ذا ناشيونال: مصر تخشى أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى دفع الفلسطينيين عبر الحدود

التاريخ : الخميس 22 فبراير 2024 . القسم : ترجمات

تناول تقرير أعدَّه حمزة هنداوي نشره موقع ذا ناشيونال المخاوف المصرية من عواقب هجوم محتمل لجيش الاحتلال على مدينة رفح ومخاطر تدفق اللاجئين عبر حدودها إلى سيناء المصرية.

يقول الكاتب إنه إذا كان هناك شيء واحد يلخص مأزق مصر بشأن تداعيات حرب غزة، فهو مصير مدينة رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع على الحدود المصرية.

ويبدو أن رفح ستكون المحطة التالية في الحملة العسكرية الإسرائيلية للقضاء على غزة، مع مناشدات من مصر والولايات المتحدة والأمم المتحدة ومعظم المجتمع الدولي بعدم شن هجوم بري واسع النطاق في المدينة دون آذان صاغية.

وعلى المحك في هجوم من هذا القبيل حياة حوالي نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الذين لجأوا إلى رفح.

وحذرت الأمم المتحدة بصراحة من أن غزو المدينة «قد يؤدي إلى مذبحة» من شأنها أن تضيف بشكل كبير إلى أكثر من 29300 فلسطيني قتلوا في الحرب حتى الآن.

في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نهاية الأسبوع، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «عواقب إنسانية وخيمة» على الفلسطينيين في رفح إذا شنت إسرائيل هجومًا بريًا في المدينة.

في سياق أوسع، من المحتمل أن تؤدي تداعيات هجوم محتمل في رفح إلى زعزعة استقرار مصر، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 105 ملايين نسمة، مما يعرض للخطر معاهدة السلام التي أبرمتها عام 1979 مع إسرائيل ويخلق عقبة هائلة أمام أي مفاوضات سلام مستقبلية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

عدم وجود مكان للذهاب

ويوضح الكاتب أن قائمة مخاوف مصر تتصدرها احتمال إجبار الفلسطينيين على محاولة اقتحام حدود غزة التي يبلغ طولها 13 كيلومترًا إلى مصر، حيث سيدخلون شبه جزيرة سيناء، المنطقة الوعرة والجبلية وقليلة السكان المحصورة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر.

نظرًا لأنه من غير المرجح أن تسمح إسرائيل للفلسطينيين بالعودة إلى غزة، فإن إعادة توطينهم في سيناء ستؤدي إلى مزيد من «تصفية» القضية الفلسطينية، أو نكبة أخرى.

كما أن هذا التدفق سيجلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الأراضي المصرية. وقال السيسي مؤخرًا إن المسلحين سيتسللون دائمًا إلى الفلسطينيين النازحين الذين يتدفقون على مصر ويشنون لاحقًا هجمات عبر الحدود على إسرائيل من قاعدتهم الجديدة. وأضاف أن ذلك سيمنح إسرائيل رخصة لتنفيذ ضربات انتقامية تستهدف المسلحين على الأراضي المصرية.

ويبدو أن تدفق الفلسطينيين إلى سيناء من رفح ليس بعيد المنال ولا من نسج خيال السلطات المصرية.

وبالفعل، يعيش الفلسطينيون النازحون في رفح في مخيمات مؤقتة على بعد أمتار فقط من السياج الحدودي. ويلعب أطفالهم على مقربة من السياج الحدودي.

تُظهر الصور واللقطات المنشورة على الإنترنت فلسطينيين يتحدثون مع جنود مصريين يحرسون الحدود. وفي بعض الحالات، يسأل الأطفال لماذا لا يمكن السماح لهم بالعبور إلى مصر.

إذا نفذت إسرائيل تهديدها بغزو رفح، يمكن تحويل تلك الصور إلى فلسطينيين محشورين على السياج الحدودي، متوسلين السماح لهم بالدخول إلى مصر هربًا من الموت أو الإصابة.

ويقول الكاتب إن عدم السماح لهم بذلك من شأنه أن يلقي بمصر في ضوء سلبي للغاية: بلد بلا قلب، غير مبال بمحنة الشعب الفلسطيني الذين ادعت منذ فترة طويلة أنها تناصر قضيتهم.

الاستعدادات على الحدود

ويلفت الكاتب إلى أن السلطات المصرية تعمل بالفعل على ما تصفه مصادر أمنية بأنه «حاضنة» - حاضنة مسورة على مساحة 25 كيلومترًا مربعًا من الأرض في سيناء بجوار حدود غزة.

وتقول مصادر مطلعة على المشروع إن الهدف هو أن تكون مصر قادرة على استيعاب الفلسطينيين الذين قد يندفعون عبر الحدود هربًا من هجوم إسرائيلي، وبالتالي تجنيب مصر أي دعاية ضارة يمكن أن تأتي من قتل الفلسطينيين في رفح بينما تظل الحدود مغلقة.

وقالت المصادر إنه سيسمح أيضًا بستيعاب الفلسطينيين الذين يصلون إلى مصر في مكان واحد حيث يمكن للسلطات ممارسة أقصى درجات السيطرة.

من جانبها، نفت مصر رسميًا أنها تبني مثل هذه المنشأة وتقول إن صور الأقمار الصناعية للموقع التي نشرتها مجموعات المراقبة تظهر العمل على بناء مركز لوجستي للمساعدة في غزة.

قالت المصادر التي تحدثت إلى صحيفة ذا ناشيونال إن هذا النفي الرسمي يهدف إلى تثبيط التلميحات بأن مصر ستسمح للفلسطينيين بالنزوح عبر الحدود، ومواجهة الاتهامات بأن القاهرة تساعد على نحو غير مباشر المجهود الحربي الإسرائيلي.

وقال أحد المصادر «إنه إجراء احترازي مشروع من القوات المسلحة لجعل هذه المنطقة خط دفاع أول إذا اقتحم الفلسطينيون الحدود هربا من النيران الإسرائيلية في رفح».

وأضافت المصادر أن مصر تقوم في غضون ذلك ببناء جدار خرساني على بعد 10 أمتار فقط من الأسلاك الشائكة والحواجز على الحدود مع غزة.

وأوضحوا أن البناء جاء في أعقاب قصف إسرائيلي على جانب غزة من معبر رفح الحدودي في الأيام الأولى للحرب.