كلمة أخيرة: لميس الحديدي تكشف سهولة حصولها على تصاريح زيارتها لـ «بيت لحم» وتناقش إلغاء احتفالات ميلاد المسيح والجدار العازل الإسرائيلي

التاريخ : الاثنين 25 ديسمبر 2023 . القسم : إقليمي ودولي

مضامين الفقرة الأولى: ذكرى ميلاد المسيح

خصصت الإعلامية لميس الحديدي، حلقتها التي قدمتها من مدينة بيت لحم الفلسطينية، وقالت إن مدينة بيت لحم يكسوها الحزن، إذ لا توجد أضواء ولا شجرة لعيد الميلاد مضاءة، وكذلك المحلات مغلقة؛ حزنًا وألمًا على ما يجري على بعد كيلو مترات من قطاع غزة الذي شهد نحو 20 ألف شهيد، 70% منهم من الأطفال. وأضافت أن بيت لحم تضم كنيسة المهد، وهي أقدس وأقدم كنيسة في العالم، إذ وُلد بها السيد المسيح، وخرجت السيدة مريم مع المسيح برفقة يوسف النجار إلى مصر هربًا، وقالت إنها تُقدم اليوم حلقتها من مهد المسيح التي كان يجب أن تكون في أفضل حالاتها في هذا الوقت؛ لكن الحزن يكسو مدينة المسيح.

وعرض البرنامج، مقطع فيديو لرحلة المذيعة إلى مدينة "بيت لحم" الفلسطينية، إذ بدأت من مطار القاهرة إلى عمان ثم جسر الملك حسين، وحصلت على تراخيص من السلطة الفلسطينية. وقالت: «وصلنا إلى بيت لحم عبر رحلة من مطار القاهرة إلى عمان ثم جسر الملك حسين وهو المخصص لعبور العرب الفلسطينيين، حيث كان جسرًا خشبيًا قديما ثم أصبح جسرًا حديديًا، ثم بني بشكل جسر أسمنتي، وهو الجسر الذي شهد عبور آلاف الفلسطينيين في أعقاب نكبة 1948 عبرنا الحدود الأردنية والضفة الغربية عبر منطقة التفتيش الإسرائيلي». ونوهت بأنها لم تستغرق وقتًا طويلًا في رحلتها من عمان حتى بيت لحم لأنها صحفية، حيث استغرقت 3 ساعات ونصف فقط، وحصلت على تراخيص مسبقة لكن في المقابل المواطنين قد يمكثون في هذه الرحلة أكثر من ذلك بسبب التعنت الإسرائيلي.

وتحدثت المذيعة عن أنه قبالة كنيسة المهد من الجهة الجنوبية، يوجد مسجد "عمر بن الخطاب"، ويقال إنه أقيم في المكان الذي صلى فيه عمر بن الخطاب رابع الخلفاء الراشدين عندما زار مدينة بيت لحم في 637، حيث أذن وهو في كنيسة القيامة مع صفرونيس، ولكنه رفض الصلاة في كنيسة المهد حتى لا تكون ذريعة للمتعصبين ليتخذوها مسجدًا ويغتصبوها منهم، كما تحدثت المذيعة عن شارع "النجمة"، الذي يعد أحد أقدم شوارع مدينة بيت لحم، وكان يسمى بـ "الطريق السلطاني"، إذ سلكه يوسف النجار ومريم العذراء إلى كنيسة المهد، كما سلكه السلطان العثماني من القدس إلى بيت لحم، ويمتد من دوار العمل الكاثوليكي إلى ساحة كنيسة المهد.

وقال الفنان الفلسطيني طارق سلسع، إن المجسم الذي وضع محل شجرة الميلاد في مدينة بيت لحم بعد إلغاء الاحتفالات بعد الحرب على غزة هو بمثابة رسالة للعالم حول ما حل بقطاع غزة من دمار، وهذه المجسمات تحمل رسالة للعالم بأن قوات الاحتلال تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم. وتابع: «أردنا أن نري الناس أنه بسبب الاستيطان المتتالي على مدار العصور كل الناس، وكل من عاشوا على هذه الأرض بداية من الكنعانيين وحتى العائلة المقدسة، جميعهم شهدوا معاناة قتل وإجرام استعماري بسبب أطماع متتالية على مدار عصور في هذه الأرض». وشرح فكرة المجسم قائلًا: «مغارة بشكل خارطة غزة، وهي ردم سقط على الأرض ومريم العذراء بشكل مختلف تحاكي شكل أمهات الشهداء تبكي الأطفال والشهداء الذين سقطوا، مضيفًا أن الجميع يشعر بالألم»، قائلًا: «حتى عندما نأكل نشعر بالذنب بسبب ما يتعرض له الناس في غزة، وحتى عندما ننام نشعر بخيانة لهم». وأردف بأن مجسم ميلاد تحت الأنقاض رسالة للعالم عما يحدث في غزة، وفكرة مجسم ميلاد تحت الأنقاض جاءت من البيئة المحيطة، حيث تم استبدال نجمة الميلاد في ساحة الميلاد بقذيفة.

وقال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، إن المدن الفلسطينية بما فيها مدينته، تستقبل عيد الميلاد بشكل مختلف عن الأعوام السابقة، بسبب العدوان الغاشم على قطاع غزة. وأضاف أن الضفة الغربية محاصرة عسكريًا من قبل الاحتلال، كما هو الحال في قطاع غزة، منوهًا بأن كل مداخل بيت لحم مغلقة، باستثناء المداخل التي يسيطر عليها جيش الاحتلال. وذكر أن قرار إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد، هو قرار شعبي نتيجة استطلاع لرأي الأهالي في المدينة، أجمع على إلغاء مظاهر الاحتفالات مع الحفاظ على روح العيد بإقامة الصلوات والطقوس الدينية، مؤكدًا أنه ليس قرار كنسيًا أو حكوميًا.

وأشار إلى أنه للمرة الأولى لا يكون هناك شجرة لعيد الميلاد، والتي تعتبر أحد المظاهر الرئيسية للاحتفالات، حيث يأتي الزوار العاديين والرسمين من أنحاء العالم كافة وسط حضور من القناصل ورئيس الوزراء، بالإضافة إلى أهالي المدينة، معقبًا: «بعد استطلاع الآراء أجمعت أنه لن يكون هناك عيد وسط هذا العدوان ووقع نسبة مرتفعة من الأطفال ضحايا لهذه الحرب، فهي حرب ضد المدنيين والأطفال». ولفت إلى الآثار الاقتصادية لهذا القرار على المحافظة، وأفاد بأن بيت لحم تعتمد بشكل كلي على القطاع السياحي، والذي توقف في أعقاب بداية الحرب على قطاع غزة، منوها بأن 70% من دخل المحافظة يأتي من قطاع السياحة، وهو ما تسبب في مأساة كبرى لسكان المدينة. وأفاد بأن رسالة عيد الميلاد من بيت لحم هذا العام، وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ انطلاقًا من أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وقال روبرت أبو منير، صاحب بازار بساحة كنيسة المهد في بيت لحم، إن ما يحدث في غزة أثر بشكل كبير على حركة البيع والشراء داخل ساحة كنيسة المهد. وأضاف أن شجرة الكريسماس في ساحة كنيسة المهد لن تضاء كما يحدث كل عام. وأشار إلى أن حجم المبيعات كان يتراوح من 300 إلى 400 دولار يوميًا، وبعد الحرب على غزة، أصبحت المبيعات صفر. وقال إنه ورث المهنة عن جده منذ الطفولة، مشيرًا إلى حفاظهم على قصة الميلاد من خلال قطع التماثيل، مبينًا أن شجرة الزيتون تعبر عن السلام، قائلًا: «نصنع التحف من أشجار فلسطين بعد قطف الزيتون».

وأكد راعي كنيسة المهد أنه لا توجد احتفالات هذا العام بسبب ما يحدث في غزة، متابعًا بأن الناس تُقتل في قطاع غزة؛ لذلك لا يوجد احتفالات. وأضاف أن الكنيسة هي أقدم كنيسة في العالم، وكل الطوائف المسيحية ممثلة في كنيسة المهد، وتحتفل فيها بعيد الميلاد. وتابع بأن من منطقة بيت لحم هربت العائلة المقدسة إلى مصر، وهيرودس قتل 14 ألف طفل بحثًا عن المسيح، لافتًا إلى أن نجمة ميلاد المسيح الأصلية والمزود الأصلي موجودتين حاليًا في روما. وذكر أنه جرى تصغير الباب لأن الكنيسة مكان مقدس، وأي شخص يدخل، وأيقونات الكنيسة تحكي قصص الكتاب المقدس. ولفت راعي كنيسة المهد إلى أن كنيسة المهد بناها الملك قسطنطين وهي أول كنيسة تُبنى في العالم. وأكد أن الفُسيفساء في الكنيسة موجود منذ عام 325، وهذا أمر نفتخر به.

وقال الأب عيسى ثلجية، كاهن رعية الروم الأرثوذكس في كنيسة المهد ببيت لحم، خلال جولة داخل كنيسة المهد، إن رسالة عيد الميلاد هي السلام والمحبة رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، من حروب وصعوبات وقتل، وإنها رسالة أمل ومحبة وسلام، وتعكس روح الميلاد الذي حدث في بيت لحم، رغم الظروف الصعبة التي أحاطت بميلاد المسيح.

وأردف بأن المدينة كاملة حزينة فالوضع القائم أن الأطفال يقتلون يوميًا، مبينًا أن هؤلاء الأطفال الذين لا يملكون الفرحة في الأعياد والمدينة حزينة، ولكن رسالتنا من كنيسة المهد أن نطلق رسالة أمل وسلام رغم الحزن والألم والدمار، لكن يبقى بصيص من النور أو الشعاع الذي يخرج من مغارة الميلاد. وذكر أن كنيسة المهد هي مكان مولد السيح، والمهد أقدم كنيسة في العالم إذ انطلقت منها رسالة المحبة والسلام وبنتها الملكة هيلانا وابنها قسطنطين، والناس تأتي إليها من كل العالم لأخذ بركة المسيح.

وحول صغر حجم باب "التواضع"، قال إن المعمار الكنسي في البناء الأول كان الباب كبير جدًا؛ لكن في الفترة العثمانية جرى تصغيره لمنع دخول الناس بالحمير والجمال؛ احترامًا لقدسية المكان حيث يجب أن يكون مكان للتواضع؛ لذلك سمي بباب التواضع، حيث يجب أن يكون الإنسان في وضع الانحناء في أثناء دخوله. وأردف بأن أسباب تصغير الباب من أهمها هو أن كل مؤمن سوف ينحني لاحترام مكان ميلاد يسوع المسيح.

ونوه بأن الأوقات العصيبة التي تشهدها المدينة الحزينة هذا العام مع العدوان الإسرائيلي على غزة بما يعكس الأوقات الحزينة التي تعيشها كنيسة المهد وبيت لحم عامة، ونحن أهل المدينة نرتكز على قطاع السياحة.

وحول التوأمة بين بيت لحم والقدس، قال إن الحجيج لهم مواسم معينة إذ كل الحجاج يأتون إلى بيت لحم ثم إلى القدس لزيارة كل الأماكن المقدسة، حيث يجب عليه أن يزور كل الأماكن التي سار فيها السيد المسيح، مبينًا أن ثمة فارق بين كنيسة القيامة، والمهد، فالأخيرة ولد بها المسيح، والأولى صُلب فيها. ولفت إلى أن الكنيسة تعرضت للتدمير على يد السامريين عام 520 ميلادية، وبعد ذلك أعاد الإمبراطور جستنيان الأول بناء كنيسة المهد على نفس موقعها القديم، ولكن بمساحة أكبر، وكان ذلك في عام 535.

وكشفت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، عن أعداد السياح الوافدين إلى بلادها قبل العدوان الإسرائيلي على غزة، موضحة أنه وصل إلى 2.3 مليون سائح منذ بداية العام حتى سبتمبر الماضي. وأوضحت أنه كان متوقعا أن تبلغ أعداد السياح هذا العام 3.5 ملايين سائح، وهي النسبة التي تحققت قبل جائحة كورونا، مضيفة أن قطاع السياحة توقف حاليًا في ظل إغلاق الفنادق بشكل كامل، وعدم وجود سياح وافدين بعد إلغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وأفادت أن قطاع السياحة الفلسطيني يسهم بنسبة 16% من الدخل القومي للاقتصاد، حيث تستقطب مدينة بيت لحم الشريحة الأكبر من السياح، موضحة أن هناك 200 فندق بفلسطين، وحوالي 105 في مدينة بيت لحم وبيت جالا وبيت السحور، كما يبلغ عدد العاملين بالقطاع السياحي حوالي 38 ألف موظف. وتابعت: «كان لدينا أعداد كبيرة من الزوار إلى بيت لحم في ديسمبر الماضي، من كل المحافظات والآن تقريبًا لا يوجد»، معقبة: «العالم كله يحتفل بأعياد الميلاد في هذا التوقيت من العام، باستثناء مدينة المسيح بيت لحم».

وقال الدكتور خليل شوكة، المؤرخ الفلسطيني، إن جزء من دخل مدينة بيت لحم يعتمد على السياحة، التي توقفت بعد أحداث الحرب على غزة، وتحدث عن وجود نظام حارات عثماني في مدينة بيت لحم بفلسطين كان هدفه دفاعي في المقام الأول.

مضامين الفقرة الثانية: الجدار العازل الإسرائيلي

كشف مازن العزة، القيادي بالمبادرة الوطنية الفلسطينية، عن الهدف من إنشاء الجدار العازل، الذي شيده الاحتلال في عهد حكومة أرئيل شارون عام 2002. وأوضح أن هذا الجدار العازل استهدف قطع أوصال المدينة، وعزلها عما وصفه بتوأمها الروحي "القدس"، مضيفًا أن مزاعم حكومة الاحتلال حول إنشاء هذا الجدار؛ لتقليل العمليات الفدائية وعزل المدن الفلسطينية عن الداخل الفلسطيني أكذوبة كبيرة. ولفت إلى أن الجدار البالغ طوله 89 كيلو مترًا يقطع كل أوصال المحافظة ويعزل الأرياف والقرى الفلسطينية كافة، عن المدن، إلى جانب اقتطاعه أكثر من 30% من أراضي بيت لحم والعدد من أراضي القرى المحيطة بالمحافظة. وأشار إلى أن هناك منظومة كاملة تسمل الجدار والمستوطنات والطرق الالتفافية، والتي تستهدف منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، من خلال تفتيت الأرض وتمزيق الأسر، وحرمان الفلسطينيين من الوصول لأراضيهم وتقييد حركتهم داخل مناطقهم.

وحول أوضاع المخيمات داخل المحافظة، ذكر أن هناك 3 مخيمات وتبلغ نسبة السكان بها 30% من النسبة الإجمالية لسكان المحافظة، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحرقة لم يشهدها التاريخ الحديث، في ظل قتل عشرات الآلاف من المدنيين، هذا إلى جانب تعرض الفلسطينيين للقتل والإبادة الجماعية في الضفة.

وعن الخط الأخضر، قال إن الخط الأخضر مقصود به المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1948 وهو خط الهدنة حيث احتلت الضفة الغربية عام 1967 وما قبل ذلك يسمى الخط الأخضر ومن ضمن الأكاذيب التي تروج أن الجدار الفاصل موجود على الخط الأخضر، وهذا غير صحيح، بل هو موجود في منتصف الضفة الغربية، حيث اقتطع مساحات شاسعة من الضفة الغربية.

وذكر أنه في عيد الميلاد، بيت لحم حزينة، وتتعرض بشكل يومي للاضطهاد من قبل قوات الاحتلال، وفي كل لحظة تشهد المحافظة اعتقالات وجزء كبير من السكان محرومين من العمل، والحصول على الغذاء؛ نتيجة القمع والحصار الاقتصادي الذي تشهده المحافظة.

أبرز تصريحات لميس الحديدي:

رحلتي إلى بيت لحم لم تستغرق وقتًا طويلًا، وحصلت على تراخيص مسبقة من السلطة الفلسطينية.