التاسعة يشير إلى إسقاط %7 ديون مصر عبر بيع رأس الحكمة في يوم واحد وينفي بيع ملكية الأرض للتحالف الإماراتي ويؤكد استمرار الأزمة الاقتصادية رغم إبرام الصفقة نتيجة ارتفاع معدلات التضخم
التاريخ : السبت 24 فبراير 2024 . القسم : اقتصاد
مضامين الفقرة الأولى: بيع رأس الحكمة
قال الإعلامي يوسف عابدين إن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أكد أن مشروع تنمية منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي الغربي، بالشراكة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، سيتضمن الشق الأول، استثمار أجنبي مباشر بقيمة 35 مليار دولار سيتم ضخها إلى الدولة خلال شهرين، منهم الدفعة الأولى 15 مليار دولار، ثم يعقبه بعد شهرين الدفعة الثانية 20 مليار دولار، والشق الثاني سيكون على هيئة أرباح وسيكون للدولة المصرية نحو 35% من أرباح المشروع. وأوضح أن المشروع سيكون ممثل عن الجانب المصري هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وأبو ظبي التنموية القابضة من الجانب الإماراتي، موجها الشكر للقيادة السياسية للدولتين على دعمهم لتنفيذ هذا المشروع في وقت قياسي.
وأشار الى أن المشروع يتضمن تأسيس شركة رأس الحكمة وستكون هي الشركة مساهمة مصرية للمشروع، وستتضمن إقامة فنادق ومشروعات ترفيهية، منتجعات سياحية ومنطقة المال والأعمال، وإنشاء مطار دولي جنوب المدينة، لافتا إلى أنه ستكون هناك تنمية متكاملة في كل المجالات وتستقطب نحو 8 ملايين سائح متوقع، كما أشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى وجود تدفق أموال من الجانب الإماراتي ما لا يقل عن 150 مليار دولار سيتم تدفقهم طوال مدة تنفيذ المشروع.
وذكر المذيع أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، شهد مراسم توقيع أكبر صفقة استثمار مباشر من خلال شراكة استثمارية، بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وشركة أبو ظبي التنموية القابضة بدولة الامارات العربية المتحدة؛ لتنفيذ مشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي، والتي تأتي في ضوء الجهود الحالية للدولة المصرية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. ووقع الاتفاقية عن الجانب المصري الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وعن الجانب الاماراتي محمد السويدي، وزير الاستثمار، وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين بالدولتين، كما حضر عدد من نواب البرلمان المصري، ونخبة من كبار الإعلاميين.
وأكد السفير محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري أن مشروع رأس الحكمة، في غاية الأهمية لصالح الاقتصاد المصري. وأضاف أن هذا المشروع الضخم يحتاج إلى عدة سنوات لإكماله، ويفوق تمويله 150 مليار دولار. وأوضح أن هناك مبلغًا كبيرًا مقدرًا بـ 35 مليار دولار سيتم استلامه من قبل مصر خلال الفترة المقبلة، إلى جانب الحصول على نسبة 35% من الأرباح المستقبلية للمشروع. وأكد أن المشروع، بالشراكة بين مصر ودولة الإمارات سيتضمن الشق الأول، استثمار أجنبي مباشر بقيمة 35 مليار دولار سيتم دخولهم إلى الدولة خلال شهرين، منهم الدفعة الأولى 15 مليار دولار، ثم يعقبه بعد شهرين الدفعة الثانية 20 مليار دولار، والشق الثاني سيكون على هيئة أرباح وسيكون للدولة المصرية نحو 35% من أرباح المشروع.
وقال رئيس اتحاد الصناعات، المهندس محمد السويدي، إن هناك العديد من الرسائل، التي بعثت بها توقيع صفقة رأس الحكمة اليوم، وأهمها رسالة الطمأنينة بأن مصر دولة آمنة للاستثمار. وأضاف: "نتمنى أن تتكرر، وأن تفتح الحكومة باب التعاون بشكل أكبر مع القطاع الخاص، في كل المجالات". وقال: "هناك حالة استقرار ستشهدها مصر في فترة قريبة، وحجم أموال الدفعة الأولى من الصفقة، تعادل حجم الاحتياطي النقدي الأجنبي في البنك المركزي بالكامل، بالتالي فهي صفقة ليست بالقليلة". وتابع: "تلك الصفقة تؤكد أن مصر كدولة لم تنتقص حق أحد حتى وإن حدث بعض التأخير في بعض الأحيان، ولكن في النهاية كل الشركات تحولت لها أرباحها واستكملت استثماراتها".
وقال أحمد الوصيف، رئيس اتحاد الغرف السياحية، إن مشروع تطوير رأس الحكمة، هو مخطط لمدينة سياحية عالمية ومتكاملة، يمكنها جذب أعداد كبيرة من السائحين بشكل مباشر لها، وبشكل غير مباشر للمدن الأخرى والمزارات السياحية في مصر. وأضاف: "في البحر الأحمر لدينا أكثر من 70 ألف غرفة فندقية في الغردقة، ومثلهم في جنوب سيناء، ولكن منطقة الساحل الشمالي، كنا نفتقد لعدد غرف كبير، وحاليا هناك 5000 غرفة فندقية فقط، الآن لدينا مشروع استثماري قوي، يمكننا من إضافة غرف فندقية جديدة". وقال: «نتحدث اليوم عن مارينا عالمية يصل إليها المراكب السياحية الكبيرة التي تحمل آلاف السائحين، ويمكنها زيارة العديد من المدن في مصر، ويمكن عمل برامج لهم، واليوم هذه المدينة بها مركز مالي ولن تضم سائحين في الصيف فقط، بل ستستمر في الشتاء أيضًا».
وقال الخبير الاقتصادي، أشرف غراب، إن مشروع تطوير رأس الحكمة، هي أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر دخلت مصر، مشيرا إلى أن ذلك يعكس قدرة مصر على تجاوز الصعاب. وأضاف أن مشروع تطوير رأس الحكمة أعطى للناس شعورا بالثقة في الاقتصاد المصري في المستقبل القريب. وقال: «هذا المشروع سيكون له تأثير على كافة الأصعدة الموجودة في مصر، وأبرزها تشجيع الاستثمار الأجنبي، ومصر لها حصة كبيرة في أرباح المشروع تتخطى الـ 35%، والجانب الإماراتي سيضخ مبلغا كبيرا يصل لـ 150 مليار دولار». وتابع: «هذا المشروع سيوفر ملايين فرص العمل وسيؤثر بشكل إيجابي على المستوى الاجتماعي للمواطنين».
وقال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، إن مشروع تطوير رأس الحكمة، هو استثمار جاء في وضع صعب للغاية. وأضاف أن هذه المشروعات التي تدخل فيما يسمى بالمشروعات الضخمة، لا نراها كثيرا خلال السنوات المعدودة الماضية، وبالتالي الاستثمار المباشر كان يواجه مشكلة بسبب ارتفاع تكلفة التمويل، وهي أزمة يواجهها العالم بشكل عام. وقال إن مصر قدمت عرض بحصة عينية في المشروع وتحصل على مقابل فوري، وتحصل على عوائد من شراكتها في المشروع، ونحن نتحدث عن مزايا متعددة من المشروع وأبرزها تنمية الساحل الشمالي، كما تم الاستفادة من البحر الأحمر. وتابع: «هذا المشروع كان مستهدفا وتم وضع خطة كاملة له منذ فترة، وكل مشروع يأتي التوقيت المناسب له للتوقيع والتنفيذ».
وأكد أن مشروع "رأس الحكمة" سيكون بداية لمشاريع كثيرة تعمل عليها الدولة بالتعاون مع كيانات كبرى لتحقيق طفرة اقتصادية، خاصة في ظل الأوضاع الدولية، مشيرًا إلى أن المشروع ضخم، وسيعمل على نقل السياحة المصرية لمكانة متقدمة، حيث يعمل على زيادة التنمية السياحية. وأوضح أن المشروع سيحقق مجموعة من الفوائد، مثل زيادة التنمية السياحية والتنمية العمرانية على الساحل الشمالي بالكامل، بالإضافة إلى جذب العديد من القطاعات العاملة في نفس المجال مثل قطاع الصناعة. وأضاف أن المشروع سيعزز أيضا استقرار سوق الصرف عبر الضخ الفعلي للدولار، مما يدفع الاحتياطي النقدي للارتفاع، ودخول استثمارات أجنبية مباشرة تعمل على استقرار أسعار صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية الأخرى.
وقال محمد أبو العاصي، المحلل الاقتصادي، إن مشروع تطوير رأس الحكمة تم الحديث عنه والمفاوضات الخاصة به منذ 8 أشهر، وأدارت تلك المفاوضات وزارة التخطيط تحت مظلة الحكومة المصرية، بالإضافة إلى وزارة المالية والبنك المركزي، بالإضافة إلى الكثير من الأجهزة التي كانت تدعم تلك الصفقة لإتمامها. وأضاف: "أعتقد أن المفاوضات كانت تجري مع عدة دول ومن بينها الجانب الصيني، ودول عربية أخرى أيضا كانت ترغب الصفقة، إلا أن العرض الأنسب كان العرض الإماراتي" وقال: «مشروع تطوير رأس الحكمة هي أكبر صفقة استثمارية في تاريخ مصر الحديث أو القديم، وهو مشروع كبير للغاية، والعرض في ظروفنا الحالية مرضي لكل الأطراف والجميع مستفيد منه سواء الجانب المصري أو الإماراتي». وتابع: «هذا المشروع منح مصر شهادة ثقة، حيث أنا كحكومة مصرية أقوم بطرح مشروعات كبيرة بالشراكة مع القطاع الخاص مما يعطينا القوة، ونتحدث اليوم عن أموال مباشرة تدخل خزينة مصر 35 مليار دولار». ولفت إلى أن مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة أسقط 7٪ من ديون مصر في يوم واحد فقط.