الشاهد – محمد الباز – حلقة السبت 17-06-2023
التاريخ : الأحد 18 يونيو 2023 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: شهادة المخرج مجدي محمد علي على أحداث 30 يونيو
رأى المخرج مجدي أحمد علي، أن تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كان بداية مظلمة، وإعلان اختطاف الثورة بالكامل. وذكر أن ثورة 30 يونيو اندلعت للاحتجاج ضد تغيير نمط حياة المصريين. وأضاف أن الشعب المصري خلال سنة واحدة من حكم الإخوان وجد جحيمًا من سواد الأفكار وظلامية الحياة، فقرر أن ينتفض لنمط الحياة، مبينًا أنه لم تكن هناك ثورة على مدار التاريخ اعتراضًا على فكرة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري له هويته التي شكَّلها عبر طبقات التاريخ المختلفة.
وأضاف أنه كانت هناك حالة من التربص من أنصار الجماعة قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة. وذكر أنه في لحظة شعر ببعض الارتياح لنجاح محمد مرسي خوفًا على الوطن من الفوضى، لكن الإخوان ليس لديهم تصور للديمقراطية. وبيَّن أن أنصار الإخوان كانوا سيحرقون الدولة في حالة عدم فوز مرسي بالرئاسة.
وأردف أن الصورة الذهنية لديه في لحظة وصول الإخوان للحكم تشكلت في جمعة قندهار بميدان التحرير، حيث شعر أن المصريين مقبلون على أيام مظلمة، مبينًا أن جمعة قندهار هي التي نزل فيها كل التيارات إلى الشارع، مضيفًا أنه شعر بالشفقة على هذه التيارات لأنهم لا يعلمون ما ينتظر هذا الشعب، منوهًا بأنه كان من المتشائمين عندما قيل إن الإخوان سيحكمون مصر 500 سنة، مؤكدًا أن الإخوان اخترقت المؤسسات التنفيذية والقضائية.
وأشار إلى أن الإخوان لم يؤمنوا بالديمقراطية والفوز والخسارة. وأضاف أننا شاهدنا تصريحات غير مسبوقة من أنصار الجماعة عن الفن والتاريخ والتراث.
ورأى أن دور القوات المسلحة في 30 يونيو كان شديد الحكمة، في ظل أن الدولة تسير في طريق مظلم، ومجلس الشعب أصبح يضم مجموعة غريبة من النواب، مع سيطرة من كل الجماعات، وبات هناك تواطؤ ضد الشعب، حتى أصبح واضحًا للعيان ولكل ذي بصيرة أن محمد مرسي لا يحكم، وأن هناك جماعة هي من تملي عليه قراراتها، وأناس تدعي أنهم مستشارون قضائيون يؤلفون دستورًا على مقاسهم.
وذكر أن من الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان، استضافة كل قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في استاد القاهرة في أثناء الاحتفالات بذكرى انتصار 6 أكتوبر، بالإضافة إلى قطع العلاقات مع سوريا وإرسال متطوعين إليها. وأشار إلى أن هذه الأحداث كانت ملمحًا أن 30 يونيو لحظة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني.
وذكر أن اعتصام الفنانين والمثقفين بدأ بمجموعة من الرواد والشباب، كان منهم بهاء طاهر، وفتحية العسال، بالإضافة إلى أسماء غير معروفة، مبينًا أن موظفي وزارة الثقافة لم يستطيعوا منع المعتصمين.
وأشار إلى أنه لم يمنعهم أحد من الاعتصام في بدايته، وبعدها أعلنوا عن الاعتصام، مبينًا حماية الشرطة الموجودة خلال الاعتصام لهم، ما تسبب في زيادة أعداد المعتصمين، مشيرًا إلى أن الاعتصام بدأ يوم 5 يونيو بالاحتجاج على علاء عبد العزيز وزير الثقافة الإخواني وتطور بالمطالبة بعزل النظام، مشيرًا إلى أنهم تنبأوا أن يوم 30 يونيو النظام سيغادر، لافتًا إلى أن الثورتين اللتان جرى تحديدهما هما ثورتا 25 يناير، و30 يونيو وعُزل النظام فيهما.
وذكر أن أحد أعضاء جماعة الإخوان تفاوض معهم في وزارة الثقافة إبان الاعتصام. وأضاف أنه حضر اجتماع التفاوض مع بهاء طاهر، والفنان سامح الصريطي، وعرض عليهم وقتها عودة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وأحمد مجاهد، بعد طردهما من الوزارة مقابل أن يُفض الاعتصام، ويُنظم مهرجان للسينما، لكن رُفض العرض. وتابع أنهم طالبوا برحيل النظام بعد 10 أيام من بدء الاعتصام، وحينها أدرك في هذه اللحظة ضعف نظام مرسي والإخوان، مضيفًا أنه بعد 15 يومًا جاء الإخوان بأعداد غفيرة، وعلى رأسهم أحمد المغير، مبينًا أن المعتصمين الشباب خرجوا من الوزارة، وكل الرجال والسيدات بالداخل يهتفون، منوهًا بأن الشرطة كانت بيننا وبينهم ومنعت العنف لأنهم كانوا مسلحين. وأشار إلى أن الإخوان أدركوا استحالة فض الاعتصام، مبينًا أن ضرب الإخواني أحمد المغير أمر لن ينساه، منوهًا بأنهم رددوا حين مغادرة الإخوان للوزارة: "مع السلامة يا بو عمة مائلة".
ولفت إلى خروج الفنانين والمثقفون خارج وزارة الثقافة، لتنظيم مسرح، تُعرض عليه فرق الأوبرا، وفرق رقص شعبي، وعلي الحجار. وأعرب عن سعادته برمي المواطنين بالشكولاتة من البلكونات على المعتصمين، مؤكدًا أن الاعتصام تحول إلى رمز للتحدي، لا سيما أن الوكالات الإخبارية كانت تنقل الأحداث من هناك.
وذكر أنه في اجتماع يوم 23 يونيو طالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة، مبينًا أنه في ذلك الوقت بدأت مطالب تمرد تكون اتجاهًا للدولة، وبدأت تحركات الدولة، قائلًا: «شعرنا بالأمان، والشرطة أعلنت أنها لن تحمي مقرات الإخوان، ولم يكن لديهم رغبة بالاقتحام»، مشيرًا إلى أن ذلك الإعلان كان بمثابة طمأنة لهم.
وأضاف أن الإعلان الدستوري كان بداية نهاية مرسي. وأشار إلى أنه كان يرى أنه من المستحيل أن دولة مثل مصر ينهزم فيها قوتان رئيسيتان غير الشعب، هما الجيش والشرطة، مبينًا أنه كان لديه اطمئنان أن الإخوان لن يستمروا؛ لكنه لم يتخيل أن يكون سقوطهم خلال سنة واحدة.
وذكر أن ثورة الشعب ضد الإخوان في 30 يونيو معجزة. وتابع أنه كانت لديه شكوك أنه في حالة نجاح ثورة 30 يونيو أنها ستكون ثورة غير مسبوقة في التاريخ، ونهاية للقضاء على التنظيمات الظلامية التي تعيد قمع الأفكار ونمط الحياة.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة استقبلت عددًا كبيرًا من الفنانين في 30 يونيو للمشاركة في المظاهرة وخرجوا جميعًا باللافتات وساروا في الزمالك، حتى وصلوا إلى كوبري قصر النيل. وأضاف أن الفنان خالد الصاوي كان يدعو الجميع إلى النزول، ولكن لم نكن مضطرين لدعوة الناس، لا سيما أن وجود الفنانين على رأس المظاهرات كانت سابقة. ولفت إلى أن الإخوان توقعت أن يكون عدد المتظاهرين من 40 إلى 50 ألف فقط، قائلًا: «حمدت الله أن منحهم عدم الإدراك وإنكار الواقع»، لافتًا إلى أن جوجل قدرت أعداد المتظاهرين بنحو 30 مليون مواطن ورأى أنه عدد غير مسبوق في التاريخ.
وذكر أن البعض في 30 يونيو كان يقول بوجود معلومات عن سقوط النظام، مشيرًا إلى أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 3 يوليو جعل المواطنين يصمدون في الميادين، مبينًا أنه كان له أصدقاء يجري اختطافهم ورميهم في القمامة، كما شُنت اعتقالات في نفق المترو بالإضافة إلى ممارسات التعذيب، قائلًا: «كنا قد دخلنا إلى كارثة، عندما يكون هناك شخص مثل محمد البلتاجي هو من يحكم فإننا أمام بداية أخرى شبه كارثية». وتابع: «عندما هزمنا الإخوان في البداية أغلقوا قصر النيل ونشروا أسلحة عبارة عن منجنيق، وكانوا ينظرون إلى المثقفين والفنانين بغرابة».
وأضاف أنه كان يتمنى رفض الإخوان لفكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة، قائلًا: «لم نكن نعلم ماذا سيحدث لو أنهم قبلوا الانتخابات الرئاسية المبكرة».
وتحدث عن أن الإخوان كانوا ضد الفن كله، وكذلك الفن الذي يضم شخصيات نسائية، ثم اعترضوا على تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية، قائلًا: «كانت توجد جلسة مع مشايخ كان من بينهم مشايخ في مؤسسات دينية بشأن تجسيد الأنبياء، وأتذكر وقتها أنني تساءلت هل يوجد في القرآن والسنة ما يمنع من تجسيد الأنبياء؟ فرد عليَّ أحدهم وقال لي لنفترض أن ممثل ما جسد شخصية من شخصيات الأنبياء ثم بعد ذلك جسد دور لشخصية سيئة، فقلت له الفنان محمود المليجي أدى دور الطيب والشرير والناس صدقته، فهذا تمثيل وليس الحقيقة». وشدد على أن الإخوان يعتقدون بأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، في حين أن الحقائق نسبية، وإذا لم تقتنع تستتاب وإذا لم تقتنع بعد الاستتابة تُقتل. ورأى أن عام حكم الإخوان كان في غاية الأهمية، حيث أدرك الشعب المصري البسيط بأن كل شعارات الإخوان أوهام.