الجارديان: صفقة بايدن الكبرى.. هل يمكن لشرق أوسط جديد أن يخرج من هذه الاضطرابات؟
التاريخ : الأحد 04 فبراير 2024 . القسم : أمني وعسكري
نشرت صحيفة الجارديان تقريرًا جوليان بورجر تتناول إمكانية نجاح ما وصفته بصفقة بايدن الكبرى في إخراج الشرق الأوسط من أزمته.
وتقول الصحيفة إن الغارات الجوية الأمريكية ليلة الجمعة ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق كانت بمثابة موجة جديدة من العنف المنتشر في جميع أنحاء المنطقة منذ بداية حرب غزة.
ومع ذلك، تسعى إدارة بايدن الآن إلى إظهار أن لديها في مجموعة أدوات سياستها في الشرق الأوسط ما هو أكثر من القنابل الموجهة بدقة. وبينما كان البيت الأبيض يخطط للطلعات الجوية عند منتصف الليل ردًا على هجوم الأحد الماضي على قاعدة أمريكية في الأردن، كان البيت الأبيض يرسل أيضًا إشارات بأنه لن يترك الأزمة المتفاقمة التي تتكشف في الشرق الأوسط تذهب سدى، وأنه يُطور خطة لاستخدام الاضطرابات كفرصة لتغيير المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن أرسلت تلك الرسائل من خلال التسريبات والإحاطات إلى كتاب الأعمدة المتعاطفين قبل مغادرة وزير الخارجية أنتوني بلينكن اليوم إلى المنطقة، وهي الخامسة له منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، وهي الجولة التي ستقوده إلى المملكة العربية السعودية ومصر وقطر. وإسرائيل والضفة الغربية.
لم تحقق غزوات بلينكن الأربع الأولى سوى القليل، وبالتأكيد ليس لصالح 2.3 مليون مدني في غزة، على الرغم من أن الولايات المتحدة ادعت بعض الفضل في حقيقة أن الحرب لم تتمدد على الفور إلى لبنان. وهذه المرة، وفقاً للسطور التي جرى طرحها، يحمل وزير الخارجية شيئًا أكثر جوهرية في جعبته: صفقة كبرى تتضمن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وتحرك جوهري نحو الاعتراف بدولة فلسطينية – وكل ذلك مدفوع بالحوافز الدبلوماسية والاقتصادية من واشنطن.
وفي الوقت الذي جرى فيه إطلاع واشنطن على هذه الدفعة الدبلوماسية الجديدة، اقترح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن كلًا من المملكة المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمكن أن يعترفا بفلسطين عاجلًا وليس آجلًا.
ويبدو من المحتمل جدًا أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني السابق، التي ألقاها خلال رحلة إلى لبنان، قد نسقت مع واشنطن لإيصال الإشارة إلى أن الخطط في متناول اليد للبحث عن حلول دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأساسي.
وورد أيضًا أن الولايات المتحدة تدرس الخيارات المتعلقة بموعد اعترافها بالدولة الفلسطينية خلال عملية السلام النهائية، وليس بالضرورة تركها حتى النهاية.
ومن بين الخيارات، وفقًا لتقرير صادر عن موقع أكسيوس الإخباري، الاعتراف الثنائي بالدولة الفلسطينية، والتخلي عن حق النقض الأمريكي على تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يعترف بفلسطين كدولة عضو كاملة (تتمتع بوضع مراقب غير عضو)، وثالثًا، تشجيع الدول الأخرى على أن تحذو حذو واشنطن في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي الوقت نفسه، ستعرض المملكة العربية السعودية، التي لم تتخلى عن اهتمامها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل طوال الأشهر الأربعة من حرب غزة، إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل اتخاذ خطوة جوهرية ومستدامة نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
ويبدو أن التفكير في البيت الأبيض هو أن مثل هذا العرض من الرياض من شأنه أن يضع بنيامين نتنياهو في مأزق. ولن يقبل ائتلافه اليميني المتطرف أبدا مثل هذه الصفقة، لكنه سيحرم من دعم الولايات المتحدة إذا لم يقبلها.