مصر في نزاع مع المتحف الهولندي على التاريخ القديم

التاريخ : الاثنين 19 يونيو 2023 . القسم : ترجمات

سلّطت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير أعدّته مراسلتها في القاهرة فيفيان بي الضوء على غضب مصر من فكرة أن مصر جزء من أفريقيا والتي أثارها المتحف الوطني للآثار في ليدن بهولندا. وبحسب الصحيفة، فقد أعلن معرض متحف هولندي جديد أن "مصر جزء من إفريقيا"، الأمر الذي قد لا يفاجيء معظم الناس الذين رأوا خريطة للعالم على أنها بيان غير مثير للجدل.

لكن العرض في المتحف الوطني للآثار في ليدن يتجاوز الجغرافيا، إذ يستكشف تقاليد الموسيقيين السود - بيونسيه وتينا تورنر وناس وآخرين - ويستوحي الإلهام والفخر من فكرة أن مصر القديمة كانت ثقافة أفريقية. وقد جرى تأطير المعرض على أنه تصحيحي مفيد لقرون من المحو الثقافي للأفارقة، بحسب الصحيفة.

ومع ذلك، فإن ما قد يبدو تمكينًا في الولايات المتحدة ومحفزًا للفكر في هولندا هو لعنة على الحكومة المصرية وكثير من شعبها، الذين أغرقوا صفحات المتحف على فيسبوك وجوجل بشكاوى - أحيانًا عنصرية - حول ما يرونه على أنه الاستيلاء الغربي على تاريخهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن كثير من المصريين لا يرون أنفسهم أفارقة على الإطلاق، ويشبهون أكثر الدول ذات الغالبية العربية والإسلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وينظر كثيرون إلى المصريين ذوي البشرة الداكنة والأفارقة من جنوب الصحراء نظرة دونية. ويشعر البعض أن ثقافتهم وتاريخهم هي التي مُحيت في المسعى الغربي لتصحيح العنصرية التاريخية.

ونوّهت الصحيفة إلى غضب المصريين بعد الفيلم الذي بثته منصة نتفليكس والذي أظهر الملكة كليوباترا ببشرة سوداء، الأمر الذي اعتبره عديد من المصريين هجوما على التاريخ المصري القديم وتشويهًا لتراثهم.

وأشارت الصحيفة إلى تحرك الحكومة المصرية بمنع علماء الآثار الهولنديين من التنقيب في مصر، لافتة إلى أراء عدد من النواب والمسؤولين المصريين الذين يطالبون بإجراءات لمنع تلك الظاهرة.   

وتعتبر الاقتراحات القائلة بأن مصر القديمة هي سلف ثقافي للسود في العصر الحديث أمرًا محوريًا لبعض أشكال نزعة الأفروسنترال، وهي حركة ثقافية وسياسية نشأت للرد على الأفكار العنصرية والاستعمارية حول الدونية المفترضة للحضارات الأفريقية عن الحضارات الأوروبية. في هذه الرواية ، يمكن أن يفخر السود بجذورهم في المملكة القديمة التي بنت بعضاً من أعظم روائع العالم.

لكن في نظر المصريين، فإن هذا كله يضيف إلى إحساس عميق بأنه، تمامًا كما نهب الغربيون الآثار مثل حجر رشيد من مصر وحصلوا على الفضل في اكتشافها في القرون الماضية، فإنهم يستولون مرة أخرى على مصر القديمة من المصريين أنفسهم._