ذا هيل: بعد فشل استراتيجيته.. يتعين على نتنياهو إعادة النظر في أولوياته وإعادة الرهائن إلى الوطن

التاريخ : السبت 23 ديسمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

نشر موقع ذا هيل الأمريكي مقالًا للكاتب دوف زاخيم، مستشار أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، يستعرض فشل النهج الحالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي وفشله في تحقيق أهدافه وضرورة تغيير أولوياته.

وأشار الكاتب في مستهل مقاله إلى الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل لصفقة جديدة بشأن الرهائن ومنها وصول رئيس حركة حماس إسماعيل هنية إلى مصر ولقائه المسؤولين المصريين، ولقاء مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيع في وارسو، وكذلك الاجتماع مع رئيس الوزراء القطري قبل لقاء بيرنز مع نتنياهو في 18 ديسمبر.

ويعتقد المراقبون أن فورة النشاط الدبلوماسي الجارية ستؤدي إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن دفعة جديدة من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية مقابل ما يصل إلى ٤٠ رهينة لدى حماس.

ومع ذلك، حتى مع اقتراب صفقة الرهائن، يواصل نتنياهو التأكيد على أن هدفه الأساسي هو تدمير حماس وأن الضغط العسكري على ساحة المعركة فقط هو الذي سيجبر الحركة على الموافقة على اتفاق جديد.

فشل استراتيجية نتنياهو

ويلفت الكاتب إلى أن إسرائيليين كُثر يشككون بحق في نجاعة تلك الاستراتيجية. وعلى الرغم من احتلال إسرائيل لشمال غزة، واختراق قواتها لجزء كبير من جنوب غزة، فضلًا عن قصفها المستمر التي خلفت آلاف القتلى وتشريد آلاف آخرين، لا تظهر حماس أي علامة على الاستسلام. والواقع أن كل من حماس والجهاد الإسلامي لا يزالان يطلقان الصواريخ على القرى والبلدات والمدن الإسرائيلية.

وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أن عائلات الرهائن كانت غاضبة من الطريقة التي نظم بها نتنياهو وفريقه اجتماعه في 19 ديسمبر مع عدد محدود فقط من العائلات. وجادلوا بأن هدفه الأساسي هو تجنب عاصفة الانتقادات التي ميزت لقائه السابق مع عائلات الرهائن.

واتهمت العائلات التي لم تُدعى للاجتماع نتنياهو بالعمل فقط لإطلاق سراح الرهائن «على دفعات» وليس كمجموعة بأكملها، حتى تتمكن من مواصلة الهجوم الإسرائيلي بينما يظل ما يقرب من 100 رهينة في أيدي حماس.

ضرورة إعادة ضبط الأولويات

ويرى الكاتب أن تصميم نتنياهو على المضي قدما في الحرب، حتى في الوقت الذي يقبع فيه الرهائن الإسرائيليون في أسر حماس، يعكس الآراء والضغوط التي فرضها عليه حلفاؤه اليمينيون المتطرفون. ويطالب هؤلاء المتطرفون بالقضاء التام على حماس، بغض النظر عن عدد القتلى من سكان غزة. وهم يسعون إلى إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة الذي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005.

ويبدو أن رغبة الرئيس جو بايدن ومسؤوليه بضرورة تخفيف إسرائيل من حدة عملياتها العسكرية والتخلي عن أي فكرة عن البقاء في غزة لم يكن لها تأثير يذكر على خطط رئيس الوزراء.

ومع ذلك، يمكن القول إن إسرائيل لا يمكنها القضاء على حماس - أو أي منظمة راديكالية من المرجح أن تنشأ مكانها - إذا استمر الفلسطينيون في الشعور بأنه ليس لديهم احتمال أن تكون لديهم دولتهم الخاصة. ومهما تكن حملة القصف الإسرائيلية المكثفة والعمليات البرية، فإنها لن تسحق الشعب الفلسطيني. وعلى العكس من ذلك، لن يؤدي ذلك إلا إلى زيادة تطرف سكان غزة، وشبابهم على وجه الخصوص.

ومع ذلك، أوضح نتنياهو أنه يعارض حل الدولتين على الرغم من حث بايدن على ذلك. ويدرك رئيس الوزراء أن أي قول يتعلق حتى بالاحتمال البعيد لدولة فلسطينية سيؤدي إلى سقوط حكومته - مما يعرضه للسجن المحتمل من إدانته بتهم فساد.

وبغض النظر عن مخاوفه الشخصية، فقد حان الوقت لنتنياهو لإعادة ضبط أولوياته. وينبغي ألا يكون هدفه الرئيس توسيع نطاق العمليات العسكرية في غزة، وينبغي ألا يدخر جهدًا في سبيل الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين.

ويختم الكاتب بالقول إن رئيس حماس يطالب بوقف مستدام لإطلاق النار. وهذه هي مناورته الافتتاحية، ومن المؤكد أن بيرنز والمفاوضين الآخرين سيحصلون على شيء أقل من ضمان تسامح إسرائيل مع حكومة حماس على نحو دائم في غزة. ومع ذلك، إذا كانت صفقة إطلاق سراح جميع الرهائن تتطلب وقفًا أطول لإطلاق النار من الهدن القصيرة، فليكن ذلك. الوقت ينفد على صحة الرهائن البدنية والنفسية، ويجب أن يعودوا لديارهم.