الشاهد – محمد الباز – حلقة الإثنين 19-06-2023

التاريخ : الثلاثاء 20 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: شهادة الكاتبة لميس جابر على أحداث 30 يونيو

قال الكاتب محمد سلماوي، رئيس اتحاد كتاب مصر السابق، إنه لم يقصد برواية "أجنحة الفراشة" التنبؤ بثورة 25 يناير أو تقديم رؤية تتحقق بعد ذلك، لافتًا إلى أنها بدأت بداية أخرى تمامًا وكان يرصد الوضع السياسي بمصر عام 2010، مبينًا أنه كان هناك إجماع من كل المحللين والسياسيين، أنه وضع غير قابل للاستمرار؛ لأنه لا توجد مقومات لاستمراره. وأضاف أن الرواية تسرد توالي الأحداث والوضع القائم في ذلك الوقت تطور في الرواية وفرض تطوراته وأحداثه، وأدت في النهاية بشكل حتمي إلى أن انفجارًا كبيرًا سيحدث، لكن الغريب هو شكل الانفجار والتصور أنه سيكون في ميدان التحرير، وأن الشباب هم من سيستخدمون وسائل حديثة ويطلبون من الجيش أن ينزل وينحاز لهذه الحركة. وتابع أن الجيش منذ نشأته وطني؛ لأنه لا أحد يتخيل أن يقف أمام الشعب ويقتل المتظاهرين، مبينًا أن كل هذا كان طبيعيًا في الرواية، ورؤية فنية نابعة من معطيات الموقف الدرامي، لافتًا إلى أنه مرت أسابيع ويفاجئ بما حدث في 25 يناير.

وأشار إلى أنه أصيب بدهشة غريبة، وارتياح في نفس الوقت، عند اندلاع ثورة 25 يناير، مؤكدًا أن الشخص عندما يكتب المشهد في رواية رغم أنه كان مشهدًا تخيليًا لكن في داخله يتمنى أن يتحقق لأن به خلاص للبلد ومحاولة لتحقيق الذات الوطنية والاجتماعية. وأضاف أن زملاءه الصحفيين كانوا يقولون له أنه الوحيد الذي لم تفاجئ بالثورة، ولكن عندما تكتب شيئا وتنزل الميدان وتجده حقيقة هذا شيء آخر. وأكد أن أجهزة الدولة وقتها كانت بطيئة لأن الرواية عندما تطرح لم يتم رصدها في نفس اليوم، وإنما ترصد بعد الكلام عنها ويتم التنبه لها، ولم تكن السلطات قد تنبهت لخطورة رواية "أجنحة الفراشة"، وكنت أشعر أن بها خطورة لأنها تتحدث عن سقوط نظام.

وأعرب عن عدم توقعه أن يسطو الإخوان على الثورة، مؤكدًا أن هذا كان قصورًا في رواية "أجنحة الفراشة"، لأنه كان طبيعيًا أن يسطو الإخوان، وعلل ذلك بأنه حين نسقط نظامًا دون وجود بديل قوي يقود هذا الزخم، ولم يكن هذا واضحًا لأنه لا يوجد أحزب سياسية قوية. وأضاف أنه في ذلك الوقت كان يوجد تنظيم قادر على الحشد ومنظم ومعتاد على السمع والطاعة ولديه قبول لدى الرأي العام الذي لم يجربه بعد، لأنهم كانوا يقومون بأعمال اجتماعية كان يجب على الدولة القيام بها. وتابع: «الناس قالت جربنا الاشتراكية والرأسمالية ودول ناس بتوع ربنا نجربهم، أكيد لن يكون هناك فساد وفوضى، ولكن التجربة أثبتت العكس». وأشار إلى أن الشعب كان أكثر وعيًا من الكاتب صاحب النبوءة في تفاعله مع الإخوان لأنه لو كان أكمل الرواية وأضاف لها فصل لا يمكن في أقصى درجات انتشائه أن يتخيل أن الإخوان سيغادرون الحكم خلال عام.

ولفت إلى أنه عندما جرى دعوته للمجلس الاستشاري مرة أخرى فوجئ بأنه كان يوجد محاولات لفرض رئيس إخواني أو يميل إلى الإخوان. وأضاف أن الذي كان متزعمًا هذا الاتجاه كان شخصًا قريبًا من الإخوان، وهو محمد سليم العوا، وكان يدعو إلى أن الدكتور أحمد كمال أبو المجد، وهو شخص قريب من فكر الإخوان، وكان شخصية محترمة وتلقى قبولًا للرأي العام وكذلك الإخوان، وكان متصور بأن هذا كارت رابح. وتابع بأنه ذهب لزيارة منصور حسن في بيته، وقال له إنه يشعر بأن أحمد كمال أبو المجد ليس مجرد شخصية محترمة، وإنما ما وراء هذا الاختيار من الممكن أن يؤثر في صورة المجلس ومجريات الأمور، ومن ثمَّ اقترح عليه أن يكون هو رئيس المجلس، وقد استجاب وقال له سيفكر في الموضوع، مبينًا أنه ذهب إلى عمرو موسى ووجده مرحبًا تمامًا بالفكرة، كما تحدث مع سامح عاشور وحسن نافعة، ومجموعة من المستنيرين داخل المجلس، واستطاعوا أن يختاروا منصور حسن رئيسًا للمجلس.

وأشار إلى أن جون كيري وزير خارجية أمريكا الأسبق، وقت أن كان رئيسًا للجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي، زار مصر زيارة مفاجئة بعد أن أعلن الإخوان عدم ترشحهم للرئاسة، واجتمع بمكتب الإرشاد. وأضاف أن موقف الإخوان تغير تمامًا بعد اجتماع كيري، وبدلًا من امتناعهم عن الترشح للرئاسة رشحوا اثنين، خيرت الشاطر ومحمد مرسي. وتابع أنه يبدو أنهم حصلوا على تأييد أمريكي بدعمهم خلال توليهم الحكم، قائلًا: «حين التقيت جون كيري على هامش مؤتمر بعد ذلك بسنوات، سألته عن حقيقة ما حدث، فقال إن أمريكا كانت ترى أن الإخوان قوة كبيرة، ووصولها للحكم يضمن استقرار مصر». وأكد أن وصول الإخوان للرئاسة خسرهم كثيرًا، لأنهم لم يكن لديهم أدوات للتعامل مع مشكلات دولة بحجم مصر في ذلك الوقت، في أسوأ ظروف تمر بها، وعكس خطابهم بوجود كوادر لديهم في كل التخصصات، انكشف مدى ضعفهم، مبينًا أن خيرت الشاطر اعترف أنه لا يوجد برنامج نهضة.

وذكر أنه اكتشف حقيقة الإخوان من حكمهم مثل بقية الشعب، مؤكدًا أنه لا يستطيع القول كمثقف ومعادي لهم أن فكرة الدولة الدينية والعدائية الواضحة منهم للثقافة ورفضهم للهوية الوطنية واستبدالها بهوية عامة للخلافة، ولكن كلمة «طز في مصر» عبرت عن فلسفة الجماعة تجاه مصر، وبذلك وصلوا إلى مرحلة كانوا مستعدين فيها أن يعطوا جزءً من أرض مصر لفلسطين. وأكد أنه لم يكن لديه أي اتصالات مع جماعة الإخوان ولم يتعرف عليهم إلا بعد وصولهم إلى الحكم وبدأوا يتصلوا بالمثقفين وذهبوا كلهم.

ولفت إلى أن محمد مرسي حين لقائه بالمثقفين كان يقول إنه ليس ممثل للإخوان، وأنه رئيس للجميع، وبأنه سيأتي برئيس وزراء شخصية وطنية لا خلاف عليها، وبأنه سيكون مجلس رئاسي يمثل كل الاتجاهات الرئاسية. وأشار إلى أنه عندما دعا مرسي المثقفين بصفته رئيس للجمهورية، في قصر الاتحادية، ذهب برفقة مجموعة من الفنانين والمثقفين، وفوجئ بمرسي يطلب كرسي حتى يضعه بجواره، وطلب منه أن يجلس إلى جواره، ويدير هذا اللقاء، ورأى أن هذه اللقطة كانت محاولة للاستقطاب والتلطيف. وذكر أن الفنانين والمثقفين كانوا في حالة اندهاش من الصورة التي أراد محمد مرسي أن يعكسها عن رأيه في الفن والثقافة في اجتماعه مع المثقفين والفنانين، إذ كان يحاول منح رسالة إيجابية وقد كانت رسالة لم يسمع مثلها في حياته عن الفن والثقافة وأهمية الثقافة واستشهاده بأشياء لم يكن يتخيل أنه يعرفها مثل بعض الأعمال الفنية الأمريكية والكتب الغربية. وأضاف أن عددًا من المثقفين قد انحاز له، وانساقوا وراء هذه الأوهام، التي سرعان ما تساقطت، حيث جاء برئيس وزراء موالٍ للإخوان، وكانت الطامة الكبرى يوم اختياره وزير ثقافة إخواني، كما فصل مديرة الأوبرا، وظهر شيوخ على شاشات التليفزيون يؤكدون أن الفن حرام.

ونوه بأنه لم ير محمد مرسي إلا في جلسة واحدة من المجلس الاستشاري، مبينًا أنه كان عضوًا في المجلس الاستشاري، لكنه انسحب مبكرًا احتجاجًا على المجلس نفسه. وأضاف أن المجلس الاستشاري هو الذي كان سيشكل الهيئة التأسيسية للدستور، والإخوان كانوا يريدون صناعة دستور على هواهم.

وتناول قصة مغادرته لجريدة الأهرام، بعد أن عمل فيها لمدة 50 عامًا؛ وذلك بسبب مواقفه ومعاداته للإخوان. ورأي أن قرار منعه لم يكن واضحًا وصريحًا ولكنه في خبث من الإخوان. وأضاف، أنه ذات يوم انتظر سيارة الأهرام ليذهب لمكتبه فلم تأتيه واتصل ليسأل عن سبب تأخرها، فقالوا صدر قرار بسحبها، وأبلغه بذلك مسئول الجراش وليس رئيس التحرير، أو رئيس مجلس الإدارة رغم أنهم كانوا يتحدثون معه بطريقة جيدة. وأشار إلى أن الأهرام كان بها تقليد منذ الصحفي محمد حسنين هيكل، أن كبار الكتاب يكون لهم سيارة خاصة، ولكنه تغاضى عن الأمر بعد صدور قرار سحبها، وذهب بسيارته ولم يدرك وقتها أنها محاولات لتطفيشه، ولكنه لم يغادر في ذلك الحين.

وتابع أن الخطوة الثانية أن رئيس التحرير قال له إن هناك تعيينات جديدة ويحتاجون إلى مكتبه، فوافق وجمع كتبه وأوراقه، ونقلها إلى منزله، وكان يرسل مقالات بالإيميل ولم يعد له وجود فعلي في الأهرام، وإنما كان هناك مقالًا موجودًا باسمه، ثم قيل وقتها له إنه يوجد كتاب جداد فلذلك المقال سيكون كل أسبوعين، مبينًا أنه عندما وافق على ذلك اتصل به مدير صفحة الرأي، وقال له معتذرًا إنه صدر قرارًا من رئيس التحرير إن كل من يكتب من خارج الأهرام لا يكتبون فيها، مبينًا أن تنفيذ القرار شمله، وصلاح منتصر، وجابر عصفور. وأشار إلى أنه لا يوجد لديه مانع من مغادرته للأهرام لأن كل نظام له أولوياته وتوجيهاته وإنما يوجد معاملات إنسانية.

وأشار إلى أن محمد حسنين هيكل، كان متفتحًا ولديه أفق وينصح الرؤساء، وقبل هذا كله كان صحفيًا ولا يوجد صحفي يطلب رئيس جمهورية مقابلته ويقول لن أقابله لأن أفكاره لا تناسبه. وأضاف أن هيكل لبى دعوة محمد مرسي وذهب له واستفاد منه كصحفي بمعلومات استقاها واستخدمها، مؤكدًا أنه لو كان مكانه لما كان يستطيع أن يذهب ولو جاءته دعوة فردية كان سيتردد كثيرًا، ولكن هيكل كان شخصية غريبة واستثنائية. وتابع أن هيكل كان له دور في أحداث 30 يونيو و3 يوليو والإخوان حرقوا بيته في "برقاش" بكل وثائقه ومقتنياته، مؤكدًا أنهم كان لديهم معرفة يقينية أن له دور مثلما كان له دور في 15 مايو مع السادات، وذكر أن الجماعة تصورت يوم الاعتداء على البيت أنه موجود به وكانت محاولة لاغتياله، مؤكدًا أنها لم تكن الأولى.