حديث القاهرة يناقش الأزمة السودانية وحقوق الإنسان بمصر وسبب كثافة التصويت رغم معرفة الناخب بالمرشح الفائز وينفي وجود حشد انتخابي مدبر

التاريخ : الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

مضامين الفقرة الأولى: الانتخابات الرئاسية

قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن الشعور العام لدى الشعب المصري يدور حول أن هناك إحساسًا عامًا مؤكد لدى الجميع رغم الإقبال الكثيف بشخصية المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن الإقبال الكثيف من المواطنين على مقار ولجان الاقتراع للمشاركة في انتخابات الرئاسية بحاجة إلى تفسير، لا سيما في ضوء النظر إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى كسر توافد المصريين غير المسبوق على اللجان كل التوقعات بشأن نسبة المشاركة، قائلًا إن هذا المشهد الكثيف من الإقبال كان صادمًا لكل من يتابع منصات التواصل الاجتماعي.

وذكر المذيع أن هناك مفاجأة بشأن نسب المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024 التي وصلت إلى 45% وفقًا لما أعلنت عنه الهيئة الوطنية للانتخابات. وأضاف أن إذا كانت النتيجة بطبيعة الحال معروفة للناخب المصري قبل التصويت في الانتخابات؛ فهذا سبب يجعل المشاركة في العملية الانتخابية أقل، مقارنة إذا كانت هناك منافسة كبيرة بين المرشحين في الانتخابات، قائلًا: «لكن ما فاجأ الجميع هو حجم الإقبال»، مبينًا أن تفسير ذلك هو أن البعض راح لفكرة الحشد، لكنه استدرك قائلًا: «وإذا كان الحشد موجودًا؛ ما كان سيصل إلى حد هذا الإقبال ولا بد أن تصدم لو رأيت هذا المشهد».

وأكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة جريدة اليوم السابع، أن المصريين نزلوا للتصويت في الانتخابات الرئاسية بهذا العدد الكبير لشعورهم بالأمن والاستقرار، مشددًا على أنه لا يمكن وصف نزول المصريين للتصويت بأنه مدبر، ولأنه لا يمكن لأحد حشد هذه الأعداد الضخمة، مبينًا أن المصريين شاركوا في العملية الانتخابية؛ لتأدية الواجب والدفاع عن الحقوق والمكتسبات.

وردَّ "القصاص" على نسب الإقبال وما إذا كانت مدبرة بقوله: «45% رقم كبير، اعتدنا في كل انتخابات عدد الحضور يتم الإعلان عنه بشكل حقيقي، ودور الهيئة الوطنية للانتخابات كان مهم بوجود لجان الوافدين خاصة أن عدد كبير من المغتربين موجود في القاهرة». وتابع بأنه في الحشد دائمًا ما كنا نرى يومين إجازة، ولكن لم يتم إعطاء هذه الأيام إجازة ولا يوجد دليل على أن هناك حشد لأننا في مجتمع فيه منصات تواصل اجتماعي، وكاميرات تراقب الحدث.

وأضاف أن أعداد الناخبين التي شاهدها الجميع في الشوارع أمام اللجان على مدار اليومين الحاليين كبيرة للغاية، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار الحادث في مصر مهم ويستلزم السير في اتجاه مستقيم. وأوضح أن تحقيق الأمن والاستقرار يتطلب السير في اتجاه مستقيم اقتصاديًا لعدة سنوات.

وأشار إلى أن اقتصاد السوق في مصر يحتاج إلى ديمقراطية أكثر من السياسة، مبينًا أن هناك أشخاص ومواطنين يسهمون في عمل الأزمات ومنها السوق السوداء، وأكد أن فكرة اقتصاد السوق تحتاج إلى درجة من الادارة وضبط الاحتكار، مبينًا أن الدولة مسئولة عن جزء منه بالرقابة والتشريعات وضبط السوق والناس مسئولون أيضًا عن مواجهة هذه الظواهر.

وأكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، أن مشهد انتخابات الرئاسة 2024 كبيرة وكاشفة عن حضور زحام شديد منذ اللحظات الأولى، موضحًا أنه من اللحظات الأولى والدقائق التي سبقت فتح اللجان في اليوم الأول كان هناك حضور قوي وكبير أمام اللجان.

وأضاف أنه من الدقائق الأولى بدا للجميع وجود رغبة في المشاركة بهذه الانتخابات، موضحًا أنه رغم الأحداث الأخيرة في المنطقة كان هناك حضور كبير جدًا من الناخبين أمام اللجان، مؤكدًا أنه من الممكن أن تكون هذه الأحداث أشارت ولعبت دورًا في هذا الزخم والرغبة في المشاركة، بجانب أن الشعب المصري يقدم دائمًا المفاجئات والمشهد في اليوم الأول والثاني من الانتخابات معبر.

وتابع بأن الشعب المصري لديه عديد من الاتجاهات ومتنوع ورغم ذلك هناك وحدة في القرارات وتنفيذها، مؤكدًا أن الأحداث الأخيرة جاءت كاشفة عن أن الدولة المصرية على مدار 10 سنوات واجهت براكين كثيرة، منوهًا بأنه قد يرى البعض أن العملية الانتخابية محسومة، في ظل وجود تيارات كثيرة معادية للدولة تبذل جهودًا كبيرة من أجل إشعار المواطن باليأس.

وذكر أن المشاركة الواسعة للمصريين في الانتخابات الرئاسية 2024 تمثل حقًا دستوريًا وواجبًا وطنيًا. وقال إن الانتخابات تسير بحرية وشفافية وتحت رقابة قضائية، كما أن الهيئة الوطنية للانتخابات سهلت عملية التصويت للمواطنين داخل وخارج البلاد، مبينًا أن الإعلام منح كل المرشحين فرصة متكافئة للتواصل مع الناخبين.

وأوضح أن الانتخابات تلقت اهتمامًا دوليًا وإعلاميًا أجنبيًا، لا سيما أن التقارير الصادرة عنها كانت إيجابية وتبرز الإقبال الكبير والسهولة في التصويت، مشيرًا إلى أن الانتخابات تشهد تنوعًا في المشاركة من جميع فئات المجتمع، مثل الشباب والمرأة وأصحاب الهمم وغيرهم. وأعرب أيضًا عن اعتزازه بالشعب المصري الذي يواجه التحديات بتماسك وتسامح وحوار، مؤكدًا أن الانتخابات تمثل مرحلة مهمة في تاريخ مصر، خاصة بعد الأزمات التي مرت بها الدولة المصرية في الفترة الأخيرة، منها الحرب على غزة.

مضامين الفقرة الثانية: الأزمة السودانية

أكدت الدكتورة أماني الطويل، خبيرة الشئون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن الحرب الجارية في السودان تدمر مقدرات الدولة وبنية تحتية مهمة جدًا في السودان، مشيرة إلى أن حالة البنية التحتية في السودان ضعيفة ومتهالكة بالأساس، والثمن الإنساني باهظ جدًا بها. وأوضحت أن الأسر الموجودة في السودان تبحث عن الخروج من السودان خلال الفترة الحالية من أجل تعليم أولادها، مؤكدة أن هناك تفشي لفيروس الكوليرا في 4 ولايات بالسودان، كما أن هناك 11 مليون نسمة على شفا المجاعة وأطفال شبه جوعى.

وأشارت إلى أن أعداد اللاجئين السودانيين يصل إلى 6 ملايين، مبينة أن هذا الرقم يمثل لجوء ونزوح داخل وخارج البلاد، موضحة أن القوى السياسية في السودان لها صوت قوي ونفذت أكثر من اجتماع ومن المفترض أن يكون هناك اتفاق سياسي بين كل الأطراف وهناك تواصل مع واشنطن لحل الأزمة، مؤكدة أن هناك قيادات في هذه الحرب لم تسمع معاناة شعبها ولا يسمعوا للمدنيين والسياسيين أيضًا.

ولفتت إلى أن منظمة الإيقاد هي منظمة لدول شرق إفريقيا للتنمية لمكافحة التصحر والجفاف، وجرى إسناد بعض الأدوار السياسية لها والمرتبطة ببعض المشكلات الإفريقية كوكيل للاتحاد الإفريقي بشكل أو آخر، كما أن هذه المنظمة تعتمد على خارطة طريق رفضها الجيش السوداني. وأوضحت أن "الإيقاد" دائمًا تحت سيطرة إثيوبيا وجميع رؤسائها إثيوبيين، موضحة أنها آلية للمجتمع الدولي وواشنطن لتنفيذ ما تريد في منطقة القرن الأفريقي.

وأشارت إلى أن التسرع بالقول إن هناك اجتماع بين البرهان وحميدتي في حين عدم وجود تصور إجرائي لمثل هذا الاجتماع؛ شككت في مصداقية الموقف وقدرته على اختراق أزمة السودان. وأضافت أن بيان قمة الإيقاد عن الأزمة السودانية لم يحمل جديدًا بالنسبة لها على المستوى الإجرائي، مشددة على أن الإعلان عن لقاء مباشر بين الطرفين لن يصنع حلًا على الأرض لأزمة السودان، موضحة أن الإيقاد لم تعلن أي إطار عن هذا اللقاء؛ ولكنها أعلنت فقط عن ترحيب الطرفين باللقاء بين البرهان وحميدتي.

وأشارت إلى أن أزمة السودان مفتوحة وخطيرة ولا يوجد طرف دولي لديه نية لوقف الحرب في السودان، مؤكدة أن هناك ضغوط أمريكية لإنهاء الحرب؛ لكن ليس هناك مخطط واضح لوقف الحرب في قطاع غزة، مشددة على أن الصين منسحبة من أي دور، بينما روسيا مشغولة بالحرب ضد أوكرانيا، موضحة أن المجتمع الدولي يلاحظ عدم وجود إرادة محلية لوقف الحرب.

مضامين الفقرة الثالثة: حقوق الإنسان

أكد الدكتور ولاء جاد الكريم، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان هي أول وثيقة من نوعها تلزم الدولة بها نفسها لتحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان، لافتًا إلى أنه بعد 27 شهرًا من إصدار الاتفاقية كان هناك تعاون من الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان وتم التصديق على عدد من الاتفاقات. وأوضح أن مصر تقدمت بتقاريرها للجنة مناهضة التعذيب وللجنة الحقوق المدنية والسياسية وهي آلية مهمة.

وأضاف أن عدم تقديم هذه التقارير إلى المنظمات الدولية الحقوقية كان يعطي مجالًا للتقصير وعدم الوفاء بالحقوق، منوهًا بأنها نقطة مهمة ومؤسسة، وتعبر عن تغير التزام الدولة في التعامل مع الآليات الدولية. وأشار إلى أن آلية العفو الرئاسي كانت تركز على استخدام رئيس الجمهورية لصلاحياته الدستورية في العفو عن العقوبة، موضحًا أن اللجنة في بداية عملها تقدمت لها أسماء عديدة وحالات وتعاملت مع هذه الحالات وخرج 1000 ألف حالة. وتابع بأن وزارة الداخلية انتهت من إنشاء 5 مراكز تأهيل مطورة، وأغلقت أمامها 27 سجنًا، موضحًا أن العدد الأكبر من الشكاوى التي تصل لهم، يرتبط بالحقوق المدنية والسياسية والحريات العامة.

مضامين الفقرة الرابعة: نجيب محفوظ

قال الدكتور شوكت المصري، أستاذ النقد الأدبي، إن مجيء الأديب الراحل نجيب محفوظ في الرواية العربية كان حدث أشبه بتعامد الشمس على وجه رمسيس، موضحًا أنه بدأت علاقته بالحكي من الحارة المصرية والمقهى الذي لعب دور مركزي ورئيسي، مؤكدًا أن نجيب محفوظ وطه حسين مرتبطان بوصفهما أنهما من دفعا ثمن مواقفهم المعرفية والثقافية من المجتمع وليس السلطة فقط.

وأضاف أن نجيب محفوظ تناول مصر تاريخيًا واجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا في كتاباته، وله 34 رواية وأكثر من 200 مجموعة قصصية، مؤكدًا أن نجيب محفوظ استلهم من التراث الإسلامي والعربي في كتاباته، وأنه أكبر روائي استخدم تضمين افكار دينية وأحاديث داخل كتاباته. وتابع أستاذ النقد الأدبي بأن نجيب محفوظ أول كاتب يتحدث ويتطرق لـ «فتونة الأنوثة» وهي أن تكون سيدة فتوة، مؤكدًا أن نجيب لا يقتصر فقط على السينما ولكن السينما مفتوحة لنجيب محفوظ، مشددًا على أن نجيب محفوظ قدم ملاحم روائية جبارة، موضحا أن نجيب محفوظ لديه لغة ترتفع بوعي وتعبيرات القارئ. وأشار إلى أنه ينصح الشباب بقراءة الحرافيش والثلاثية للتعرف على أدب نجيب محفوظ، مشيرًا إلى وجود عداء بين التيارات الإسلامية والأديب الراحل حتى الآن بسبب كتاباته الأدبية.

أبرز تصريحات إبراهيم عيسى:

الشعور العام لدى الشعب المصري يدور حول أن هناك إحساسًا عامًا مؤكد لدى الجميع رغم الإقبال الكثيف بشخصية المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية