الشاهد – محمد الباز – حلقة الثلاثاء 13-06-2023
التاريخ : الأربعاء 14 يونيو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: شهادة رئيس حزب النور على أحداث 30 يونيو
قال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن الحزب لم يُشارك في مؤتمر دعم سوريا رغم تلقي قياداته دعوة للحضور. وأضاف أن الحزب أكد وقتها أن هذا المؤتمر خطأ لأن هذا يعزل محمد مرسي عن الشعب ويضعه في خانة رئيس الطوائف الإسلامية فقط. وتابع: «سألت من دعاني ما رأي محمد مرسي في القضية السورية، ليرد موقف زي الزفت، ورفضنا حضور المؤتمر».
وتحدث عن لقاء الحزب مع وفد من قيادات جماعة الإخوان ليلة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن قيادات الإخوان استخفوا تمامًا بحركة تمرد. وقال: «وجهة نظرنا كانت أنه لا بد من حل المشكلة وليس تجاوزها»، موضحًا أن الورقة التي قدمها الحزب لقيادات الإخوان كانت تحتوي على أشياء سهلة التنفيذ من أجل نزع فتيل الأزمة وقتها. وأضاف: «لو قيادات الإخوان استجابوا وسمعوا الحلول كانت الأزمة انتهت، ويومها محمد مرسي أخرج ورقة من جيبه وقال هذه مبادرة من الجيش وقرأها، وكل الموجودين للأسف رفضوا ما عدا حزب النور». واستكمل: «سعد الدين الكتاتني قال وقتها ما دخل الجيش في الموضوع»، مضيفًا: «وقتها نصحناهم وطالبنا تأجيل إعلان المحافظين وقلنا لهم أنتم بهذه الطريقة تضعوا البنزين على النار لكن وجدنا منهم عدم استجابة».
وبيَّن أن جماعة الإخوان كانت تريد توريط الحزب في الاجتماع الأخير قبل ثورة 30 يونيو. وأضاف أن هذا الاجتماع الأخير جرى الإعلان خلاله عن بيان حول مليونية رابعة يوم 21 يونيو. وتابع أن الجماعة مهَّدت وحشدت الأحزاب الإسلامية باعتبار أن 30 يونيو ضد الإسلام والشريعة وضد الرئيس المسلم، لكن نحن كنا نعلم أن الحقيقة ليست كذلك، وأردف أنه عندما جرت دعوة الحزب يوم 21 يونيو كانت فكرة الجماعة في هذا التوقيت هي مقابلة الحشود بالحشود، وكان وقتها بداية التفكير في اعتصام رابعة، لكن الحزب رفض تمامًا المشاركة.
وأضاف: «الحزب قال إن هؤلاء المتظاهرين هم من انتخبوا الإخوان، ولم يتظاهروا ضد الدين والإسلام، لكن الإخوان صدروا للناس أن ما يحدث هو حرب ضد الدين ورفع راية الشريعة لجذب المتعاطفين». وأردف أنه بالفعل نجح الإخوان في جذب العديد من الأصوات الإسلامية، وانخدعوا بهذا الشعار. وأشار إلى أن الجماعة وقتها قسمت الشعب المصري، واعتبرت داعمي 30 يونيو كفارًا، والمؤمنون هم من يدعمون الإخوان.
وقال إنه بعد 30 يونيو، تعرض الحزب لاستهداف من الإخوان، وتعرض منزل الدكتور ياسر برهامي للهجوم، كما أنه تلقى تهديدًا بالقتل. وأضاف أن الإخوان وضعوا قائمة اغتيالات لقادة الدعوة السلفية وكان من ضمنها أيضًا شيخ الأزهر، كما أنه كانت هناك محاولة اغتيال للشيخ ياسر برهامي والأمن أحبطها، وجرى القبض على مجموعة في الإسكندرية تخطط لاغتياله، مؤكدًا أنه نتيجة لموقف الحزب تعرضوا لأذى شديد من الإخوان وأتباعهم. ولفت إلى أنه حين همّ بالذهاب للمشاركة في اجتماع 3 يوليو 2013 اعترضه وقتها مجموعة من البلطجية أغلقوا طريق بركة السبع، الأمر الذي دعاه إلى العودة مرة أخرى؛ لوجود سيارة محطمة أمام عينيه. وأضاف أنه أكمل طريقه للقاهرة من خلال طريق السويس، لأنه مؤمّن من قبل القوات المسلحة وحضر بدلًا عنه المهندس جلال مُرة، وكان يتابع معه أولًا بأول.
وتابع أنه كان هناك اقتراحًا خلال الاجتماع أن يعطوا لمحمد مرسي فرصة أخيرة، وأن يتحدث معه البعض ووزير الدفاع وقتها الفريق عبد الفتاح السيسي لم يعترض، لكن كل الحضور رفضوا وما رآه وقتها أن محمد مرسي انتهى ولم يعد موجودًا بالسلطة، مؤكدًا أنهم أخذوا القرار بالمشاركة، لأن الوضع كان خطيرًا وكان الجميع في مفترق طرق.
وذكر أن الحزب رأى في الدستور أنه لا يوجد موقف مضاد للشريعة من قبل المؤسسة العسكرية، ولم نر مشاهد تدلل على ذلك. وأضاف أنهم تيقنوا أن الناس خرجت ليس ضد الدين ولكنهم محبون للدين والإسلام، وأنهم خرجوا لأن هناك فشل في إدارة الدولة واحتقان ومشكلات معيشية، مؤكدًا أن الإخوان حاولوا تصويرها أنها حربًا دينية ووجود السلفيين في المشهد أفسد عليهم الأمر. وتابع أن الإخوان يبغضون السلفيين بغضًا شديدًا لأنهم أفسدوا عليهم هذه المنظومة لأنهم كانوا يريدون تصوير أن 3 يوليو على أنه ضد الدين ليكسبوا تعاطف الناس.
وذكر أن وجود الحزب السلفي المعروف بأنه متمسك بالدين وبلحية في المشهد أفسد الفكرة تمامًا، ونزع فتيل الحرب الأهلية، لأنه كيف يكون هؤلاء موجودين وهم ضد الدين، مشيرًا إلى أنه كان من الممكن أن ينسحبوا ولكن وجودهم كان مهمًا لأن الدولة كانت على وشك الانزلاق نحو مرحلة خطيرة، وهم من فعلوا ذلك. وأشار إلى أن الإخوان لو كانوا قبلوا مبادرة الجيش منذ البداية، لم يكن قد حدث كل هذا والرئيس أعلنها قال «لو أعلن محمد مرسي عن انتخابات رئاسية مبكرة لرفع الحرج عن الجميع والجيش».
وكشف عن رأيه في الموقف الذي اتخذه الجيش في 30 يونيو، قائلًا إن الجيش له تقييمه، والواضح أن القرار عندهم ليس فرديًا، بل قرار جماعيًا. وأضاف أنه سمع مذيع هارب في الخارج، يقول نتمنى أن مصر تكون مثل سوريا، ونتمنى أن مصر تتخرب، ونحن نعمرها من جديد. وعقب قائلًا: «لم نر مركبًا غرقت وعادت من جديد». وأكد أن حزب النور مختلف تمامًا مع الإخوان، لأنه من الدين والشرع الحفاظ على الوطن، وهناك ما يسمى بالكليات أو الضروريات الخمس؛ وهي الحفاظ على الدين، والحفاظ على العقل، والحفاظ على النسل، والحفاظ على المال، والحفاظ على العرض، وكل هذا لا يتم إلا من خلال الحفاظ على الوطن، وبالتالي إذا انهار الوطن، لن نستطيع أن نحافظ على دين ولا على عرض ولا على دم ولا على مال ولا على عقل، وبالتالي فإن همًنا الأول هو الحفاظ على الوطن.
وبيَّن أن الشيخ ياسر برهامي، قطع اعتكافه في رمضان لمقابلة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وعرض عليه مبادرة "محمد سليم العوا" لتنحي مرسي وتعيين رئيس الوزراء لحين إجراء انتخابات رئاسية، مؤكدًا أن "السيسي" قال له إنه ليس لديه مانع لو وافقت القوى السياسية ولكنها رفضت. وأضاف أن الشيخ ياسر برهامي، فوجئ برسالة من قيادات الإخوان، تقول: "ننتظرك في رابعة أنت وإخوانك وسنحملكم على الأعناق"، وتساءل من أين تريدون مبادرة سليم العوا، وتريدون الحشد لاستمرار الاعتصام.
وتابع: "نفس الأمر حدث مع مبادرة الشيخ محمد حسان، فقد ذهب وهو و6 أشخاص معه من الدعاة الكبار، وعلماء الأزهر وأنصار السنة، وتقبلوا في رابعة، وقال لهم: "يا إخوانا ما هي مطالبكم؟"، فقالوا إن لديهم 3 مطالب، والثلاثة وافق عليهم الرئيس السيسي، وهي: وقف الحرب الإعلامية، وعدم فض رابعة بالقوة، وإخراج الناس من السجون، مبينًا أن حسان ورفاقه قابلوا وزير الدفاع ووعدهم بعدم فض اعتصام رابعة بالقوة، وقال يسجنوا حتى لو 10 سنوات، حتى لا يعطلوا المصالح ويوقفوا الطرق مرة أخرى، وسنوقف الحرب الإعلامية وهم يوقفون السب على المنصات، ولكن إخراج السجون ليس بيده ولكنه بيد القضاء.
وأشار إلى أنهم استبشروا جدًا، وكان ذلك يوم الخميس، وذهبوا السبت إليهم، وكانوا فرحين لأن الرد إيجابي، وجلسوا مع الأشخاص التي طلبت منهم الوساطة وقالوا: «من طلب منكم الوساطة، لقد جهزنا 100 ألف شهيد لعودة محمد مرسي»، وطلبوا من الشيخ حسان أن يصعد للمنصة فقال: «لو أعلم أن فيه خيرًا لصعدت».
وعزا تراجع موقف الإخوان عن مبادرة الخروج من رابعة ووقف الحرب الإعلامية ضدهم التي وافق عليها وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي، لوجود قوى خارجية أغرتهم وأنها ستدعمهم طالما هم في الميدان. وأضاف أن القنصلية الأمريكية في الإسكندرية طلبت منهم صراحة النزول مع الإخوان، بعدما طلبت الزيارة في المقر، مؤكدًا أنهم كانوا يعرفون هدفهم لأنهم لا يريدون مصلحتهم ولكنهم كانوا يريدون مد أمد الصراع، وانهيار البلد، والفوضى الخلاقة. وأضاف أنه كان لديهم معلومات ووقائع تؤكد أن الإخوان رفضت الحل السلمي لفض اعتصام رابعة. وتابع أنه خلال مليونية مدينة الإنتاج الإعلامي، خطب أحدهم وقال: «فيه ناس تنتظر ساعة الصفر ويرابطون في أماكن معينة في 10 أو 13 محافظة وينتظرون ساعة الصفر للخروج»، مشيرًا إلى أن محمد الصغير أيده وقال إنه جاء من لقاء مع خيرت الشاطر وهو من أخبرهم بذلك.
وبيَّن أن موقف حزب النور كان ثابتًا وأمريكا ليست هي من تحركهم، وأول شيء لديهم هو مصلحة الوطن، ولن يذهبوا للكونجرس مثل الإخوان، بعدما اتهموهم بالعمالة وذهبوا هم للكونجرس، ويتم استقبالهم فيه، مشيرًا إلى أنه على منصة رابعة خرج أحدهم وقال: «الله أكبر أسطول أمريكا تحرك في البحر الأحمر»، لكي ينصر الإخوان وبدأ التهليل بالميدان، وآخر يقول: «الله أكبر الجيش المصري انقسم»، متسائلًا: «هل يفرح أحد بانقسام الجيش المصري؟». وأشار إلى أن خطاب منصة رابعة حمل أمورًا عجيبة مثل: «جبريل نزل من السماء، ومحمد مرسي صلى بالنبي».
ونوه بأن قيادات جماعة الاخوان كان لديهم خبر بفض اعتصام رابعة قبله بـ 6 ساعات، ولذلك خرج قيادات الجماعة سالمين آمنين في حين تركوا الشباب، كما أصدر تنظيم الجماعة أوامر وتعليمات لكل القيادات الإخوانية والكوادر في الميدان، بأن يتركوه، وفوجئنا على مستوى محافظات الجمهورية أن كل قيادات الإخوان وصلوا بيوتهم ليلًا، وتركوا الملتحين من السلفية العامة، وهو ما يدلل على الخيانة التي ارتكبها الاخوان، حيث سحبوا الإخوان وتركوا المتعاطفين معهم، وصرح الإخوان على موقع رصد الإخواني، بأنهم قبل الفض بـ 6 ساعات تم إخلاء عنابر الإعلاميين لاستقبال الجرحى والجثث- أي أنهم كانوا يعلمون بأنه سيكون هناك جرحى وجثث- وفي النهاية قيادات الإخوان جميعها هربت، وتركوا اثنين أو ثلاثة يأمرون الموجودين بالثبات.
وألمح إلى حديث الدكتور حمزة زوبع على قنوات الإخوان يقول: «كنا نعلم ونثق بأن منصتي رابعة والنهضة لن تعيد محمد مرسي إلى الحكم، وإنما كنا نحشد الناس حتى نكثر الحشد ونحدث زخمًا لجلب قوة في المفاوضات»، وعقب على حديث زوبع قائلًا: «الإخوان كانوا يتاجرون بدماء الناس، حتى يعطوا أنفسهم قوة في المفاوضات وبالتالي فإن هذه تعد خيانة عظمى». وأضاف أنه سمع عاصم عبد الماجد في فيديو، يقول: «الناس تتساءل لماذا تركت رابعة في الأيام الأخيرة، يا إخوانا كان عندنا خيار مطروح أنه مع كثرة الزخم سيحدث انقسام في الجيش، ولكن اتضح أن هذا الخيار غير موجود وغير حقيقي ولن يحدث، فكان لا بد أن نبحث عن مسارات أخرى، ولذلك انسحبت وتركت الاعتصام». وأكد أن ما فعله الإخوان كان خيانة، فالإخوان ضحوا بالجميع، لافتًا إلى أن الدعوة السلفية حافظت على أولادها، حيث تعتبر هذه من الأمانة، معلقًا: «نحن لم نكن في معركة، نحن كنا نتعاون لإنقاذ الوطن».
ورأى أنه لو أعيدت تجربة الإخوان مائة مرة سيسلك الإخوان نفس سلوكهم، لافتًا إلى أن الإخوان لم يعترفوا بأخطائهم حتى الآن ومصممون عليها، وذكر أن بداية التصحيح هو الاعتراف بالخطأ. وأضاف أن الإخوان حتى الآن مازالوا يقولون إنهم على صواب، وبأن الناس جميعهم خونة، لافتًا إلى أن راغب السرجاني الداعية الإسلامي، كان مع الإخوان وعندما اتخذ موقف عاقلًا مشابهًا لموقف حزب النور، شتمه الإخوان وكفروه، وكانت آخر مقالة له بعنوان: "ولكن لا تحبون الناصحين".
وذكر أن الدعوة السلفية تعمل حاليًا على تحصين شبابها ضد فكر الإخوان من خلال عمل ندوات في حزب النور، لافتًا إلى أن هذه التجربة تم تأليف كتب فيها، والناس تحرص على قراءتها، وهي تكشف أن الفكر الإخواني لا يمثل الإسلام، وتفاصيل تجربة الإخوان، والمستند الشرعي الخاص بها، وتوضيح منهج الدعوة السلفية في الإصلاح. وأضاف أنه يتم نشر ذلك بكل وسائل النشر بين الشباب، لتحصينهم ضد أي نوع من الاستقطاب.