واشنطن بوست: قوس الصراع في الشرق الأوسط يتسع

التاريخ : الأربعاء 31 يناير 2024 . القسم : أمني وعسكري

علق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست على تصاعد الصراع في الشرق الأوسط وبلوغه مراحل مثيرة للقلق والتي قد تُشعل حربًا إقليمية أوسع.

وتقول الصحيفة الأمريكية إنه وبقدر ما يسعى البيت الأبيض إلى ضبط النفس، فإن الأحداث على الأرض في الشرق الأوسط تتسارع في اتجاه مثير للقلق؛ إذ تواصل إسرائيل هجومها على غزة في ردها الانتقامي على هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني وتسبب في أزمة إنسانية مدمرة. وفي الوقت نفسه، تندلع نقاط التوتر في أماكن أخرى في ظل الحرب المستمرة.

لقد شل الحوثيون في اليمن حركة الملاحة العالمية عبر البحر الأحمر وأثاروا حملة تقودها الولايات المتحدة. وشنت إسرائيل ضربات محدودة ضد حزب الله في لبنان وأهداف مرتبطة بإيران في سوريا، بما في ذلك هجوم يوم الاثنين جنوب دمشق أدى إلى مقتل عدة أشخاص، وفقا للتقارير.

التحدي الأكثر إلحاحًا

وتابعت الصحيفة: ثم، هناك التحدي الأكثر إلحاحا لواشنطن: أعلنت ميليشيا موالية لإيران ومقرها العراق مسؤوليتها عن هجوم بطائرة مسيرة في نهاية الأسبوع أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة ما لا يقل عن 34 آخرين في قاعدة على الحدود الأردنية.

ومن المحتمل أن يكون هذا الهجوم هو الأكثر دموية على القوات الأمريكية منذ أكتوبر، إذ نفذت الميليشيات التابعة لإيران في كل من العراق وسوريا ما لا يقل عن 160 هجومًا على أهداف عسكرية أمريكية. ونفذت الولايات المتحدة العشرات من الضربات الانتقامية. ويتمركز نحو 2500 جندي أمريكي في العراق، ونحو 900 آخرين في سوريا.

وأوضحت الصحيفة إلى أن الرئيس بايدن أشار إلى الحاجة إلى رد أمريكي، لافتة إلى أن بايدن يواجه خيارات سياسية صعبة في الرد على الهجوم المميت

ويحذر زعماء المنطقة من اتساع نطاق أعمال العنف. وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في حدث لمركز أبحاث يوم الاثنين خلال زيارة لواشنطن: «نرى أن الوضع يغلي هنا وهناك، والجميع للأسف يرقصون على الحافة». وأضاف أن استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمي بل ويعرض للخطر المشروع الصعب للمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.

ولكن بغض النظر عن المخاوف من اندلاع حريق متصاعد، دعا الجمهوريون الصقور إلى التصعيد ضد إيران. ويريد بعض المشرعين شن هجمات أمريكية داخل الأراضي الإيرانية. وقال السيناتور توم كوتون (جمهوري من أركنساس): «الرد الوحيد على هذه الهجمات يجب أن يكون انتقامًا عسكريًا مدمرًا ضد القوات الإرهابية الإيرانية، سواء في إيران أو في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وأي شيء أقل من ذلك سيؤكد أن جو بايدن جبان لا يستحق أن يكون القائد الأعلى».

مرجل مشتعل

وتلفت الصحيفة إلى أن العقول الحكيمة قد تسود في البيت الأبيض، على الرغم من أنه يتعين على إدارة بايدن السير على حبل مشدود صعب، مع عواصف السياسة الداخلية من جهة ومرجل الشرق الأوسط المشتعل من جهة أخرى. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي يوم الاثنين «لا نريد حربًا أوسع مع إيران. لا نريد حربًا أوسع في المنطقة، لكن علينا أن نفعل ما يتعين علينا القيام به».

ويشير المحللون إلى أن الولايات المتحدة قد تستمر في ضرباتها «الجراحية» على أهداف مرتبطة بإيران خارج إيران - وبعبارة أخرى، الإجراءات التي تمنع المواجهة المباشرة. ويؤكد النظام في طهران أنه لا يوجه الأوامر إلى عديد من وكلائه المفترضين، وغالبًا ما لا يكون النظام الإيراني على علم بنواياهم وأفعالهم المخططة.

وقد يكون الهجوم على القاعدة اللوجستية الأمريكية في الأردن جزءًا من حملة إيرانية أوسع نطاقًا، لكنه كان من الممكن أيضًا أن يكون محاولة انتهازية وحيدة من فصيل عراقي أثبت تأثيره بشكل غير متوقع.

وتلفت الصحيفة إلى أن هذا الإنكار المعقول هو استراتيجية متعمدة. وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن: «من المؤكد أن إيران تحاول الاستفادة من الحرب في غزة لاستعراض محورها العابر للحدود الوطنية»، مضيفة أنه «في الوقت نفسه، إيران نفسها لا تريد أن تتحمل تكلفة رعاية تلك المجموعات».

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الجماعات المسلحة تستغل الانقسامات السياسية والطائفية داخل دول مثل العراق، مما يؤدي إلى مزيد من الاشتباكات المسلحة وعدم الاستقرار.

ويحذر خبراء الأمن من أنه بدون بذل جهود جادة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات في المنطقة، قد يستمر الوضع في التدهور في المنطقة المضطربة.