الشاهد – محمد الباز – حلقة الإثنين 12-06-2023
التاريخ : الثلاثاء 13 يونيو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: شهادة رئيس حزب النور على أحداث 30 يونيو
قال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور إنه كان شاهدًا على ما حدث في 30 يونيو، مبينًا أنها كانت نتيجة أعمال وتصرفات كثيرة وأخطاء كثيرة سبقتها. وأشار إلى أن الخلاف بين حزب النور وجماعة الإخوان بدأ من الانتخابات الرئاسية، مبينًا أنهم اتفقوا مع قيادات الإخوان ألا يكون هناك مرشح يمثل التيار الإسلامي، حتى لا يحدث استقطاب في الشارع ويكون نتيجته الصدام والفشل، وكان الإخوان مقتنعين بالفكرة ووعدوا بذلك، وصرح المرشد العام بذلك في وسائل الإعلام، وقال: "لن نرشح أحدًا من الإخوان في الرئاسة، وسعد الكتاتني رئيس حزب الجماعة أكد ذلك". وأردف: «لكن فوجئنا أنهم تقدموا بالمهندس خيرت الشاطر، وعندما رُفض من اللجنة العليا للانتخابات، قدموا محمد مرسي، وكانت هذه أول نقطة خلاف مع الإخوان».
وأضاف أن الإخوان أخلوا بوعدهم بعدم تقديم مرشح منهم لانتخابات الرئاسة، لذا كان خيارنا ألا ننتخب محمد مرسي. وأشار إلى أنه لم يعرف سبب التغيير المفاجئ، وكان وجهة نظر حزب النور اختيار شخصية يتفق عليها الناس لا تؤدي لاستقطاب في الشارع، ولا حدوث صراعات، واستقروا على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لأنه انفصل عن الإخوان، وكان ممكن يحصل عليه توافق من الشباب، مردفًا: «كان هذا أول خلاف بينا وبين الإخوان». وأردف: «موقفنا كان واضحًا، والإخوان انزعجوا من دعمنا ترشح أبو الفتوح، وعملوا حملة تشويه ضخمة، وخيرت الشاطر كان له فيديو معروف، وقال لن نتقدم ونرشح أحدًا للرئاسة، لأن الظروف المحلية والإقليمية والعالمية لا تقبل ذلك، لن نكون تجربة مكررة لحماس». وتابع: «لا نعرف سبب التغير، ممكن يكون وعود خارجية ولكن هذه مجرد وظنون».
وذكر أنه لم يكن ممكنًا انتخاب أحد تابع لنظام قامت الثورة عليه، وذلك بعد إجراء انتخابات الإعادة بين محمد مرسي ممثل جماعة الإخوان، وأحمد شفيق الذي يمثل نظام السابق مبارك. وأضاف: «قبيل انتخابات الإعادة، قبل ظهور نتيجة الانتخابات، الإخوان نزلوا أتباعهم في الميادين، وقالوا لو النتيجة خرجت بعدم فوز محمد مرسي سيكون الدم للركب». ولفت إلى أنه في المقابل كان هناك تصريح لأحمد شفيق إنه ممكن يقضي على من في الميادين خلال 12 دقيقة، ووجد حزب النور الأمر صعب جدًا، وأصبحنا مقبلون على صدام وكارثة، مردفًا: «قلنا في حزب النور لا بد أن يكون لنا دور، عملنا وفد للتواصل مع جميع الأطراف وهم المجلس العسكري والإخوان وأحمد شفيق، لتهدئة الوضع، وحملنا رسالة للإخوان من المجلس العسكري، قالوا سنرد، لكن لم يكن لديهم رغبة أن يكون لحزب النور دور، وتواصلوا مباشرة مع المجلس العسكري، ولم يحدث توافق».
وألمح إلى أن نقاط الخلاف مع الرئيس محمد مرسي كانت حول مفهوم البيعة التي اتبعها الإخوان، والنقطة الثانية عدم اهتمامهم بالعلوم الشرعية على الإطلاق. وأكد أنه إذا احتكم الإخوان في حكمهم على العلوم الشرعية لكانت الأمور سارت على النهج الصحيح، لذا نزعة التكفير والتفجير التي اتبعها الإخوان منافية للنهج الإسلامي بصورة كبيرة. وأضاف أنه بعد أحداث 30 يونيو وجد حزب النور موجة كبيرة من التكفير لكل من كان يخالف الحكم الإخواني.
وأردف أن تواصل الحزب لم يكن فقط مع محمد مرسي أو مؤسسة الرئاسة. وأضاف أنه كانت هناك لقاءات تجمع حزب النور بحزب الحرية والعدالة، مبينًا أنهم كانوا ينصحون الإخوان دائمًا، لكن في النهاية وجدوا أن الجلسات لا تؤت بثمارها وبالتالي لم يواصلوا في هذه الجلسات.
وتابع أن سيطرة حزب النور على ثلث البرلمان كان أمرًا مفزعا لجماعة الإخوان المسلمين، وعندما حصلت القائمة التي كان تابعًا لها على أعلى الأصوات في محافظة البحيرة حرص الإخوان على عرقلة خروج النتيجة، ولهذا قام أعلن القاضي النتيجة من محافظة القاهرة وليس البحيرة لتجنب أفعال الإخوان المشاغبة التي تحدث أمام اللجان.
ورأى أن حزب النور أخلاقه لا تتجزأ على الإطلاق، قائلًا: «دخلنا السياسية بأخلاق الإسلام ولكن كان للإخوان نهج مختلف، فكانوا جهلاء بشكل كبير بالعلوم الشرعية ولم يسيروا على نهج العلم الشرعي الإسلامي في حكمهم كما كانوا يقولون». وأكد أن الإخوان تعمدوا إسقاط الدكتور عبد المنعم شحات، حيث تحالفت هذه الجماعة مع المنافس، مبينًا أن الإخوان كان لديهم استعداد يدعموا أي أحد ما عدا مرشح حزب النور، قائلًا: «نحن لا نبيع المبادئ من أجل المنصب، وإذا تعارض الحزب مع مصلحة الوطن فسنحل الحزب».
وذكر أنه نصح الرئيس محمد مرسي بمراجعة ملف أخونة الدولة، قائلًا: «جمعنا أسماء الإخوان في 13 محافظة، وكنت ناوي أقدم هذا الملف بيني وبينه وليس أمام الإعلام». وأضاف: «كان يوجد حوار وطني وكان من الواضح استبعادي منه، هذا ما أُبلغت به، حيث اتصل بي أحد السياسيين وقال لي إننا سنتقابل غدًا في الحوار الوطني، فقلت له بأنني لا أعرف بأنه يوجد حوار وطني، وقال لهم كيف لا يحضر الدكتور يونس، وإذا لم يحضر فإننا لن نحضر، فوجدت بعدها مسؤول الرئاسة اتصل بي وقال لي يوجد حوار وطني، ستحضر ولا ظروفك لا تسمح؟، فذهبت ووجدت بأن هناك تخطيط بألا أتكلم، وكان وقتها من يريد الكلام يتقدم بطلب، فتقدمت بطلب وكنت أنا بعد سعد الكتاتني مباشرة، فقال اللواء المسؤول وكان اسمه أيمن علي، كل واحد خمس دقائق بحسب الدور المكتوب على الشاشة، والدكتور محمد مرسي معنا ساعة واحدة فقط وسينصرف لأن عنده مواعيد، فنظرت على دوري وجدته رقم 17، فقولت له يا دكتور، إذا لم أتحدث سيكون هناك مشكلة، فانتظرت ومن بعدها قيل إن الدكتور محمد مرسي استأذن وسينصرف، ووقتها قررت الانسحاب، وكان هذا الموضوع على الهواء وأنا لا أعلم بذلك». وأوضح أن هذا الحوار الوطني كان لكل الأحزاب، لكن غالبًا ما كان يحضر الأحزاب الإسلامية، والأحزاب الأخرى قاطعت هذا الحوار.
وتابع أن السلفية العامة موجودة بكثرة في القاهرة، مضيفًا أنه في الدعوة السلفية يتبعون منهجًا واضحًا ويدعمون قضايا بعينها مثل تحريم التكفير والعنف؛ لذا يحصنون الشباب من الانجراف وراء تلك الأفكار الضالة التي يغرسها الإخوان في الشباب. واستطرد أن بعض من كان يتبع المنهج السلفي العام انساقوا وراء أكاذيب الإخوان الخداعة، وتم تكفيرنا ومهاجمتنا من الإخوان بسبب عدم مساندتنا لهم في أحداث رابعة. وذكر أن رابطة "حازمون" انتهجوا نهج العنف، ولهذا جرى استغلالهم من قبل جماعة الإخوان المسلمين، فكانوا أداة العنف للإخوان، وكان منهج الإخوان محاولة استخدام حزب النور بنفس الطريقة ولكن لم يستجب الحزب لذلك.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان دعتهم للمشاركة في أحداث رابعة من خلال تجاوز الأزمة بالعنف وليس العمل على حلها بشكل سلمي، ولهذا رفضوا هذه الدعوة. وأكد أن الإخوان نظرتهم كانت تتمثل في كونهم الجماعة الأم، وأنها الجهة الوحيدة التي تفهم الدين الإسلامي، وأن الخارج منهم لا يتبع الدين الإسلامي، وكان لديهم شعور الاستعلاء وأنهم يعيشون بمجتمع جاهلي، لذا كانوا يرون أنهم لهم الحق في الحديث باسم الدين الإسلامي. واستطرد: «قرار الحكم في الإخوان لم يكن بيد محمد مرسي، والدليل على ذلك تراجعه عن الكثير من القرارات الرسمية التي كان يتخذها».
وكشف كيف تعاون حزب النور مع جبهة الإنقاذ، عندما بدأ الحراك ضد الإخوان، قائلًا: «كنا نشعر بالخطر، وقد كتبت منشور على صفحتي الخاصة، ووجهته للدكتور محمد مرسي، قولت له فيه تدارك الأمر قبل غرق السفينة». وأضاف: «حزب النور عندما أصدر مبادرة كانت شاملة ولاقت القبول، وقد أعلنت عن هذه المبادرة في مؤتمر صحفي وكنت سأغادر، لكنني تلقيت اتصالات كثيرة من السيد البدوي وغيره، حيث رأوا أن هذه المبادرة إيجابية جدًا، ودعونا للقاء نعرض عليهم المبادرة خلاله، ولم نكن نمتلك مقر وقتها، وكان حزب الوفد لديه المكان، فقررنا الذهاب لهم لعرض المبادرة، كما ذهبنا للمبادرة للجماعة الإسلامية حزب البناء والتنمية، حتى نسوق وجهة نظرنا، وكان غرضنا هو لم الشمل وإخراج البلد من الأزمة التي تمر بها»، وتابع: «في ثاني يوم ذهبنا إلى جبهة الانقاذ في حزب الوفد، ولم تكن هذه المرة الأولى للقاء بجبهة الإنقاذ، حيث كان يوجد لقاءات قبل ذلك في الترتيب للدستور، وكانت علاقات حزب النور جيدة وطيبة مع الكل ولم يكن يوجد عداء».
وأشار إلى أن هذه المبادرة تقدمت بها بعض القوى السياسية، كما قال إن هذه المبادرة تقدمت بها القوات المسلحة. وأضاف: «بالفعل قد تقدم الجيش بعدها بمبادرة في ليلة 30 يونيو، وقد كانت مطابقة للمبادرة التي تقدمنا بها، لم يكن يوجد بها انتخابات رئاسية مبكرة، وإنما حل مشكلة النائب العام، ميثاق شرف إعلامي، تغيير الوزارة، حوار وطني، وإذا كان هناك تغيير في بعض بنود الدستور يكون ذلك بالتوافق، وكلها كانت أشياء سهلة جدًا، لكنهم لم يستجيبوا، وكل القوى قبلت هذه المبادرة ما عدا الإخوان، وشوهوا صورتنا تشويه غريب الشكل، واتهمونا بخيانة التيار الإسلامي، وشق الصف، وأننا ارتمينا في أحضان العلمانيين وأحضان جبهة الانقاذ، كما شُنت علينا حرب شعواء في كل مكان».
وبيَّن أنه عقدت لقاءات سرية بين "البرادعي" و"الكتاتني" و"السيد البدوي"، وعندما رُصد هذا الأمر، أصدر الكتاتني تصريحًا عجيبًا، قال فيه إنه قد حدث مفاوضات بينهم وبين الدكتور البرادعي في بيته، وبأنهم لم يتطرقوا لمبادرة حزب النور، لافتا إلى أن الإخوان استكثروا أن يكون لحزب النور "دور"، فكيف لحزب النور أن يطرح مبادرة، وأن هذه المبادرة تجد قبولًا.
وذكر أن فكرة المجلس الرئاسي لم تكن فكرة حزب النور؛ بل كانت فكرة بعض القوى الأخرى، لكنهم لم يتفقوا. وأضاف أن الثورات لا تنجح إلا بوجود قيادة لها. وأوضح أن هدف حزب النور الأساسي في الدستور هو الحفاظ على الهوية والشريعة الإسلامية، ووجود الأزهر كمرجعية، وإعطاءه مادة، لافتًا إلى أن حزب النور كان يقف بالمرصاد لأي مواد في الدستور تصادم الهوية والشريعة، وكان صدامهم مع الليبراليين والعلمانيين، كما أن صدامهم الأساسي مع الإخوان في كيفية إدارة المشهد واختيار الأشخاص.
ورأى أن سلوكيات الإخوان في الانتخابات غير أخلاقية، منوهًا أنهم يستهينون بسفك الدماء ويسارعون بالتكفير، وأضاف: «خلافنا مع الإخوان أنه لا توجد داخل الدولة جماعة لها بيعة، أصبح هناك دولتين، ورئيس الجمهورية سيكون ولاؤه لمن؟».
ونوّه بأن خروج الدكتور عماد عبد الغفور، من رئاسة الحزب، لأن كان له وجهة نظر لإدارة الحزب، من خلال الانفراد بالتصرفات، مبينًا أن عمل الحزب مؤسسي لا انفراد بالقرار. وأضاف: «قضيت 9 سنين رئيسًا للحزب لم انفرد بأي قرار، ولا يوجد جموح في الحزب، لذا خفنا على الحزب يتورط، وبطريقة سلمية تم استبداله باجتماع الجمعية العمومية وصححنا المسار». ولفت إلى أن حزب الوطن الذي أسسه عماد عبد الغفور، سيطر على مقر حزب النور في المعادي، وزارهم في المقر حازم صلاح أبو إسماعيل، وكان واضحًا للعيان أن هناك من يحاول إشعال الأزمة، وأن هناك أحد وراء الحزب، لا سيما أن الشواهد تقول ذلك.