المونيتور: بسبب عدم قدرتهم على البقاء في مصر.. اللاجئون السودانيون يعودون إلى وطنهم الذي مزقه الحرب
التاريخ : الأربعاء 14 فبراير 2024 . القسم : ترجمات
سلط تقرير نشره موقع المونيتور أعدَّته وكالة فرانس برس الضوء على قرار بعض اللاجئين السودانيين في مصر العودة إلى بلادهم بسبب عدم قدرتهم على البقاء في مصر في ضوء الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهونها.
ووفقًا للتقرير، وبعد عشرة أشهر من اندلاع الحرب في السودان التي أجبرت مئات الآلاف على النزوح، يواجه عديد ممن لجأوا إلى مصر المجاورة خيارًا قاتمًا بين التشرد والعودة إلى ديارهم على مسؤوليتهم الخاصة.
ويستشهد التقرير بالسيدة رحاب، وهي أم نزحت إلى مصر منذ سبعة أشهر، والتي تكافح من أجل بناء حياة لابنتها الصغيرة.
وقالت رحاب البالغة من العمر 28 عاما لوكالة فرانس برس «لدي ابنة ولدت هنا ولا يمكنني العمل لإعالتها».
تجمعت عشرات النساء مثل رحاب في كنيسة صغيرة في شرق القاهرة، وقلن إن عائلاتهن - المكتظة في شقق مكتظة - تنام على أرضيات دون فراش منذ وصولهن.
وقال إبراهيم كير، 28 عاما، مدرس في مدارس الأحد من السودان، موجود في مصر منذ خمس سنوات ويساعد اللاجئين عبر الكنيسة: «جاء الناس إلى مصر معتقدين أن الحياة ستكون أفضل هنا».
وأضاف: «ولكن بعد ذلك يصطدم النازحون بالواقع المرير. ليس لديهم أي نقود، لا يمكنهم الحصول على شقة، الجو بارد ولا يمكنهم الحصول على ملابس شتوية. لذا يعودون إلى السودان».
منذ بدء القتال في أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، عبر أكثر من 450 ألف شخصًا الحدود إلى مصر، وفقًا للأرقام الرسمية.
وقال كثيرون لوكالة فرانس برس إن أولويتهم هي العثور على أي مكان آمن للنوم فيه، حتى لو كان ذلك على أرضية من البلاط البارد.
ولكن مع مرور الأشهر، أصبح من المستحيل تقريبًا العثور على العمل والسكن المناسب والمساعدة، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في مصر التي استمرت عامين.
وأدى ارتفاع التضخم - الذي سجل ارتفاعًا قياسيًا بلغ 39.7 في المئة العام الماضي - إلى الإضرار بسبل العيش في الوقت الذي بدأ فيه السودانيون المنهكون من الحرب في الوصول.
وظهر الكثيرون بالملابس فقط على ظهورهم. وانتهى بهم الأمر إلى الإقامة في شقق صغيرة بها عائلتين أو ثلاث عائلات في كل مرة، وكثير منهم مع معيل واحد فقط بينهم يتقاضون أقل من الحد الأدنى للأجور.
وحاول دان أكوم، البالغ من العمر 34 عامًا والذي ينظف المنازل بدوام جزئي، إقناع صديق بأن الأمور ستتحسن.
لكن بعد شهور من مشاهدة عائلته «غير قادرة حتى على الوصول إلى ما يسدون به رمقهم، اتخذ قراره وعاد إلى السودان».