نظرة يدعي عدم دستورية تنحي «مبارك» واستمرار الإخوان في الحكم 300 عام حال عدم تقلد السيسي وزارة الدفاع ويؤكد أحقية «مرسي» بالفوز في انتخابات الرئاسة 2012

التاريخ : السبت 10 فبراير 2024 . القسم : سياسية

مضامين الفقرة الأولى: ثورة 25 يناير

قال الدكتور على الدين هلال، المفكر السياسي، وأمين الإعلام السابق بالحزب الوطني المنحل، إن الأجهزة الأمنية المصرية رصدت بعد انتخابات مجلس النواب في عام 2005، ونجاح 88 عضوًا من جماعة الإخوان لقاءات لبعضهم مع مسؤولين أمريكان في واشنطن، لافتًا إلى أن هذا سبب قلقًا كبيرًا لدي الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى أن حديث هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا عن جماعة الإخوان الإرهابية ووصولها للحكم زاد من القلق وبدأت بعدها الجماعة تظهر من جديد.

وأضاف أن جماعة الإخوان بدأت في لفت الأنظار إليها من برلمان 2005، مشيرًا إلى أن هناك وفدًا من جماعة الإخوان ذهب إلى واشنطن ومقابلة بعض المسؤولين الكبار في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن واشنطن لا تهتم من قريب ولا من بعيد بالنظام السياسي أو من يقود مصر ولكن الأهم هو مصلحتها وموقفه من التعامل مع إسرائيل، وهو ما كان يشدد عليه الرئيس المعزول محمد مرسي وتأكيده على استمرار الاتفاقيات مع إسرائيل رغم دعواته في البرلمان بضرورة إلغاء المعاهدة مع تل أبيب.

وتحدث عن خطة توريث جمال مبارك للحكم في مصر قبل اندلاع ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن هذا الأمر كان به تباين، قائلًا: «وقت ما كنت وزيرًا للشباب، في 2001، جرى حديث مع الرئيس مبارك، وقال لي: "أنت رجل فاهم، ما يحدث في سوريا لن يحدث في مصر»، كما أنه كان هناك لقاء للرئيس مبارك مع طلبة الكلية الحربية، وقال نصًا أنا ابن القوات المسلحة.

وتابع، قائلًا: «لم أحضر أي اجتماع، ولم يصل سمعي حدوث أي اجتماع نوقش فيها موضوع التوريث، وبدءً من 2009 تغير موقف الرئيس مبارك بشأن موضوع التوريث لم يكن بنفس القوة التي كان يتحدث بها في عام 2001، وهذا ظهر في رد على أحد الصحفيين الإيطاليين، بعدما سأله الصحفي قائلًا: من سيخلفك، ليرد الرئيس مبارك: «الله أعلم ليترك المجال للشك، وبعدها أيضا تم سؤال مبارك عن طموحه، وهو ما يظهر مدى الالتباس في الفترات الأخيرة بشأن موضوع التوريث وكان لابد من الانتهاء منه مبكرًا، وبدأ هذا يظهر بقوة منذ أكتوبر 2010».

وأكد أنه صرح بأن الرئيس مبارك سيرشح نفسه رئيسًا لمصر في انتخابات 2010، وهو لم يكن مصرحا به، وهو ما أثار أيضا الجدل من المؤسسات في ذلك التوقيت، متابعًا: «تلقيت اتصالًا هاتفيًا من صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، وعاتبني بشكل مهذب، وأنا أيضا رددت عليه بشكل مهذب، ولم أتلق أي اتصالات أخرى سواء من الرئاسة أو الحزب الوطني».

وذكر الدكتور علي الدين هلال، أن المقارنة بين 25 يناير و30 يونيو صعبة، مبينًا أن التظاهرات التي اندلعت في 25 يناير شارك فيها أطراف مختلفة لدوافع وأسباب مختلفة؛ إذ كان فيها الليبراليون واليساريون بينما شارك الإخوان والسلفيون متأخرًا. وتابع بأنه كان هناك اتصال بين النظام والإخوان الذين قالوا لن نشارك بشكل تنظيمي في التظاهرات، ولكن سنترك الحرية للأفراد، مبينًا أن الإخوان مسكت العصا من المنتصف إبان ثورة 25 يناير، منوهًا بأن قيادة الاخوان لم تدعو الناس للمشاركة لأنهم كانوا غير متأكدين من نجاح هذه الثورة، وما سيحدث بعدها خاصة وأنهم لم يكونوا الطرف الداعي للتظاهرات، وكانوا لا يريدون فقدان اتصالاتهم مع النظام.

وأشار إلى أن الإخوان أمسكوا بالعصا من المنتصف؛ إذ قالوا للنظام لن نشارك في التظاهرات ولكن تركوا الحرية لشبابهم في المشاركة، حتى لو فشلت الثورة يصبحون بعيدين عن الأمر، ولكن لاحقًا شعر الاخوان بقوتهم وأدركوا ضعف النظام في هذا التوقيت.

وبيَّن أن ردود الفعل في التعامل مع الأزمة كانت متأخرة ولا تلبي الحاجة، مبينًا أنه نظام مبارك كان قد فقد المبادرة ورد الفعل من النظام كان ضعيفًا ومتأخرًا، منوهًا بأن كل قضية يمكن التعامل معها باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وحين وصلنا إلى يوم 11 فبراير شعر الإخوان بقدراتهم التنظيمية.

وأكد أن الشباب الذين خرجوا في 2011 كان لديهم رغبات صادقة في الإصلاح، ولكن الإخوان انضموا للثورة في وقت لاحق بهدف التأثير على مسار الثورة، وبهدف الاستحواذ عليها، ونجحوا في هذا بسبب قدراتهم المالية والتنظيمية وعلاقاتهم الخارجية.

وقال: «حين يرشح أحد سفيرًا في الولايات المتحدة يتم استدعائه لمعرفة ما قام به، وحين جرى استدعاء السفيرة الأمريكية أمام الكونجرس قالت أنفقنا 60 مليون دولار خلال فترة يناير وفبراير 2011»، قائلًا: «على من تم الانفاق وكيف؟ لا نعلم!»، مبينًا أن تاريخ 2011 لم يُكتب بعد.

وأضاف أنه جرى تدشين منصة يقودها الشيخ يوسف القرضاوي، والذي خطب عليها يوم الجمعة، بأن ما حدث انتصار لمصر، وللمسلمين، وهو سياسي محنك.

وأكد الدكتور علي الدين هلال، بأن خطاب التنحي الذي ألقاه الرئيس السابق مبارك يعد لحظة محورية في تاريخ البلاد، وقال إن استجابة مبارك للضغوط وتنحيه عن السلطة لم تكن مفاجئة بالنظر إلى سير الأحداث أثناء الثورة، وأن استخدام مصطلح "تخلي" بدلًا من الاستقالة أو التنازل لفت انتباهه كونه غير معتاد دستوريًا. وبيّن هلال أن مبارك لم يلتزم بالدستور الذي يحدد كيفية انتقال السلطة، وبدلًا من ذلك، اختار تسليم السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدل عمر سليمان، مشيرًا إلى أن ذلك القرار كان سببه الخشية من الفوضى.

وأكد هلال أن مبارك كان على دراية بقوة الإخوان المسلمين، الأمر الذي دفعه لتفضيل القوات المسلحة كجهة لتسلم السلطة، وأن الشباب المشارك في التحالفات آنذاك كانوا متحمسين لكن دون القدرة التنظيمية الكافية.

وفيما يتعلق بالعلاقة بين نظام مبارك والإخوان، ذكر هلال أن نشاط السلفيين تزايد في بعض المناطق، مما جعل الإخوان يقدمون أنفسهم كبديل أكثر اعتدالًا، وهو ما يفسر النجاح الذي حققوه في انتخابات 2005.

وأشار إلى أن هذا لم يكن ليحدث دون علم الدولة، مؤكدًا وجود صفقة بين النظام والإخوان، وأن الاتصالات كانت تجري على مستويات عليا، بالرغم من أنه لم يشهد مباشرةً على مثل هذه الاتصالات. وتابع بأن الوثائق الأمريكية المسربة كشفت عن استراتيجية الدولة لاستخدام الإخوان في مواجهة التيارات الأخرى، وأن النظام كان يعتمد على الإخوان في العلاقة مع الولايات المتحدة لتقديم خيارين: إما النظام القائم أو حكم الإخوان. وأكد أن الرئيس والأجهزة الأمنية كانوا على علم بتلك الصفقة خلال تلك الفترة.

مضامين الفقرة الثانية: حكم مرسي

قال الدكتور علي الدين هلال، المفكر السياسي، وأمين الإعلام السابق بالحزب الوطني المنحل، إن الدولة كانت على وشك الدخول في حرب أهلية إبان حكم جماعة الإخوان، موضحًا أنه شعر بالخوف على الهوية جراء أفعال جماعة الإخوان آنذاك. وأضاف أن الرئيس الإخواني محمد مرسى وعد بتعين نائب له من الديانة المسيحية، وتم تعيين سمير مرقص نائب له دون أي دور حقيقي يقوم به. وذكر أن اعتصام الإخوان أمام مدينة الإنتاج الإعلامي سقطة، كما أن المظاهرات التي أحاطت بالمحكمة الدستورية العليا كانت من أكبر سقطات الإخوان، مبينًا أن التعديل الدستوري وقت الإخوان كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

وأكد أن الدولة كانت تواجه العديد من التحديات المختلفة في الوقت الراهن، مشددًا على أن الجيش لم يكن ليسمح لأحد بالاعتداء على الهوية والشعب المصري، ولفت قائلًا: «لا أشكك في نتيجة الانتخابات الرئاسية بين محمد مرسي وأحمد شفيق؛ لأن القضاء المصري يتسم بالشفافية، وفي هذا الوقت نشرت صحيفة الجارديان البريطانية نقلًا عن الشروق الجزائرية تقريرًا يفيد بأن مبارك كان يمتلك 74 مليار دولار».

مضامين الفقرة الثالثة: 30 يونيو

قال الدكتور علي الدين هلال، المفكر السياسي، وأمين الإعلام السابق بالحزب الوطني المنحل، إن ثورة 30 يونيو شهدت تجمعًا لكافة أطراف الشعب المصري، وأضاف أن وجود تمثيل لكل أطياف الشعب المصري خلال ثورة 30 يونيو كان صورة الوحدة الوطنية المصرية، وانتفاضة للشعب المصري ضد حكم الإخوان. ولفت إلى أنه يونيو 2013 كان اجتمع المصريون على ضرورة إنهاء حكم جماعة الإخوان، وحددوا موعدًا لذلك.

وأكد المفكر السياسي، أن ثورة 30 يونيو، كانت انتفاضة الشعب المصري، ضد جماعة الإخوان، على هدف وصيحة واحدة، مشيرًا إلى أن الحشود التي نزلت الميدان في هذا اليوم، دليل على أنها ثورة شعبية. وقال إن جماعة الإخوان، قوة منظمة دخلت في صراعات مع نظم الحكم المختلفة؛ لهدفها الذي أضعف مسار الدولة الديمقراطي.

وطالب المفكر السياسي بضرورة تكوين قوة مدنية حاضرة على الأرض، ولا تتعدى قوة السلطة التنفيذية، مبينًا أن كل النظم الانتخابية تتبع نظام الحزبية، منوهًا بأن مصر لم تصل إلى امتلاك أحزاب قوية، قائلًا: «الرئيس السيسي حينما التقيته أول مرة في الأكاديمية العسكرية كان من خلال محاكاة عام 2003، وكان حينها لواء يحاكي منصب وزير الدفاع».

ولفت إلى أنه تابع الرئيس السيسي خلال توليه المخابرات الحربية، قائلًا: «لولا تولي الرئيس السيسي وزارة الدفاع في عهد الإخوان؛ لحكم الإخوان مصر 200 أو 300 سنة مقبلة، لأنهم جماعة على دراية بالمجتمع المصري، وأصحاب فكر يقوم على أنهم هم الإسلام، وذلك منذ مؤسس الجماعة حسن البنا».

مضامين الفقرة الرابعة: الأزمات المصرية

قال علي الدين هلال، المفكر السياسي، وأمين الإعلام السابق بالحزب الوطني المنحل، إن هناك تأثيرات على الاقتصاد الوطني، مثل تداعيات ما يحدث في البحر الأحمر وتأثيره على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مشددًا على أهمية الإقرار بوجود أزمة اقتصادية داخليًا. وأكد أن مصر ترفض بصورة كاملة فكرة التهجير القسري للفلسطينيين، مبينًا أنه وقت الأزمات تنتشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة؛ إذ تُستغل مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف معينة من نشر الشائعات؛ لذلك ينبغي علينا الالتفاف حول مؤسسات الدولة، كما أنه لا بد أن تصارح الدولة الشعب المصري بالحقائق لكسب ثقته. وأشار إلى أن التغيير هو الحقيقة الموجودة في الوجود، موضحًا أن رئيس الدولة يستمع لكل الآراء؛ تمهيدًا لما سيقوم به من عملية التغيير الذي سيقوم به في أبريل المقبل.