حديث القاهرة يشير إلى سحق الفلسطينيين في رفح ونهاية غزة حال اندلاع مواجهة بين مصر و "إسرائيل" ويدعو للسلام مع العدو لوقف نزيف الحرب ويتوقع انفراجة كبيرة بعد اجتماع القاهرة الأمني ويناقش زيارة أردوغان لمصر
التاريخ : الأربعاء 14 فبراير 2024 . القسم : سياسية
مضامين الفقرة الأولى: اجتماع القاهرة الأمني
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن الهدف من اجتماع القاهرة الرباعي اليوم بمشاركة من مدير المخابرات المصرية والمخابرات الأمريكية وكذلك المخابرات الإسرائيلية ورئيس وزراء قطر، هو تهدئة الوضع، موضحًا أن مصر تسعى بإرادة قوية لوقف الحرب في غزة، مشددًا على أن هذه الاجتماع يأتي في أجواء إيجابية. وأشار إلى أن الاجتماع كان موجود على الأرض المصرية التي تزرع الزيتون وتطلق حمام السلام وتتمنى للمنطقة والإنسانية والشعب الفلسطيني سلامًا وأمانًا وأمن، مشددًا على أن التشويش التي تخوضه تيارات الإسلام السياسي قد يعمي بعض العيون العاطفية أو يحجب عنها الحقيقة. وتابع: «من مصر وفي مصر وحدها لا شيء يعلو فوق رايات السلام وهو المسعى والطريق التي تعمل به مصر»، مشددًا على أن مصر تعمل منذ اللحظة الأولى لوقف الحرب على غزة.
وتوقع بشير عبد الفتاح، الباحث في الشأن السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تحمل المفاوضات الحالية في القاهرة أخبارًا جيدة فيما يخص الأوضاع في غزة ووقف إطلاق النار وتجنب أي تصعيد والخروج من هذه الأزمة. وقال إن هناك سباق بين مختلف الأطراف؛ لتجنب أي تصعيد في غزة خلال شهر رمضان. وحذر من أن استمرار
وأضاف أن الإدارة الأمريكية الحالية هي الأضعف على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، وغير قادرة على ممارسة الضغوط لكبح جماح حكومة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو المتطرفة، مبينًا أن إسرائيل لم تعد دولة تطاق بسبب التطرف الديني، كما أن الإسرائيليين المعتدلين بدأوا في الهجرة من تل أبيب.
وتابع بأن الحرب في الفكر الصهيوني معناها أنك تدافع عن الصهيونية، مشيرًا إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يريد الحرب؛ لأنها تضعه في قائمة الأبطال، لأن هذا هو الفكر الصهيوني؛ ولذلك يُصر على مواصلة القتال بغض النظر عن الكلفة البشرية الباهظة، وكل ما يهتم به هو إحداث إنجاز عسكري يمحو عار فشله السياسي في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
وذكر أن الرأي العام الإسرائيلي في حالة اضطراب وارتباك ويميل نحو اليمين المتطرف، كما أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لم يعد معنيًا كثيرًا بسقوط الأرواح سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية.
مضامين الفقرة الثانية: الحرب ضد إسرائيل
قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن الموقف المصري واضحًا ورادعًا وقاطعًا من الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة. وأضاف أن مصر كانت رافضة كل خطط وتخطيطات إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالدخول إلى رفح والهجوم على المدينة الفلسطينية، وما زال مرفوضًا ومدانًا من الدولة المصرية. وتابع بأن جميع الأطراف تعي ما الذي ممكن أن يأتي من هذه الحرب، موضحًا أن مصر لم تكن طالبة أو من دعاة الحرب، منوهًا بأن مصر تورطت في حرب كبيرة كارثية عام 1967، ولم تكن طالبة للحروب، وتعلن السلام طريقًا وخيارًا لها، كما أن السلام هو الذي استرد لنا الأرض بعد الحرب.
وشدد على أنه إذا اُنتهكت حدود مصر وسيادتها ستكون الحرب هي السبيل لإيقاف ذلك، مضيفًا: «حربنا حرب دفاعية، وليست حرب تبدأ للهجوم على أحد؛ للدفاع عن كل حبة رمل في سيناء أو مصر بأكملها وهو أمر معلن للجميع وموقف صارم ومؤكد».
وأكد أنه لا يجب أن تأخذ أحد حماسته ويتحدث عن الحرب، قائلًا: «علينا أن نقتدي بحرب أكتوبر، إذ إن مصر كانت تتحدث عن استرداد الحق وعبور القناة ولم نكن نتحدث عن دخول تل أبيب». وأضاف أنه لا بد أن نأخذ بمنهج حرب أكتوبر ونتعلم من دروسه ولا نسخن الدولة ولا نسعى إلى المزايدة الوطنية، مؤكدًا أنه لا معنى لها ولا يجب أن تكون تقاليدنا مستمدة من الفترة الناصرية التي لم تحقق أي انتصار.
وأوضح أن حرب أكتوبر هي التجربة الأنجح ونتأكد أن مصر تبحث عن السلام والجيش المصري لم يقصف مدن أو مدنيين مدى تاريخه، ويستهدف جيش آخر إذا اُعتدى عليه، وليس في عقيدته أن يخرب ويقصف مدنيين، لكن هذه التصرفات المتطرفة هي من جيوش عدوانية ومستعمرة.
وحذَّر المذيع، ممن يدعون إلى دخول مصر حربًا مع إسرائيل ردًا على تصريحات إسرائيل بشأن الهجوم على مدينة رفح الفلسطينية. وقال إن مصر تتمنى للعالم وللمنطقة والشعب الفلسطيني الأمن والسلام والاستقرار. وشدد على أن مصر ليست داعية حرب. واستطرد: «عقيدة الجيوش المعادية التي تضرب المدارس والمصانع ولكن الجيش المصري جيش للإنسانية ويعرف قواعد الحرب ويلتزم بها ويحارب الأعداء، نحن نتكلم عن أقوى جيش في المنطقة مع إسرائيل».
ورأى أن أي حرب ستندلع ستكون نهاية غزة ورفح التي تهتم مصر بحفظها، مضيفًا أن الفلسطينيين في رفح سيسحقون بسلاح إسرائيلي، وهو يحارب مع مصر، وهي لا تهاجم أحدًا، وإذا خاضت حربًا فهي تخوضها دفاعًا عن أرضها.
مضامين الفقرة الثالثة: حماس
هاجم الإعلامي إبراهيم عيسى، حركة حماس، بدعوى هجوم بعض الشباب الفلسطيني على مصر بعد تصريحات إسرائيل بشأن الهجوم على مدينة رفح الفلسطينية، مدعيًا أن هؤلاء الشباب المهاجم لموقف مصر تابعًا لحركة حماس. وقال إن حماس لا ترى في مصر إلا خصمًا أو عدوًا. وأضاف أن حماس إخوانية في الهوى والهوية ومرجعيتها لا علاقة لها بمصلحة الشعب الفلسطيني، متسائلًا: «هل هناك مقاومة في الدنيا تقامر بأرواح شعبها وتصادر حق الشعب في تقرير مصيره كما فعلت حماس؟».
وادعى أن يحيى السنوار لن يظهر يومًا في احتفالات غزة إذا حدثت خشية أن يكون مستهدفًا من الإسرائيليين. كما شدد على أن حماس والإخوان يتربصون شرًا بالدولة المصرية. وأكد أن مرجعية حماس ويحيى السنوار هي الإخوان ومموله القطري أو الإيراني. وشدد على أن حماس حركة لا تحمي شعبها وتفخر بأنها لا تحميه وأن مسؤولية حمايته على الإسرائيليين، كما أن الحركة تركت مواطني غزة دون أن تقدم حتى حماية للمستشفيات، مشددًا على أن هذه وضاعة سياسية من حماس، بينما الأحمق الموجود في الأنفاق يفاوض من أجل ألف أو 1.5 ألف من الأسرى الفلسطينيين بينما استشهد أكثر من 30 ألف فلسطيني في غزة.
وتابع بأن حماس تستخدم الشعب الفلسطيني ورقة في مشروعها السياسي، قائلًا: «لو دخلنا حربًا ضد إسرائيل سيطعن الإخوان في مصر ويهاجمونها ليل نهار». واستطرد أن حماس تمسك في رقبة الشعب الفلسطيني وتسلمه قربانا للجيش الإسرائيلي وتريد أن تورط المنطقة في مشروعها الحمساوي الصغير والإيراني الكبير. وأردف: «لكن يبقى أن مصر الدولة الكبيرة من منطلق الإيمان تعقد هذه الأيام مفاوضاتها ومناقشتها لحقن دماء الشعب الفلسطيني والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».
واستعرض المذيع جزء من مقال قديم للكاتب محمد وشاح على قناة الجزيرة، يقول إن مصر تريد من غزة وبالتحديد حركة حماس أن تتعاون أمنيا ومخابراتيا معها في سيناء لمحاربة تنظيم الدولة وهو ما رفضته حماس لأنها ستدخل نفسها في معارك جانبية لا دخل لها بها وتنحرف بوصلتها الرئيسة الموجهة نحو القدس. والثمن الوحيد الذي تطلبه مصر للإفراج عن المخطوفين الأربعة التابعين لحركة حماس هو ثمن أمني باهظ جدا لا تقوى حماس على تنفيذه على الرغم من أن الأخيرة وكما سمعت من قيادي بارز له باع في هذا الملف عرضت عروضا أبرزها عدم إثارة الأمر إعلاميا حين الإفراج عنهم وعدم السماح بتصويرهم نهائيا وأن يطوى الملف لكن دون جدوى والإجابة لا نعرف عنهم شيئا ولن تقوى حماس أيضا على تنفيذ المطالب الأمنية التي طلبت منها لأن لعنة التاريخ ستطاردها وسينفض جمهورها عنها وتهوي فيما هوت به حركات سابقة.
مضامين الفقرة الرابعة: زيارة أردوغان إلى مصر
كشف بشير عبد الفتاح، الباحث في الشأن السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، تفاصيل الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر. وقال إن هذه الزيارة كان مخططًا لها عقب الانتخابات التركية الأخيرة. وأضاف أن الرئيس التركي فضَّل أن تتم الزيارة في هذا التوقيت لأنها ستسهل عليه أمور كثيرة أولًا هي زيارة منذ القطيعة في عام 2013.
وتابع بأن هناك صعوبة نفسية من هذه الزيارة، والكيمياء السياسية لا زال هناك حاجز سياسي مع القاهرة، معتقدًا أن أزمة غزة قد تذيب حاجز من الجليد وهي الزيارة الأصعب. واستطرد بأن الأزمة في غزة هي أحد الملفات التي تجمع بين الجانبين المصري والتركي، مشددًا على ضرورة ألا يكون هناك قطيعة تامة أو أن يكون هناك ود تام لتكون قاطرة لجذب العلاقات إلى الأمام.
وأردف بأن الدول تبحث عن نقاط الاتفاق التي تجمع بينهم مثل الاقتصاد، وحرص رجال الأعمال على استمرار العلاقات، لافتًا إلى أن التعاون العسكري بين مصر وتركيا كان منذ 2007، كما كانت هناك اتفاقية تجارة حرة بين البلدين منذ 2005. وذكر أنه كان هناك مناورات عسكرية مشتركة، وبات هناك تيبس فيها، ولكن هناك صفقة مشتركة من المسيرات، وأمل أن يكون استعادة للمناورات البحرية المشتركة التي كانت تتم في البحر المتوسط بالتناوب.
وأشار إلى أن تركيا ومصر يتفقان على رفض تفتيت الصومال ورفض توقيع اتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال؛ بما يتيح لإثيوبيا وجودًا عسكريًا في البحر الأحمر.
مضامين الفقرة الخامسة: الأزمة الاقتصادية
أكد الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن المشكلات الاجتماعية تنبع من مواضع من الخلل الاقتصادي ومن الممكن أن تصلح النظم الاقتصادية أوضاعها وتبقى الآثار الاجتماعية موجودة وطويلة، مشددًا على أن المشكلة ليست اقتصادية فقط. وأوضح أن مصر تمر بأزمة اقتصادية لم تمر بها في العصر الحديث، ونقطة تحول في حياة الشعب المصري ولابد من الوضع في الاعتبار طرق التعامل مع تداعيات الأزمة الاجتماعية، منوهًا بأن تبعات الأزمة تحتاج تعبئة مجتمعية ويكون المجتمع شريك في تحمل الأزمة وإدارتها.
وتابع بأن أسوء ما يمكن أن يحدث في الأزمات الاقتصادية أن تسير الدولة بخطة من أجل تحسين الأداء الاقتصادي ويكون المستهلك هو جزء من الأداء الاقتصادي. ولفت إلى أن التآكل في مستوى التماسك الاجتماعي في مصر وهو قدرة على العمل المشترك والثقة بين فردين على العمل سويًا، هو أخطر ما ينتج عن الأزمة الاقتصادية، إلى جانب اهتزاز الأسر المصرية نتيجة ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن التضامن الاجتماعي بين المصريين -الذي لا يصدر من الوزارة- أصبح مهددًا في ظل الأزمة الاقتصادية، بما يؤجج لحالة من القنوط ثم الغضب العام ثم الانفجار كما حدث في عام 2011. وشدد على عدم تكرار أحداث يناير 2011، إلا أن الأخطر من ذلك هو تآكل النسيج المجتمعي، وتصدع الطبقة المتوسطة التي ربما لا ينتبه إليها الحكومة.
أبرز تصريحات إبراهيم عيسى:
- عقيدة الجيوش المعادية تضرب المدارس والمصانع لكن الجيش المصري جيش للإنسانية ويعرف قواعد الحرب ويلتزم بها ويحارب الأعداء فقط..
- الأحمق الموجود في الأنفاق يفاوض من أجل ألف أو 1.5 ألف من الأسرى الفلسطينيين بينما استشهد أكثر من 30 ألف فلسطيني في غزة.