الشاهد – محمد الباز – حلقة الأربعاء 14-06-2023
التاريخ : الخميس 15 يونيو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: شهادة عبد المنعم سعيد على أحداث 30 يونيو
قال الكاتب والمفكر السياسي الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، إننا جميعًا تفاجأنا بما حدث للرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك، مبينًا أنه عندما وصلت الأجواء إلى مرحلة السخونة الشديدة، وقف الجيش ولم يطلق على الشعب طلقة واحدة، ولم يدخل ليدهسهم بالدبابات مثلما حدث في الصين. وأضاف أن القضية الأساسية للمجلس العسكري كانت الحفاظ على الدولة، لافتًا إلى أنه حدث بعض اللوم على مجيء الإخوان، لكن الشعب هو من جاء بالإخوان في النهاية. وأكد أن الحفاظ على الدولة المصرية يسبق أي شيء له علاقة بالحرية والعدالة الاجتماعية.
وذكر أنه لم يتوقع أن يصل الإخوان إلى الحكم بعد 25 يناير، لكن تصور أن الفرز السياسي سيجنب البلد الإخوان. وأضاف أنه كان ضمن الفريق الانتخابي الخاص بعمرو موسى في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية صوت للفريق أحمد شفيق. وأوضح أنه ربما حدث اختبار رغم ثمنه الثقيل، لكنه كان ضروريًا، وبالتالي كان لا بد من دفع التكلفة حتى تحدث حالة من الإفاقة، مؤكدًا أن حكم الإخوان أحدث إفاقة للشعب المصري من هذا الكابوس.
وذكر أن وعود الرئيس محمد مرسي خلال المئة يوم الأولى لحكمه هو برنامج الجماعة منذ 2007. وأضاف أن برنامج الإخوان اعتمد على بنود الدولة الإيرانية، لافتًا إلى أنه كان يتم عمل دورات تدريبية للأحزاب الموجودة في البرلمان، مشيرًا إلى أن عصام العريان كان ممتثل تمامًا لهذه الدورات التدريبية ولتوقيتها، مؤكدًا أن الإنسان في بعض الأحيان قد يخدع من خطاب جماعة الإخوان.
وأشار إلى أنه بعد تولي محمد مرسي الحكم، انكشف مدى زيف جماعة الإخوان، لافتًا إلى أن الشعب المصري كان متوقعًا بأن الإخوان تنظيم مدرب ومنظم، لكن اتضح أن الإخوان لا يمتلكون أي فكر نهائيًا عن الحكم، لافتًا إلى أن الفجوة بين الإخوان وبين السلفيين، وحتى بينهم وبين الإرهابيين كانت تضيق يومًا بعد يوم. وأوضح أن نوايا الإخوان بدأت في الظهور بعد نجاح تمرد، عندما ظل الإخوان 54 يومًا في الميادين حتى يشلوا الحركة في العاصمة، وهنا بدأ الإخوان يفقدون أي علاقة بالعقل، وحاولوا الدخول إلى ميدان التحرير لكنهم فشلوا في هذه اللحظة، ومن ثمَّ بدأوا يبحثون عن بدائل، حيث أنه من الواضح داخلهم حدوث عملية تضارب وارتباك شديد عما يجب أن يفعلوه في هذه اللحظة الفارقة.
وأشار إلى أنه أدرك أن عمر نظام الإخوان لن يكون طويلًا في أبريل 2013، عندما بدأت القوى الوطنية تتشكل. وأضاف أنه كان يفكر من سيحل محل الإخوان في حالة عدم إطالة حكمهم، خاصة أننا في مصر وليس في بلاد أخرى، ولا بد من معرفة كيفية تبديل القوى المؤثرة، ومن سيكون ممثلًا لهذا التبديل. وأشار إلى أنه في أبريل بدأت تظهر "تمرد"، ومن ثم ظهرت آلية بدأت تتضح في القريبين منه، مشيرًا إلى أنه أدرك حينها أن هذه الآلية غير مزيفة، بل هي آلية حقيقية، ثم يأتي بعد ذلك اللقاء الذي جرى في دهشور في 28 أبريل 2013.
وبيَّن أن ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية أجبرت المواطنين على الخروج في ثورة 30 يونيو من أجل تصحيح المسار، مشيرًا إلى أن الخروج الجماهيري كان بسبب أن الجماعة أخذت مصر في طريق مسدود. ونوه بأن البداية كانت تهديدات الإخوان في 21 يونيو، ووجود الجماعة في الشارع وبيدها السلاح، وكأنهم يتأهبون للمعركة. ولفت أنه لولا ثورة 30 يونيو لكان مكتب الإرشاد هو الذي يحكم مصر الآن، ومحمد مرسي كان مجرد شكل، والقرارات الرئاسية كانت ستخرج من مكتب الإرشاد، ولذلك كانت ثورة 30 يونيو نقطة حول في تاريخ البلد، التي كانت قريبة من حافة الجحيم. وأكد أن تهديدات الجماعة للمصريين كانت علنية، وهذا ما استدعى القوات المسلحة لإصدار بيان يوم 23 يونيو، أكد فيه الجيش المصري أنه لن يسمح بانزلاق البلد في صراع دموي.
ورأى أن ثورة 30 يونيو كانت لازمة، لأنه عندما ندرس الشعب المصري تجد أن نظام حكم الإخوان يتنافى كثيرًا مع القيم المصرية والدولة المصرية الحديثة وأمور كثيرة تخص الهوية الوطنية. وأضاف أنه بعد عام واحد فقط من حكم جماعة الإخوان، حدثت ثورة 30 يونيو العظيمة بأعدادها وأغانيها، وهو ما يجعلك منبهر من حجم ما حدث وحجم التغيير الذي تحقق، ولربما نجد في بلاد أخرى أنه قد تحدث انقسامات في الجيش وانقسامات بين القوى السياسية، مؤكدًا أنه في ثورة 30 يونيو حدث نوع من الإجماع الذي تكون ما بين النخبة الحريصة على هذه البلد التي قررت عملية التغيير. وأوضح أن الهوية المصرية والوطنية المصرية في الأساس تكونت وهي ملتحمة جدًا بالجيش المصري، لافتًا إلى أن الجيش المصري داخل في النسيج الوطني المصري منذ نشأته وحارس على الدولة.
وتحدث عن أن يوم 23 يونيو الذي شهد حدوث الندوة التثقيفية كان يومًا فارقًا بالنسبة له، قائلًا: «ألقيت كثير من المحاضرات في المؤسسات العسكرية، في أكاديمية ناصر، ومحاضرات عن العلاقات الدولية، والأمن الدولي، ومن ثم جاءني طلب في الندوة التثقيفية الخامسة، إذ طلب مني التوجيه المعنوي إلقاء محاضرة عن الأمن المصري، فقلت إنني سآتي لإلقاء المحاضرة وأرحل وذلك بسبب التزام له الساعة الثانية، لكنهم لم يعطوني إجابة بالموافقة أو الرفض، وعندما ذهبت فوجئت بمشهد غير عادي، حيث كان في اعتقادي أن الندوة عبارة عن منصة يلتف حولها خمسين شخصًا، لكنني فوجئت بأعداد كبيرة جدًا من قادة القوات المسلحة».
وتابع: "عندما وصلت استقبلني شخص لغرفة بها الدكتور أحمد أبو زيد الذي كان وزيرًا للري، وكنا بمفردنا في الغرفة، وتحدثنا، وبعد فترة فوجئنا بقدوم أحد من عائلة المشير الجمسي، وعرفنا بعد ذلك أنه سوف يتم تكريمه خلال اليوم، وبعد ذلك بدأ اتخاذ إجراءات عسكرية كبيرة، حيث كان سيادة الفريق صدقي صبحي، رئيس الأركان وقتها، قد وصل، ومن ثم دخل سيادته برفقة قادة الأسلحة المختلفة، وهو كان يعرفني وكانت كلماته كريمة معي، ثم بدأ قدوم وزير الدفاع، وطلبوا منا حينها الدخول إلى القاعة الكبيرة، فدخلت إلى القاعة الكبيرة التي عرفت لاحقًا بأنها تضم 700 كرسي، وكان بها تقريبًا كل قيادات القوات المسلحة، غير بقية الطلاب الموجودين». وأشار إلى أنه تحدث بالندوة عن التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري بحكم محمد مرسي، معقبًا: «شعرت بمسؤولية تاريخية في تلك اللحظة الحرجة».
وأردف: "في البداية تحدث الدكتور محمود أبو زيد عن موضوع سد النهضة، ومن ثم تحدثت بعده عن التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، وكانت حول السياسة الخارجية لمرسي، وأنه يعرض مصر لتهديدات بالغة سواء خارجية أو داخلية، وجرى الحديث عن 7 قضايا كبرى، ليعلق أحد كبار القادة قائلًا: «يا دكتور أنت جعلت الحياة سوداء، فقولت له أنا آسف إذا كنت فعلت ذلك، إنما أنا جئت كي أقول لكم ما أراه».
وأشار إلى أنه خلال الاستراحة، التقى لأول مرة شخصيًا الفريق أول عبد الفتاح السيسي في ذلك التوقيت، وسلم عليه وقال له إننا واعون بالكلام الذي تقوله.
وذكر أن الفريق عبد المنعم التراس، قائد سلاح الدفاع الجوي، قال لي خلال "الاستراحة" بعد إلقائه المحاضرة بالندوة التثقيفية، إن الأمر قد حسم فيما يتعلق بمهلة الأسبوع، لافتًا إلى أن هذه الفكرة ولدت في ذلك اليوم، بأن مصر أصبحت في الميزان. وأضاف أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي ألقى خطابه في ذلك التوقيت، ومن يتأمل خطابه يجد أن خطابه قد تضمن حوالي 4 إشارات لما قد تحدثت عنه.