مركز القدس للشؤون العامة: مصر تخشى من تزايد قوة جماعة الإخوان المسلمين
التاريخ : الأحد 28 يناير 2024 . القسم : إقليمي ودولي
نشر مركز القدس للشؤون العامة تقريرًا للكاتب يوني بن مناحيم يسلط الضوء فيه على خشية مصر من تزايد قوة جماعة الإخوان المسلمين.
وقال الكاتب إن الحكومة المصرية تشعر بالقلق من احتمال تعزيز حركة الإخوان المسلمين داخل البلاد، خاصة في ظل الصراع الدائر في قطاع غزة.
ويشير الكاتب إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر منظمة إرهابية في مصر، ترتبط بعلاقات تاريخية مع حماس، لافتًا إلى أن المجموعة عملت إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين في مصر حتى عام 2017، وشاركت في ما وصفها الكاتب بالأنشطة الإرهابية التي تهدف إلى تقويض إدارة الرئيس السيسي. وتحظى كل من حماس والإخوان بتمويل كبير من قطر، والتي تسمح أيضًا لقادة الجماعتين بالإقامة في الدوحة، عاصمة قطر.
وفي يونيو 2023، زعمت تقارير إخبارية أنه بناءً على طلب مصر، أمرت قطر بطرد 100 من قادة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى.
ما وراء القلق المصري
ويلفت الكاتب إلى أن قلق مصر الأساسي يتمحور اليوم حول تأثير الصراع في غزة على استقرارها الداخلي واستمرارية قيادة الرئيس السيسي.
وبالنظر إلى مكانة جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها أبرز كيان معارض في مصر، إلى جانب ارتباطها بحركة حماس، فهناك مخاوف من أنها قد تسعى إلى زعزعة استقرار الحكومة.
وأعلن الرئيس السيسي الحركة جماعة إرهابية عند توليه السلطة في عام 2014.
وحذر وزير الداخلية المصري محمود توفيق، في 25 يناير 2024، من مساعي جماعة الإخوان المسلمين لإحياء الأنشطة الدعائية ونشر معلومات كاذبة للتحريض على العنف والسخط.
وشدد خلال حديثه خلال فعالية عيد الشرطة الـ72، على محاولات الحركة زعزعة الاستقرار الحكومي والسلام الاجتماعي.
وأشار توفيق إلى أن الجماعة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لجذب وتدريب الشباب لإعدادهم لشن هجمات عنيفة ضد بلادهم.
وكشف توفيق أن قوات الأمن المصرية أحبطت 129 محاولة لإنشاء خلايا إرهابية خلال العام الماضي، واتخذت إجراءات ضد الكيانات التجارية التي تمول البنية التحتية لجماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف الكاتب أن مسؤولين أمنيين مصريين يشيرون إلى أنه على الرغم من الانتكاسات الكبيرة التي منيت بها جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر، إلا أن الجماعة تحاول إعادة بناء شبكتها في الخارج، ولا سيما في تركيا وسوريا.
وفي سوريا، يعمل التنظيم في مناطق مواتية للأنشطة المسلحة، ويقوم بتدريب أعضائه على أعمال التخريب واستخدام الأسلحة، على حد تعبير الكاتب.
مشاكل الإخوان الداخلية
وأوضح الكاتب أن الانقسامات الداخلية والنزاعات على القيادة أدت إلى إضعاف جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي قلَّص نفوذها مقارنة بذروتها بين عامي 2011 و2013.
وتراقب الأجهزة الأمنية المصرية عن كثب محاولات قيادات الحركة في الخارج إعادة العلاقات مع الناشطين داخل مصر للتحريض على ارتكاب أعمال إرهابية ضد النظام، وفقًا للكاتب.
وحذر الوزير توفيق من استغلال المنظمات الإرهابية لعدم الاستقرار الإقليمي، مثل ما حدث في صراع غزة، لإنشاء خلايا جديدة وتجنيد أعضاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، داعيًا إلى اليقظة ضد العنف المحتمل الموجه إلى مؤسسات الدولة.
وعلى الرغم من الجهود المستمرة لتفكيك جماعة الإخوان المسلمين، فإن الخلايا النائمة تنتظر الفرص لتنفيذ الهجمات.
علاوة على ذلك، تنخرط قيادة الحركة في الخارج في لعبة مزدوجة، إذ تحاول المصالحة مع الحكومة المصرية، التي تعارض بشدة مثل هذه المبادرات.
وتضم السجون المصرية عديدًا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين إدانتهم المحاكم المصرية بالعنف والتحريض، بينما فر آخرون إلى دول مثل تركيا وقطر.
وتشعر المخابرات المصرية بالقلق بشكل خاص بشأن احتمال دخول عناصر حماس من غزة إلى الأراضي المصرية بعد الصراع، ومن المحتمل أن ينضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين والجماعات التابعة لتنظيم الدولة في شمال سيناء لشن هجمات منسقة ضد النظام، وهو ما يذكرنا بالأنشطة التي لوحظت حتى عام 2017.