نظرة يدعي موافقة أحكام الإعدام بحق السجناء لمبادئ الشريعة الإسلامية ويرى الدعاء لولاة الأمور أعلى من الدعاء للنفس ويجيز الجمع بين الصلوات بسبب العمل

التاريخ : السبت 03 فبراير 2024 . القسم : ديني

مضامين الفقرة الأولى: الإسراء والمعراج

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن احتفال المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، بشتى أنواع الطاعات والقربات، هو أمر مشروع ومستحب، مضيفًا أن شهر رجب من الأزمنة المباركة التي جعلها الله تعالى مواسم للفضل والنفحات حتى يراجع المسلم فيها نفسه مراجعة صادقة قبيل دخول شهر شعبان شهر رفع الأعمال، وقدوم شهر رمضان شهر الصيام والعتق من النار، في سياق تجديد حياته وتكوين شخصية نافعة متحققة بسمات السماحة والسلام ومبادئ السعادة والرحمة والأمن وحب الاستقرار والعمران والخير ومودة الآخرين وعدم الاعتداء عليهم، بالقول أو بالفعل، مع تقوية الصلة بين الفرد ووالديه وأقاربه وجيرانه بما يحافظ على وحدة النسيج المجتمعي والوطني.

وتابع بأن من الأعمال الصالحة في كل الأوقات النظر إلى الوالدين وإلى المصحف وإلى الكعبة، وأكد أنها من صنوف العبادة لله تعالى، مبينًا أن الإحسان إلى الوالدين نوع من رد جميلهما على الإنسان. وأشار إلى أنه في مثل تلك الشهور الفضيلة، كشهر رجب من كل عام، تنتشر جملة من الفتاوى من أناس لديهم اتجاهات معينة، تضيق على الناس دينهم وتتهمهم بالبدعة؛ لأنهم يخصون شهر رجب أو ليلة السابع والعشرين من رجب أو غيرها من الأيام والأشهر الفضيلة بمزيد من العبادات والطاعات، وهو أمر غير صحيح بالمرة؛ لأن البدعة لا تكون في شيء من أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح أن العلماء المعتبرين تحدثوا كثيرا عن أقسام البدعة، فتحريم الأمور المبتدعة ليس على إطلاقه، فعندما نقرأ النصوص الشرعية مجموعة ومتكاملة نخرج بأن البدعة المحرمة هي تلك البدعة التي تبطل أحكام الإسلام، أما ما تتوافق معها فتدخل في دائرة السنة الحسنة، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة».

وشدد فضيلته على أن المعراج ثابت قطعا كالإسراء؛ ويدل عليه قوله تعالى: "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى"، مبينًا أن المقصود بالرؤية في الآية الكريمة هي رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لجبريل في المعراج، فضلًا عن أن سدرة المنتهى في السماء وليست في الأرض.

وأوضح أنه لا مانع بل يستحب الصيام في يوم ذكرى الإسراء والمعراج أو قبلها بيوم أو بعدها بيوم كغيره من الأيام المباركة مما لم يرد فيه نص يحرم أو ينهى عن الصوم فيه؛ لأن الصحيح وهو قول جمهور الفقهاء استحباب التنفل بالصيام في شهر رجب كما هو مستحب طوال العام، والصوم في رجب وإن لم يصح في استحبابه حديث بخصوصه، إلا أنه داخل في العموميات الشرعية التي تندب للصوم مطلقًا.

وأكد فضيلته أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي اختصها الله تعالى بالفضل والشرف والنفحات فينبغي للمسلم اغتنام هذا الشهر الفضيل والتعرض لنفحات الله تعالى المبثوثة في زمانه المبارك بمزيد من العمل والإتقان.

مضامين الفقرة الثانية: عقوبة الإعدام

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن عقوبة الإعدام قد أحيطت بضمانات كثيرة جدًا لم نعهدها في أي قانون آخر قد يكون قد أتى بضمانات كما في القانون المصري، ومن هذه الضمانات مرورها بدرجات تقاض عديدة، وفي كل درجة نلحظ تقنين طعن النيابة العامة على الحكم، هذا فضلًا عن رأي مفتي الديار المصرية، وهو الرأي الشرعي الذي يعد ضمانة واطمئنانًا بأن هذا الحكم الذي أنزله القاضي بالمتهم موافق للشريعة الإسلامية، حتى وإن كان هذا الرأي غير ملزم فإنه يعطي اطمئنانًا وسكينة لقلب المجتمع والقضاء.

وحول سبب إحالة ملفات قضايا الإعدام على المفتي، قال إن هذه الضمانات الكبيرة التي أحاط بها القانون هذه العقوبة إنما تنزل إلى أرض الواقع في تطبيق النص من خلال قضاة عندهم الخبرة والذكاء والفطنة والتمرس والتجربة القديرة في العمل القضائي، ويأتي رأي المفتي ليعطي الرأي الشرعي في المسألة فنكون أمام ضمانة أخرى بعقوبة الإعدام، فيكون ما انتهى إليه القاضي موافقا للشريعة.

ونوه بأن عقوبة الإعدام إنما تكون لمجموعة من الجرائم في القانون المصري، فتكون عقوبة لجريمة القتل العمد؛ أي العدوان بتعبير العلماء، وتكون كذلك لجريمة الإفساد في الأرض أو جرائم الحرابة أو قد تكون عقوبة لجرائم شديدة تؤدي إلى خلل في أمن الدولة أو في الأمن المجتمعي، فيرى ولي الأمر أن يطبق فيها عقوبات تعزيرية تصل إلى حد القتل، مشيرا إلى أن الذي انتهى إليه القاضي في هذه المسألة له ما يسنده من ناحية الشرع الشريف، فالقاضي يطمئن في هذه الحالة والمجتمع يطمئن كذلك.

مضامين الفقرة الثالثة: الدعاء لولاة الأمر

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إنه لا مانع من دعاء المسلم لنفسه وللغير، بل لولاة الأمور، وتابع: «ورد أيضًا في أقوال أهل العلم، وهذا قالوا إنه رُوي عن الإمام مالك وعن غيره من العلماء أنهم قالوا لو كانت لي دعوة مستجابة، يعني لو علمت أن الدعوة هذه مستجابة عند الله سبحانه وتعالى، لدعوت بها لولي الأمر، لأنّ ولي الأمر إذا ما قوي فنحن نقوى معه». وأوضح أن الدعاء لولاة الأمور مُحبَّب في كل الأوقات، مؤكدًا أهمية الدعاء للوطن وللمؤسسات ولكل أحد يأخذ الله يده إلى الصواب والسداد والرشاد حتى يعم الخير على الجميع، مشددًا على أن الدعاء لولاة الأمور أعلى رتبة من الدعاء للنفس.

ولفت إلى أنه لا مانع من أن يدعو الإنسان لغيره من حملة الديانات الأخرى، بما في ذلك الدعاء لهم بالشفاء من الأمراض للتخفيف من آلامهم، مشيرًا إلى أن من مظاهر الإحسان لغير المسلمين والرحمة بهم: الدعاء لهم بما يصلح دنياهم ويقيم معاشهم؛ من الصحة والشفاء من الأمراض وتكثير المال والولد؛ لما فيه من معاني الرحمة والشفقة على الخلق، والإسلام دين السلام والرحمة والأمان للبشرية جميعًا.

مضامين الفقرة الرابعة: أحكام فقهية

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عن حكم المداومة على صلاة الضحى، إنها مستحبة شرعا على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء؛ وذلك لعموم الأدلة الواردة في فضلها وحث النبي صلى الله عليه وسلم على المحافظة عليها، وهي من الفضائل والمستحبات ما لم تعطل الإنسان عن عمله أو عن أدائه للواجب.

وردا على سؤال عن حكم كتابة القرآن الكريم بطريقة برايل بالنقوش البارزة قال: «لا مانع شرعًا من كتابة القرآن الكريم بطريقة برايل بالنقوش البارزة؛ للحاجة إلى ذلك؛ بحيث إن الماس لهذه النقوش يستدل بها على الحروف التي تقابلها بشكلها».

وأكد جواز الجمع بين الصلاة لظروف العمل الضروري، ولضرورة علاج المريض كما في حالة الأطباء الذين يجرون عمليات جراحية لساعات طويلة.