أسوشيتد برس: مصر هددت بتعليق اتفاقات كامب ديفيد إذا توغلت "إسرائيل" في رفح

التاريخ : الاثنين 12 فبراير 2024 . القسم : ترجمات

سلط تقرير لوكالة أسوشيتد برس نشرته عدة صحف أجنبية الضوء على تهديد مصر لدولة الاحتلال بتعليق اتفاقية السلام حال مضت الأخيرة قدما في خططها لاجتياح مدينة رفح الحدودية.
وقال الموقع الأمريكي إن مصر هددت بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل إذا توغلت القوات الإسرائيلية في مدينة رفح الحدودية ذات الكثافة السكانية العالية، وتقول إن القتال هناك قد يؤدي إلى إغلاق طريق إمداد المساعدات الرئيس في القطاع، حسبما أفاد مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي يوم الأحد.


وجاء التهديد بتعليق اتفاقيات كامب ديفيد، التي تمثل حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي منذ ما يقرب من نصف قرن، بعد أن قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إرسال قوات إلى رفح ضروري لتحقيق النصر في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حركة حماس.
ونزح أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى رفح هربًا من القتال في مناطق أخرى، وتكدسوا في مخيمات مترامية الأطراف وملاجئ تديرها الأمم المتحدة بالقرب من الحدود. وتخشى مصر تدفقًا جماعيًا لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين قد لا يسمح لهم بالعودة أبدًا.


مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني
ويلفت الموقع إلى أن المواجهة بين إسرائيل ومصر، الحليفتين الوثيقتين للولايات المتحدة، تأتي في الوقت الذي تحذر فيه جماعات الإغاثة من أن الهجوم على رفح من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في غزة، حيث نزح حوالي 80% من السكان من منازلهم وحيث تقول الأمم المتحدة إن ربع السكان يواجهون المجاعة.


واقترح نتنياهو، في مقابلة مع قناة إيه بي سي نيوز أن المدنيين في رفح يمكن أن يفروا شمالًا، قائلًا إن هناك «الكثير من المناطق التي طهرها الجيش». وقال إن إسرائيل تعمل على تطوير خطة تفصيلية لنقلهم.
لكن الهجوم تسبب في دمار واسع النطاق، خاصة في شمال غزة، ولا يزال القتال العنيف يدور في وسط غزة ومدينة خان يونس الجنوبية. ومن الممكن أن تؤدي عملية برية في رفح أيضًا إلى إغلاق معبرها، مما يؤدي إلى قطع أحد السبل الوحيدة لإيصال الإمدادات الغذائية والطبية التي تشتد الحاجة إليها.


تصاعد التوتر
وأكد المسؤولون الثلاثة التهديدات المصرية، وتحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بإطلاع الصحفيين على المفاوضات الحساسة. كما حذرت قطر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى من عواقب وخيمة إذا دخلت إسرائيل إلى رفح.
وكتب جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، على موقع إكس إن «الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر».


وخاضت اسرائيل ومصر خمس حروب قبل التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد، وهي معاهدة سلام تاريخية توسط فيها الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر في أواخر السبعينيات. وتتضمن المعاهدة عدة بنود تحكم نشر القوات على جانبي الحدود.
وقامت مصر بتحصين حدودها مع غزة بشكل كبير، حيث أقامت منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات وأقامت جدرانًا خرسانية فوق وتحت الأرض. ونفت المزاعم الإسرائيلية بأن حماس لا تزال تدير أنفاق تهريب تحت الحدود، قائلة إن القوات المصرية تتمتع بالسيطرة الكاملة على جانبها.
لكن المسؤولين المصريين يخشون من أنه إذا جرى اختراق الحدود، فلن يتمكن الجيش من وقف موجة النازحين إلى شبه جزيرة سيناء.


وتقول الأمم المتحدة إن رفح، التي يسكنها عادة أقل من 300 ألف شخص، تستضيف الآن 1.4 مليون آخرين فروا من القتال في أماكن أخرى، وهي مكتظة للغاية.
وقال نتنياهو إن حماس لا تزال لديها أربع كتائب هناك. وقال لشبكة إيه بي سي نيوز: «أولئك الذين يقولون إنه لا ينبغي لنا أن ندخل رفح تحت أي ظرف من الظروف، يريدون أن نخسر الحرب أمام حماس».