نشر معهد واشنطون مقالًا للكاتب أنتوني سكينر يسلّط الضوء على تداعيات الأزمة في السودان على مصر ، وقال الكاتب إن النزاع المسلح في السودان بين قوات الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد القوات شبه العسكرية النافذ، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يشكّل خطرًا متعدد الأبعاد يهدد الاستقرار والأمن في مصر، وسيزداد حدة مع استمرار الصراع. 

لقد فاقم الصراع الدائر في الدولة المجاورة تدفق المهاجرين السودانيين وخطر توغل الجماعات المسلحة عبر الحدود والمخاوف بشأن أمن المياه. ولا يملك الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خيارات عملية تُذكر لمواجهة هذه التهديدات السودانية التي تطال الاستقرار، لا سيما وأن الإمارات تدعم الطرف الآخر في هذا الصراع المستعصي.

وتناول الكاتب مشكلة المهاجرين المتنامية وما تُشكله من عبء مالي لا تستطيع البلاد تحمله وكذلك العبء على مرافق البلاد والبنية التحتية، وهي أعباء قد تُجبر القاهرة في نهاية المطاف إلى "إغلاق" حدودها الجنوبية رسميًا أمام المهاجرين الجدد وتسبب بالتالي في دخول نسبة أكبر من العائلات إلى مصر بدون تسجيل.

بالإضافة إلى ذلك، تهدد أزمة المهاجرين رأس المال السياسي الذي اكتسبته مصر في أوروبا بمنعها للهجرة غير الشرعية عبر أراضيها لأوروبا، إذ قد تجد السلطات المصرية صعوبة في الحفاظ على سجلها هذا مع ازدياد أعداد المهاجرين.

وتطرق الكاتب للحديث عن مشكلة الإرهاب والأمن المائي، مشيرًا إلى أن مصر تتعرض بسبب الصراع في السودان لخطر تسلل الجماعات المسلحة ومهربي الأسلحة إلى مصر.

وكذلك فإن تفاقم الحرب في السودان مسألة استراتيجية خطيرة تثير قلق القاهرة، وهي الوصول غير المقيد إلى مياه النيل. وقد أضعف الصراع في السودان بالفعل مساعي مصر غير المثمرة للتأثير على إدارة سد النهضة.

ويرى الكاتب أن هامش المناورة محدود أمام مصر ولا يبدو في الأفق القريب نهاية للصراع في السودان في ظل الجعم الذي يتلقاه الطرفان من الخارج، الأمر الذي  يعني استمرار التهديدات على مصر وربما تفاقمها.