تايمز أوف إسرائيل: «وفجأة حلَّ الظلام».. قتل الجيش المأساوي للرهائن يُمثل ضربة جديدة مفجعة
التاريخ : الأحد 17 ديسمبر 2023 . القسم : أمني وعسكري
تتابع الصحافة الإسرائيلية ما وصفته بالفاجعة الجديدة التي قُتل فيها ثلاث من الرهائن الإسرائيليين برصاص الجيش الإسرائيلي نفسه في غزة.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تقريرًا أعدَّه ديفيد هوروفيتز يستعرض الواقعة التي وصفها بفاجعة القتل المأساوي لثلاث رهائن في غزة.
ويلفت الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي بات يعرف الآن مدى خطورة وتعقيد الحرب ضد حماس على أرضها في غزة. وكان الجيش يعرف مع ذلك أنها كانت حربًا كان لا بد من خوضها بعد 7 أكتوبر - حرب لم تكسبها إسرائيل بعد - للتأكد من أن حماس لا يمكنها ذبح الإسرائيليين مرة أخرى.
لـــكن ما أظهره يوم الجمعة هو أن الجيش الإسرائيلي لم يعترف بكل بُعد ممكن للخطر والتعقيد الذي يواجهه في غزة.
يُقاتل الجيش منذ 10 أسابيع، ودخلت القوات البرية غزة منذ سبعة أسابيع. وكل ثانية من كل دقيقة من كل ساعة، يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع، كانت حياتهم ولا تزال في خطر محدق.
وقالت الصحيفة إن الجيش قتل حوالي 7000 مسلح من حماس، لكن حوالي 120 جنديًا لقوا حتفهم في العملية البرية. لقد قُتلوا بنيران صواريخ قريبة المدى، وقتلوا في مبانٍ مفخخة وانفجارات من الأنفاق المفخخة، وقتلوا في حوادث نيران صديقة، وقتلوا على يد مسلحين يخرجون من العدم - رجال يرتدون ملابس مدنية يظهرون فجأة مع أسلحتهم الفتاكة.
تفاصيل مؤلمة
لكن، وفقًا للضابط الكبير في الجيش الإسرائيلي الذي أطلع الصحفيين يوم السبت على الحادث الرهيب، جنود الجيش لم يجري تحذيرهم مسبقًا من إمكانية ظهور الرهائن أمامهم عندما اطلقو النيران بالخطأ على ثلاثة رهائن إسرائيليين في شمال غزة صباح الجمعة.
تسلسل مفجع
في هذه المرحلة، أعلن الجيش عن النتائج الأولية فقط فيما يتعلق بالتسلسل المفجع للأحداث التي شهدت قيام الجنود بإطلاق النار وقتل الرهائن الثلاثة.
ويقال إن التحقيق الأولي وجد أن الجنود الذين أطلقوا النار فعلوا ذلك في انتهاك لبروتوكولات الجيش الإسرائيلي، وأن الرهائن الثلاثة الذين هربوا أو تركهم خاطفوهم كانوا شبه عراة ويلوحون بعلم أبيض ولكنهم اشتبهوا في أنهم إرهابيين، وأنه بعد مقتل اثنين وفرار الثالث، ويبدو أنه أصيب، سُمع هذا الرهينة الثالث وهو يبكي ويطلب المساعدة بالعبرية قبل ظهوره مرة أخرى، لكنه قُتل بالرصاص. وقبل يومين، رُصدت رسالتان استغاثة لثلاثة رهائن باللغة العبرية كُتبت على مبنى قريب.
وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التي وجهها عديد من الإسرائيليين لما يرون أنه فشل الحكومة في الوفاء بتعهدها ببذل كل جهد ممكن لإعادة الرهائن إلى الوطن، وإعطاء الأولوية لمصيرهم، بما في ذلك من خلال أي صفقة ممكنة مع خاطفيهم.
ووفقًا للصحيفة، ففي الساعات التي مرت منذ تلقي الخبر المرير، يُطالب محتجون ومتظاهرون في تجمع حاشد في ساحة الرهائن في تل أبيب مساء السبت، الحكومة بالتصرف السريع.
تعميق الانقسام
وتلفت الصحيفة إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية كانت في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير شعبية قبل الحرب، وفقدت ثقة أغلبية الشعب الإسرائيلي في أعقاب كارثة 7 أكتوبر، ولم تستعد ثقة الجمهور - بما في ذلك بسبب رفض نتنياهو تحمل المسؤولية الشخصية عن الفشل في منع غزو حماس، وبسبب ضعف حكومته.
وأضافت الصحيفة أن مأساة يوم الجمعة سوف تُعمق بعض الانقسامات داخل إسرائيل - الحتمية على الصعيد الوطني لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، أحياء، وهو الأمر الذي زاد تعقيده الآن بسبب سخرية حماس التي يمكن التنبؤ بها وتعنتها في الاستفادة من إطلاق سراحهم.
تطالب حماس بشروط منذ انهيار الهدنة الأخيرة في نهاية نوفمبر والتي، كما أشار نتنياهو، لا يمكن لإسرائيل قبولها - وهي شروط تتجاوز تبادل «الكل مقابل الكل» الذي يتضمن إطلاق سراح جميع سجناء الأمن الفلسطينيين. وتشمل شروط حماس إنهاء الحرب - أي فرصة البقاء والعودة لتنفيذ المزيد من المذابح حتى تتمكن في نهاية المطاف من تدمير إسرائيل.
يتشاطر الكثير من الجمهور اقتناع القيادة السياسية والعسكرية بأن الضغط المستمر الذي يمارسه الجيش في غزة ليس فقط الوسيلة الوحيدة لهزيمة حماس ولكن أيضًا أفضل وسيلة لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن مع تناقص الخيارات أمام حماس. لكن الحجة القائلة بأن «العمليات العسكرية وحدها لن تعيد الرهائن إلى الوطن»، التي بدأ المحتجون يقدمونها ليلة السبت، بدأ يتردد صداها أيضًا.