الشاهد – محمد الباز – حلقة الأربعاء 21-06-2023

التاريخ : الخميس 22 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: شهادة الكاتبة فريدة الشوباشي على أحداث 30 يونيو

قالت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، إن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من التفتيت الذي كان مخططًا له، مضيفة أن الجميع كان ينتظر أن تتفتت مصر مثل كثير من الدول العربية التي تفتتت، مشيرة إلى أن مصر الآن تنقذ هذه الدول التي تفتتت بعد ثورات الربيع العربي. وأضافت أنها كانت قبل 30 يونيو تقرأ كل ما كان يخطط لمصر، مبينة أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر قال إن أكبر بقاء لإسرائيل في المنطقة العربية هو تفتيت المنطقة لدويلات عرقية وطائفية، وكان المخطط الذي كان يُرتب لمصر. وتابعت أن الشعب المصري دائمًا في المواقف الصعبة يقف ولذا كانت 30 يونيو من أعظم ثورات التاريخ وخرجنا عندما شعرنا أن مصر تتفتت.

وأشارت إلى أن 30 يونيو كانت محاولة لاسترداد مصر، مبينة أن دولة 30 يونيو هي الدولة التي ننتظرها من الستينيات، قائلة: «أنا بنت الجيش لأنه دائمًا كان معنا، كما أن أبناء الجيش هم أولادنا». وأكدت أن مصر بعد 30 يونيو كانت تولد من جديد وشعبها وشرطتها وجيشها كانوا يدًا واحدة وهذا ما جعل الأعداء لا يقدرون على تنفيذ مخططاتهم. وذكرت أن شعورها وقتها كان لا يوصف في يوم 3 يوليو بعد بيان الرئيس السيسي بعزل مرسي وإعلان خارطة الطريق، منوهة بأنه لا أحد يمكن أن يريد أن يعود إلى الجُب مرة أخرى بعدما خرجنا منه.

وتابعت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال قبل توليه الحكم إن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى، مشيرة إلى أنها كتبت مقالًا بعدها قالت فيه "نعم السيسي رئيسي"، وكان ذلك قبل انتخابه. وأشارت إلى أنها لم تتفاعل مع رئيس قال إن 99% من الحل بيد أمريكا، ومهما كانت القوى المناهضة الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى.

وذكرت أنها شاركت في مظاهرات يوم 9 يونيو عام 1967، وذلك بعد نزول الشارع المصري كله. وأضافت أنها كانت تستمع إلى إذاعة "صوت أمريكا، و"إذاعة تل أبيب"، مشيرة إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما أعلن تنحيه، كانت تصرخ ونزلت الشارع وكان عمر ابنها سنة، مشددة على أنه لو لم ينزل الملايين في 9 يونيو لما كانت هناك حرب استنزاف أو عبور.

ورأت أن خطاب جماعة الإخوان الإرهابية لا يمت للدين بصلة؛ لذلك في 30 يونيو كانت مصر في قمة الصدام الطائفي والديني، وكان ما يعبر عن الإسلام هو داعش، والتنظيمات الإرهابية التي كانت منتشرة في مصر. وتابعت أنه عندما كانت في فرنسا وقلت "الله أكبر" تعجب كل الموجودين في المطار، قائلة: «تربيت أنه لا يوجد شيعي أو سني، أو قبطي، وكانت كل الثورات السابقة يقال عنها المصريين، وليس المتخلفين والمتسترين بالدين كما جاء به الإخوان»، مؤكدة أن خطاب الإخوان كان متخلفًا ولا يمت للدين بصلة.

وأردفت أن جماعة الإخوان الإرهابية أرادت تقسيم الوطن طبقًا للأديان. وأضافت أن الأمة لا تبقي على أساس الدين، وإنما على أساس جغرافي، والمكان الذي لا بد أن نحميه، مشيرة إلى أنها كانت تتابع تفتيت الإخوان على الأساس الديني، إذ إنهم لم يقوموا بتجميع الشعب، ولذلك كانت على دراية بكل هذه المخططات. وأشارت إلى أنه عندما شعرت بالتغيير والفرز الطائفي في الشارع، بغض النظر عن أي معتقدات، قائلة: «عندما تريد فرض زي معين على المرأة وتحقر من شأنها، فهذه ليست مصر التي كانت المرأة بها ملكة منذ 5 آلاف سنة، وهذه ليست مصر التي هي رمز الحضارة والأشياء الجميلة».

وأكدت أنه لم يوجد حوار في عهد الإخوان وأرادوا فرض رأيهم فقط. وأضافت أنه لا أحد سينسى عصام العريان لما قال: «صوروا المحجبات في شوارع مصر، وستعرفون إننا سنحكم». وتابعت: "توقعت وكتبت أن الإخوان لن يستمروا في حكم مصر، لأنهم يذكروا أشياء ليست من مبادئ الشعب المصري، وليست من تعاليم الإسلام، مبينة أن الإخوان كانت ترى نفسها أنها أهم من ربنا، قائلة: «لما يجبرني على شيء فهذا ليس هو الإسلام». ووجهت رسالة إلى الذين احتقروا المرأة، مؤكدة أن الله كرمها بالرحم، وعندما تحتقرها فإنك تحتقر نفسك وتحتقر الشعب، والجيش المصري من ربته هي المرأة المصرية.

وألمحت إلى حديثها مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، بعد تولي الإخوان الحكم، مشيرة إلى أنها قالت له: «أنا لا أحب الإخوان لأنهم حاولوا قتل عبد الناصر، ولكن لم أكن أتصور أنهم بهذا القدر من الشر»، مضيفة أنه ردَّ عليها بتأييد حديثها أنه أيضًا لم يكن يتصور ذلك، مشيرة إلى أن كان الجميع متعجبًا من الوجه الشرير والمتوحش للجماعة الإرهابية.

وأكدت أنها تلقيت تهديدات بالقتل في عهد جماعة الإخوان. وأضافت أن طريقة حكم الإخوان لا تليق بالمصريين. وتابعت أن الإخوان لديها فكرة القمع والخوف وليس الإقناع، لأن الله سبحانه وتعالى قال جادلني بالتي هي أحسن، وبالتالي المعاملة لم تكن تليق بالمصريين، مشيرة إلى أنه عندما وصلت الأجواء إلى الصدام، وجرى تهديد الجيش، وقف المشير محمد حسين طنطاوي أمامهم هو والرئيس السيسي، وكانت هي اللحظة التي أدركت فيها نهاية حكم الجماعة.

وقالت إنها صُدمت عند مخاطبة محمد مرسي للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بصديقي العزيز، وكتبت مقال في جريدة الوطن ما زال موجودًا تعليقًا على هذه النكبة، وكنت مذهولة من هذا الخطاب، وكان هناك أشياء مثيرة للقرف والذهول من هذه الجماعة، مؤكدة أن كل هذه المقدمات أقلقتها من هذه الجماعة.

ونوّهت بأنها خلال فترة حكم محمد مرسي، كانت تشعر أن مرشد الإخوان هو من يحكم، مضيفة أن المرشد كان يقول له على كل شيء وهو من يسيره، وليس له علاقة بمصر. وأضافت أن إرادة الجماعة كانت فوق إرادة مصر، مؤكدة أنه لن تغفر لمرشد الإخوان عندما قال «طز في مصر». وتابعت أن السنة التي حكم فيها الإخوان لم تُبنى عمارة واحدة، مشيرة إلى أنها ضد الهدم ومع البناء.

وذكرت أن مصر مليئة بالكنوز، لافتة إلى أن أكبر دليل ما يحدث في سيناء اليوم، حيث كانت سيناء مهملة وكانت تُحفر فيها الأنفاق ولم يكن أحد يدري. وأضافت أن 30 يونيو أضافت لها كل ما كانت تفتقده، قائلة: «عندما رأست جلسة مجلس النواب، وجدت أنني لا أمتلك أي شيء فيها وإنما هي فضل من الله سبحانه وتعالى، لأني كنت الأكبر سنًا، وبالتالي فإن ذلك يعتبر تكريمًا من الله سبحانه وتعالى، كما أنه يعطي رمزية للدولة التي تعمل على تمكين المرأة وفتح الطريق أمامها»، معقبة: «شعرت حينها بأنني مصرية وفخورة بكوني مصرية، وفخورة بأنني توليت جلسة أصبحت في التاريخ».

وذكرت أنها بعد 30 يونيو لم تتعرض لأي حالة من حالات القمع، لافتة إلى أنه حتى الآن يتم تصوير كل ما يتم إنشاؤه من مشروعات كإنشاء المصانع وفتح الشركات والاهتمام بصحة المواطن والاهتمام بتعليمه والاهتمام بعمله والاهتمام بحياته الكريمة من خلال تطوير العشوائيات، وبالتالي هناك أشياء لا يمكن إنكارها. وأضافت أن الإعلام الغربي حاليًا يتحدث عن دور مصر، كما يتحدث عن التجربة المصرية كتجربة نموذجية، في البناء والاهتمام بالمواطن والاهتمام بإنسانية الإنسان، لكن لا يوجد شك بأن هناك أقلام معادية.

وأضافت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يريد أن تكون مصر أم الدنيا وذلك بالمشروعات وتوطين الصناعة وتدريب الشباب والحوار الوطني، وهو أجمل تعبير للديمقراطية ولم يكن أحد يتحدث من قبل، بينما من قبل قيل للرئيس الراحل «الناس غاضبة»، قال: «خليهم يتسلوا». وأكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يشعر بالأشياء التي بها خلل ويبنيها، مشيرة إلى أنها ذات مرة قابلت إبراهيم الدميري وكان وزيرًا للنقل لفترة وقالت له الدولة ينبغي أن تُشغل السكة الحديد لأن هناك زحام، وهناك مليارات تُصرف على أمراض التلوث، فقال: «لا توجد ميزانية ولا يوجد قطع غيار»، مؤكدة أنه كان هناك إهمال. وأشارت إلى أنها ذات مرة قبل 30 يونيو، كانت ذاهبة للتليفزيون، وظلت على كوبري 15 مايو 40 دقيقة، وكانت تتساءل وقتها: «لو جاء مستثمر وظل على كوبري هذه المدة، هل سيعود مرة أخرى؟».

وتابعت أنه اليوم نجد متابعة لكل مشروع وهذه من أهم إنجازات 30 يونيو سواء كانت متابعة مكتبية أو ميدانية وهي تحقق نوع من التعبئة والاستنفار، مؤكدة أن الإخوان ستُجن من حجم الإنجازات التي تحدث في مصر. وأكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورث مصر وهي خرابة، وكأنها بيت يوجد فيه بلاط مخلع وسقفه مائل، وتابعت، أنه بعد 30 يونيو، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورث خرابة وكانت مصر عبارة عن "بيت بلاطه مخلع وسقفه مائل وبالتالي لا نستطيع في اليوم التالي أن نسأله أين القصر مشيرة إلى أن هناك مسئولية مشتركة مع الرئيس في مرحلة البناء، لذلك نحن بحاجة إلى كل السواعد المصرية لتبذل كل جهودها لإعادة بناء مصر، وهو الطريق الذي نسير فيه، وتعترف به الأقلام الشريفة في الخارج. وأضافت أن الواقع المصري يُكذب الأقلام التي تشوه الحقائق، حيث أصبحت الحقائق واضحة للجميع، وهي ميزة لم تكن موجودة في السابق، وبالتالي يجب الاهتمام بالصورة المصرية الحقيقية.

وشددت على أن أفضل ما يقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه مع البناء وكل الجهود التي يقوم بها مع الأقطار العربية لتعزيز التنمية عن الصراعات. وأشارت إلى أن المليارات التي يدفعها العرب لشراء أسلحة لو حسنوا بها الدول العربية لن يستطيع أحد اختراقنا.

ورأت أن العقيدة التي تحرك الجيش المصري أنه ليس تابعًا لأحد والشيء الوحيد في قلبه ووجدانه هي مصر ووحدتها. وأضافت أنه على مر التاريخ أي معتدٍ كان الجيش يتصدى له بمشاركة الشعب، وكان الجيش هو المؤهل لخوض المعارك ومصر أولًا وأخيرًا وهذه الفكرة وهذا الرباط قوي.