المشهد يتوقع تحرير سعر الصرف بعد قرارات زيادة الحد الأدنى للأجور ويناقش فشل إسرائيل في القضاء على حماس وتعليق التطبيع السعودي مع إسرائيل واحتمالية اتساع الصراع في المنطقة
التاريخ : الخميس 08 فبراير 2024 . القسم : اقتصاد
مضامين الفقرة الأولى: قرارات الحماية الاجتماعية
قال الإعلامي نشأت الديهي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتمع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، للاطلاع على تطورات الوضع الاقتصادي العام، وإجراءات الحكومة لضبط أسعار السلع والخدمات بالأسواق، والحد من التضخم، وتحقيق الاستقرار على مستوى الاقتصاد الكلي، وكلَّف برفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، ليصل إلى 6 آلاف جنيه شهريًا، كما وجه بتنفيذ أكبر حزمة اجتماعية عاجلة للحماية الاجتماعية، بقيمة 180 مليار جنيه، وذلك اعتبارًا من الأول من الشهر المقبل مارس 2024، بحيث تزيد أجور العاملين بالدولة والهيئات الاقتصادية، بحد أدنى يتراوح بين 1000 إلى 1200 جنيهًا بحسب الدرجة الوظيفية.
وبيَّن أن الزيادات الجديدة ستكون كالتالي 1000 جنيه إلى 1200 جنيه حسب الدرجة الوظيفية، وتبكير صرف العلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية بنسبة 10% من الأجر الوظيفي، و15% من الأجر الأساسي لغير المخاطبين، وبحد أدنى 150 جنيهًا وتكلفة إجمالية 11 مليار جنيه، وصرف حافز إضافي، يبدأ من 500 جنيه للدرجة السادسة، ويزيد بقيمة 50 جنيهًا لكل درجة، ليصل إلى 900 جنيه للدرجة الممتازة، بتكلفة 37,5 مليار جنيه، وذلك بتكلفة إجمالية نحو 65 مليار جنيه.
ولفت الديهي إلى أن قرارات السيسي للحماية الاجتماعية، كانت من أجل الأسرة المصرية التي تحملت الكثير، مبينًا أن هذه القرارات في توقيتها تمامًا، مؤكدًا أنه من المنتظر أن يكون هناك تحريرًا لسعر الصرف قريبًا. ونوَّه بأن هذه القرارات تأتي تزامنًا مع قرب اتفاق صندوق النقد الدولي، فضلًا عن بعض جذب الاستثمارات في مصر مثل مشروع رأس الحكمة، إلى جانب إعلان الاتحاد الأوروبي تقديم دعمًا إضافيًا لمصر.
وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسة، إن قرارات الحماية الاجتماعية تأتي في توقيتها من أجل المواطن المصري، وحتى يتحمل ثقل هذه الفترة التي يعاني منها الجميع، في ظل مرور مصر بأزمة اقتصادية، مشيرة إلى قرب تحرير سعر الصرف، ضمن إبرام اتفاق صندوق النقد الدولي، بما يعطي ثقة في الاقتصاد المصري.
وأشاد أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، بالقرارات الصادرة من الرئيس السيسي بشأن الحماية الاجتماعية، مشددًا على ضرورة توحيد سعر الصرف، لضمان استقطاب الاستثمارات، لافتًا إلى أن المشروعات الاستثمارية مثل "رأس الحكمة" ستعمل على ضخ عملة دولارية، تنهي السوق السوداء.
وثمن الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، القرارات الصادرة من الرئيس السيسي بشأن الحماية الاجتماعية، وبيَّن أهمية التفاهم المصري مع صندوق النقد الدولي، في ظل مساندة دولية لمصر، مؤكدًا قرب إبرام الاتفاق، لا سيما أن الاتفاق يسعى إلى وجود سعر موحد للعملة الأجنبية في مصر، مبينًا أهمية الدعم الأوروبي لمصر.
وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قرارات الحماية الاجتماعية بشأن زيادة الحد الأدنى للأجور، ستحمي المواطن من ارتفاع أسعار السلع، ومن الأوضاع الاقتصادية الحالية. وشدد على ضرورة وجود إجراءات أخرى مثل ترشيد التوسع في تصدير الحبوب الزراعية والخضراوات والفواكه، حتى لا ترتفع أسعارها في الأسواق؛ ما دعا المذيع إلى الرد على أن تصدير الحبوب الزراعية والخضراوات والفواكه من أجل جذب الدولار.
مضامين الفقرة الثانية: العدوان على غزة
قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إنَّ أطراف حرب غزة اقتنعوا بأنَّ الحرب دخلت حالة جمود، موضحًا أنه جمود باعث للألم. وأضاف أنَّ دولة الاحتلال رغم استعمالها الآلة العسكرية على مدار أشهر في حربها على غزة، إلا أنها لم تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة من الحرب، بالقضاء على حماس.
وتابع بأن حجم ما دمرته القوات الإسرائيلية من البُنى التحتية للمقاومة محدود للغاية، ولم تنجح في تحرير الرهائن، لتصل إلى قناعة بأنها عاجزة عن تحقيق هدفها، وبالتالي قد تقبل تل أبيب المبادرة المطروحة في القوت الراهن، لوقف إطلاق النار.
ولفت إلى ما حققته حماس، من بعض الأهداف السياسية، ولكن في الوقت نفسه، يجب ألا ننسى بأنَّ قطاع غزة أصبح وضعه مأساويًا، قائلًا: «الكثير من أهالي غزة يحملون حماس النتيجة».وتابع بأن مبادرة وقف إطلاق النار تشهد بعض التغيير في موقف المقاومة، فنراها، لا تصر على الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وتكتفي بطلب انسحاب إسرائيل من الأماكن المأهولة، مرجعًا تغيير موقفها إلى حالة الجمود.
وقال إن الإدارة الأمريكية تخشى التورط في حرب جديدة بمنطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن أكبر قرار اتخذه الرئيس الأمريكي جون بايدن هو الانسحاب من أفغانستان، علينا أن نتذكر هذا، وهو لا يرغب في دخول حرب جديدة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، أنَّ أطراف الحرب الدائرة في قطاع غزة، كل منهما يرى نفسه منتصرًا، مبينًا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتحدث عن انتصاراتها وتدميرها أغلب الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس، والأخيرة في المقابل ترى أن المجتمع الإسرائيلي ينهار من الداخل، منذ عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف أن المعادلة الأمريكية في المنطقة قائمة على التطبيع مقابل السلام، والتطبيع السعودي مقابل حل الدولتين، ولكن على الأرض تدعم الولايات المتحدة التصعيد في المنطقة، والحرب في غزة قد تتحول من حرب على غزة، إلى حرب بين الولايات المتحدة وإيران.
وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أمريكا شريك فعال في الحرب على قطاع غزة خاصة، وأنها وفرت غطاء عسكري وسياسي واقتصادي لإسرائيل، في حربها على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن قرار وقف الاحتلال مرتبط بشكل كبير بالولايات المتحدة. وتابع بأن قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلية تحول إلى خرابة، كما أنه في المقابل تعاني إسرائيل من أزمة نازحين وفُرقة في الداخل، وتعاني من أزمة اقتصادية بسبب الحرب على قطاع غزة.
وأوضح أن أمريكا تحدثت بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية آخر هذا العام، دون تحديد تصور لهذه الدولة وكأن القضية الفلسطينية تبدأ من فراغ، مشيرًا إلى أنه في نفس الوقت تقوم أمريكا بحماية الاحتلال بكل السبل وهو قد يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة، قائلًا: «ربما لم تسمع أمريكا بأن فلسطين مراقب في الامم المتحدة، مشيرًا إلى أن أمريكا مستعدة لفعل أي شيء لحماية دولة الاحتلال، فهي تطالب بمنع التصعيد، وفي نفس الوقت تقوم بحماية الاحتلال بكل السبل وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت تتفق مع دولة الاحتلال على ضرورة القضاء على حماس، ولكها اقتنعت مؤخرًا بأن حماس ليست عبارة عن مجموعة من الأفراد، ولكنها عبارة عن فكر مترسخ في قطاع غزة والضفة الغربية.
وقال السفير علي الحفني، أمين عام المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن أمين عام الامم المتحدة حذر من اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لرفح، وما قد يترتب عليه من رد فعل مصر، وتحول الأمر إلى حرب كبرى في المنطقة. وتابع أن مجلس الأمن لم يكن في يومًا من حالة الضعف الحالية، وهذا قد يثير الكثير من التساؤلات، خاصة وأن مجلس الأمن هو أحد المرجعيات التي يتم اللجوء إليها في الأزمات.
وقال أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، إن الحرب على قطاع غزة هي حرب ذات طبيعة خاصة، وتهدف لتهيئة أوضاع جديدة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار لن يحدث إلا عند تهيئة الأوضاع لما سيحدث مستقبلًا في الشرق الأوسط.
وتابع سرايا، أن العالم العربي ليس مؤثرًا في الحرب على قطاع غزة، ويعمل على تخفيف الأضرار الإنسانية على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الحرب الآن بين دولة الاحتلال وإيران والولايات المتحدة.
وتوقع أن ينتهي النفوذ الإيراني في قطاع غزة، وستكون هناك حماس جديدة في القطاع، قادرة على التعامل مع دولة الاحتلال، بصورة مماثلة لعرب 84 الذين يدخلون الكنيست الإسرائيلي.
ولفت إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد وجود دولة فلسطينية بمقاييس أمريكية إسرائيلية، بصورة ترضي العرب من ناحية الشكل، وستكون هناك انتخابات فلسطينية ورئيس فلسطيني، وستكون غزة مشابهة للضفة الغربية من ناحية الشكل.
مضامين الفقرة الثالثة: توترات البحر الأحمر
قال السفير علي الحفني، أمين عام المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الاتحاد الأوروبي تحدث على ضرورة الدفع بقوة بحرية أوربية في البحر الأحمر، وهذه القوة قد تؤدي إلى اتساع الصراع في المنطقة، مشيرًا إلى أن القوى الكبرى كانت قادرة على احتواء إيران في المنطقة في وقت مبكر، قبل أن يكون لطهران أذرع في المنطقة مثل حزب الله والحوثيين، والحشد الشعبي.
وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، إنَّ الولايات المتحدة يبدو أنها تدعم التصعيد في المنطقة، والحرب على غزة قد تتحول إلى حرب بين الولايات المتحدة وإيران. وتابع بأن القواعد الأمريكية بالمنطقة العربية تعرضت لنحو 165 ضربة منذ بدء العدوان على غزة، وأضاف أن هناك اعتداءات مباشرة من الحوثيين على السفن الأمريكية، قائلًا: «الوضع في المنطقة قابل للتصعيد».