل استغلال أعضائهم البشرية وجلودهم. وأضاف أن جيش الاحتلال يسرق جثامين الشهداء ومن ثم سلخهم من أجل استغلال جلد الظهر للشهيد أو سرقة أحد أعضائه، وزراعتها في جسد إسرائيلي آخر أو بيعه. وتابع بأن عمليات تجارة الأعضاء يقوم بها كبار المسؤولين العسكريين في الجيش الإسرائيلي، وأحد أهم وأكبر رجال الأعمال بين جيش الاحتلال أصبحوا أغنياء بسبب تلك العمليات. ولفت إلى أن جيش الاحتلال سرق 300 جثة فلسطينية من داخل مستشفى الشفاء من أجل استغلال جلودهم وأعضائهم، وهذا أمر معروف، ويجب أن يتم إدانته بشكل قوي ودولي.
مضامين الفقرة الخامسة: عملية طوفان الأقصى
أكد الدكتور أشرف الشرقاوي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهى سياسيًا تمامًا، وأن استمراره حاليًا على رأس الحكومة لأن الظروف الحالية والحرب لا تسمح بتغييره. وقال إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يعلم أن مستقبله السياسي أوشك على الانتهاء، ويحاول أن يطيل زمن الحرب في قطاع غزة من أجل تحقيق أي انتصار يتفادى من خلاله السجن. وتابع بأن عملية طوفان الأقصى أدت إلى صدمة كبيرة في الشارع الإسرائيلي، ووفقًا للتحقيقات فقد تسبب جيش الاحتلال في مقتل أكثر من سقطوا من الإسرائيليين في هجمات 7 أكتوبر.
وأوضح أن التحقيقات كشفت أن جيش الاحتلال هو من قتل النسبة الأكبر من المستوطنين خلال عملية 7 أكتوبر، مضيفا أن الجيش قتل مواطنيه ولاحقهم بالطائرات والرشاشات وقصفهم بصواريخ «إير فاير». وذكر أن الجيش الإسرائيلي لكي يتلافى هذه الكارثة قرر دفن جميع السيارات التي قصفها حتى لا يكون هناك دليل إدانة ضده، لافتًا إلى أن الفصائل الفلسطينية هاجمت يوم 7 أكتوبر 11 موقعًا إسرائيليًا واستطاعت اقتياد الكثير من الأسرى الإسرائيليين. وأردف أن جيش الاحتلال أنشأ مقرات عسكرية في مستوطنات غلاف قطاع غزة، واستجلب المستوطنين لاستخدامهم كدروع بشرية حال حدوث أي هجوم.
وكشف عن قيام الفصائل الفلسطينية خلال عملية السابع من أكتوبر بنزع شرائح وضعها الجيش الإسرائيلي في أجساد الأسرى الإسرائيليين للتعرف على أماكنهم، ووضعت تلك الشرائح في مبنى فارغ، مضيفا أن جيش الاحتلال نسف هذا المبنى ظنا منه أنه يضم أسراه.
وقال أستاذ الدراسات الإسرائيلية، إن نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب في غزة لمحاولة تحقيق أي إنجاز يُمكنه من تفادي العزل والمحاكمة والسجن في النهاية كما حدث مع إيهود أولمرت. ولفت إلى أن عملية السابع من أكتوبر الماضي لم تٌعد المشكلة الرئيسية في إسرائيل، أمام ما كشفته تحقيقات الشرطة ونقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وقد شكل صدمة في الشارع الإسرائيلي.