آخر النهار – محمد الباز – حلقة الجمعة 23-06-2023

التاريخ : السبت 24 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد

قال الإعلامي محمد الباز، إن مؤتمر ميثاق التمويل العالمي الجديد ليس مجرد مؤتمر عابر، لكن الحديث خلاله كان على تأثير الدول الصناعية الكبرى على المناخ، وتأثير ذلك على الدول النامية. وأضاف أن تغير المناخ جاء نتيجة ممارسات الدول المتقدمة، ما أدى إلى انقلاب الطبيعة على البشر، موضحًا أن مصر تأثرت هي ودول كثيرة من تغير المناخ، وارتفاع درجات الحرارة والتقلبات الجوية تسببت في خسائر كبيرة بالمحاصيل الزراعية، وتهدد البشر. ولفت إلى أن مصر في مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ، أكدت ضرورة تحويل الوجود إلى إجراءات على الأرض، منوهًا بأن الرئيس السيسي أكد ضرورة أن يأخذ العالم خطوات على الطريق الصحيح، ويدعم الدول المتأثرة من تغيرات المناخ.

وتابع أن الرئيس في ختام كلمته بمؤتمر ميثاق التمويل الجديد تحدث عن الـ 100 مليار دولار لدعم الدول النامية جراء التغيرات المناخية التي تعهدت بها دول الغرب، مؤكدًا أن هذا المبلغ ليس مجرد منحة، وقال لدول العالم المتقدم إن كل دولة تدخل في شراكة مع الدول النامية، ولا تعطيها مجرد منحة ولكن تعمل فيها وتقيم مشروعات وتكسب هي الأخرى. ولفت إلى أن الرئيس السيسي كان خلال خطابه يلقي طوق النجاة لدول العالم المتقدم ويمنحهم أفكارًا حتى يفوا بوعودهم، متابعًا بأن مصر وكأنها كانت تحاسب العالم المتقدم على ما فعله، مبينًا أن كلمة السيسي في مؤتمر ميثاق التمويل العالم الجديد اعتبرها مواجهة مع العالم المتقدم.

وذكر أن دول العالم النامي مثل مصر لم تتسبب في أزمات المناخ، ورغم ذلك تلك الدول هي الأكثر تضررًا، وهذا ليس شيئًا جيدا، لأن الدول الكبرى استفادت وأقامت المشروعات والمصانع، ودول العالم النامي لم تحقق شيئًا. وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في مؤتمر ميثاق التمويل العالمي الجديد تحدث بلسان الدول النامية، وأكد أن مصر ليست عالة على العالم، وعندما تكون في أزمة الأطراف الدولية تتدخل وتساند نظرًا لأهمية مصر، منوهًا بأنه لولا نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نفذته مصر من 2016 حتى 2020 لما استطاعت مصر تحمل تبعات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

وذكر أن الرئيس السيسي تحدث مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات العالمية على تعاظم ديون الدول النامية، مبينًا أن السيسي أكد أهمية أن يكون التعامل مختلف مع الدولة النامية في ظل الأزمات العالمية. ولفت إلى أن الدولة المصرية تتعامل بهدوء في عالم لا يعرف سوى الصخب، ولكن مصر تحقق أكبر قدر من المكاسب دون خوض حروب وافتعال المشكلات، مبينًا أن السيسي استطاع إيصال رسالة مصر ودول العالم النامي إلى دول العالم المتقدم. وأوضح أن السيسي تحدث عن الهجرة غير الشرعية، وقال إن دول العالم المتقدم بها الفرص والأمل، ودول العالم النامي لا يوجد بها أمل أو فرصة، ومن الطبيعي أن يحاول الإنسان أن يسافر إلى البلاد التي توجد بها الفرص، ولذلك على دول العالم المتقدم دعم الدول النامية لضمان القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن قمة ميثاق التمويل العالمي تعد قمة بالغة الأهمية بالنظر إلى عدد الدول والمؤسسات الدولية الاقتصادية المشاركة فيها؛ لمناقشة التحديات التي تواجه دول العالم بما فيها الدول المتقدمة والنامية. ولفت إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه دول العالم قضية التغير المناخي، والهجرة غير الشرعية، وقضايا الإرهاب، والتي يعاني منها الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء.

وأوضح أن الحل يتطلب تضافر جهود الدول المتقدمة والصناعية الكبرى مع الدول النامية، وإن تطلب الأمر بعض التضحيات المالية من الدول المتقدمة، لأن سبب الهجرة غير الشرعية هو ضعف فرص العمل والتنمية في الدول النامية، مشددًا على ضرورة أن تساعد الدول المتقدمة الدول النامية حتى تتوقف الهجرة غير الشرعية.

وأردف أن مشاركة الرئيس السيسي في القمة، كانت متميزة، فقد تحدث خلال كلمته، عن الهجرة غير المشروعة التي تسببت في فقدان أرواح الآلاف والدعوة لإيجاد نظام أكثر عدالة للديون ونظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة ومرونة. وعلق بأن الغرب والأمريكان في أوروبا دفعوا أكثر من 100 مليار دولار، متسائلًا: «هل العالم يدعم الخراب والقتل، وعندما يتعلق الأمر بدعم السلام والعدالة يتجاهل؟».

مضامين الفقرة الثانية: الغواصة تيتان

قال الدكتور هشام حتاتة أستاذ الطب النفسي، إن البعض يعتقد أن الأثرياء الذين كانوا على متن الغواصة تيتان إما مجانين أو أغبياء، لكن الحقيقة أن الشخصية المحبة للمغامرة تعاني من نوع من أنواع اضطرابات الشخصية، ولها عامل بيولوجي. وأضاف أن الأشخاص المحبون للمغامرة عندهم ارتفاع في هرمون السيروتونين جرى اكتشاف نسبة ارتفاعه عند إجراء أبحاث علمية على الأشخاص الذين توفوا في أثناء القيام بمغامرة. وذكر أن هؤلاء من الأشخاص الذين يفكروا بطريقة مغايرة كما أن الإحساس بالسعادة يختلف لديهم. وأوضح أن من بين من كانوا على الغواصة تيتان، مستكشف فرنسي عمره 77 سنة، خرج معاش من البحرية الفرنسية في عمر 41 سنة، خلال 37 سنة، نزل 37 مرة عند موقع حطام السفينة تيتانك. وأردف أن البعض بعد أن يصل إلى تحقيق التشبع من المال والجاه والسلطة يفكر تفكير بعيد المنال، ويحب أن يجري تجربة جديدة، ويذهب في رحلات بعيدة.

مضامين الفقرة الثالثة: الانتخابات الرئاسية

قال فؤاد بدراوي، سكرتير عام الوفد، عضو الهيئة العليا للحزب، إن موافقة 90% من أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد، على ترشيح عبد السند يمامة، لانتخابات الرئاسة، جرى خلال اجتماع غير رسمي. وأوضح أن الهيئة العليا للحزب تجتمع رسميًا الأحد المقبل، لإقرار ما إذا كان الحزب سيدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية أم لا. وأشار إلى أنه طبقًا للائحة الداخلية للحزب، يحق لأي عضو من أعضاء الهيئة العليا التقدم للترشح لانتخابات الرئاسة، وفي حال ترشح أكثر من عضو يتم عرض الأمر على الهيئة الوفدية أو الجمعية العمومية للحزب، تقرر من يتقدم للترشح. وأردف أنه من المقرر إجراء انتخابات داخلية بالحزب للفصل بين ترشحه وترشح عبد السند يمامة.

وتابع أن الترشح حق لأي عضو في الهيئة العليا بعد أن تقرر الجمعية العمومية ذلك، معتبرًا أن ذلك أمر ديموقراطي، مبينًا أن قراره بالترشح ليس نابعًا من إرادته المنفردة، لافتًا إلى أن هناك كثيرين طالبوه بخوض التجربة. وذكر أنه عضو مجلس نواب منذ 1995، مبينًا أنه القاعدة الوفدية دفعته لاتخاذ القرار، وفي النهاية الأمر متروك للهيئة الوفدية لتحدد مرشح حزب الوفد للانتخابات الرئاسية. ورأى أن الحديث عن فرص الفوز سابق لأوانه، ويحتاج إلى استطلاع رأي بعد جولات في المحافظات. وأشار إلى أنه بعد أن تقرر الجمعية العمومية سيجري الإعلان عن الرؤية سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية. وقال: «أكن للرئيس السيسي كل احترام وتقدير؛ ونقدر كل ما يقدمه من خدمات للمواطن قد لا نستفيد منها في الوقت الحالي؛ نحن نسعى للوصول إلى تحقيق الهدف وهو الحكم».

مضامين الفقرة الرابعة: الحج

قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر السابق، إن الحج هو عبادة قديمة جديدة، والله عز وجل أمر سيدنا إبراهيم بأن يؤذن في الناس بالحج، مشيرًا إلى أن كل عبادة من العبادات لها أسرار ومقاصد. وأضاف أن الحكمة الأساسية من الحج بينها الله عز وجل في كتابه العزيز، حيث قال "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله". وأشار إلى أنه للأسف العبادات أو الأمور في الإسلام تحولت عند الناس إلى عادات، ومنها الحج، قائلًا: «لو قلت للناس من على المنبر نبحث عن بديل للحج سيستغربون». ولفت إلى أن فريضة الحج تجمع بين "البدنية والدينية"، وهي عبادة شاقة ومن رحمة ربنا أنه فرض الحج علينا مرة واحدة في العمر، مبينًا أن الإنسان إذا حج مرة واحدة فقط تكفيه وسقطت عنه الفريضة، منوهًا أنه بعد الحجة الأولى هناك عبادات أفضل ثوابًا من الحج مثل سد حاجة الفقراء والمساكين.

ولفت إلى أن البعض يعتقد أنه بأداء فريضة الحج تسقط عنه كل الذنوب، مبينًا أن هذا تصور خاطئ، لأن الله يغفر الذنوب جميعا عدا الذنوب التي ارتكبها الإنسان في حق العباد. وأضاف أن الشخص الذي أكل مال اليتيم، أو ميراث شقيقته، أو نصب على الناس في أموالهم، لن يغفر الله له تلك الذنوب، موضحًا أن بعض الناس يعزم على ارتكاب المعاصي ويذهب للحج ويعتقد أن الله سيغفر له. ولفت إلى أن الإنسان الذي يتعمد ارتكاب المعاصي ثم يذهب إلى الحج فيغفر الله له كل ذنوبه مخطئ، لأن حقوق الله مبنية على المسامحة، وحقوق العباد مبنية على مسامحة العباد للمخطئ، فالشهيد مثلا يغفر له كل الذنوب عدا الدَّين.

واستنكر ذهاب البعض للحج بالتزوير، قائلًا: "يكون طالع بالتزوير وهربان، يتسرب ويدخل مكة بدون إحرام، ويتحايلوا على القرعة، أو يعمل عمرة وينتظر هاربًا للحج، كل هذا حرام، والتحايل على النظام الذي تقره الدولة حرام قولًا واحدًا". وأضاف أنه ينبغي أن تتبع النظام للدولة التي تعيش فيها، مبينًا أن طاعة ولي الأمر واجبة طالما يسعى إلى مصلحتك، وأخذ أعداد محددة في الحج هو لمصلحتك خوفًا من الزحام. وشدد على ضرورة أن يكون الحج بمال حلال والتزام بالنظام، رافضًا الاقتراض من أجل الحج، مستشهدًا بقول الله تعالى: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا». وأوضح أن من علامات الحج المقبول، أن تعود من الحج على حال غير ما كنت عليه، وأن يتغير لسلوك مستقيم، مردفًا: «لو عدت كما كنت أو أسوأ مما كنت، فما الفائدة من الحج؟».

مضامين الفقرة الخامسة: الأضحية

قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، إن مهمة من يفتي الناس ألا يوقعهم في الحيرة، وأن يعطيهم قولًا ميسرًا، لا أن يعرض عليهم جميع الآراء الفقهية ليختار. وأشار إلى أنه توجد أقوال فقهية لا تناسب مجتمعنا، مثل الخلاف الفقهي في مسألة قتل المسلم بغير مسلم، لم يعد يصح في بلد المواطنة. وقال إن الفقيه يعرض الأقوال التي تستند للمعقولية والنصوص الشرعية، مشيرًا إلى أن من يستشهد بابن حزم في الأضاحي، هل يتقبل فلسفة ابن حزم في التشريع؟ وهو يرفض المقاصد والقياس وتعليل الأحكام.

وحول الأضحية بالطيور قال إن الأئمة المعتبرين قالوا إن الأضحية من الأنعام، أما الظاهرية قالوا بأي طير، والقرآن لما أمرنا بالأضحية اقتداءً بسيدنا إبراهيم، وفديناه بذبح عظيم، متسائلًا: "هل الفرخة ذبح عظيم؟". وتابع أن من دعا إلى الأضحية بفرخة يخالف القرآن، كما أن السنة الفعلية العملية أن الأضحية من الأنعام. وأردف أن أبو حنيفة يقول الأضحية واجب على أهل اليسر، متسائلًا: «هل المقترض غني؟ لماذا يفتي أحد بالحج بالقرض وأضحية بالقرض، لماذا تتلبس بديْن من أجل سنة؟» مضيفًا أن الظاهرية عندما سموها أضحية كان على سبيل المجاز وليس أضحية حقيقية.