نظرة – حمدي رزق – حلقة الجمعة 23-06-2023

التاريخ : السبت 24 يونيو 2023 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: زيارة مفتي الجمهورية إلى صربيا

قال شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أكد فخره بعلاقته بالرئيس السيسي وتقديره لجهوده المستمرة في إحداث تنمية شاملة في مصر، وثمن التحديات الكثيرة التي تمر بها مصر، مشيرًا إلى أن شعب صربيا ينظر بإعزاز وتقدير إلى مصر لعطائها الديني والثقافي والحضاري، مشيدا بالجهود الملموسة والمتميزة التي بذلتها الدولة الصربية في القضاء على التعصب الديني ونشر التسامح والمحبة بين مواطنيها دون تفرقة على أساس الدين، مثمنًا تجربة اندماج المسلمين والمسيحيين الصرب في النسيج الوطني لصربيا، وعدم التمييز على أساس ديني في كافة الأمور الحياتية اليومية للمواطن الصربي.

وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية كانت حريصة على مواجهة كافة أشكال العنف والتطرف، فأنشأت عام 2014 مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذي تطور ونما حتى أصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وقد صدر عن مرصد الدار ما يزيد على 700 تقرير يحلل الخطاب المتطرف ويبين أسبابه ويضع الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة.

وأكد أن المواجهة الفكرية الجادة سوف تستأصل ظاهرة التطرف والإرهاب من جذورها، وتدعم جهود الاستقرار الأمني والاقتصادي في كافة دول العالم، وستوفر علينا كثيرًا من الخسائر في الدماء والأرواح التي تزهق جراء المواجهات الأمنية أو العمليات الإرهابية.

وأوضح أن المسئولية الأخلاقية والدينية الملقاة على عاتق القادة الدينيين في العالم تجاه قضية دعم قيم التعايش المشتركة بين الأديان كبيرة وثقيلة؛ لأن القادة الدينيين على اختلاف أديانهم محل احترام وتقدير من جميع الناس بلا استثناء، نظرًا لما يتمتعون به من سمو الهدف ورفعة الرسالة والتنزه عن الأطماع السياسية والدنيوية، ولما أقامهم الله فيه من مقام رفيع لنشر القيم والأخلاق السامية بين الناس. وأكد حرص مصر وصربيا على تعزيز وترسيخ العلاقات الثنائية، وبناء جسور التواصل والتعاون على كافة الأصعدة، حيث إن إحلال السلام والاستقرار المجتمعي هو الهدف الأسمى لجميع الأديان؛ لأنها تدعو إلى العمران والبناء ولا يكون ذلك إلا بالتعاون والتكاتف، منوهًا بأنه في إحدى خطبه بأحد أكبر مساجد بلجراد ركزت على قيمة الرحمة.

مضامين الفقرة الثانية: زيارة مفتي الجمهورية إلى نيويورك

تحدث شوقي علام مفتي الجمهورية عن تفاصيل مشاركته في فعاليات "منتدى بناء الجسور بين الشرق والغرب" الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ومن بينها لقائه بالسيد مجيل موراتينوس الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، بحضور السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، مبينًا أن "ميجل" قال إن الحوار والتواصل الحضاري يجب أن يكون له دور محوري في هذه الجهود؛ لأنه يمكنه أن يمهد الطريق لفهم أعمق وتعاون أكثر فعالية بين الشعوب وأتباع الأديان والثقافات المختلفة، حيث يعد التواصل الحضاري وسيلة لتعزيز التعايش السلمي وتعبئة الجهود المشتركة لبناء مجتمع عادل ومتسامح.

وذكر أن السيد فلاديمير فورينكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشئون مكافحة الإرهاب، أشاد خلال لقائه بالمفتي في نيويورك بدور القيادات الدينية في مكافحة التطرف، مؤكدًا أن دار الإفتاء المصرية شريك أساسي في برامج الأمم المتحدة لمكافحة التطرف، ومعربًا عن تعهده بنشر تجربة دار الإفتاء المصرية ومؤلفاتها في مكافحة التطرف مع دول العالم؛ نظرًا لما فيها من خبرات ولأهميتها الكبيرة.

وأشار المفتي إلى أن المسلمين ليسوا وحدهم في هذا العالم، بل يعيشون مع حضارات ومعارف مختلفة، مبينًا أن الإسلام منذ اللحظة الأولى يقصد إلى الانفتاح والتواصل مع جميع الحضارات؛ لأن طبيعة الرسالة المحمدية عالمية، والله سبحانه وتعالى أرسل النبي صل الله عليه وسلم للناس كافة وللعالمين، فكان لا بد أن تصل هذه الرسالة إلى الآفاق، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا عن طريق التواصل مع الآخر ومع كل الحضارات.

وقال إن القيادات الدينية تضطلع بمسئولية كبيرة في معالجة الأفكار المتطرفة، حيث إن نشر التعاليم الدينية بالشكل الصحيح هو المفتاح الحقيقي لمكافحة التطرف، وإن مواجهة التطرف عملية كبيرة ومركبة، يتم فيها حشد كافة الإمكانات والأدوات المتاحة لتخدم استراتيجية المواجهة المختارة، وأغلب الاستراتيجيات التي استقرت عالميا اليوم هي استراتيجيات شاملة تعتمد على المواجهة الفكرية كأحد الجوانب المهمة فيها.

وبيَّن أن دار الإفتاء ماضية في حربها ضد كافة أشكال التطرف الفكري والسلوكي، والديني واللاديني، من خلال مراصدها البحثية وفي مقدمتها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، والذي يعد أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، حيث يقدم الدعم العملي والفني والشرعي اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد للظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفاعلة فيها، وهو المرصد الذي تم تطويره ليصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز عالمي علمي وطني متخصص في دراسات التطرف ومواجهة الإرهاب.

وأضاف أن هذه الرسالة السامية نابعة من رسالة الأزهر الشريف وهي منهجية علمية للشرع الشريف ومأخوذة من القرآن والسنة قد عمل العلماء على ترسيخها عبر العصور، وهي التي تلقفها الأزهر الشريف، وسارت كذلك على دربها دار الإفتاء، ومن بين سماتها أن العلوم المختلفة متساوية في خدمة البشرية وتعمير الأرض، وهو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، المنهج الذي لا يعرف التعارض بين الدين والحياة، وإن حدث تعارض فقد أزيل بفضل عقلية علماء الأزهر الشريف وبقواعد أصول الفقه، حيث إن المنهجية العلمية الأزهرية مستوعبة ومدركة للاستفادة من العلوم المختلفة فلم تكن قاصرة على لون واحد من المعارف، فلم يهتم بالشريعة ويهمل علوم الكون، فكانت العملية التعليمية الأزهرية مثالا للتوازن والتكامل والاتساع الفكري البديع، فالمنهجية الأزهرية على وجه الخصوص تتكامل تكاملا فريدا لا نظير له في أي مكان آخر.

وحول مدى انزعاجه من الهجوم على شخصه وعلى دار الإفتاء المصرية جراء محاربة الأفكار المتطرفة والفتاوى الشاذة قال: «لا نأبه لأية حملات مغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية، ونفتخر بوقوفنا في صف الوطن وخدمة الدين والإنسانية»، مشيرًا إلى أن الفتاوى الشاذة هي المحركة للفكر المتطرف والإرهابي حيث إنه عندما نعمق النظر في مكونات الفتوى الرشيدة نجدها تتكون من جملة من العناصر المتكاملة والتساؤلات التي جاءت الفتوى لتجيب عنها، وهذا لا يأتي بشكل رشيد إلا إذا كان هناك وعي وإلمام واطلاع وتشابك مع العلوم الأخرى المختلفة.

وشدد على أن الإسلام دين التعايش، ومبادئه تدعو إلى السلام، وتقر التعددية، وتأبى العنف، وترسخ ثقافة الاحترام المتبادل؛ ولذلك أمر بإظهار البر والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة، فلم يجبر أحدا على الدخول فيه، وضرب فضيلته مثالا عن أن مسلك النبي صلى الله عليه وسلم كان المحبة، منها ما حدث مع أهل الطائف وذلك عندما جاءه ملك الجبال وقال له إن أردت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت، قال له النبي: «لا، لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله».

مضامين الفقرة الثالثة: الأضحية

ذكر شوقي علام مفتي الجمهورية أن الفقه الإسلامي فيه من المرونة والسعة ما يسمح بالذبح لما بعد أيام التشريق فيما يخص هذه المؤسسات المختصة التي تقوم على صكوك الأضاحي، بشرط أن يكون هناك استمرار لعملية الذبح خلال أيام العيد، ولكن لكثرة عدد الأضاحي لا نستطيع الانتهاء منها خلال أيام العيد؛ وذلك ليعم النفع ويتسع الزمن لذبح كافة الأضاحي.

مضامين الفقرة الرابعة: الحج

أشار شوقي علام مفتي الجمهورية إلى أن اتهام البعض لمن يهمل أداء فريضة الحج رغم الاستطاعة بالخروج من الملة أمر خطير يجب الحذر منه وعدم الخوض فيه بغير علم. وأضاف أن الفقهاء اختلفوا في وجوب الحج: هل هو على الفور أو على التراخي؟ فذهب الجمهور إلى أن الحج يجب على الفور أي في أول الوقت الذي يستطيع فيه الحج وهو الأَولى، وذهب الشافعية والإمام محمد بن الحسن إلى أنه يجب على التراخي أي: في أي وقت يستطيع فيه الحج. وأكد أنه على الرغم من وجود اختلاف فقهي في هذه المسألة ما بين أداء فريضة الحج على الفور أو التراخي؛ فإننا ننصح الإنسان بأنَّ يسارع في أداء هذه الفريضة إذا ما توافرت شروط الاستطاعة؛ لأن الإنسان لا يدري ما يكون عليه حاله مستقبلًا من حيث الاستطاعة المادية والبدنية.