تقدم الجيش السوداني الكبير في أم درمان قد يمهد لاستعادة السيطرة على الخرطوم

التاريخ : الخميس 22 فبراير 2024 . القسم : إقليمي ودولي

أعلن الجيش السوداني تحقيق "أول تقدم كبير" منذ اندلاع المعارك واستعادته السيطرة على غالبية مدينة أم درمان شمال العاصمة الخرطوم؛ حيث التقت للمرة الأولى قواته القادمة من منطقة كرري العسكرية شمال المدنية مع قوات سلاح المهندسين القادمة من جنوبها والتحمت في شارع العرضة وسط المدينة، في تقدم احتفل به الجنود والسكان. وأفاد إعلام مجلس السيادة أن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، عقد اجتماعات مع قيادات الجيش في منطقة "وادي سَـيِّـدنا" العسكرية شمال أم درمان، بحضور مدير جهاز المخابرات العامة.

الرأي:

تعدّ أم درمان أكبر مدن العاصمة السودانية الثلاث من حيث عدد السكان، وهي بوابة العاصمة مع ولايات نهر النيل والشمالية والنيل الأبيض وشمال كردفان، كما تعتبر الشريان الرئيس لإمداد قوات الدعم السريع في العاصمة بالمقاتلين والأسلحة من غرب البلاد، وتوجد بها أهم مقار أسلحة الجيش، وتشمل قاعدة منطقة كرري العسكرية وقاعدة وادي سيدنا الجوية، والقوات المحمولة جوًا والدفاع الجوي، والقوات الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة، وسلاح المهندسين.

ومنذ بداية المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، سيطرت الأخيرة على مساحات واسعة من المدينة، بينما استطاع الجيش الحفاظ على قواعده فقط، ولم يحقق تقدمًا ملحوظًا حتى مطلع العام الجاري؛ حيث بدأ استخدام الطائرات المسيرة بشكل أكثر فاعلية. وقد ساعده ذلك في توسيع نطاق سيطرته حول العاصمة، والسيطرة على أجزاء واسعة من مدينة أم درمان، كما استطاع فك الحصار عن قوات سلاح المهندسين التي كانت محاصرة تقريبًا منذ بدء القتال، لكنّها أصبحت الآن على اتصال بمنطقة كرري ومن ثم انتظمت امداداتها اللوجستية.

وإذا حافظ الجيش على تقدمه في أم درمان، فإن ذلك سيمثل نقطة تحول محتملة في الصراع؛ فقد يمهد لاستعادة سيطرته على أم درمان بشكل كامل وربط نقاطه العسكرية فيها، وسيكون بذلك قادرًا على دعم وربط نقاطه شمال وجنوب منطقة بحري. وبالتالي، فإن هذه الخطوة ستكسر بشكل فعال الحصار المفروض على مقر القيادة العامة للجيش، وتزيد إمكانية استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم.

يتزامن هذا التقدم العسكري مع التحضير لجولة مفاوضات جديدة عبر منبر جدة الذي ترعاه السعودية والولايات المتحدة، وهو ما يحسن مواقف الجيش التفاوضية، وهو ما ستعمل قوات الدعم السريع بدورها على حرمان الجيش منه بتصعيد عملياتها؛ حيث سبقت كل الجولات السابقة تحركات عسكرية مماثلة.