مصر جديدة يناقش استهداف إسرائيل للصحفيين وإصابة «الدحدوح» ودخول المراسلين الأجانب لغزة من معبر رفح حال موافقة إسرائيل

التاريخ : السبت 16 ديسمبر 2023 . القسم : أمني وعسكري

مضامين الفقرة الأولى: استهداف إسرائيل للصحفيين

أشار الإعلامي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى إصابة الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة، واستشهاد مصور القناة سامر أبو دقة، خلال تغطيتهما قصفًا إسرائيليًا استهدف مدرسة حيفا في خان يونس، مضيفًا أنه منذ نحو شهر ونصف استشهد عدد من عائلة الصحفي وائل الدحدوح مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته بقصف إسرائيلي، استهدف منزلًا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع. وذكر المذيع أن وائل الدحدوح نقل إلى مجمع ناصر الطبي وجارٍ علاجه، أما سامر أبو دقة وفريق من الإسعاف، والهلال الأحمر الفلسطيني محاصرون داخل المستشفى منذ 6 ساعات، وليست هناك قدرة على الوصول للصحفي أو العاملين في الإسعاف والهلال الأحمر الفلسطيني.

وقال المذيع، إن 89 صحفيًا استشهدوا خلال 70 يومًا من بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو رقم غير مسبوق لم يحدث في أي حرب على الإطلاق، مؤكدًا أن حرب فيتنام بسنواتها الطويلة لم يُقتل فيها هذا العدد. وأوضح أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في مناطق النزاع، في العالم في عام 2022، كان 86 صحفيًا، بينما في غزة قتل حتى الآن 89 صحفيًا في 70 يومًا، وهو ما يؤكد استهداف إسرائيل للصحفيين.

وأردف المذيع، أن الصحفيين الذين استشهدوا وأصيبوا في غزة كلهم فلسطينيون، ويعملون لوكالات مختلفة، منها وكالات أوروبية كبيرة، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يسمح بدخول أي صحفي غربي من المعابر التي تطل على دولة الاحتلال، وهي 5 معابر.

وتابع: «ممنوع على أي صحفي أجنبي يدخل قطاع غزة، وسمح بدخولهم مرتين فقط رفقة قوات الاحتلال ويعودون مرة أخرى إلى المستوطنات الإسرائيلية، لأن الاحتلال لا يريد وجوهًا غير عربية تمثل وسائل إعلام أجنبية كبيرة، أن يتحدث عن الحقيقة بنفسه، الاحتلال يريد أن يقتل الصحفيين، وليست لديه جرأة لقتل الصحفيين الغربيين».

وأضاف أن قوات الاحتلال تمنع الصحفيين الأجانب من دخول غزة، وعدد كبير من الأجانب طلبوا من مصر دخول أراضي قطاع غزة، لكن السلطات المصرية رفضت خوفًا على حياتهم. وأردف: «لو ستعلن إسرائيل حمايتهم بالتأكيد دخول الصحفيين الأجانب سيكون متاحًا عبر معبر رفح، لكن إسرائيل لم تعط أي تأمين ولا تعهد ولن تعطي، لأنها تقتل الصحفيين، وقتلت رقمًا قياسيًا».

مضامين الفقرة الثانية: الحرب على غزة

قال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن غزة تحولت إلى مقابر جماعية بها 100 شخص أو يزيد، ولا أحد يعرف أين دفن أباه أو أمه أو أخته أو أولاده. وأضاف أن المقابر الجماعية، لا تحدث إلا في قمة الكوارث، وهو ما يحدث حاليًا في غزة، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة ليس له مثيل، لافتًا إلى أنه في أوكرانيا قالوا إنه حدث مرتين أو ثلاثة أنهم عثروا على مقابر جماعية لأوكرانيين، واهتز العالم لذلك، أما في غزة فكل يومين نرى مقبرة جماعية.

وأشار إلى أنه من أبرز المقبرة الجماعية، إحدى المقابر في مُجمع الشفاء، بعد أن حوصرت عدة أيام وبداخله 80 شهيدًا في الأرض، و70 آخرين في الثلاجات، واضطر الطاقم الطبي، أن يدفنوا 80 شهيدًا أو أكثر في مقبرة جماعية، ثم نبش جيش الاحتلال الإسرائيلي القبر الجماعي، وأخذ الجثث ليأخذ العينات عسى أن يجد منهم محتجزين إسرائيليين. وتساءل: «إلى هذا المدى وصل جيش الاحتلال الذي يزعم أنه متحضر، إلى هذه الوحشية التي يتعامل بها مع الأحياء والأموات؟».

وحذر الإعلامي ضياء رشوان، إسرائيل من أن الاستمرار في عدوانها على قطاع غزة، واستمرار القصف سيكون هزيمة استراتيجية لها، وخطر شديد على أمنها الداخلي. وقال إن الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة خلال 70 يومًا من العدوان الإسرائيلي اقتربت أعدادهم من 8 آلاف شهيد، مبينًا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قال إن أقصى عدد قتل من الأطفال في أي نزاع في العالم كان 600 طفلًا.

وأضاف أنه خلال 70 يومًا، قتل 8 آلاف شهيد من الأطفال، بخلاف المفقودين، أما الناجون من الأطفال، سيكونون جيلًا شرسًا في مواجهة إسرائيل، مشيرًا إلى أن غزة فيها أكثر من 1.2 مليون دون سن الـ 18 سنة، لم يتمكنوا حتى من رؤية أجساد ذويهم الذين استشهدوا، متسائلًا: «كيف سيكون هؤلاء في المستقبل؟».

واستكمل ضياء رشوان بأن لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، قال لإسرائيل إن الاستمرار في القصف قد يعطي نصرًا تكتيكيًا، لكن سيعطي هزيمة استراتيجية، معقبًا بأن هذه هي الهزيمة الاستراتيجية، فكل هؤلاء الأطفال سيجعلون الصراع لن يُطفئ، وسيُغذى بدماء من استشهدوا، وسيكونون أشرس فيما بعد، لا سيما أن أطفال الشعب الفلسطيني لن يتسامحوا مع أحد بعد ما رأوه، في البرد والمطر والخيام، وانعدام الغذاء، والبيوت، مبينًا أن هذا العدوان لو لم يقترن بأمل وحل وهوية ودولة الشعب الفلسطيني المستقلة، فإن المستقبل سيكون أسوأ مما تتخيل إسرائيل، وسينتظرها أجيال من الفلسطينيين، ومئات الملايين من أجيال العرب أطفال وشباب لم يكونوا يعرفون شيئًا عن القضية الفلسطينية، بينما اليوم يقودون التفاعل على التواصل الاجتماعي، وحملات المقاطعة، قائلًا: «هؤلاء أجيال المستقبل».

وتابع: «لو إسرائيل حريصة على المستقبل عليها أن تحل اليوم القضية الفلسطينية، إسرائيل هُددت بعد يوم 7 أكتوبر في أمنها الداخلي، في 1973 هُددت في فكرة الجيش القادر على هزيمة الجيران، والجيش القادر على الردع "راح"، وبعد 7 أكتوبر 2023 الكيان الإسرائيلي الآمن انتهى، واليوم يوجد 350 ألف نازح إسرائيلي، وكلمة نازح لم تكن موجودة إلا للفلسطيني أصبحت الآن للإسرائيلي الذي نزح من مستوطنات غلاف غزة والجليل الأعلى، وتوجهوا إلى إيلات».

وذكر أن معاناة النازحين الفلسطينيين مع الظروف المناخية القاسية التي يفرضها فصل الشتاء تفاقمت، إلى جانب تزايد تفشي الأمراض المعدية، في ظل الظروف الإنسانية المزرية ووضع أصبح جحيما بحسب المسؤولين الأمميين، بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، إذ حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من صعوبة إدارة الصرف الصحي في أماكن الإيواء المكتظة، مبنيًا أنه مع الفيضانات وتراكم النفايات، تؤدي تلك الظروف إلى انتشار الحشرات والبعوض والفئران، مما يسفر عن تفاقم مخاطر انتشار الأمراض، مشيرًا إلى توثيق 360 ألف حالة إصابة بأمراض معدية في الملاجئ.

مضامين الفقرة الثالثة: ميثاق الأمم المتحدة

أوضح السفير معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، مدى إمكانية تعديل الميثاق العام للأمم المتحدة، قائلًا إنه يمكن تعديل الميثاق العام للأمم المتحدة، وقد حدث ذلك في منتصف الستينيات من القرن الماضي، حيث تم تعديل الميثاق من أجل توسيع عضوية مجلس الأمن من 11 عضو إلى 15، وتم تعديله بعد ذلك لأجل توسيع عضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف أن كل ذلك كان لا يمس مصالح الدول الخمس الكبرى، لافتًا إلى أن الجمعية العامة هي التي صنعت الأمم المتحدة ووضعت ميثاقها، ثم أعطت حق التعديل لنفسها بشرط موافقة مجلس الأمن الذي يضم خمسة أعضاء دائمين يملكون حق الفيتو، مؤكدًا أنه لن يحدث تعديل جوهري في مجلس الأمن. وأشار إلى أنه من الممكن أن يحدث تعديل في عدد العضوية، لكن التعديل مرفوض بالنسبة للفيتو.

مضامين الفقرة الرابعة: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي

قال المفكر السياسي الدكتور علي الدين هلال، إن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، حول ضرورة توقف إسرائيل عن القصف العشوائي بقطاع غزة، يأتي في سياق دعمه للكيان الصهيوني. وأضاف أن أي خلافات بين إسرائيل وأمريكا تأتي في سياق الدعم، وأشار إلى أن أهم نقاط الاختلاف بينهما على مدة الحرب، مبينًا أن إسرائيل تريد للحرب أن تستمر شهورًا، وأمريكا تريد إنهاءها خلال أسابيع. ولفت إلى أن الخلاف الآخر، يدور حول شكل نظام الحكم في إسرائيل، رغم أن أمريكا تدرك أن الحكومة لا تبقى إلا بأغلبيتها في الكنيست، لو خرج أي منها ستنهار الحكومة.

وأردف أن الخلاف الثالث يتعلق بسلوك المستوطنين، مبينًا أن أمريكا منعت 14 ألف بندقية جرى التصديق عليها حتى تتأكد أن البنادق لن تسلم لمستوطنين، لأنهم قاموا بأعمال إجرامية في الضفة الغربية، منوهًا بأن المملكة المتحدة قامت بنفس ردة الفعل الأمريكي، منوهًا بأن فرنسا أصدرت بيانًا تدعو إسرائيل لمراجعة سلوك المستوطنين.

أبرز تصريحات ضياء رشوان:

لو ستعلن إسرائيل حماية الصحفيين الأجانب بالتأكيد دخول الصحفيين الأجانب سيكون متاحًا عبر معبر رفح، لكن إسرائيل لم تعط أي تأمين ولا تعهد ولن تعطي بذلك.